في ذكراه السابعة: عبدالرحمن عارف رجل المحبة والسلام
رجل المحبة والسلام:
تمر في الرابع والعشرين من شهر آب الحالي الذكرى السابعة لرحيل الرئيس العادل النزيه، رجل المحبة والسلام، الذي أحب وطنه وعشق شعبه، وأدى الأمانة على أحسن وجه، ففي 24/8/ 2007 توفي في العاصمة الاردنية عمان، كالرئيس الفريق عبدالرحمن محمد عارف يرحمه الله، وآثر أن يُدفن إلى جوار شهداء الجيش العراقي في حرب 1948 بمنطقة المفرق بالأردن. كان إنسانا طيبا ودوداً هادئاً مهذباً منذ شبابه المبكر, ولم يحدث أن تهور في سلوك, أو تفوّهَ بعبارة جارحة, أو نطق بكلمة نابية، وكانت فترة حكمه فترة فريدة من نوعها, لأنها امتازت بخلوها المطلق من القتل والاغتيالات والإعدامات.
ابتدا رئاسته بعفو عام:
بدأ حياته الرئاسية صباح السادس عشر من نيسان عام 1966 بعد رحيل شقيقه عبدالسلام محمد عارف في حادث سقوط طائرته فوق منطقة النشوة بالبصرة يرحمه الله، فاصدر في ذلك اليوم عفواً عاماً عن السجناء السياسيين من دون استثناء, وأكد في قرار العفو على تأمين حقوقهم الوظيفية أو التقاعدية. وسمح بعودة الحياة السياسية الحزبية إلى أوضاعها الطبيعية, وشجع التيارات السياسية على استئناف نشاطاتها المعطلة.
مواقف عربية مشهودة
كانت له مواقف عراقية وعربية مشهودة نذكر منها: أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اتصل به بعد نكسة الخامس من حزيران 1967, وأخبره انه لا يملك مالا يدفع به رواتب الموظفين, ولا خبزا يطعم به ملايين المواطنين, فبادر عبد الرحمن إلى تقديم الدعم المالي الممكن, وقام على الفور بجولة سريعة واسعة إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى بما لديه من حظوة واحترام وتقدير لدى حكام هذه الدول، رغم أن علاقاتها – خاصة السعودية – كانت فاترة مع مصر في تلك الفترة, وأقنعها بتعويض مصر عن العائدات المفقودة من قناة السويس المغلقة وقتذاك، بعدها سافر إلى موسكو في زيارة مشتركة مع الرئيس الجزائري هواري بومدين, واقنعا الاتحاد السوفييتي بضرورة إعادة تسليح الجيشين المصري والسوري. ولعب دورا أساسيا في تأسيس القيادة العربية المشتركة بعد كارثة حزيران, وترصين الجبهة الشرقية عسكريا, وتحريك الجحفل العراقي إلى المفرق.
علاقات ودية مع جميع طوائف الشعب:
كانت علاقته بكل تيارات الشعب العراقي ودّية ومتسامحة, تحفّها الثقة والمحبة ، وكان يحترم رجال الدين, ويجلهم جميعا من دون تفريق بين طائفة وأخرى, وتذكر الوثائق التاريخية إنه أمر بتخصيص طائرته الرئاسية الخاصة لتقل المرجع الديني (السيد محسن الحكيم) لأداء فريضة الحج، سبقتها وصية خاصة للعاهل السعودي آنذاك توصيه بالاعتناء بمقام المرجع الكبير. وكان متعاطفا مع القضية الكردية, فالتقى الراحل (الملا مصطفى البرزاني) في شمال العراق, حيث استقبلهُ هناك استقبالاً حاشداً لا مثيل لهُ, وتم حل جميع المشاكل العالقة بين الحكومة والقيادة الكوردية.
حياة هادئة بسيطة:
عاش الرئيس عبدالرحمن عارف حياته بعد عزله من الرئاسة في 17 تموز 1968، حياة عادية بسيطة بدون أي مراسيم ولا تكلف، وحرص على العودة للعراق والعيش في بيته الخاص، وعاش حياة هادئة محباً للناس وكسب حب جميع الناس.
يعتذر عن الاستضافة الرسمية ويعيش حياة عادية:
وبعد غزو العراق غادر العراق وسكن في عمان بالاردن، واعتذر عن قبول العرض الحكومي باستضافته رسمياً وآثر السكن في بيت بسيط مثل أي مواطن، حتى وافاه الأجل يوم 24 آب 2007، وقد أوصى يرحمه الله قبل وفاته أن يدفن في مقبرة شهداء الجيش العراقي في مدينة المفرق، حيث أجريت له مراسم لائقة بمنصبه السابق كرئيس للجمهورية العراقية.
رحم الله أبا قيس.. حكم بسلام، وعاش بسلام ورحل إلى جوار ربه بسلام.. فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم مات وسلام عليه يوم يبعث عند ربه يوم الحساب، ليلقى الله تعالى بصفحات بيضاء ملؤها فعل الخير وحب الناس وطاعة الله وخدمة الشعب. فاهنأ قرير العين ابا قيس..
1032 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع