
بغداد اليوم – بغداد:في سياق الحراك الإقليمي المتسارع لإعادة صياغة مقاربات السلام، اكتسب منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط المنعقد في محافظة دهوك زخماً لافتاً، وسط مشاركة نخبوية واسعة من صناع القرار والخبراء والأكاديميين.
المنتدى، الذي يُعد من أبرز الفعاليات السياسية والفكرية خلال العام الجاري، فتح الباب أمام نقاشات معمّقة حول مستقبل الأمن الإقليمي، ودور العراق وإقليم كردستان في خفض التوترات وصناعة بيئة حوارية جديدة.
وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية رياض الوحيلي لـ"بغداد اليوم" إن "هناك أهمية استثنائية لأعمال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط المنعقد في محافظة دهوك، فانعقاده يمثل تحولا نوعيا وطلقة رحمة في وجه السياسات التقليدية المرفوضة التي أخفقت في إنتاج حلول عملية لأزمات المنطقة، سواء عبر الأطر الأممية أو من خلال المواقف الإقليمية".
وبيّن الوحيلي أن "المنتدى يشكل منصة متقدمة للحوار الجاد وإعادة صياغة مقاربات السلام في الشرق الأوسط، من خلال جمع نخبة من صناع القرار والخبراء والأكاديميين وفتح مسارات نقاش واقعية حول مستقبل الأمن الإقليمي". وأكد أن "خصوصية انعقاد المنتدى في دهوك تعكس الثقة المتزايدة بالدور الذي يمكن أن يلعبه إقليم كردستان والعراق في دعم الاستقرار وتخفيف التوترات".
وفي خلفية انعقاد المنتدى، تأتي سلسلة أزمات إقليمية متراكمة تشهدها المنطقة، بدءاً من النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، مروراً بالمواجهات الجيوسياسية بين أطراف إقليمية ودولية، وصولاً إلى التحديات المرتبطة بملفات الطاقة واللاجئين والأمن الحدودي. وقد وفّر المنتدى ـ بحسب مراقبين ـ فرصة نادرة لجمع أطراف متعددة تحت سقف واحد، بعيداً عن لغة التصعيد التي طبعت المشهد الإقليمي لسنوات طويلة.
وحول الجدل المتداول بشأن عدم دعوة بعض الشخصيات السياسية، أوضح الوحيلي أن "هذا الامر لا يحمل أي طابع إقصائي، وأن معايير الدعوة استندت إلى اعتبارات تنظيمية ومهنية بحتة، أبرزها تركيز المنتدى على مشاركين لهم علاقة مباشرة بملفات الأمن الإقليمي والدبلوماسية، ورغبة الجهات المنظمة في إشراك خبراء مستقلين وأكاديميين لضمان نقاشات أكثر حيادية، إضافة إلى محدودية المقاعد ووجود ضيوف دوليين تم تأكيد مشاركتهم مسبقاً، مع الحرص على اختيار شخصيات معروفة بدعمها لثقافة الحوار وتجنب الخطابات التصعيدية".
وختم الوحيلي حديثه قائلاً إن "المنتدى خطوة مهمة في اتجاه ترسيخ مقاربة جديدة للسلام في المنطقة، وعلى جميع الفاعلين السياسيين الاستفادة من مخرجاته والبناء عليها بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار".

1085 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع