أردوغان يتطاول على شيخ الأزهر

                                    

                        بثينة خليفة قاسم

منذ سقوط الرئيس الإخواني محمد مرسي في مصر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يمر بحالة من عدم التوازن أفقدته التركيز وأفقدته لغة الكلام التي تتناسب مع موقعه كرجل دولة ينبغي أن ينتقي عباراته ومفرداته.

بعد سلسة من التصريحات الاستعلائية والتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، دعما لجماعة الإخوان الارهابية، وصلت عنجهية أردوغان إلى حد التطاول على مقام الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذي هو رمز للأمة الاسلامية كلها وعنوان للاسلام الوسطي المعتدل البعيد عن التطرف وسوء التأويل الذي خرب عقول شباب الأمة.
فهل وصلت درجة الارتباك وعدم التوازن بهذا الرجل إلى حد إعطاء دروس في الدين وفي الوطنية لشيخ الأزهر؟.
يبدو أن إحساس أردوعان بضياع الحلم التركي في الهيمنة على الشرق قد أثر على أعصابه، فتارة يبكي أمام عدسات المصورين على حال مصر، وتارة تنتابه نوبة التعالي والغرور التركية فيثور مهددا وكأنه يعيش في الماضي، وتارة يستعدي الغرب على مصر ويطالب بتوقيع عقوبات عليها.
هل نسي أردوغان أن بلاده ظلت تتوسل للاتحاد الأوروبي، الذي هو في الأساس ناد مسيحي، سنوات طويلة لكي يقبلها عضوا فيه، وظلت تلهث للوفاء بالمعايير التي تجعلها تنال شرف الانتماء إليه ولكنها فشلت فشلا مهينا؟.
اليوم يريد أردوعان أن يستعيد الخلافة التركية على الشرق الإسلامي من خلال تمكين جماعة الاخوان المسلمين من حكم الدول العربية بكاملها، في تونس، وفي مصر، وفي ليبيا، وفي اليمن، وفي سوريا، ثم في الخليج العربي!.
أردوغان اليوم ينصب نفسه قيما على الاسلام والمسلمين ويتطاول على الأزهر الذي يخص جميع العرب والمسلمين ولا يخص مصر وحدها، ناسيا التاريخ البعيد والقريب لبلاده.
أردوغان يتحدث اليوم عن إسرائيل كعدو، وهو يعلم أن بلاده كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل،ويبكي اليوم أمام الكاميرات على الإخوان وعلى حركة حماس، وهو صاحب أخطر اتفاق أمني استراتيجي مع إسرائيل!.
هل نسي أردوغان التدريب العسكري الذي وفره للطيارين الاسرائيليين على أراضي تركيا، لكي ينفذوا بنجاح عملية الرصاص المسكوب على أهالي غزة التي يبكي اليوم من أجلها؟.
هل كان أردوغان يدرب الطيارين الاسرائيليين على أراضيه لكي يلقوا أكياسا من الأرز وقطعا من الحلوى على أطفال غزة ونسائها، أم كان يقدم الولاء والطاعة للغرب لكي تصبح بلاده عضوا في الاتحاد الأوروبي؟.
لا يحق لتركيا أن تتدخل في شؤون غيرها بهذا الشكل الفج، إذا كانت تريد أن يكون لها مكان واحترام بين الدول العربية، لأنها لو ظلت كذلك فلن تنال إلا العزلة التامة.
ويجب أن يفهم أردوغان أن تركيا ليست مؤهلة بأي شكل من الأشكال لكي تقود المنطقة العربية في المرحلة القادمة، وأن القيادة حتما ستكون عربية، وأن الأمة العربية تمتلك من الموارد ومن أسباب القوة ما يمكنها من ذلك.
أما التطاول على رمز إسلامي بمكانة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، فيجب ألا يمر دون عقاب، وعلى الاعلام العربي والاسلامي أن يلقن أردوغان درسا لا ينساه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

594 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع