للتأريخ !!

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 15 آب/أغسطس 2025 12:08

كتب بواسطة: سيف الدين الألوسي

سيف الدين الألوسي

للتأريخ !!

لحد منتصف الثمانينات كانت العوائل البغدادية من المذهب السني تدفن موتاها بالصندوق وحتى الشهداء منهم تم دفنهم بالصندوق وهي عادة متوارثة واعتقد عثمانية الأصل . فقط السنة المتشددين وبعض المحافظات كانوا يدفنون موتاهم بدون صندوق وبلحد وحسب الشريعة .. أما شيعة بغداد وهم لا يختلفون عن سنة بغداد بشئ ولديهم نفس العادات والطباع والمحبة والأصالة والأخلاق فكانوا يضعون الميت في صندوق ولحين دفنه في النجف الاشرف وحسب الشريعة اي بدون صندوق وبلحد ... السنة في مقابر الشيخ معروف والشيخ جنيد و الأعظمية والكرخ ومحمد السكران والغزالي والشيخ عمر وباب المعظم وباب الشيخ كانوا ينزلون التابوت بحفرة عمقها قامة انسان ويتم بناء القبر بعد أربعين يوما .. كان الميت في بغداد خاصة والعراق عامة له احترام مهيب .. فعد مرور سيارة الميت يقف الجميع وياخذون سلام له وكذلك شرطي المرور يقطع الطريق لمرور سيارات المشيعين ويأخذ تحية للميت .. اذا كان المتوفي سنة وشيعة يلبس السدارة فيضعون السدارة برأس التابوت وإذا عمامة أو كشيدة فنفس الڜئ .. وكان البعض من الرجال والنساء يجلبون غطاء التابوت المطرز من مكة المكرمة عند ذهابهم للحج ...
هنالك اختلاف بسيط آخر وهو أن السنة كانوا يغسلون ميتهم رجلا كان أو امرأة ببيتهم .. أما الشيعة فيغسلون ميتهم بمغيسل المقبرة .. الإخوة المسيحيين تختلف عاداتهم قليلا حيث يلبسون فقيدهم احسن لبس وفي بعض الأحيان يتأخر الدفن قليلا لاتمام المراسيم وقداس المتوفي بالكنيسة قبل
دفنه بالصندوق الذي يكون من الخشب الفاخر . ..
كذلك كان هنالك صفحة وقسم للوفيات في كل الصحف وكان المردشورية يدورون وين اكو عشه بيوم الثالث حتى يذهبون !!
ولكون هذا الموضوع فاتح للشهية وخصوصا اليوم جمعة والصلاة على محمد .. فقد كتبته من شدة السعادة والوطنية والراحة النفسية والاجتماعية والثقافية التي يمر بها العراقيون .. فعسى أن يتأثروا بلحظة حزن واحدة لأنهم لا يعرفون الحزن ومعناه طيلة حياتهم .. وحتى عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش كانوا لا يستمعون إليهم من شدة السعادة ... والف رحمة على روحك المعماري الكبير رفعت الجادرجي عندما تسائل منو عبد الحليم حافظ عندما تم ذكره أمامه بالستينيات !!!
ورحم تعالى امواتكم جميعا ولأن موت الاول كان هيبة ووقار قبل أن تنگلب الدنيا على البطانة .
تحياتي والعمر الطويل للجميع .