الاسطورة المقامية محمد القبانجي ومؤتمر القاهره الموسيقي الاول /١٩٣٢

           

الاسطورة المقامية محمد القبانجي ومؤتمر القاهره الموسيقي الاول /١٩٣٢

                    

       

                                      

تناولت في بحثي السابق عن حقيقة مقام اللامي وانطلاقة القبانجي المقاميه في بغداد عام 1925 ومن ثم الحدث الاهم في برلين عام 1928واليوم نتوقف لنسلط الاضواء على الحدث الذي يعتبرايضا الابرز في حياة استاذنا المبدع الكبيرالقبانجي ومشاركته في اول تظاهرة موسيقية غنائيه في العالم العربي  اقيمت في مصرعام 1932 وعن مشاركة العراق وماجرى في اروقته من حقائق معتمدا على عدد من الوثائق من بينها كتاب وزارة المعارف المصريه الصادر1933 والكثيرمن المجلات والصحف الصادرة وقتها الى جانب الاستماع الى جميع الاقراص التي وثقها القبانجي في المؤتمر فتعالوا معنا لنقلب اولى صفحاته ...
في اول خبرعن المؤتمر ذكرت جريدة العراق الصادره في 25/1/1932 وتحت عنوان :(  مؤتمرللموسيقا العربيه يمثل فيه العراق ) نصه:
ذكرت زميلتنا البلاغ المصريه ،انه سيعقد في شهراذارالقادم مؤتمرللموسيقى العربيه في مدينة القاهره يحضره مندبون يمثلون العراق وسوريا وفلسطين ومراكش والجزائر وتونس واليمن  وسيقوم هذا المؤتمر بالابحاث الخاصة بالموسيقى العربيه والاقطار الشرقيه وتحضرة عدة فرق موسيقيه عربيه من البلاد التي ستشترك فيه لتعزف الات موسيقاها .

الى جانب دعوة اكثرمن عشرين شخصية من اقطاب الموسيقا العالميه  ومنهم د هنري فارمر من انكلترا و د هاينتز من المانيا  والاستاذ بلا بارتوك من المجر والاستاذ رؤوف يكتابك من تركيا و...

       

قبل سفرالوفد التقى رئيس الوزراء نوري باشا السعيد يرحمه الله والذي كان من المحبين جدا والذواقين للمقام العراقي كما في الصوره ...
ولندع كل التفاصيل وما تناولته الصحف في بغداد وقتها من مواقف واقاويل مثيرة للجدل ...

              

سافرالوفد يوم 10 اذار 1932و الذي ترأسه فريد عصرنا القبانجي وفرقته الموسيقية المكونة جميعها من يهودالعراق  . عزوري هارون  عود - يوسف زعرور  قانون  - يوسف بتو سنطور  - صالح شميل جوزه  - ابراهيم صالح  رق - يهودا موشي  طبله.

                            

المؤتمر استمرمدة اسبوع للفترة من 28 اذار- 3 نيسان 1932 والذي حضر حفل الافتتاح الملك فؤاد وشارك العراق بنخبة من المقامات والاغاني ونشيد عراقي من تاليف الشاعر خضرالطائي والحان واداء القبانجي مطلعه:
ملك النيل سلام      لك ماغنى حمام
وشدا في الروض طير    وسرى في الدهرعام ..
فاستحسن الملك فؤاد هذا النشيد ايما استحسان كماصرح بذلك القبانجي عند عودته للعراق ...
وايضا مارش جلالة الملك ( رمزالاخوة بين العراق ومصر) ومقام بهرزي واغنيه نالت اعجاب المشاركين وانتزعت التصفيق من قبل الملك فؤاد وجمهور الحاضرين ...

في حفلة اخرى الفصل الاول :
قدم الاسطورة استاذنا الكبيرالقبانجي فيها سمفونية المقامات العراقيه ( الابراهيمي) مع بستة تراثيه / ما دار حسنه بشمر وايضا اغنية جديده من كلمات والحان واداء القبانجي والاخيره لم تسجل على الاقراص .
الفصل الثاني : مقام بنجكاه مع اغنية ايضا من كلمات والحان وغناء القبانجي : خالي العشك بطران ايضا لم توثق  مع الأسف .
وما ان انتهى القبانجي من فقراته حتى نهض د محجوب ثابت فألقى جملة بلهجة الحزم كما تقول الصحافة المصريه قائلا ( هكذا يلقى الشعر خذوا عن هذا المطرب يااخواني ...)
بعدها انصرف الاسطورة القبانجي وفرقته المتألقه لتوثيق نخبة من المقامات العراقيه والاغاني فكانت حصة العراق هي الاعلى رصيد من بين جميع الدول المشاركه وقد بلغت 31 قرص بعض المقامات سجلت على 3 اقراص وبعضها 2 واخرى 1
منها للقبانجي 24 و7 اقراص للفرقة عزفا منفردا وقامت بالتوثيق شركة جرامفون الانكليزيه تحت اشراف الاستاذ منصور عوض  بينما بقية البلدان من 3-4  اقراص .

جوائز المؤتمر: حقيقة لم تكن هناك جوائز كما ثبتها الشاعر عبود الكرخي بجريدته الكرخ الاسبوعيه وانما جائزة ذات مغزى فني وموسيقي ومقامي كون القبانجي هواول استاذ مقام استطاع وبموهبته المتفردة ايصال هذا الفن النبيل الى اسماع المشاركين في المؤتمر وكان موضع احترام وتقديروحظي بالتكريم ...
وهنا لا بد من الاشاره ان الاستاذ القبانجي لم يغن نغم اللامي وانما سجله عزفا وعلى اداة العود عزوري هارون على قرص برقم  ج.س 36
المقامات التي وثقها القبانجي بصوته في المؤتمر  9 هي:
رست - ابراهيمي -  منصوري  - مخالف -  بهرزي  - بنجكاه -  حسيني -   مدمي - شرقي دوكاه .
ماذا قال المشاركون عن القبانجي؟:
المجري بيلا بارتوك
( لم يقدم اي فنان عربي سواه من الالوان الريفيه او لون المدينه اداء عظيما مملوء بكل المقومات الدراماتيكيه ، وحتى استطيع القول بأن المؤدي العراقي ارتفع الى مستوى الذروه في الاداء الموسيقي).
اماالمستشرق الالماني د هاينتز فقال: العراق هو الحجر الثمين في المؤتمر.
وللشاعرالمصري الكبير احمد شوقي رأيه :

  

هذا تراث عظيم وانت ياعراقي فنان كبير.

  

وماذا قالت سيدة الغناء العربي ام كلثوم :
اتمنى وجود استاذي ابوالعلا محمد ليسمع هذا الصوت الذي لم نسمع مثله قط .
الحقيقه وللتاريخ ان من يستمع لمقامات والاداء المذهل لسيد المقام العراقي ورمزه الشامخ القبانجي ان الذي ادى في مؤتمرالقاهره سنة 1932 هو غير القبانجي الذي غنى في بغداد سنة 1925 بداية انطلاقته المقاميه ...

الباحث والمؤلف
سعدي السعدي

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

717 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع