يفجرون وننتصر

                                   

 

كما العادة بعد استيقاظي  من النوم صباحا  امارس المشي راجلا من مطبعة  الفنان التشكيلي كريم جبار الى البسطة التي اتناول فيها فطوري ومن ثم اواصل المسير نحو ساحة الاندلس لاشرب شايا عراقيا بحلاوة كردية فيلية وعلى مدى الامتار الفاصلة بين البسطتين سمعت دويا قريبا مني ورائيت دخانا متصاعدا الى السماء ،

توقفت لاسمع واعرف ماجرى كما العادة ايضا ، اين ومن وكم من الضحايا الى اخر الاسئلة والتي احصل منها على اجوبة مشوشة تملحها القنوات الاعلامية الغير محيادة كل يصيغ الخبر كما تريده القناة  ضاربين المصداقية وشرف المهنة عرض الحائط، وكم العادة ايضا واصلت الطريق لاكمل يومي المعتاد اسوة بكل المحيطين بي من الناس ليكون يومنا  هذا تداولا للانفجار .
التفجير حدث في شارع السعدون  بسيارة مفخخة والخسائر كما العادة لاصحة لاخبارها لكن هناك خسائر بشرية ومادية  وتاخير جديد للحياة التي يحاول الظلاميون استنزافها منا والتخلص من الثلاثين مليون عراقي الفائضين عن الحاجة . وفي الوقت الذي يبارك الظلاميون بعضهم البعض بنشوة نشوزهم المريض كانت تخترق سحابة الدخان (كومة)مجموعة من الطيور البغدادية التي  تحلق بدوائر متواصلة راسمة فوق خط الدخان صورة لحياة مستمرة وستستمر .
الانفجار حدث قريبا من الفندق الذي استضاف الوفود العربية المشاركة بالمهرجان الجميل لمسرح الشباب العربي كان رسالة تخويفية للوفود على الرغم من ان هذه الرسالة جاءت بعد انتهاء المهرجان بساعات تفصل ليل الامس عن صباح الانفجار  وكان بتصوري رسالة ايجابية للعراق وذلك ليرى المشاركون العرب مدى الاجرام الذي يتعرض له العراقيون والموت المجاني اليومي لهم والذي كما العادة ايضا يصاحبه تصفيق عربي .
 كما معروف بان الظلاميين لايسيرون في العتمة وحدهم هناك من يضيء لهم الطريق ويدعمهم ولعل خيالي  ياخذني بتحليل الوقائع من خلال البحث عن الهدف المراد به من هكذا اعمال مدمرة فمثل تلك الاعمال لها هدف بعيد  معروف وهو تخريب العملية السياسية الفتية ، ولها هدف ظرفي فليوم الخميس كان هناك ثلاثة احداث مهمة اولها توديع الوفود المشاركة في مهرجان المسرح للشباب العربي وثانيهما خوض العراق مباراة مهمة ضد الاردن ضمن تصفيات كأس العالم في البرازيل وثالثهما مباراة العراق واستراليا ضمن بطولة اسيا للشباب بكرة القدم فعند خلط الاوراق وفرزها يطفح في ذهني طائفية عدنان حمد واقامته في الاردن الذي صدر لنا  ابو مصعب الزرقاوي ورائد البنا واخرين من الجيف التي انتنت العراق فهل سيكون لعدنان حمد  الممجد للمقاومة (الشريفة)  او ممن يرتبط بهم بعلاقات المقاومة (الشريفة)دور في هذا التفجير مجرد سؤال فرضه احد زملاء سيارة الكيا الذي كان جالسا بقربي  وانا بدوري احيله بقلمي بامانة التوصية التي اوصاني اياها الذي كان يقسم على تحليله ذاك  لابيح به للقراء  او المعنيين، فكما عودتنا العادة ايضا ان ندس انوفنا الشمية في الاحداث  ونترك الظروف  هي التي تحدد صحة التحيل من عدمه .
الرسالة الحياتية التي افرحتنا وانستنا مآسي الصباح الذي ابتعد كثيرا عن فيروز ليغسل ادمغتنا بموسيقى الظلام المتمثلة بدوي الانفجارات والغريب ايضا ان اغلب المعازف (الموسيقى)  التصويرية للمسرحيات المشاركة في المهرجان الآنف الذكر كانت اقرب الى صوت الانفجار من صوت الحياة !، فالرسالة كانت بالانتصارين الرائعين اللذين يحتاجهما العراق والعراقيين ليرسم الفرحة على محياهم المثقلة بالهموم (الانفجارات، البطاقة التموينية، الفساد ، السافرات , الايمو، البنك المركزي ...الخ من هموم يومية مستمرة) وكان ان ارسلت اليوم الخميس  رسالة  للظلاميين  اقوى من كل رسائلهم المميتة بانكم مهما ستفعلون وتحاولون نفينا من الوجود سنصر على البقاء لاننا كنا من الازل وسنبقى الى الازل وستفجرون لكننا سننتصر .
المهندس احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

801 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع