الاخوة والأخوات كتاب وقراء مجلة الگاردينيا المحترمين
تحية وتقدير
أن رئاسة تحرير مجلة الگاردينيا كان لزاما عليها أن تفي بوعدها الذي نوهنا عنه سابقا بنشر حلقات متعدده عن كتاب حكاية ذاكرة صوريه للدكتور حسين الأعظمي ،والذي كان لذاكرة الزمان والمكان دورا مهما في إعداد الكتاب ،وقد أستعان ليس بالتدوين المسبق إنما معتمدا على الصور التي أحتفظ بها منذ سنين ،وساعدته عائلته على أعادة الذكريات ،رغم قطار الزمن الذي غادر ولايعود ،لكن الذاكره مخزونة في ذهن المؤلف زميلكم الدكتور والفنان قارئ المقام العراقي الأصيل الدكتور حسين الأعظمي ،واليوم بأسمكم جميعا نقدم الحلقة (العاشرة - الفصل الأول / الباب الثاني) ،وفقنا الله وإياكم لما فيه خيرا ....
جلال چرمگا
رئيس التحرير
حكاية هذه الصورة
الاعظمي في شاطئ المسيلة
في الايام الاولى من شهر تموزJuly من عام 1978 .. غادرتُ الى الكويت مع جمع من الفنانين المعروفين للمشاركة في موسم الترويح السياحي الذي يقام عادة في فصل الصيف بالكويت .. وقد تم إختيار أعضاء الوفد من قبل وزارة الثقافة والاعلام في بغداد .. ووصل عدد أعضاء الوفد الى ثلاثين فناناً تقريباً .. وتكوَّنَ هذا الوفد من الفرقة الموسيقية المركزية للاذاعة والتلفزيون ، وأربعة مطربين ، هم عفيفة اسكندر ومائدة نزهت وحسين نعمة وفاضل عواد ، أما أنا فكنت ضمن أعضاء فرقة (كهوة عزاوي) التي يقودها الفنان الممثل الراحل خليل الرفاعي مع فرقة الجالغي البغدادي ضمناً ..
صورة 7/ الفنان الراحل خليل الرفاعي وكهوة عزاوي
وحسب ما أتذكر ، فقد أقيمت حفلاتنا على مسرح سينما الاندلس بالكويت (1) واحتشد لحفلاتنا جمهور كبير جداً ، وصورها التلفزيون الكويتي ، وهكذا سُجـِّلتْ لي بالتلفزيون الكويتي أربعة حلقات من كهوة عزاوي على المسرح .. ومن الطريف ذكره .. أن أحد أصدقائي الفنانين المقيمين في السويد ، وهو الشاعر الفنان طلال اسماعيل عبد الرحمن (2) .. الذي بعث لي عن طريق رسائله الالكترونية ، مقطعاً من إصدارات إحدى الشركات الانتاجية الفنية بالكويت من هذه الحلقات التي تم تسجيلها في الترويح السياحي تموز عام 1978 .. دون أن ينتبه هذا الصديق العزيز الى أن المطرب المقامي الشاب اليافع زمنذاك والذي يغني في هذا التسجيل المصور ، هو أنا ، إذ يبدو أيضاً أن إسم هذا الالبوم المصور – كهوة عزاوي –
ورود رسالة صديقي الغالي طلال عبد الرحمن ، كان لها وقع كبير في نفسي وأنا أشاهد نفسي قبل ثلاثين عاماً ، وإن يكن ذلك من خلال مقطع قصير من هذه المشاركة الفنية التي تجاوز زمنها الربع قرن ، بحيث لم ينتبه الصديق طلال وهو يرسل رسالته هذه اليَّ من باب كون الموضوع موضوع مقامات ولابد أن أطلع عليه باعتباره من إختصاصي لا أكثر ..
وأنا أشاهد هذا المقطع القصير ، ورد في ذهني فكرة ، بأن تسجيلاتنا الفنية الخارجية محفوظة ومؤرشفة وفي أمكنة أمينة ، في حين أن تراثنا الشخصي نحن كفنانين عراقيين قد أتلفَ وسُحقَ الكثير منه خلال ظروف البلد التي مرَّ بها في الحرب العراقية الايرانية والضربات الاجرامية الاخرى التي تعرض لها العراق في عام 1991 وعام 2003 .. مفارقة ليس بالحسبان ، ولكن هذا هو القدر ، لاحول ولا قوة إلا بالله ..
إن ذكريات تلك السفرة ستبقى جميلة جداً ، حيث إمتلء الفندق بفنانين عراقيين آخرين قدموا بعدنا من بغداد ، وهم أعضاء الفرقة القومية للفنون الشعبية ، وصور حلقتنا هذه تـُبيـِّن جانباً من هذه الذكريات ..
الصورة رقم 1 ، حيث يظهر من يمين الصورة عازف الزرنة صبحي صالح حسون وهو من أعضاء فرقة التراث الموسيقي التي ننتمي إليها معاً ، وبجانبه المرحوم حارث طاقة الذي كان يعمل في سفارتنا بالكويت ، والذي استشهد بعد حين في إنفجار سفارتنا في بيروت عندما عمل هناك ، والذي راحت ضحيته أيضاً المرحومة بلقيس الراوي زوجة الشاعر نزار قباني ..! ثم الفنانة الكبيرة مائدة نزهت وهي ايضاً عضوة في فرقة التراث ، والمرحوم ياسين الراوي وحسين الاعظمي وأخيراً المطربة الكبيرة عفيفة إسكندر .. في ساحة فندق شاطئ المسيلة بالكويت ..
ومن الحق ذكره ، أن سفارتنا في الكويت زمنذاك كانت متواجدة معنا واهتمامها كبير بوجود الوفد العراقي بالكويت ، والصورة أيضاً ، تمثل جانباً من ذلك ، بوجود المرحوم حارث طاقة واقفاً معنا ، وأتذكر جيداً أن سفيرنا في الكويت كان السيد ثامر ارزوقي الشيخلي الذي أصبح بعد سفارته في الكويت ، وزيراً للمالية ببغداد مطلع الثمانينات ..
وللحلقات صلة
حسين الاعظمي عمــَّان
17/1/2008
الهوامش
1 – سينما الاندلس بالكويت : (في عام 2011 عندما ذهبت الى مهرجان الموسيقى الدولي بالكويت ، علمت ان مسرح وسينما الاندلس قد تم تهديمه وانشئت بدلا عنه بناية كبيرة لتكون اسواق كبيرة – مول -)
2 -الشاعر والفنان طلال عبد الرحمن : شاعر كبير ، غنيت له احدى قصائده بهذا المطلع
مدي يديك ولملمي اشلائي وضعي على جرحي القديم ردائي
في مقام الاوشار بتلفزيون بغداد في آب عام 1986 وغنيت نفس القصيدة في عدة مهرجانات دولية منذ عام 1979 ولكنني تعرفت عليه شخصيا عام 1985 عندما زرته بصحبة صديقنا الشاعر نزار جواد في جامعة الموصل حيث كان استاذا فيها ، ثم لبينا دعوته للعشاء في بيته ، فاحسست به انسانا نقيا صادقا بكل ما تحويه هذه الكلمات من معنى وهو يلقي علينا بعض قصائده الجميلة ، ثم انقطعت عني اخباره ومضت سنوات كثيرة حتى اكتشفت انه مقيم في السويد مكونا فرقة موسيقية جلها من جنسيات سويدية لغناء الاغاني التراثية العراقية ، وبقينا نتواصل عبر الرسائل الالكترونية ، وخلال مجيئه احيانا الى الاردن ، وعندما ذهبت الى السويد في تشرين الاول من عام 2012 بدعوة من مهرجان طيور دجلة الدولي حاولت الاتصال به مرارا ولكن دون جدوى ، حتى عرفت ان اخي وصديقي الشاعر والفنان طلال عبد الرحمن قد توفي في شهر آب من عام 2012 أي قبل شهرين من وصولي الى السويد ، وهكذا لم يقدر لنا ان نلتقي مرة اخرى في مقر اقامته بالسويد ..
هدية الحلقة
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
http://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/22918-2016-04-06-06-45-34.html
1120 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع