الشارع الكردي قلق من التكتم على صحة طالباني.. والتكهنات ليست متفائلة

        

       قيادي بارز في حزبه : عائلته لم تسمح لنا بزيارته!!

أربيل: معد فياض «الشرق الأوسط» - تتحول الأنباء عن صحة الرئيس العراقي جلال طالباني هنا في إقليم كردستان العراق إلى ما يشبه الألغاز،

فالرئيس الغائب في رحلة علاج بمستشفى في ألمانيا نتيجة إصابته بجلطة في الدماغ منذ عشرة أشهر، حاضر في مدينته ومعقل حزبه، الاتحاد الوطني الكردستاني، بمجرد صور كبيرة تتصدر واجهات المدينة التي تغيرت خارطتها السياسية بعد خسارة حزب طالباني وفوز حركة التغيير المعارضة التي يتزعمها رفيقه السابق في قيادة الحزب نوشيروان مصطفي. بل إن صور مصطفي صارت تأخذ الصدارة في محلات بيع الصور في الشوارع الرئيسة بالسليمانية منذ تصاعد جماهيرية حركته هناك.

وفيما يتهامس أعضاء وأنصار الاتحاد الوطني حول ما يعتقدونه أو ما يخمنونه عن صحة زعيمهم، متشبثين بالتصريحات المتفائلة التي يطلقها بين الحين والآخر الدكتور نجم الدين كريم، محافظ كركوك والقيادي في الحزب والطبيب الخاص للرئيس والمقرب منه، فإن الآخرين يطلقون أسئلتهم بصوت عال وبشكل علني مطالبين بمعرفة تطورات صحة رئيس الجمهورية، فهذا أمر لم يعد من العدل إخفاؤه على الشعب العراقي عامة وعلى أعضاء وأنصار حزبه خاصة. بل إن تغييب المعلومات عن صحة الرئيس الغائب أرخت الحبل لأفكار وشائعات وأخبار لا أحد يعرف درجة مصداقيتها، بعضها متفائل والبعض الآخر متشائم.

وعلى حد قول صحافي كردي يعمل في صحيفة محلية في أربيل فإن «إطلاق الشائعات أحيانا يأتي بنتائج إيجابية»، واصفا تلك الشائعات أو الأخبار بأنها «مثل رمي حجر في بركة راكدة لتتحرك مياه هذه البركة، وأخبار مام جلال أصبحت مثل بركة مياه راكدة وعلينا أن نحركها كي نتلقى ردود أفعال سواء من عائلة الرئيس التي تحتكر سرية أنباء صحة الرئيس، أو من قبل طبيبه الخاص الدكتور كريم». مستطردا: «لكن للأسف فإن ردود الأفعال من قبل عائلة الرئيس، وأعني بها زوجته هيرو أحمد، أو من قبل الدكتور كريم أدخلت أنصار حزبهم والعراقيين عامة في دوامة أخرى من الشكوك، بل وقادت بعض المتشائمين إلى أن يؤكدوا شكوكهم ويحولوها إلى يقين». ويقول هذا الصحافي، الذي فضل عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن «كل ما سمعناه من زوجة الرئيس طالباني قبيل الانتخابات وفي خطاب انتخابي دعاء بموت كل من يتحدث بسوء عن صحة طالباني، وهذه الكلمات لم ولن تجيب على أسئلة الشارعين الكردي والعراقي بصورة عامة حول صحة الرئيس بل على العكس من ذلك تعقد الموقف وتدخلنا في دوامة من الشكوك والحيرة».

ويضيف الصحافي الكردي قائلا: «كلنا نحب مام جلال لتاريخه النضالي الطويل من أجل شعبنا الكردي ومن أجل العراق، وكلنا نعترف أنه قدم كثيرا لبلده وشعبه وأن غيابه جاء في وقت عصيب، لكن من حقنا كمواطنين أن نعرف الحقيقة، وليس من حق أحد إخفاء هذه الحقيقة كونه رئيس جمهورية»، منوها بأن «الدكتور كريم، وهو أكاديمي ممتاز لكنه يتصرف كرجل إعلام وسياسة وليس كطبيب فحسب، إذ إنه ومنذ شهور طويلة يطلق التصريحات ويقول إن صحة مام جلال جيدة، ونتمنى أن يكون ذلك صحيحا، وأنه سيعود بعد أيام، وأنه اتصل به هاتفيا وتحدث معه ويحيي العراقيين، وهذا ما جعل الناس تتساءل: إذا كان الرئيس يتحدث هاتفيا فلماذا لا يحيي شعبه من خلال شاشات التلفزيون ولو لثوان قليلة؟ كما ن حزبه كان أحوج ما يكون لهذه التحية المتلفزة خلال الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان».

«الشرق الأوسط» حاولت جاهدة الاتصال بالدكتور كريم لكن على ما يبدو أنه لا يرد على هاتفه وربما لكي لا يجيب على أسئلة تتعلق بصحة الرئيس طالباني، كما أسر لي الصحافي الكردي الذي قال: «لقد حاولنا مرارا الحديث مع الدكتور كريم ولم يجب على أسئلتنا». والمفاجأة أن قياديا بارزا في الاتحاد الوطني يعترف لـ«الشرق الأوسط» بأنه لا أحد يعرف أية معلومات عن صحة مام جلال سوى عائلته وطبيبه الخاص نجم الدين كريم، ويضيف: «نعم أعضاء المكتب السياسي والقياديون في الحزب عندهم المعلومات ذاتها التي تتداول في الشارع ونسمع نفس تصريحات الدكتور كريم، وعندما نسأل عنه، سواء السيدة هيرو أو أي من أفراد عائلته، فإن الإجابة تأتي مطمئنة جدا وأن فخامته بخير وسيعود إن شاء الله قريبا». ويصمت هذا القيادي في حزب طالباني قليلا، ليضيف: «أعتقد أن هذا الصمت يعني أن هناك أنباء غير مطمئنة».

وتابع القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا: «أنا شخصيا أشعر بالحرج عندما يسألني الآخرون عن صحة مام جلال»، مشيرا إلى أنه «رفضت طلبات لنا بزيارة مام جلال، عائلته لم تسمح لأي منا، ولأي عضو في المكتب السياسي بزيارة زعيم حزبنا ورفيقنا الذي نكن له كل المحبة ونتمنى له كل الخير، والموضوع لا يتعلق برب عائلة اعتيادي بل بزعيم حزب ورئيس جمهورية وبشخصية معروفة عربيا ودوليا».

يذكر أن أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب كان قد أكد بأن عائلة الرئيس لم تسمح له بزيارة الرئيس طالباني، كما لم يسمح لأي شخصية سياسية أو حكومية بزيارته منذ نقله إلى ألمانيا قبل عشرة أشهر وحتى اليوم.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1250 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع