ماذا جرى بين عدنان خيرالله وحسين كامل؟ !!
بقلم / حميد المالكي
للمرة الأولى يكشف ضابط المخابرات مزهر الدليمي عن أسرار لايعرفها أحد عن أسباب قتل وزير الدفاع السابق عدنان خير الله طلفاح فيقول:
ثمة سببان مباشران للإسراع في تصفية عدنان خير الله بهذا الشكل المأساوي أولهما سياسي :
وخلاصته أنه قبيل فترة وجيزة من تنفيذ حادث الطائرة ألقت مخابرات النظام القبض على مجموعة من العسكريين والمدنيين بتهمة الإعداد لمحاولة انقلابية وبعد أن عُذِّب هؤلاء تعذيباً شديداً في أقبية المخابرات ورد ذكر مدير المكتب الخاص لعدنان وهو من “سامراء” وبعد أن جاء دور هذا للتعذيب اعترف بأنه في حالة نجاح الانقلاب فإن المرشح للرئاسة “أي البديل لصدام” هو عدنان خير الله والسبب الثاني اقتصادي:
فقد كان عدنان خير الله واحداً من ثلاثة لهم حق سحب مبالغ طائلة من الرصيد السري الذي أودعه صدام حسين في أحد بنوك سويسرا والذي يقوم على اقتطاع 5 في المئة من عائدات البترول العراقي اعتباراً من أواسط السبعينات .
وعندما صاهر حسين كامل منحه حق سحب وإيداع المبالغ من الرصيد نفسه، وقد اعترض عدنان خير الله على إشراك حسين كامل في الأرصدة السريّة كما اعترض على قيام حسين كامل بانتزاع عمولات من صفقات الأسلحة وإيداعها في الرصيد السري .
عدنان خير الله: لاأقبل أن يقتل أحد ظلماً
ويقول مزهر الدليمي:
بعد سقوط الطائرة بثلاثة أيام زرت اللواء نايف گصب الجنديل في مستشفى الرشيد العسكري وكان في غاية التأثر لمقتل عدنان خير الله وقال لي:
أذكر أن لجنة الإعدامات - سيئة الصيت - حكمت على أحد قادة الألوية بالإعدام رمياً بالرصاص وكان الحكم مجحفاً وكانت الأمور بيد ماهر عبدالرشيد واللجنة تتلقى التعليمات من اثنين:
صدام حسين وحسين كامل ، أوفدني الفريق ماهر إلى بغداد وطلب مني إبلاغ وزير الدفاع ولأن تنفيذ الحكم الظالم في صباح اليوم التالي وفي موقع مقر اللواء نفسه، وبعد أن شرحت للوزير القضية وقلت له جئتك من الفريق ماهر وإن الضابط المحكوم من خيرة الضباط وله أطفال فقال الوزير:
لا أقبل أن يقتل أحد ظلماً ولا أرتضي إعدام ضابط أو قائد نتيجة خطأ أو اجتهاد وعلينا أن نتسامح ..
وأمر بإلغاء الحكم فوراً والإفراج عنه وإبقائه في منصبه .
وأضاف: سمعة عدنان جيدة في القوات المسلحة، لقد كان محبوباً وهذا هو السبب الذي جعل حسين كامل يحقد عليه ويقتله، وكان عدنان يقول:
حسين كامل طفل ونحن لسنا بحاجة إلى أطفال في القوات المسلحة يتحكمون في مصائر قادة معروفين في الوسط العسكري !!
وإن الخلاف الذي حصل بين عدنان وحسين يجعلني أقتنع بأن حسين كامل قتل عدنان خير الله !! .
عدنان لحسين كامل: أنت نذل وساقط خلقياً وناقص
وروى اللواء نايف يقول عن تصرفات حسين كامل وخزعبلاته غير المقبولة ومنها أنه جاء إلى الخطوط الأمامية لتنفيذ خطة لعبور نهر صغير يسمى نهر جاسم .
صورة نادرة من جبهات القتال :صدام حسين،عدنان خيرالله،ماهرعبدالرشيد، حسين كامل ..أخرون
كانت الخطة مستحيلة التحقيق وهي تؤدي إلى خسائر بشرية فوق الطاقة وهذا أدّى إلى رفضها من قبل القادة العسكريين ذوي الخبرة والممارسة وأدى الرفض إلى أن أصدر حسين كامل أوامر بإعدام كل من:
آمر لواء المشاة وتسعة من خيرة الضباط على أن يتم إحراق المعدومين بتفجيرهم في سياراتهم ... وعندما تسربت أنباء هذه المجزرة جن جنون قادة (الفيلق الثالث) وصرخ أحد آمري الألوية قائلاً:
سأعلن العصيان إذا استمر هذا التافه بأعماله الإجرامية ، وسحب حسين كامل مسدسه الشخصي وأطلق النار على هذا الضابط الشجاع فأصابه في كتفه! .
اشتد الخلاف فاتصلت أنا شخصياً - الحديث مازال لنايف - بوزير الدفاع، كان عدنان في تلك الساعة في مقر قيادة الفيلق السابع وبالتحديد في المقر الخلفي وشرحت له خطورة الموقف إثر التصرفات الصبيانية التي قام بها حسين كامل وبعد نحو ساعة ونصف اصطحبنا عدنان خير الله ليطلع بنفسه على المأساة:
كانت الجثث المحروقة تثير الشجون وكان صراخ الضباط والجنود الموجودين يبعث على الآلام وتخيل كل منا مناظر أطفال الضحايا وأسرهم.. احتقن وجه عدنان وكان الألم واضحاً على معالم وجهه وسرعان ما تحول إلى غضب حقيقي.. كان حسين كامل لايزال موجوداً بعد أن أشرف على إحراق جثث القادة العسكريين الأبرياء وكانت علامات الارتياح تعلو وجهه دون أن يكترث لبكاء من حوله من الضباط أو ضباط الصف والجنود ولم يتمالك عدنان نفسه بل توجه إلى حسين كامل قائلاً له: حسين أنا أعرفك منذ صغرك أنت نذل وساقط أخلاقياً وناقص.
وطلب منه أن يترك غرفة العمليات طرده قائلاً:
اخرج وإلا أمرت بقتلك هذه اللحظة غسلاً للعار إنك عار على العائلة منذ أن كنت صغيراً ويبدو أنك مازلت تشكل عاراً عليها حتى الآن!
غادر حسين الموقع وقبل أن يتركه قال:
عدنان سوف يأتي اليوم الذي تدفع فيه الثمن غالياً!!
رد عليه عدنان قائلاً: اخرج وافعل ماتشاء فالعمر بيد الله لابيدك.
وعقب حسين قائلاً: سوف ترى !!
وعندما ترك حسين المكان نهائياً استمر عدنان في غضبه قائلاً ما خلاصته:
الذي يؤسفني أن يتحكم بالقادة العسكريين العراقيين أشخاص لاقيمة لهم ولا أي وزن خلقي وسيأتي اليوم الذي ينتقم فيه الله لهؤلاء الأبرياء الذين قتلهم هذا المجرم ظلماً وعدواناً وبطريقة بشعة لا إنسانية!!
وعقب ماهر عبد الرشيد قائلا:
إنه ساقط خلقياً، لديه شعور بالنقص، لقد أحرق هؤلاء الأبرياء بطريقة شنعاء وجاء إليه الجنود يخبرونه أن الضحايا كانوا يصرخون: الرحمة، الله أكبر.. ارحموا أطفالنا فلم يكترث حسين لتوسلاتهم بل جعلهم يذهبون طعمة للنار!
أضاف اللواء نايف قائلاً:
لقد قلت لوزير الدفاع إنني أخشى عليك من هذا المراهق إعني حسين كامل، فضحك وقال:
الله موجود والأعمار بيده، والله أفضل للإنسان أن يموت قبل أن يرى ظلم أخيه الإنسان.. إنها أعمال بربرية لم يفعلها عدو من قبل!
من هنا بدأ الخلاف واشتد بعد ذلك وبدأ نجم عدنان يصعد ورصيده داخل القوات المسلحة والجيش يرتفع وازدادت سمعته بين أفراد الجيش العراقي
958 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع