علاقة المحتل وحب الوطن

                                                    

                            سعد السامرائي

علاقة المحتل وحب الوطن

نبدأ مقالنا اليوم بسؤال :هل أن حب الوطن فطرة أم اكتساب ؟.. وعليه نقول: يولد الانسان وهو يمتلك الفطرة العامة التي زرعها سبحانه في خلقه ومنها الفطرة السياسية والوطنية التي تجعله يمتلك ذلك الشعور الخفي بحب الوطن ويزداد ادراكا وتحليلا بتقدم عمره بواسطة مستقبلات التعليم الديني والحياتي من خلال المعلومات التي يتلقاها من الوالدين ثم المدرسة ( ما من مولود إلا يُولد على الفطرة وأهله إما يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة ) حديث نبوي ,.فاذا تربى على حب الله والوطن سيفهم ان خيانتهما هي الشر والضرر الأكبر لنفسه ولمحيطه ودينه . الوطنية التي هي احدى معاني حب الوطن حين تنمو فانها ستجعل كفة ميزان حب الذات والقبيلة و الطائفة والمذهب من غير ان تمحيها وكذلك الانانية الشخصية أدنى من حب الصالح العام والجماعة وبتعبير اكثر ادراكا هو حب الوطن ومن فيه بدون تجزيء فتنمي حب الدفاع عنه والتضحية من أجله وبناءه وتطويره واصلاحه ولا تسعى في خرابه مهما كانت الظروف والاسباب والمؤثرات .

أن العراقيين يتربون منذ الصغر على قانون واحد أوجدوه وهو عيب وحرام ولديهم درس الوطنية يبدأ تدريسها منذ الصغر ,فلماذا شذ البعض وخان الوطن و لماذا هناك من يأمل خيرا من محتل . هل كانت تربية البيت فاسدة ,هل كان كتاب الوطنية قاصرا أم كان معلمي الوطنية فاشلين أو لم يؤدوا واجبهم بصورة صحيحة , فخيانة الوطن لا يستسيغها الا من تربى على اسلوب اعوج فالبهيمة لا تنتج الا بهيمة .

ان من كان يشعر بظلم الحاكم مثلا كان عليه أن يبحث عن البديل الاحسن لا ان يختار ما هو اسوأ من هذا الحاكم . فاذا كان هذا مسعى هذه الفئة فانك لن تجدهم في حيرة اتخاذ قرار هل اقبل بالاحتلال ام لا لانه بل شك اسوأ,هل اقاوم ام أرضخ أو أخون وطني وأكون ذيلا للمحتلين ؟ واذا كان كذلك ايضا فانه لن يأمل أو ينتظر ان يقوم المحتل بتحسين حالته ولو بعد حين بل يسع بنفسه للتغير واصلاح ذات البين والوقوف ومقاومة المحتل واذنابهم بكل قوة و بنفس اسلوبهم الاجرامي والارهابي . تعالوا نعمل ونرسخ ذلك في عقول شبابنا وربما كبارنا يحتاجون تثقيف بهذا الاتجاه أكثر من الشباب الذي فهم ما يحصل بالتجربة .وعلينا ان نقف بوجه أي مسعى او محاولة لتغيير كتب الوطنية وتدريس الولاء و حب الوطن .
18 سنة احتلال والبعض لا يزال يتأمل خيرا من محتل!شرقي او غربي أاٍلى هذه الدرجة وصل الخنوع لدينا وفقدان فطرة الدفاع عن النفس والوطن والشرف ؟.

الان فهمت اكثر لماذا بلدنا لا يزال محتلا للان ولماذا البهيمة لا تنتج الا بهيمة.!

   

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

448 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع