أحاديث على ضفاف الحدث : إنما الامم الاخلاق

                                                     

                              عبدالله عباس

أحاديث على ضفاف الحدث : إنما الامم الاخلاق

بعد الانفتاح الغير مبرمج والذي انطلق منذ نيسان 2003 وشمل كل الجوانب الحياتية للمجتمع العراقي وجاء بعد :

اولا اسقاط كل ركائز الدولة (وبشكل مبرمج وعدواني هدفه الرئيسي زرع روح الانتقام ) بين فئات المجتمع ‘
وجاء ثانيا على مجتمع ارهقه الحصار الشديد القسوه شمل كل مستلزمات ضمان الحياة المستقره وامن المواطن تحديدا من جانبه النفسي .
والمخططين لاكمال إسقاط العراق ‘ فتحوا باب هذا الانفتاح بخبث هدفه الاول ان يكون واقع هذا الانفتاح على الناس منة من المحتل ليكون من نتاجه ان يظهر امام الناس المتعبين تحت وطاة الوضع الذي وصفناه ( حصار والانغلاق الاجتماعي ناتج منه ) يدفع الناس الى الركض وراء الانفتاح كانه فعلا هبة جاء به من اسقط بدقة كل ركائز وجوده‘ اولهم كما شعربه الواعيين للنهج التربوي العريق لدولتهم .
ملئ سطوح بيوت العراقيين الصحون لاستلام فضائيات العالم عموما و البلدان المجاورة خصوصا بعد مرورنا باصعب مرحلة حياتية : الحصار و الحروب و الصراعات السياسية الذي يظهر من خلاله ان الاطراف المتمثلة بماكان يسمى بالمعارضة ‘ انهم يبحثون عن مواقع قدم في ظل خطة التامر لمصدر القرار الامريكي لاسقاط ( الدولة العراقية ) و ليس الحكم القائم ‘ والعالم يعرفهم انهم كانوا قد سلموا انفسهم لتلك الخطة بل ومع كل الاسف مباركين لها بذلك الغوا معنى النضال للحركه الوطنيه العراقيه الاصيله للتتحرك وتحرر نفسها ...!!!
نغض النظر على ما عملوا ولايزال تعمله تلك الجهات (المناضلةالمعارضة ) خدمة لخطة المحتل و الجهات المتحالفة معها الاقليمية والدولية ‘ فقط نركز على خطورة الانفتاح الملغوم ( إن صح التعبير) تحت عنوان حرية الراي والتصرف واختيارات الناس وكيفية استغلالها من قبل الد اعداء حرية الشعوب ( مصدر القرار الامريكي ) والبرضاء التام من المشاركين فيما يسمى بالعملية السياسية ‘ ويتم تنفيذ هذا البرنامج بدقة وهدوء دون ان يتوقف عن خطورته المدمرة للتلاحم الاجتماعي و الاسس الاخلاقية والتربوية المتجذرة تاريخيا في بلدنا على اساس ديني في جانبيه الروحي والحضاري في عملية البناء منذ فجر التاريخ الى ظهور الرسالة الاسلاميه دين بناء الانسان والحضارة ‘ ورغم ان اكثر القوى المتنفذه بعد الاحتلال يدعي التزامه المنهجي برسالة الاسلام ‘ ولكن الغاضين النظر بشكل يبدو متعمدا عن كل ماينشره الامريكين الهوى في العراق بين الشرائح الاجتماعية العراقية بشكل منظم و دقيق .
سمع وشاهدوا العراقيين ماذا فعلوا (المهتمين بمكارم الاخلاق ) عند انطلاق مهرجان بابل الفني ‘ ولكن قبل فترة نشر في طول و عرض المواقع الاجتماعية فديوهات و افلام عن حفلات تخرج في (بعض الجامعات الاهلية ) عكس في تصرفات اكثرية الحاضرين ما ينعكس في الحفلات الترفيهية تحديدا دون ظهور اي مظاهر الفرح العلمي والتربوي اطلاقا ‘ مؤكدا ان التربية والتدريس دخل دائرة التجارة كأي تجارة و بضاعة في الاسواق كسوق الشورجة المشهورة في بغداد ‘ وعندما ظهر من خلال الانفتاح الواسع على الفضائيات التجارية لاصحاب الاسواق المتعة الاعلامية ‘ اعلان لنوع من (الجبس ) تبدأ اللقطة اعلان طالبة مع زميلها و(تحت الطاولة) يفتحون كيس وياكلون الجبس و يسمع صوت الجبس و ينتبه (الاستاذ الجامعي ...!!!) على الصوت وهو على منصة الشرح العلمي لدرس ما ‘ ينزل و يبحث عن مصدر الصوت ‘ وعندما يكشف المصدر ياخذ ( الاستاذ ...طبعا جامعي ) كيس الجبس ‘ و ياخذ قطعة ويبدأ باكلة ومع اول ( كرط ) يبدأ بالرقص و يعود الى منصتة راقصا و يكشف السر : حيث كل طالب يخرج كيس الجبس و يبدئون بالاكل الراقص ...نعمة الجامعة ونعمة العلم ....!!!
من شاهد ترويج هكذا اعلانات في الحرم الجامعي عرف ان جيل الانفتاح في اعداد ضياع المستقبل لاريبة فيه ‘ ومع انتشار هكذا اعلانات و التوسع لفتح جامعات وكليات و مدارس والمعاهد الخاصة والتجارية ‘ شعر ان كل هذه المكاسب من انتاج الحرية الامريكية الصنع و التجار الثوريين و المتدينين من حقهم ان يشعر بان مكارم الاخلاق و العمل الحضاري من اجل الحفاظ عليه في خطر حقيقي في مهرجان بابل و ليس في ترويج تجارة (جبس ) في الحرم الجامعي ....!!!
المهتمين بمستقبل الارض و الانسان في كل العصور يعتبرون ان سلامة النهج التربوي طريق لبناء المستقبل المضيء للبشرية ‘ وجود المدارس الاهلية ليس شيء جديد بالنسبة للمجتمع العراقي ‘ كان هناك مدارس اهلية منذ تاسيس الدولة العراقية ‘لم يكن وجود هذه المدارس بهدف تجاري مطلقا ‘بل توجه تربوي ذكي لضمان التعليم للناس ‘ حيث كان اكثرية المدارس (الروضة و الابتدائية والاعداديه ) دوامهم مسائي لكي يفسحوا المجال للمواطن الذي وضعه الاقتصادي لايسمح له الدراسة النهاريه ‘ فيختار العمل بدل الدراسة ‘ فكان وجود هذه المدارس يفسح له مجال العمل و التعليم ‘ ولم تكن المدارس الاهلية تؤسس باي توجه تجاري بل تشرف عليها منظمات اوجمعيات اهلية وكانت تلك المدارس تحت اشراف تام لوزراة التربية وتختار المعلم والمدرس من قبلهم و ليس كعملية عقد تجاري كما يجرى الان و يشجعون التدريسين اختيار المدارس الاهلية ( التجارية ) و تهرب من العمل في المدارس الرسمية
• مختصر مفيد :
يوجد ستة أشياء تدمر الانسان : السياسة بلا مبادئ ‘ المتعة بلا ضمير ‘ الثروة بلا عمل ‘ المعرفة بلا قيم ‘ التجارة بلا اخلاق ‘ العلم بلا انسانية / غاندي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1033 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع