الفقراء يخشون قدوم العيد... فمن يعينهم عليه

 


المدى:أية لهفة تلك التي ينتظر بها الأطفال العيد وأي خوف ذاك الذي يدور حول الآباء العاجزين عن شراء حاجيات العيد، اي حزن ذاك الذي يغلف قلوب الأمهات وهن يبحثن في (جزاديدهن) عن عيدية، اي صباح ذاك الذي يستقبل الفقراء العيد به، وأية ليلة تلك تفصلهم عن صباح العيد.

سجاد، صبي في الثالثة عشرة من عمره يتوسط الشارع لبيع المناديل الورقية (الكلينكس)، يقول انه يعمل حتى في ايام العيد، اذ ينتقل مع ابن عمه لبيع الماء قرب مدن الألعاب والمتنزهات. وعن عدم احتفاله بالعيد أسوة بأقرانه بيّن انه يعمل من أجل شراء ملابس لإخوته الصغار. على مقربة منه يقف سيف، ذو الخمسة عشرعاما، والذي لم يحتفل بالعيد منذ اربع سنوات، سيف يبيع واقيات زجاج السيارات: لم يعد العيد لنا نحن الفقراء، او قطعنا علاقتنا بالعيد منذ سنين، ردد تلك الكلمات وهو يتجه صوب سيارة حديثة يعرض بضاعته قائلا: العيد لهؤلاء فقط.
ما الذي هيأته امانة بغداد وبلدياتها للفقراء، هل فكرت الحكومة بهم، هل وزعت الجهات الدينية والخيرية كسوة العيد ولو على بعضهم، هل تفقدّهم رجال الدين والسياسية. أم سلام تجلس أمام مول بغداد الجديدة تبيع بعض الحاجيات البسيطة عسى ان تجد بثمنها ما يمكن شراؤه من ملابس لبناتها الثلاث. فيما ظل أبو وهاب مصراً على بيع ما تصنعه احدى بناته من "ليف" الحمام. اما الشاب هيثم، فرغم عوقه لكنه مصر على ان يفرح إخوته الصغار بالعيد، فقد ظل لساعات طوال يجلس خلف الميزان الالكتروني الذي سدد آخر أقساطه قبل ايام.
في سوق بغداد الجديدة كل يبحث عن مرامه، خلف جامع السامرائي ثمة بسطيات تعلن عن تخفيضات كبيرة بمناسبة العيد. علي، شاب ينادي بأعلى صوته ( وين الفقراء هلا بيهم هلا بيهم)، كان ينادي على بعض التيشيرتات والبناطيل الخاصة بالأطفال حيث تزدحم النسوة على بسطيته، فقد اعلن ان سعر القطعة ألف دينار. أم بنين، كما عرّفت نفسها، اشترت قرابة عشرين قطعة مختلفة الأحجام والألوان، حيث ذكر علي انها تقوم بتوزيعها على بعض العوائل الفقيرة والنازحة التي تسكن المدارس والجوامع والحسينيات. ام بنين تمنت لو انها تملك اكثر، لكن هذه قدرتها على مساعدة الآخرين.
المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء مظهر محمد صالح، اعلن عن ارتفاع مستويات الفقر في العراق إلى 23% بعد نزوح عدد كبير من المواطنين، مبينا: إن الحرب ضد تنظيم داعش تمثل جزءاً كبيراً من العبء الاقتصادي والاجتماعي الذي يعانيه العراق، فضلاً عن نزوح أكثر من أربعة ملايين مواطن. موضحا: أن النزوح رفع من مستويات الفقر في العراق إلى 23%، حيث ان هناك أربعة من أصل كل عشرة نازحين يعيشون دون خط الفقر.
من جهتها، كشفت وزارة التخطيط عن ارتفاع نسبة الفقر في العراق الى 22.5%، وارتفاع النمو السكاني 3% سنوياً.وقال المتحدث الرسمي للوزارة عبد الزهرة الهنداوي: ان نسبة الفقر ارتفعت خلال العام 2015 الى 22.5%، بعد ان كانت نسبة الفقر خلال العام 2014 قد بلغت 15%، لافتاً الى ان النسبة ارتفعت بعد سقوط مدينة الموصل ومجموعة من المدن العراقية بيد عصابات داعش الإرهابية، التي تسبب بحدوث موجة نزوح عالية لملايين المدنيين.
وعن النمو السكاني، اشار الهنداوي الى ان نسبة النمو السكاني في العراق مرتفعة، حيث ان العراق من البلدان التي تتمتع بنسبة نمو سكاني عالية تصل الى 3% سنوياً، أي يكون واقع الزيادة السكانية مليون نسمة في كل عام.
اسواق الملابس المستعملة او ما يعرف بـ(البالات) باتت سوقا رائجة ومزدهرة في العراق، حيث تتخلى شعوب الدول التي تشترى نفطه الذي يصل لملايين البراميل باليوم عن ملابسها للعراقيين او الفقراء منهم الذين لم يصلهم شيء من اموال النفط. ابو حسنين، بائع ملابس مستعملة في سوق "البالة"  الباب الشرقي قال في بداية حديثه وهو يشير لموكب سيارات مظللة مر قرب نصب الحرية بسبب هؤلاء زاد عدد الفقراء وانتعش سوق "البالة" الذي بات ملاذا للفقراء. مضيفا: أن الكثير من الفقراء يجدون في البالة ضالتهم، اذ يتمكن رب العائلة من تجهيز كل افراد عائلته بسعر قطعة واحدة من المحال او المولات، لافتا: أن هذا الموسم شهد اقبالا كبيرا لشراء ملابس البالة قبل عيد الفطر المبارك. سهام عامر، أرملة تعمل في معمل للمنتجات الغذائية، تقول إن ملابس البالة خير عون لنا في مثل هكذا مناسبات بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجديدة، مضيفة: ان ما تتقاضاه من عملها يكاد يسد ايجار البيت. مبينة: ان ولدها هشام يعمل في محل لغسل السيارات يسد مما يجنيه بعض احتياجات العائلة.  ابو زاهد، بائع الحلويات بعربته الجوالة ختم الجولة وهو يردد بيت الشعر الشهير للمتنبي (عيد بأية حال عدت   ياعيد *** بما مضى أم بأمر فيك تجديد).

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

631 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع