مسلسل الارهاب

                                      

                         علي الزاغيني

الجميع يعرف ان الارهاب غايته زرع الموت والخوف في كل مكان و لايفرق بين قومية واخرى ولا بين  ديانة واخرى ولا بين مذهب ومذهب فهو  غايته حصد ما يمكن حصده من الارواح ليزرع بذور الفتنة  والتفرقة واللعب بورقة الطائفية ولكن شعبنا عرف هذه اللعبة وعرف الغاية منها .

المتابع للوضع الامني يجد العمليات الارهابية تتخذ وتيرة واحدة في مناطق محددة وبنفس الطريقة وبفترة زمنية متقاربة جدا  وكانها تتحدى الاجهزة الامنية بعدم استطاعتها من الحد من هذه العمليات الارهابية  وهذا يتطلب من الاجهزة الامنية وقيادتها ان تعيد النظر بالخطط الامنية وتدرس اسباب هذه الاختراقات ونقاط الضعف في البعض من السيطرات والاجهزة الامنية وتحاول ان تجد الحلول لتلك النقاط لتفادي وقوعها مستقبلا.
في حقيقة الامر ان السنوات الماضية كانت اكثر استقرار بعض الشئ ولم تشهد عمليات ارهابية بهذا المستوى الكبير  والمنظم الا ان الوضع الامني بدأ شئ  فشئ يتدهور وخاصة بالاشهر القليلة الماضية حتى اصبح كانه مسلسل لانهاية  , فتتعرض بين فترة واخرى مدينة  بغداد وعدد من المدن الاخرى هجمات ارهابية شرسة لاترحم الهدف منها زرع الخوف وبذور الفتنة والقلق بين صفوف ابناء الشعب .
من هو المسؤول عن هذا التراحع الامني الخطير ؟
 قد يكون للخلافات السياسية  الاثر الاكبر في هذه العمليات الارهابية وكذلك  لعدم خبرة الاجهزة الامنية  وقد يعتقد البعض الى ان الكثير من العبوات الناسفة والمتفجرات تصنع داخل المدن التي تستهدف وبالتالي  لايمكن للسيطرات الامنية  السيطرة  عليها وهذا يتطلب عمل استخباراتي كبير يكشف عن هذه العمليات قبل وقوعها , ولكن علينا ان لاننسى حجم التدخلات الخارجية وما تصرف من اموال من بعض الدول المجاورة وغيرها من اجل زعزعة الامن وفقدان الحكومة المركزية هيبتها وهذا مايسبب خلل كبير وواضح لدى الشارع العراقي  , وكما يعتقد البعض ان البعض يستغل  قسم من العجلات التابعة  للمسؤولين لنقل المتفجرات لانها لا تتعرض للتفتيش من قبل السيطرات الامنية  وهذا يؤدي الى تزايد الاعمال الارهابية.
لايمكن ان ننكر الدور الكبير التي تلعبه السيطرات الامنية في بث روح الاطمئان لدى المواطن ولكن  بعد كل عملية ارهابية نجد السيطرات الامنية تشدد من الاجراءات الامنية مما تجعل الشوارع مزدحمة لا بعد ما يكون  وهذا يعيق حركة المواطن  وتذمره من هذه الاجراءات التي اصبحت لاتجدي نفعا سوى عرقلة السير وتاخير المواطن عن عمله , علينا ان نجد وسائل اكثر تطورا واكثرا نفعا من هذه الاساليب في التفتيش  , واعتقد ان هناك الكثير من السيطرات  لاحاجة لها لانها متقاربة جدا ويمكن الاستغناء عنها بسيطرات متحركة عند الضرورة  لتفادي الزخم المروري ولراحة المواطن , وكذلك يجب ان يكون حجم التعاون  اكبر بين المواطن والاجهزة الامنية  من حيث نقل المعلومات  كل  مايثير الشك  والريبة  وبالعكس من حيث التعامل اثناء اداء الواجب  والقيام بحملات تفتيش بين  واخرى .
يجب على الاعلام واقلام الحرة ان تتصدى لهذه الهجمات الارهابية  الشرسة والوقوف ضدها  بكل قوة   ولا  تقف مكتوفة الايدي وتبقى تعد وتحصي عدد الشهداء والجرحى وعدد المفخخات واماكن تفجيرها  , ولكن عليها ان تعيش الواقع وتبين للمواطن  اسباب هذه الاعمال الارهابية والغاية منها   لان  ما يتعرض اليه العراق ارهاب دولي  لا يمكن السكوت عنه  الغاية منه ان يبقى العراق ضعيف لايمتلك القدرة على الدفاع عن نفسه وبالتالي يبقى رهينة الارهاب والخلافات السياسية .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

897 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع