سيرة القديس مار توما الرسول

                                                  

                          اسيت يلده خائي


سيرة القديس مار توما الرسول

                                         


قصة واحداث في غاية الروعة
سيرة القديس توما الرسول: ولد القديس توما فى اقليم الجليل من اسرة بسيطة وفقيرة , اسم ابيه (ديونانوس) ,( واسم امه رواوس( .. ومعنى اسم توما بالارامية يعنى التوأم بتفسيره . ولقد كان توأما فى ميلاده الجسدانى .. أما اسم توما باليونانية فيعنى ديديموس . فيُدعى يهوذا- توما- ديديموس ، وهو واحد من رسل المسيح الإثني عشر وقد ورد ذكره في قائمة أسماء الرسل في الأناجيل ( متى – مرقس – لوقا ) وفي سفر أعمال الرسل . ولا نعلم متى نزح والديه الى انطاكية , حيث نما وتربى فى شمال الجليل وربما مضي الى هناك لينال قسطا من التعليم ولكنه لم يوفق فى ذلك , ولذلك ادعى فى بعض الكتب التاريخية أنه ولد فى انطاكيا .. ثم بعد ذلك عاد ليستقر فى منطقة الجليل الجنوبية , حيث ان شمال الجليل كان مستوى سكانه أحط من اهل الجنوب . عاش توما فى الجليل يعمل نجارا فى بادئ الامر , وربما كان من اصدقاء الطفولة ليسوع فى وطنه , لذلك عندما التقى به يسوع فيما بعد عرفه وأحبه وكان مقربا اليه .. لذلك نرى توما فى بعض الصور الشرقية وهو يحمل بيده زاوية نجار . بعد ذلك رأيناه وهو يعمل صيادا للسمك وربما تعلم هذه المهنة بعد نزوحه حول بحيرة طبرية .. لا يذكر لنا الإنجيل شيئا عن دعوة توما لكن ثمة قصة غير مؤكدة تقول أن توما كان عبدا ً لرئيس المجمع الذي أقام يسوع له ابنته ( متى 9 ، 18 - 26 ). فلما شاهد أن يسوع أقام الفتاة أراد أن يتبعه و طلب من سيده أن يرافق يسوع فلازمه من يومها . تحدث انجيل يوحنا عن القديس توما في عدة مناسبات ، فعندما مات لعازر طلب التلاميذ من يسوع بأن لايذهب إلى اليهودية إلى قرية لعازر لأن اليهود كانوا يريدون قتله هناك ، ولكن يسوع كان مصرا ً على الذهاب ليقيم صديقه من الموت فكان لتوما الكلمة الفصل بين التلاميذ عندما قال لهم ( لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضاً لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ ) ( يوحنا 11 : 14 - 16 ) ، بعض اللاهوتيين يرجعون فكرة بولس الرسول "الموت مع المسيح" إلى مقولة توما هذه. وقد كان توما أيضا من بين التلاميذ الذين حاوروا يسوع أثناء العشاء الأخير ، حين أخبر يسوع الرسل أنه سوف ينصرف عنهم وهم يعلمون أين سيذهب عندها احتج توما بانهم لايعرفون شيئا على الإطلاق ( يوحنا 14 : 1 - 7 ) فرد عليه يسوع بإسلوب لاهوتي عميق عن العلاقة الفائقة التي تربطه بالله الآب : " فقالَ لَه تُوما : يا سيِّدُ، نَحنُ لا نَعرِفُ إلى أينَ أنتَ ذاهِبٌ، فكيفَ نَعرِفُ الطَّريقَ؟ أجابَهُ يَسوعُ : أنا هوَ الطَّريقُ والحقُّ والحياةُ، لا يَجيءُ أحَدٌ إلى الآبِ إلاَ بـي. لَو كُنتُم عَرَفْتُموني لَعَرَفْتُم أبـي أيضًا. ومِنَ الآنَ أنتُم تَعرِفونَهُ، ورأَيتُموهُ . أما أبرز الأحداث التي ارتبطت بتوما في انجيل يوحنا هي تلك التي بدأت بعد قيامة يسوع من بين الاموات ( يوحنا 20 : 24 - 29 )، حيث زار يسوع تلاميذه وهم مجتمعون في العليَّة ولم يكن توما معهم ، وعندما حدّث الرسل توما عن تلك الزيارة لم يصدقهم وشك في حقيقة قيامة المسيح وقال ( إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ ) ، وبعد ثمانية أيام ظهر يسوع لتلاميذه مرة أخرى وهذه المرة كان توما معهم فقال له (هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً ) أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ : (( رَبِّي وَإِلَهِي ! )) ، عندها اعطى يسوع تطويبته الشهيرة ( لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا) . وبسبب هذه القصة يضرب المثل بين المسيحيين بشك توما . اما آخر ظهور لتوما في انجيل يوحنا فكان عند التقاء يسوع بمجموعة من تلاميذه عند شاطئ بحيرة طبرية ( يوحنا 21 ) نشأته .. ودعوته لقد وهب الله توما الشاب نفسا صالحة وقلبا تقيا يميل الى الفضيلة منذ صباه , فكان راغبا فى قراءة الكتب المقدسة , والى معرفة الحق ولذلك تأهل لمعرفة المسيح , ولما وجد فيه الرب كل هذه الاستعدادات دعاه ليصير تلميذا له .أما عن كيفية دعوته تلميذا فلا نعرف عنها شيئا , لانه لم يذكر فى الكتاب المقدس كيف تقابل معه يسوع . ومن صفات توما انه كان كثير الشكوك , فكان بطئ الايمان يتطلع على الامور من الناحية المظلمة , اذ كان عصبى المزاج لا يقبل اى فكر دون ان يعمل له الف قياس , لذلك بات سريع اليأس , كثير الارتباك , يكبر الامور عن طبيعتها , وكما وصفه بعض الكتاب الغربيين بقوله (لقد اجتمع به الشك واليقين , وسيظلان يصارعان حتى تعقد الغلبة باحداهما على الاخر. وحينما دعا السيد المسيح رسله بأسمائهم وارسلهم اثنين اثنين نجد ان السيد المسيح حينما جاء الوقت لينزل اورشليم حينما مات لعازر اعترض التلاميذ من اجل مؤامرات اليهود لقتل المخلص , إلا ان توما وحده كان جوابه لزملائه "لنذهب نحن ايضا لكى نموت معه" (يو 11:16) لقد كان توما رجلا جليليا شهما , ذا حس مرهف وعاطفة قوية , ولقد اظهر اسمى ايات الشجاعة والاخلاص .ومن الامور التى يجب ان نفهمها ان توما الرسول لم يكن مع التلاميذ الذين هربوا ولكنه مضي وانعزل بنفسه .لذلك نجد انه يحتمل ان سبب عزلته هذه جعلته لم يسمع اخبار قيامة الرب التى انتشرت وتناقلها الكثيرون ولم يتأهب ذهنه لقبولها .لقد حزن توما بالفعل على السيد المسيح عندما رأى اهوال موت المسيح ولكن كان حزنه انطوائيا كفيلسوف متأمل مفكر . ويأتى شك توما الكبير فى قيامة الرب انه رأى ابن الله معلقا على الصليب وجسده مفعما بالجراح العميقة , لذلك لم يطاوع نفسه وبات يحتاج الى دليل قوى يثبت ان هذا الجسد يمكن ان يقوم ثانية . وتوما إنسان واقعي تعني إليه الأمور ما تشيرإليه من دون أن يذهب إلى التساؤلات والافتراضات لذلك قال إن لم ابصر في يديه آثار المسامير وأ ضع إصبعي بإثر المسامير والحربة لا أومن : كأنه قال ذلك ليقول لنا عندما سيكرز بالانجيل إني أنا رأيت قيامته لا أُخبرت عنها ولا سمعت بها. فمتداخل هو شك توما الذي جعله ينطلق بالروح ويقول (ربي والهي )وشكه هذا الذي أوصله للإيمان الحي الذي لايشك . *بشارته وكرازته .. بعد صعود ربنا يسوع الى السماء كان ضمن التلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس فى علية صهيون . بدأ كرازته اولا فى اليهودية واورشليم مع الرسل وحضر اول مجمع عقد فى أورشليم ليضع قانون الايمان المسيحى للأمم عام 50م , ثم بعد ذلك حمل عصاه وسافر الى اقطار الارض يحمل بشارة الانجيل .قسم الرسل العالم الى ميادين تبشيرية فوقعت القرعة على توما ليمضي الى الهند , ولقد اثبت التقليد الكنسي ذلك , لان الكنيسة فى جنوب الهند تعرف حتى الان بالكنيسة التوماوية نسبة الى مؤسسها توما الرسول . وفى طريقه الى الهند مضي الى بلاد فارس حتى التقى هناك بالمجوس الثلاثة الذين جاءوا الى المسيح فى ميلاده , ثم علمهم الايمان وعمدهم بعدما بشر هناك بملكوت السموات , وترك المجوس هناك ليكملوا الكرازة لأولئك البرابرة . جاء للقديس توما الرسول هاتف من الروح القدس لينهض مسرعا الى اورشليم لكى يحضر مع بقية الرسل نياحة العذراء مريم , ولكنه غاب عنهم , ولم يلحق بهم ربما لبعد المسافة الى الهند . وبعد نياحة العذراء اخذ التلاميذ جسدها ودفنوه فى الجسيمانية ومضوا وظلت الملائكة بجانب الجسد ثلاثة ايام , ثم ابرق من السماء نور حيث حملوا الجسد وصعدوا الى السماء دون ان يشعر بهم احد , ولكن العناية الالهية دبرت لتوما الرسول ان يحمل بالروح فوق جبل الزيتون اثناء رجوعه من الهند فيرى جسد البتول تحمله الملائكة الى فوق .وعندما طلب منها ان تباركه قبلما ترحل من العالم فإذ بزنارها (منطقتها) الذى كان الجسد مربوطا به يسقط عليه من فوق , فأسرع وقبله ممجدا الله . ولقد صنع الله مع القديس توما عجائب كثيرة فى كرازته بالهند لكى يأسس الكنيسة هناك , ففى بناء اول كنيسة استأذن توما الرسول الملك فى بناء كنيسة بعد ان امن كثيرين بالمسيحية , فلم يأذن له وفى ذلك الوقت كان هناك خشبة عظيمة وثقيلة جدا ساقتها امواج البحر الى الميناء , فأراد الملك ان يخرجها ويأخذها لبناء بلاطه .. فلم يتمكن من ذلك اعظم رجاله .. حينئذ تقد القديس وقال للملك هبنى هذه الخشبة لبناء كنيسة وانا احملها وحدى ..واراد الملك ان يعرف صدق هذا الرجل فأمر ان يأخذها . وأمام الجميع صنع توما هذه المعجزة بقوة السيد المسيح , حيث انه ربط الخشبة بمنطقته وصلب عليها بعلامة الصليب , وشرع يسحبها فكان كمن يجر تينة على وجه المياه , فآمن الملك وكل رجال قصره , وسمح للقديس ببناء الكنيسة , وبعد ذلك اقام توما 7 كنائس اخرى فى مدن متعددة . رواية عن مار توما الذي بشر الهند : أن ملكا هنديا ً اسمه غوندافور أراد أن يبني له قصرا لامثيل له على الأرض فأطلق رسوله هافان لجلب عمال ماهرين من اجل بناء القصر وبتدبير الهي جاء رسول الملك هافان إلى توما الذي قال انه مستعد لهذا العمل شرط أن يترك له أن يعمل كما يريد . واخذ من الرسول كمية كبيرة من الذهب ليباشر في بناء القصر فأخذها ووزعها على الفقراء واخذ يكرز بالإنجيل وبعد سنتين أوفد إليه الملك ليسأله إذا ما كان قد أتم عمله . فاخبره أن العمل قد تم وبقي السقف ويريد له بعض المال فبعث له الملك ما يريد إذ كان القصر بعيدا عن العاصمة فاخذ توما المال وعاد فوزعه على الفقراء واكمل كرازته فوشي به لدى الملك الذي امسكه واودعه السجن وفي نفس الليلة مات أخو الملك فحزن عليه الملك حزنا شديدا فاخذ ملاك الرب روح الرجل إلى الفردوس واره قصرا عجيبا ليس له مثيل ولما أراد الميت أن يدخل منعه الملاك قائلا : ( إن القصر لآخيك الذي بناه له توما بماله الذي اخذه ووزعه على الفقراء ) ثم أعاد ملاك الرب روح الميت إلى جسده فأسرع إلى أخيه الملك وقال له : ( اقسم بان تعطيني ما أريد ) فاقسم له: فقال له : قصرك الذي في السماء فلم يصدق الملك إلى أن شرح له كيف أن توما بالمال الذي أخذه ووزعه على الفقراء كان يبني له ذلك قصرا في السماء فأطلق الملك توما واعتمد وأعطاه المزيد من المال لأجل توسيع القصر . سار توما في خدمته المجيدة ، وقيل أن ثلاثة من الملوك آمنوا على يديه لو صحت رواية التقاليد , وأنه عمل بين فارس والهند ، وأنه احتمل الاضطهاد حتى ناداه سيده إليه ، بعد أن أكمل سعيه وأتم رسالته ، وإذا صح أنه طعن بحربة وهو يصلي فيكون قد أتم رسالته وحمل صليبه وراء السيد ، ووقف في كل التاريخ توأماً سباقاً في الحب والولاء والخدمة والطاعة والشهادة والاستشهاد لاخوته الذين ساروا على نفس النهج ، وسلكوا ذات الدرب ، ليلتقوا في مدينة الله معاً أمام السيد الذي أحبوه ، واسترخصوا كل شيء في سبيل مجده وملكوته الأبدي العتيد !!..و بحسب التقليد الكنسي فان توما الرسول وعظ بالإنجيل في الرها ودفن فيها كما أنه بشر في بريثا و بلاد فارس و كان أول من بشر في الهند فهدى كثيرين إلى الإيمان من بينهم الأغنياء والأمراء ونساء أميرات وهناك قتل على يد كهنة الأوثان بالرماح لذلك يصور في الأعمال الفنية وهو يحمل رمحا ً * ويذكر لنا التاريخ ان كرازة توما وصلت الى حدود الصين عابرا ببلاد الرافدين من الشمال و بلاد فارس , بعد تنقله من ولاية الى اخرى . * مضي توما الى بلاد الهند مدة تربو على العشرين عاما عمد فيها كثيرين من البراهمة . وانتهت حياته حيث استشهد سنة 72 م فى المكان المسمى الان (جبل مارتوما) * نسبة المسيحيون فى الهند الان 2.4% من سكانها . * نصف المسيحين كاثوليك والباقى تقريبا يمثله الكنيسة الارثوذكسية حيث هى اكبر الكنائس بعد الكاثوليك , وفى عام 1972 م احتفلت كنيسة الهند بمرور 19 قرنا على استشهاد توما الرسول

القصة منقولة

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع