شفق نيوز/ وسط تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، يجد إقليم كوردستان نفسه أمام مشهد سياسي وأمني معقد يُلقي بظلاله على مفاوضات تشكيل الحكومة الإقليمية العاشرة.
ويأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات متزايدة، ما يفتح الباب أمام احتمالات تأجيل الاستحقاقات السياسية القادمة في الإقليم، وعلى رأسها الانتخابات.
المشهد السياسي تحت ضغط الحرب
وقال برهان محمد وهو مراقب سياسي، لوكالة شفق نيوز، إنه بينما تواصل الأحزاب الكوردية مفاوضاتها منذ شهور لتشكيل الكابينة الوزارية الجديدة، دخل العامل الإقليمي كأحد أبرز المؤثرات الجديدة، خاصة بعد تصاعد الاشتباك بين طهران وتل أبيب، وسقوط طائرات مسيرة وقذائف في مناطق قرب أربيل.
وأضاف أنه "رغم مرور أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية في الإقليم، لم تتمكن الأحزاب الفائزة وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، من الاتفاق النهائي على توزيع المناصب السيادية وتشكيل الحكومة، ففي هذا السياق، تعد الحرب الإقليمية الحالية عنصراً ضاغطاً إضافياً يعقّد مناخ التفاوض ويزيد من الحاجة لحكومة متماسكة".
كما أشار محمد إلى أن "مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، وتصاعد التهديدات المتبادلة، يواجه إقليم كوردستان لحظة مفصلية تستوجب توافقاً سياسياً عاجلاً، ليس فقط لتشكيل الحكومة، بل لحسم مستقبل الانتخابات ومكانة الإقليم في معادلة الصراع الإقليمي".
يذكر أن الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، في نيسان 2025، قد دعا الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكوردستاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني الى الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة للإقليم، مشدداً على ضرورة النأي بالعراق عن الصراع القائم في المنطقة.
في المقابل، أكد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل جلال طالباني، الشهر الماضي، أنه يأمل التوصل إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بشأن تشكيل الحكومة الجديدة لإقليم كوردستان بأقرب وقت ممكن.
توقعات بالتأجيل
من جانبه، قال المحلل السياسي لقمان علي، في تصريح للوكالة، إن "حكومة إقليم كوردستان الحالية وظروف تشكيلها جاءت في وقت حساس مليء بالأزمات، بدأتها الخلافات السياسية بين القوى الرئيسية، وتبعتها الأزمة المالية والخلافات مع بغداد".
وتابع علي، حديثه قائلاً: "الآن جاءت الحرب الإيرانية الإسرائيلية لتضيف بُعداً جغرافياً خطيراً، حيث ان الإقليم هو الأقرب ميدانياً لهذه المواجهة، أرضًا وسماءً".
وأشار إلى أن التطورات الأخيرة قد تُعيد النظر في توقيت الانتخابات المقبلة داخل الإقليم"، متوقعاً في ذات الوقت طرح "فكرة تأجيل الانتخابات إلى ما بعد انتخابات مجلس النواب العراقي، خاصة في حال تأجلت الأخيرة أيضاً".
إلى ذلك، يرى مراقبون أن تأخر تشكيل الحكومة لا يفقد العملية السياسية زخمها فحسب، بل يفتح أيضاً الباب أمام فراغ سياسي يُمكن أن تستثمره التوترات الخارجية.
وبعد أكثر 7 أشهر على انتخابات برلمان كوردستان، ما يزال الإقليم دون حكومة جديدة وسط جمود سياسي، حيث أخفقت الاجتماعات المتكررة بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني في كسر حالة الانسداد، مما أطال أمد الفراغ الحكومي.
وتعثّر محاولات التفاهم تركز بشكل أساسي حول المناصب الرئيسية والسيادية والإدارية الكبرى، الأمر الذي ينذر بانعكاسات سلبية على اقتصاد الإقليم وعلاقته في بغداد ودول الجوار، فضلاً عن تأثيراته على المزاج الشعبي.
هذا التعثّر ليس الأول من نوعه، بل سبق أن شهدت الدورات السابقة تأرجحاً واضحاً بين فترات قصيرة وأخرى امتدت لنحو سنة، تخللتها مراحل من الشدّ والجذب حول تشكيل حكومة الإقليم. وتكررت خلالها الخلافات السياسية والتباينات الحزبية التي أعاقت الوصول إلى توافق نهائي، ما جعل عملية تشكيل الحكومة تمرّ دائماً بمخاض طويل ومعقّد.
907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع