القوة الجويةالسيف الذي حلق في السماء

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 05 حزيران/يونيو 2025 13:57

كتب بواسطة: اللواء الملاح الركن فيصل حمادي العمري

اللواء الملاح الركن المتقاعد
فيصل حمادي غضبان

القوة الجويةالسيف الذي حلق في السماء

١.في الذكرى الثامنة والخمسين لنكسة حزيران 1967، حيث انكفأت الجيوش وتبعثرت الرايات، أبت القوة الجوية العراقية أن تنكسر، فكانت وحدها من ردّت الكرامة إلى سماء العرب.أقلعت من قاعدة الحبانيه طائرتان قاصفة من طراز Tu-16 تحمل الطائرة الواحدة ستة أطنان من القنابل الثقيلة، أخترقت الحدود الصهيونية لتدكّا قاعدة “رامات ديفيد” في قلب تل أبيب من مذكرات قائد القوة الجوية الاسرائيليه في حينه قائلاً ( وانا اتابع سير العمليات الجويه قدم لي مدير شعبة الاستخبارات رساله من المراصد الاماميه تنص على أن لقد اخترقت الحدود طائرتان قاصفة تحلقان بارتفاع منخفض غير معروفه وجهتهما ومن الشعار المرسوم على الزعنفه يدل انهما من القوة الجوية العراقية يقول القائد لمعرفتي بالدمار الذي ستلحقه الطائرات باهدافها توقفت ذاكرتي وعجزت عن اتخاذ القرار سوى انني أمرت لكل متحرك عليه الوقوف وكل واقف عليه ان ينبطح أرضاً )عادت الأولى بسلام بعد انجاز مهمتها أما الثانية بعد ان دمرت الهدف أصيبت بصاروخ، قرر طاقمها أن لا يقفز بالمظلات، بل أن يحوّل الطائرة إلى صاعقة بشرية تنقض على مقر سرب الطيارين وتقتل 16 طياراً وقد أستشهد طاقمها. كان آخر ما صدر منهما رسالة لاسلكية الى قاعدة الحبانية التي دوّن فيها تفاصيل العملية وقرار الاستشهاد ثم انقطع الصوت.
٢. حرب تشرين 1973، حين قرعت طبول الكرامة، كانت طائرات الهوكر هنتر العراقية قد وصلت إلى مصر قبل الحرب بستة أشهر، بطلب من الأشقاء. شاركت في الطلعة الجوية الأولى، وقصفت مواقع العدو الصهيوني في قلب المعركة. المعروف عن الطيار العراقي إذا قصف، دكّ، وإذا انقض، أصاب. فكان اسم “الطيارين العراقيين” هو الطلب المفضّل في طلبات الأسناد الجوي للقوات البرية المصرية. وأشاد القادة المصريون وعلى رأسهم قائد الجيش الفريق الركن سعد الدين الشاذلي بشجاعتهم قائلاً:
“إذا احتجنا الاسناد فليكن الطيران العراقي.”أما في الجبهة السورية، سطر العراقيون ملحمة الفداء، عندما شاركت قواتهم الجوية والبرية في إنقاذ دمشق من السقوط. تقدّمت دبابات اللواء المدرع العراقي الثاني عشر على السرفات، وعندما وصل آمر اللواء قابل الرئيس حافظ الأسد، الذي قال له:دمشق طلعت من شواربنا… وصارت أمانة بشواربكم.”
٣. حرب عاصفة الصحراء 1991، حين تكالبت ثلاث وثلاثون دولة لكسر شوكة العراق، أبت القوة الجوية إلا أن تسجّل حضورها. عندما أسقطت عدد من طائرات التحالف، ومنها الأمريكية، وأحداها كانت بقيادة النقيب سبايكر، صهر وزير الدفاع الأمريكي رامز فيلد فكان الرد العراقي فوق التوقعات رغم الغدر والتآمر.
٤.غزو العراق 2003، رغم الحصار والجراح، ظلت القوة الجوية وفية لواجبها، فأسقطت ما استطاعت من طائرات، ونفّذ بعض طياريها عمليات استشهادية وهم يدركون أن السماء حين تزدحم بطائرات العدو، تصبح المقابر طريقًا إلى الكرامة.
٥. حرب الثماني سنوات مع إيران (1980–1988)، كان لسلاح الجو العراقي اليد الطولى في حسم المعركة، حيث أضطرت أيران على قبول القرار الأممي 598 لوقف الحرب. نفذت طائرات العراق غارات دقيقة على أهداف في عمق الخليج العربي، حينها رسم العراق خطًا وهميًا مؤشر بإحداثيات جغرافية حمل اسم “المنطقة المحرّمة”exclusive zone من يبحر شماله عدو معرض للهجوم في اية لحظه ومن يتواجد جنوبه صديق من ضمنه قوافل النفط الكويتيه المحمية بزوارق حربية امريكية convoys وقد تواجدت الفرقاطة الامريكية USS stark بتماس على خط القتل لاغراض تجسسية على المهام الجوية العراقية وبعد ان تم تحذيرها ولم تلتزم جائت الاوامر بتدميرها وقد نفذ ذلك بطائرة اليرموك العراقيه مما تسبب في قتل وجرح ٦٧ بحار امريكي على متنها.أحرجت أمريكا، وسعت للتستر، فزعمت أن الحادث “غير مقصود”بل خطأ في بيئة عمليات معقدة لكنها لم تستطع أن تنكر حجم الفضيحة سئل احد ضباط الأسطول الخامس عن اسباب تعرض الفرقاطة ستارك للهجوم فأجاب it was in worng place and worng time .
٦. امام هذه البطولات، يبقى السؤال لماذا اجتمع الأجنبي والعربي لكسر السيف العراقي ؟
ولماذا هدم جدار الصدّ القومي العربي بأيادٍ عربية مسندة من الخارج ..أنها الانتكاسة الكبرى التي نعيش تداعياتها اليوم .نعم…شُلَّ الذراع، وتداعى السيف… لكنه بقى شامخًا.
وقع ليس ليُكسر، بل لتتلقفه الأرض وتحفظه في جوفها حتى يعود، ويُشهر من جديد.
الخاتمة
————
هذا هو الجيش العراقي، وهذه قوته الجوية.من دكّ تل أبيب، إلى حماية دمشق، إلى شرف الرفض في وجهه الهيمنه.من استشهد فوق قواعد العدو، إلى من طار ليكتب اسمه في سماء العروبة.وهذه فلسطين…قضية الجيش العراقي الأولى.تشهد عليها مقابر الخليل،التي تضم رفات الأبطال الذين حرروها عام 1948 بقيادة المقدم عمر علي البرقدار.المجد والخلود لشهداء العراق في كل زمان ومكان.