سلطة الإعلام مختطفة

د. فاضل البدراني*

سلطة الإعلام مختطفة

قالوا سابقا أن الإعلام هو مهنة البحث عن المتاعب، وقلنا لاحقا أنه مهنة من لا صوت له، وعلى أمل أن يبقى الإعلام سلطة تمارس من أجل الدفاع عن حقوق الناس، والأغلبية الساحقة من فقراء الشعوب بأفضل حرية، وقوة موقف عبر منابره ومنصاته المتعددة والواسعة الانتشار، فينبغي ان تبقى مصانة وذات مهابة بيد أصحابها، يمثل القلم فيها ضمير صاحبه، ويسكن عقل الكاتب أو منتج الفكرة، لكن الذي يحصل في عالم اليوم، هو فعل يخدش بكبرياء تلك السلطة التي يمكن وصفها ب "منظومة الدفاع عن العدالة الاجتماعية" إذا ما توافرت في أي مجتمع مستقر.

في عالم اليوم، أصبح كثير من الفاشنستا "الفاشون بلوجر" صاحبات الشفايف المنتفخات والعاريات هن الإعلاميات، والمتسكعين، المثرثرين المطبلين الهابطين في معانيهم ومحتواهم، هم رموز الإعلام، وقبال ذلك تراجع دور الإعلاميين الحقيقيين المحترفين عن الواجهة، وكثيرا منهم اختفى عن المشهد، هؤلاء في الحقيقة يحملون سلطة الإعلام في وجدانهم ومواقفهم ومحتوياتهم والفاظهم، وممارساتهم لفنون الاعلام المتعددة، بكل كبرياء وأمانة وثقة بالنفس، وتكمن خطوة تصدر المتقمصين والممثلين والمهرجين لواجهة سلطة الاعلام، في حصول التأثير السلبي على البيئة العامة في البلدان، والمؤسسات السياسية والإدارية والاجتماعية، فيحدث الاختلال في الدولة، ويتراجع الاستقرار ويحصل نكوص في الثقافة المجتمعية، وعلى حد قول مصطفى السباعي " عندما يمسك بالقلم جاهل، وبالبندقية مجرم، وبالسلطة خائن، يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة البشر".
نحن عندما نكتب هذه الإشكالية انما نوجه دعوتنا كحراس أصلاء أمناء، مدافعين عن سمعة الإعلام، وهيبة سلطاته التي يستمدها من حجم مسؤولياته المدافعة عن الحقوق العامة والقيم الاجتماعية، واخلاقيات المهنة وأصولها وتشريعاتها، بتجنب تسمية الهابطات المحتوى والهابطين ب"الإعلاميين" وبعدم فسح المجال لأي منهم، سواء من نافخات الشفايف وعاريات الأجساد، ومرتديات الملابس الفاضحة، أو طائش، متلون، فاقد للرجولة، مكحل العيدين، ملمع الوجنتين، أو أخنث لا يخجل، فهؤلاء ممارستهم للإعلام لو حصلت ستكون بشعور التقمص والاستعراض والإسفاف، لا بوجدانية الممارسة وذوقية الرسالة، وهنا ينطبق قول، دان براون " إن وسائل الإعلام هي اليد اليمنى للفوضى". فالفرق بين الإعلامي والفاشنستا كالفرق بين عارية الجسد عن المحتشمة.
*أكاديمي وإعلامي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

828 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع