علي الزاغيني
لا تغرنكم الضحكات ولا تخدعكم المظاهر فخلفها آهات واحزان لا تنتهي .
الحب عاصفة من الجنون مهما حاولنا الهروب منها فلابد ان تقتحم قلوبنا وتضعنا في عالم لا ينتهي من السعادة والهناء مصحوبة باهات واحزان ودموع تسبقها ابتسامة نشوة الحب التي نتمنى لها ان تنتهي .
حاولت قدر استطاعتها ان لا تدخل صراع الحب واهاته وان تدفن مشاعرها خلف هموم الحياة لان الحب سلطان يسيرنا دون ارادتنا فقررت ان لا تدخل هذا العالم الجميل المليء الهناء والامل والدموع والفراق والآهات .
ولكن هل بإمكاننا ذلك؟؟
التقينا بعد الحرب عندما اراد القدر ذلك في ظروف قد تكون ليست كما نتمناها ,كانت علاقتنا مبنية على الصراحة والصدق وليس كما يتصور البعض فلا دخل للحب بصداقتنا .
10 سنوات مضت ولكنها لازالت غامضة بعض الشيء؟؟
همها الوحيد عملها ولا شيء غير ذلك !!
لم يكن للحب في حياتها اهمية تذكر وعندما نتحدث عنه في بعض الأحيان تراه تفاهة أو شئ لا وجود له في زمن لا يمكن للحب ان يعيش تحت اصوات الرصاص ورائحة البارود .
فلسفة خاطئة من وجهة نظري ولكن هذا رائيها ولا يمكن ان تغيره بسهولة ولعلها تؤمن بشاعرنا الذي كتبية اغنية سيرة الحب وتمتلكها الرهبة من عالم الحب المليء بالظلم وآهات التي تحرق القلوب من دون ان تكون لنا الارادة على اطفاء جذوتها .
على الرغم من تجاوز سنوات عمرها العقد الرابع الانها لم تخضع لتجربة الحب اذا كانت صادقة في كلامها ويخيل لي أن السنين قد سرقت كل مشاعرها واحساسها بالحب ,وباتت هموم الحياة ومتطلباتها هي كل شئ في حياتها .
في صباح شتائي تطرز الغيوم سمائنا الصافية وتجعل منها لوحة رائعة ممزوجة بألوان متعددة تسحر
الناظر لجمالها , رن هاتفي كانت هي على الطرف الاخر ؟ ليس الامر غريبا كانت الاتصالات بيننا متواصلة كلما لم تسمح ظروف العمل باللقاء ,الامر الذي ادهشني وزاد من قلقلي طلبها في ان نلتقي في مكان عام لنتحدث بهدوء وهذا ما لم يحدث سابقا .
الدموع تنساب من عينيها بهدوء دون توقف مما زاد في قلقي واستغرابي انها لا تعرف من اين تبدا بكلامها ,ربما بدافع الخجل وربما لإحساسها بالذنب لأنها اخفت عني أمر ما ؟
لقد احببته رغم عني وفرض حبه دون ارادتي !! هكذا بدات الحديث دون مقدمات بعد ان جلسنا بعيدا عن الانظار ابتسمت ربما ساخرا وربما مندهشا في بداية الامر ,حاولت ان اتركها تتحدث لتزيح بعض الالم والمرارة التي تملا قلبها .
منحني الحنان الذي فقدته واحساس هربت منه لكي لا اوهم نفسي بالحب والقى مصيري هذا وحيدة بعد ان يتركني اواجه هذه اللحظات المؤلمة .
جعلني لا افكر آلا فيه غمرني بحبه الذي هربت منه طويلا وصددته بكل بقوة ولكن الحب لا يعرف المستحيل و لا تمنعه الحواجز التي زرعتها في قلبي .
لم يفكر باي فارق بيننا ,على الرغم من انها تجعل من حبنا معركة خاسرة مهما جمعنا من سلاح لها ,حبيبي يصغرني بعقد من الزمن وهذا وحده كفيل بان يكون حبنا في عداد الاموات لأننا في مجتمع شرقي لا يسمح له بهذا الحب الا اذا كان غير عذري و كل ما فكرت به هو الحب وليس غير الحب .
طريقنا مليئة بالأشواك فلابد ان نتحمل الالم ونجد من يداوي جراحنا بعد لحظات الفراق القادمة مهما حاولنا تأخيرها فأنها تلوح في الافق رغما عنا .
صرخات والدته بوجهي واتهامي بالعبث بمشاعره والسيطرة عليه جعلتني اصمت امام اتهامها والوذ بالفرار من عيون الناس واختبئ بعيدا عن كل تساؤلاتهم الخبيثة وانسى لحظات الحب التي جمعتنا , يا ترى بماذا تفكر والدته وبماذا ادافع عن حبي واحلامي التي اصبحت مشردة .
كيف ستمضي ايامي بدونه فكل شئ يذكرني به اعياد الحب وهداياه الحمراء بلون الحب وذكرياته في احلامي لاتزال عالقة , رسائله وحرفها المتطايرة على صفحات قلبي , الزهور بألوانها وعطورها كل صباح , قبلاته لاتزال تطرز شفاهي وتسكن روحي وتأسرني دون ارادة في لحظة الحب عندما تكون القبلات لغة الحوار بيننا, عذوبة همساته وهو يغازلني تجعلني كفراشة احلق بعيدا في عالم من الخيال لا توقظني كل أصوات المدافع .
سؤال يتبادر بخلدي وانا احاورها لم هذا الحب كله ؟
هل هو الحنان المفقود والحب الضائع الذي تأخر كثيرا ربما ؟
اريد حلا هذا ما نطقت به ! لعلها ارادت ان تزيح بعض الهموم من قلبها التي سكنته بعد الامل الذي تبخر في شتاء طال ليله الحزين .
قد تكوني حلولي لا ترضيها وقد يكون النسيان اول الحلول واخرها رغم المرارة التي يسببها لها ولكنها لابد ان ترضى به .
كانت راضية ان تكون زوجة ثانية ؟؟
فكرت بان يكون زواجها سرا بعيدا عيون القبيلة وترضى بكل شئ يوهما بالسعادة معه ولأشيء غير ذلك مهما كانت نظرت المجتمع اليها.
مهما كان الجرح عميقا سوف يبرأ مع مرور الزمن لان الله منحنا نعمة النسيان التي تداوي جراحنا وتهب لنا الامل القادم الذي سرقته لحظات العمر الخاطفة وتركت نزيف الذكريات المؤلمة تلاحقنا .
تتمنى ان امنحها حلا غير النسيان وهذا ما لم امنحه لها لأن النسيان الحل الأمثل لنهاية قادمة اليوم قبل الغد فلابد ان اضع لها النقاط على الحروف لتكون لها الطريق الصحيح رغم كل المرارة التي تعانيها والالم الذي تركه الحب الذي مضى .
مضينا معا سائرين على ضفاف دجلة بصمت بعد القت كل همومها ومضت لعلها تبدا من جديد حياتها دون حب ولا الم .
قالت سوف ارحل واترك كل شئ الوطن والحبيب والذكريات !
اجبتها بهدوء وثقة كبيرة بان لا تكون رد الفعل سريعة لهذه الدرجة ووعدتها بانه سوف سيعود رافعا الراية البيضاء !
هنا ابتسمت وكفكفت دموعها ولكن كيف ؟
هذه هي الحقيقة التي يجب ان تصدقيها ! ولكنه ليس ذلك الفارس الذي تنتظرين سيكون مجرد عاشق لايملك سوى الهروب اليك .
علي الزاغيني
702 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع