ما بين الحرية والوطنية!

                      
لن أتحدث كثيرا عن نهائي دوري أبطال آسيا الذي كان الكثيرون يمنون النفس بأن يكون سعودي الهوية عن طريق قلعة الكؤوس فريق الأهلي الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته وخسر من مستضيفه أولسان الكوري الجنوبي بثلاثية كان يمكن لها أن تكون أكبر خاصة أن الأهلي لم يكن ذلك الند الصعب المراس في نهائي بطولة..

والأكيد أن النظر لنصف الكأس المليء سيعطينا ما مفاده أن الأهلي بمجموعة شابة وبعد 26 سنة من الانتظار وصل لنهائي أكبر قارة مأهولة بالسكان في العالم، وفيها دول مثل اليابان والصين وإيران وأوزبكستان وكوريا والسعودية وقطر والإمارات، وكل أنديتها القوية كانت تمني النفس بالوصول للنهائي والفوز باللقب..

أما النظر إلى نصف الكأس الفارغ فيقول إن النتيجة كانت ثقيلة، وزادت من عمق الشرخ بين المشجع السعودية وأنديته ومنتخباته الوطنية التي لم ترسم الفرح على وجهه منذ فترة، وباتت الخسارات الثقيلة والخروج المبكر أحد عناوينها الرئيسية مؤخرا، خاصة أن الأهلي لم يكن ندا صعبا لأولسان، وهو ما دعا الكثير من «المحللين» لاتهام الإدارة بالفشل في التهيئة النفسية للاعبين لنهائي كبير مثل هذا..

ما بين نصف الكأس الفارغ ونصف الكأس المليء، وحتى لا نكون كالنعام الذي يدفن رأسه في الرمال ليدعي أن المشكلة غير موجودة، شاهدنا كما هائلا من التشجيع (لا نعرف المشروع أم غير المشروع) لأولسان الكوري على حساب النادي السعودي، ومن قبل مشجعين سعوديين عبر «تويتر» و«فيس بوك» والمنتديات حتى إن بعضهم عملوا «هاش تاغ» لـ«رابطة مشجعي أولسان»، وعندما انتقدت هذه الخطوة مطالبا بـ«البلوك» لكل من يقف ضد فريق من بلده يلعب أمام منافس أجنبي كوري، وساندني بالخطوة الصديقان سامي الجابر والفنان فايز المالكي، جاءتني وجاءتهما آلاف التغريدات التي ترفض الخلط بين الوطنية وكرة القدم، وبين التشجيع والوطنية.. وأصحاب الرأي هذا يرفضون رفضا مطلقا المس بحريتهم الشخصية في تشجيع من يريدون، ووسمهم باللاوطنية لأنهم أساسا لا يحبون هذا الفريق أو ذاك، وأكدوا أن المسألة كلها رياضية، واتهموا مناصري الأهلي بأنهم أيضا وقفوا مع أندية أجنبية ضد الهلال والاتحاد، وأن الحال من بعضه..

شخصيا أنا مع عدم الخلط بين الوطنية والرياضة، وبين التشجيع والوطنية، فكل إنسان حر في من يشجع، لكن بشرط ألا تصل الأمور إلى المنتخبات الوطنية ولا إلى لاعبين من الأندية التي لا نحبها عندما يمثلون الوطن، وهو ما شاهدناه يتكرر مؤخرا أكثر من ألف مرة، وكل مرة تتم لفلفة الموضوع وكأنه لم يكن حتى بات مرضا عضالا يجب استئصاله من جذوره.. ومن لا يقر كلامي فليرجع قليلا إلى الوراء وليحكم بنفسه.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1070 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع