رجوع الصبي الى شيخوخته!!

                                             

                         سيف الدين الألوسي

وهو   مقترح   عنوان  لتأليف  كتاب  عكس  عنوان  كتاب  رجوع  الشيخ  الى صباه  الشهير  ,

هذا  الكتاب  المقترح   يشرح   معاناة   الفرد  العراقي  منذ  ولادته  حتى  وفاته  سواءا  كانت  داخل  الوطن  أو خارجه  , ولأسباب  خارجة   عن أرادته  بسبب  الأنظمة  السياسية  التي  حكمت  بلده  وخصوصا  في  العقود الأخيرة من الزمان  .  حيث  أقترح  أن يكون   النشيد  الوطني  العراقي  أغنية  ( حكايتي  مع الزمان للمرحومة  وردة الجزائرية ) .
ما  دفعني  لكتابة  هذا الموضوع  هو قضية  المرحوم   المظلوم   مدرب نادي كربلاء  لكرة  القدم  والذي أنتقل الى  رحمته تعالى  بسبب  أعتداء  وضرب  قوات الأمن  المسؤولة بالدرجة الأولى  عن حمايته  !   مدرب نادي كربلاء  عاش  سنوات شبابه في  الغربة   ومرارتها  ,  ومن ثم  عاد  الى وطنه الأم  حالما  بخدمته  وخدمة  أهله  , فتمت  مكافئته  بقتله  من قبل  أبناء  جلدته  , ليس  لسبب  كونه  أرهابي أو مجرم  (فهؤلاء  لهم  دولة و دول تحميهم !!), ولكن  لكونه  حاول  تهدئة  جمهور  فريقه  بعد  مباراة لكرة القدم !
المثال  الثاني  فنان  تشكيلي  عانى  الكثير  وخسر  الكثير من عمره  في  غربته  ,  ليرجع  حالما  الى بلده  ويحاول الأستقرار  فيه ,  وكل حلمه  دار صغيرة  في  منطقة حي البنوك  يقضي بقية حياته  فيها  ,  فتلقفته  سيارة  ملغومة  لترحب  به  في  أرض  لا ترتوي أبدا  من دماء  محبيها  وأبنائها  !!!!
العراقيون  أشكال  ,  فأهل  السياسة  سابقا  واليوم  لهم  المام  واسع و عجيب  بصبغ  شعورهم   وخصوصا  الصبغ  علامة  التمساح  الصيني الفاخر  ذو السواد  الفاحم  ,  وللدلالة   على أنتمائهم   الى أرض  السواد ,  وسيطرتهم على  شعب وملل  وأموال   هذا  الوطن   ..  والذي  لا يعجبه  هذا  الحال   فله  حق  الطلاق  أو الأفتراق  !!
نعم حالة   أن  تتحمل  ما لا يتحمله  أنسان و بسبب  ظلم الأنسان  لأخيه الأنسان في  الوطن الواحد !   أو الهجرة والتشتت في أرض الله الواسعة   وتحمل كل  معاناة  الهجرة  ومشاكلها  !
اليوم  وقد رأيت  الشيب  قد غزا  شعر  الشباب  العراقيين  المبكر  ومنهم أولادي   , وكما  غزا الشيب  رؤوس آبائهم  مبكرا  في السابق  بسبب  السعادة  والتنظيم  الحياتي  الذي  عرفوه  في بلادهم  طيلة  حياتهم   الممتعة  والجميلة  .
 لقد  تحمل  العراقيون   الكثير  والكثير  بسبب الأنظمة  السياسية الفاشلة  , وبسبب  الأنانية المفرطة للأحزاب المتنفذة  وعلى حساب  شعبها  ووطنها  ,  فالطفل  العراقي قد ينشأ يتيما  بسبب فقدان  والده أو والدته في الحروب والقتل العشوائي  والأمراض المزمنة   والسرطانات  ,  وما  يسبب فقدانه  للدراسة والتعلم  وأتجاهه للعمل  المبكر لأعالة  أسرته  ,  وهو عكس ما هو مطلوب لتنشئة أي جيل جديد  في دولة تحترم نفسها  ومواطنيها  ,   أن أنتشار  الفقر  والجهل  وأنعدام  القدرة  على التعلم  والأبداع  المجتمعي  , هو  الأمل والغاية التي  تسعى  لها  الأحزاب السياسية   والسياسيين  العراقيين,  وكل  الدول  التي تريد بقاء العراق وشعبه  في هذه الحالة المأساوية !(جوع  كلبك  يتبعك , عبارة  سمعناها  سابقا مع الأسف الشديد )  واليوم  نراها  تطبق  أشد من السابق  .
 اليوم  نرى  ونسمع  العجائب  وعن  الخط  البياني  التنازلي  لكافة مجالات الحياة الكريمة  ,  حيث  الخدمات الصحية  والتعليمية  والتربوية وغيرها  تكاد  تكون  متوازية مع أكثر البلدان  تخلفا  مع الأسف  ,  ومما  يبعث على  الأسى  كون  العراق  كان  الرائد  في  كل المجالات  العلمية والتعليمية في المنطقة ومنذ الأربعينيات   وبخط  بياني تصاعدي  سريع  بقي  ثابتا  نوعا  ما الى نهاية  السبعينيات  , ومن ثم بدأ بالأنحدار التدريجي  بسبب  الحروب  ووصل  الى  ما دون  الصفر  اليوم  .
 كل  الدعاء  والأمنيات   لشبابنا(  أولادا وبناتا ) بالتقدم العلمي  في  بلدهم  وأرضهم  أو في ديار  غربتهم  وعسى  أن نرى  اليوم  الذي  يكونون  فيه  قادة  للتقدم   والرخاء   , وأن  يستفيدوا  من  تجارب  معاناة  أهاليهم  وأن لا ينجرفوا  الى  عمليات  التخريب  السياسية  للعقول  والشخصية  الوطنية  والأخلاقية  ,   حيث  ما نراه  اليوم  وكما رأيناه بالأمس    , هو وجود  ظواهر سايكوباثية   ( نفسية  )  مجتمعية  مزمنة  , يجب على الجميع  معالجة أسبابها   , وكما  فعلت  شعوب ودول  أخرى  سابقا  .
كل  الأفراد  في  كافة شعوب  الأرض  تمر  بمراحل , و مثل  مراحل  تحول  حالات المادة  من الصلبة الى السائلة  الى الغازية  !!      إلا  الفرد  والطفل والشاب العراقي    فهو  يمر  بحالة التسامي   من الحالة الصلبة الى الحالة  الغازية  دون المرور  بالحالة  السائلة  ومثل   النفتالين  !
ولهذا  السبب  من الممكن  كتابة عنوان  عودة الصبي  الى شيخوخته!


  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

806 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع