نادي القلم المغربي بتنسيق مع مؤسسة الزرقطوني للأبحاث والثقافة والجمعية البيضاوية للكتبيين تكريم الفنان التشكيلي بوشعيب خلدون في المعرض الوطني للكتاب بساحة السراغنة في دورته التاسعة
في حفل بهيج بساحة السراغنة بمدينة الدار البيضاء، يوم السبت الماضي ثم الاحتفاء بالفنان التشكيلي والإعلامي بوشعيب خلدون في اليوم الافتتاحي للمعرض الوطني للكتاب ، هذا الاحتفاء والتكريم أتى بمبادرة من نادي القلم المغربي وبتنسيق مع مؤسسة الزرقطوني للأبحاث والثقافة والجمعية البيضاوية للكتبيين، بحضور مجموعة من أصدقاء الفنان ومفكرين وكتاب ومثقفين وفنانين ، وقد ترأس جلسة التكريم الدكتور والكاتب شعيب حليفي مفتتحا الحفل بكلمة مرحبا بالمحتفى به ومتحدثا عن مساره الطويل في خدمة الثقافة والفن مضيفا أن ببفنان بوشعيب فضال كثيرة علينا وأن اختياره للتكريم لم يأت من فراغ وان اعماله مشهود لها وطنيا ودوليا ، مذكرا بسلوك الفنان وحسن تعامله الراقي مع الجميع وتكاد لا تجد عدوا للفنان يضيف الاستاذ حليفي أن الفنان التشكيلي بوشعيب خلدون محل اجماع وثقة الجميع.
وبعدها تناولت الكلمة عائشة عرجي اللبار وهي إعلامية وفنانة تشكيلية قائلة أن أحد من نكرمهم اليوم يستحق ذلك لأنه سفير للفن في الديار العربية والغربية وهو كذلك ناقد وشاعر وفنان مشهود له بالكفائة وعمق النطر والتفكير وله اسلوبه الخاص في أعماله التي سبق لها ان درست باليابان ، مذكرة ان الفنان مؤسس ورئيس للملتقى العالمي للفن المعاصر ورئيس المركز العالمي للفنون التشكيلية فرع المغرب العربي وهذا لم يأت من فراغ بل من عمل متواصل وجهد كبير،مذكرة ذات الوقت بخصاله الجميدة وثقافته الواسعة،
بعد ذلك تناوات الكلمة الدكتورة والشاعرة التركية فيروز شاد أوغلو وألقت بمناسبة هذا التكريم قصيدة رائعة من ديوانها الذي سيصدر قريبا قصيدة اهداء للمكرم وبعدها تناول الكلمة رئيس ندوة التكريم الدكتور شعيب حليفي ليؤكد انه تفاجأ وهو يستعد لهدا التكريم منذ شهر من حجم الكلمات والقراءات النقدية التي كتبت وأرسلت للفنان التشكيلي بوشعيب خلدون وهذا مما جعلنا نفكر في اصدار كتاب قريبا في حق بوشعيب خلدون ،
وبعدها تناول الكلمة الإعلامي يونس الخراشي ومما جاء في جديثه بوشعيب خلدون، صديقنا المحتفى به اليوم، واحد من هؤلاء المغاربة الذين نجحوا في أن يحولوا مخزونهم الفني الثقافي إلى أعمال إبداعية لا تنفك تثير إليها الانتباه، سواء في المغرب أو خارجه، مخبرة عن شاب في روحه يمتلك طاقات كبيرة جدا، عثرت لها على مخارج شتى، وتجسدت في أشكال رائعة.
بوشعيب خلدون، الذي كان لنا معه تجارب مهنية في العديد من المحطات ضمن مسارنا الإعلامي، عرفنا فيه الإنسان الملهم، وصاحب النظرة البعيدة للأشياء، وحب العمل الجيد والمتقن، والقدرة المثيرة على الصبر إلى أن تنضج الأشياء، حتى إنه لم يكن يجد أية غضاضة في محو كل شيء نراه نحن رائعا، لينتج الجديد الذي نراه أروع، بينما يراه هو عاديا، ويحتاج إلى المزيد.
الفنان والمبدع الجميل بوشعيب خلدون يستحق هذا التكريم، لأنه فنان مغربي، وهذا لوحده علامة فارقة، ويستحقه لأنه فنان متميز وطنيا ودوليا، وهذا ليس بسيطا، ويستحقه لأنه أشبه ما يكون بالمنبع الذي لا ينضب ماؤه، وهذا شيء ليس في إمكان أي فنان.
من بين الكلمات التي ألقاها في سرد جميل شعيب حليفي كلمة للكاتب حسن بيريش ،من بين ما قرأ وهو بورتريه طويل نقتبس منه،عنوانين يقول حليفي من مما كتب حسن بيريش.
1-محراب الألوان:
كي تجعل القماش يعكس ذاتك في ألوان فرشاتك،يلزمك أن تكون فنانا.
وكي تجعل القماش ينطق بين يديك من فرط ذكاء ألوانك،عليك أن تكون بوشعيب خلدون.
ما هو برسام يقف أمام لوحة ذات سطح له بعدين.
بل هو عابد في محراب ألوان يداعب مكنونها بنبضه قبل أصابعه.
لذلك يتجلى بوشعيب خلدون،في كل لوحة يبدعها - لا أقول يرسمها - فنانا يميط اللثام عن دخائل الألوان.ويغري القماش بتقبيل فرشاته امتنانا لسطوعها!
2-المخيلة الساطعة:
ما من مرة التقيت بلوحة له،أو مارست خلوتي مع ألوانه،إلا وتذكرت قول بول سيزان:"أحس باللون.أرى بعين القماش.وأنطق بلسان المخيلة".
بوشعيب خلدون يجسد ذلك بمهارة مأخوذة بهاجس التفوق.طاعنة في طموح الاختلاف.ضليعة في عشق الجمال.
هو يتماهى مع اللون،في كثافة تعبيراته البصرية،بخشوع نادر.ثم يحاوره من مسافة الإحساس.
فإذا استوى التماثل الساحر بين اللون والفرشاة،بين الضوء والظل،شرع توا في الإبداع.
المسألة هنا لا تتعلق بمزج لونين لاشتقاق لون ثالث.
بل مزج لون وإحساس لاشتقاق بعد ثالث للجمال.
وإذ يكون ماثلا في حضرة اللوحة،يستعير بصر القماش لينتهي عند بصيرة الفن.
يرى بعين الأبعاد الرباعية للقماش،ليقبض على أقاصي التعبير الخفي في اللوحة.
لا يرتبط الأمر هنا بالتحرر من الرؤية البصرية الأفقية لطبيعة الأشياء. بل الاندغام الٱسر في الرؤيا / الحلم لتجاوز التعبير التطبيقي المجرد للون.والاحتكام إلى التعبير اللوني ذي التشخيص المعنوي الزاخر بالممكنات.
وحين يصبو إلى التجريد،مسافرا نحو التعبير المخاتل،يصطحب معه "المخيلة الساطعة"،بتعبير بابلو بيكاسو.
ومخيلة بوشعيب خلدون منفلتة من كل عقال.تختال في شسوع اللوحة بقوة رمزيتها.وتسفر عن بهائها عبر شطحات صوفية لا تزم بزمام!
وبعدها كلمة للشاعرة أسماء المصلوحي مماجاء في جزء منها هكذا تتجسد ألوانك فوق أوراقي( باء )بلورية هي ألوانه.
يمسك فرشاته بروحه لا بيده.فتأتينا منه لوحات مكتظة بومض التصوف.وزاخرة بإشراق الوجدان.
ألوانه دوما فاتحة ومثيرة للعين.
لأنها عن أعماقه تصدر.وفي دواخله تكتمل.
الأحمر لونه الذي يحمل أسرار فرشاته.يستخدمه بذكاء الفنان.وعمق المفكر.ومخيلة الشاعر.
( واو )
ثمة مزيج ساحر في أعماله التشكيلية.
أرى تميزه في شكل اللوحة،من خلال مهارة التركيب اللوني.وألمح تميزه في مضمون اللوحة،عبر قدرته على بث الأفكار والرؤى في مساحة قماشه.
إنه لا يرسم فقط.
بل يفكر بالألوان.
( شين )
التجريد ليس مجرد توزيع لوني فوق اللوحة.
التجريد فكرة محورية تشهق داخل الألوان.
هذا ما أحسه حين أرى أعماله.ثمة حوار يتأسس بيني وبين تجربته التجريدية العميقة والذكية.
حوار تقتنصني فيه اللوحة وأنا في حالة ارتباك أمام أسئلتها الزاخرة بالفرادة.
أجل:التجريد عنده جمال يتساءل!
وكلمة للفنانة ليلى قنصو من لبنان ذكرت بعلو كعب الفنان التشكيلي بوشعيب خلدون ليس كفنان بل كمسير ومكوميسير فني وقالت في هدا الصدد يقول حليفي إنها سافر وشاركت في أكثر من عشرين ملتقى عالمي ولكنها وجدت ان ملتقى الفنون الذي يترءسه بوشعيب خلدون من اروع الملتقيات واكثرهم احترافية ،، تقول الفنانة
الفنان بوشعيب منظم جيد مسؤول بدرجة كبيرة.
أجاد التحضيرات باجملها من وضع برنامج عمل الورش الفنية ، ايام أجود أنواع أو البرامج الثقافية ساعدت ظهور الوجه التاريخي، الثقافي و الاجتماعي لمراكش من خلال رحلات لزيارة معالم مراكش من قصور ومتاحف و حدائق.
الاقامة في الفندق ، وجبات الغذاء جاءت متكاملة نوعا.
قد حرص على تواجده كصديق دائم لكل الاستفسارات.
تكريم الفنانين استمتعنا في أرقى عشاء و موسيقي طرب في صالات و قصور قديمة أبهر الضيوف الفنانيين خصوصا الأجانب منا.
اشغل نفسه بتحضير يوم توزيع الشهادات على الفنانين المشاركين كذلك قام بتكريم فنانين من لبنان مثلا الفنان و الدكتور حسن جوني.
طبعا معرض اللوحات كان له حيز يفخر به الفنان من حيث الصالة الثقافية و تواجد غطاء صحافي كثيف كعنصر اساسي و مهم لإظهارالفنان و لوحاته في بلد مضيف.
بوشعيب خلدون فنان قدير و راقي مهذب و لطيف يقدر كرامة كل فنان.
وفي كلمة طويلة للفنانة مايا فارس من لبنان نسرد منها قولها أن شخصية الفنان بوشعيب خلدون، فهو في داخله شخصية انسانية ناضجة، واعية، محبة و طموحة. هو الفنان المثقف الواسع الرؤية على قدر تطلعاته. هو الفنان الاكاديمي الباحث الدائم عن الجديد والأفضل. هو المثابر من صغره و يعرف ما يريد.
خاتما بكلمة للدكتور عبد العزيز التميمي تحت عنوان بوشعيب خلدون فنان من المغرب العربي
الفنان بوشعيب خلدون ليس منظما للمهرجانات أو منسقا لها فقط إنما هو فنان مبدع مزج الجرافيك بالذوق والأناقة مستخدما الحرف العربي والمفردة العربية مادته الأساسية في اخراج عمله الفني من العدم إلى الوجود فتتحول أعماله إلى كتلة ناطقة بتناسقها ونسيجها اللوني فتتحدث عن نفسها بتلك العبارات الرشيقة المتوزعة على مساحات متآلفة وتقول هنا المغرب فهو عندما يرسم وينتج لا يخرج من ذاته المغربية إلا اذا دعت الضرورة الفنية لذلك فمكوثه المستمر ضمن الهوية الوطنية في أغلب أعماله ما هو إلا حبل للتواصل مع الآخرين أينما كانوا وللحقيقة والتاريخ اقول ان الفنان بوشعيب خلدون عندما اختير منسقا لمهرجان مراكش وهو فنان تشكيلي كانت إضافة جديدة جميلة أضفت على المهرجان لحنا رائعا أرجو ان يتكرر ويستمر.
وبعدها أعطى رئيس الجلسة الدكتور شعيب حليفي الكلمة للمحتفى به الفنان بوشعيب خلدون حيث شكر الجميع لحضورهم ولمشاركتهم الاحتفاء والتكريم وتحدث عن اول بداياته الفنية التي انطلقت بمدينة الكارة مقدما الشكر والعرفان لوالده رحمة الله عليه لانه كان دائما يمد له يد العون لكمل مشواره الفني رغم ان الوالد يقول الفناكان اميا لكنه كان واعيا ومحبا ببفن والجمال، وسرد حكاية علاقته بدرب السلطان والتي تعود لسوات خلت في الثمانينات حيث كانت ادارة مدرسة جابر بن حيان طلبت منه بورتريه للملك الراحل الحسن الثاني فقام باعداد الاطار وفضاء اللوحة بطريقة ليوناردو دافنتشي في درب السلطان والرسم كان بمدينة الكارة مذكرا بمساعة الوالد،
وتحدث خلدون عن دور الفنان في نشر الوعي والثقافة والجمال وان يكون سفيرا لبلده ودوره لا ينحصر في الرسم فقط بل يتعداه لكونه انسان حامل لرسالة ويجب ان يناضل من أجلها
ومع ختام الاحتفاء الذي حضرته عائلة خلدون ووالدته وزوجته وابنائة وأصدقاء من الدراسة وشعراء وكتاب ومثقفين وموسيقيين. أدى الفنان الكبير جمال الدين بنحدو أغنية وطنية رائعة اهداء للفنان بوشعيب خلدون بمناسبة تكريمه تفاعل معها كثيرا الجمهور،
ولا ننسى الحضور المميز للفنانة فاطمة الزهراء لحلو التي أدت بالمناسبة أعنية من ألبومها الجديد،
وفي الختام وزعت شواهد المشاركة على المساهمين في هذا العرس الثقافي وشهادة التكريم والاستحقاق للفنان التشكيلي بوشعيب خلدون سلمها اياه الفنان الكبير والسينمائي شفيق السحيمي،
846 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع