المعرض يقدم عددا ضخما من الفعاليات الثقافية تصل إلى أكثر من 160 حدثا ثقافيا متنوعا ما بين الفن والأدب والعلوم والشعر والقصة والرواية والفكاهة.
ميدل ايست اونلاين:شهدت مكتبة الإسكندرية صباح الاثنين 25 مارس/آذار افتتاح الدورة الخامسة عشرة لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب، والذي يستمر حتى 7 أبريل/نيسان القادم، ويشارك فيه 50 دار نشر مصرية وعربية.
افتتح المعرض كل من المهندسة هدى الميقاتي؛ نائب مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور فيصل الحفيان؛ مدير معهد المخطوطات العربية ضيف شرف المعرض، والدكتور هيثم الحاج علي؛ رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والكاتب الصحفي سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والناشر محمد رشاد؛ رئيس اتحاد الناشرين العرب.
وقالت المهندسة هدى الميقاتي إن معرض هذا العام هو حصيلة التعاون بين ثلاثة شركاء هم مكتبة الإسكندرية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين. ولفتت إلى أن مكتبة الإسكندرية تحتفل هذا العام بالدورة الخامسة عشرة للمعرض، تتويجًا لجهودها التنويرية في نشر العلم والمعرفة.
وأشارت إلى أن المعرض يشارك فيه 50 دار نشر مصرية وعربية، ويحتوي على أجنحة لأربع دول عربية هم الكويت، الإمارات، سوريا، فلسطين، كما يستضيف المعرض داخل مكتبة الإسكندرية أجنحة للعديد من الهيئات الحكومية والعربية مثل وزارة الآثار، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، المجلس القومي للصحة النفسية، المركز القومي للترجمة، ومؤسسة الأزهر، كما تنضم أجنحة سور الأزبكية داخل مكتبة الإسكندرية هذا العام.
وأضافت أن المعرض يقدم عددا ضخما من الفعاليات الثقافية تصل إلى أكثر من 160 حدثا ثقافيا متنوعا ما بين الفن والأدب والعلوم والشعر والقصة والرواية والفكاهة، كما يشارك في المعرض عدد كبير من المتحدثين الشباب، ويشهد المعرض تواجد مكثف لمبدعي الإسكندرية بشل خاص، وفعاليات موجهة خصيصًا للأطفال.
وشددت المهندسة هدى الميقاتي في ختام كلمتها على أن مكتبة الإسكندرية تقوم من خلال المعرض بدورها التنويري في سياق اهتمام الدولة بتكريس القوى الناعمة لمواجهة الأفكار المتطرفة والقبيحة، وإرساء الأمن والسلام في المجتمع.
وفي كلمته، قال الدكتور هيثم الحاج علي؛ رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن معرض الإسكندرية الدولي يعكس هذا العام فكرة الاصطفاف وليس فقط التعاون، حيث تشارك ثلاث جهات في تنظيم المعرض، في تجربة جديدة تفتح الأفق لفكرة التعاون والتلاحم بين المؤسسات لدعم الثقافة والكتاب.
وأكد أن التعاون بين مكتبة الإسكندرية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين، هو نموذج تعاون متكامل، يهدف لدرء فكرة التنافس المقيتة، فالجميع يعمل لهدف واحد وهو نشر الثقافة والكتاب. وأشار إلى أن جميع الجهات تطمح لوجود معرضين دوليين في مصر، بالقاهرة والإسكندرية، ولوضع الإسكندرية في موقعها الذي يليق بها على خريطة الثقافة في مصر.
من جانبه، أعرب الدكتور فيصل الحفيان؛ مدير معهد المخطوطات العربية، عن بالغ سعادته لإقامة هذا الحدث الثقافي المهم في مدينة الإسكندرية، باعتبارها عاصمة العلم والمعرفة، وموطن أقدم مكتبات الدنيا وأعرقها. وأضاف أنه يسعد بوجود معهد المخطوطات العربية كضيف شرف المعرض هذا العام، لافتًا إلى أنه سيلقي محاضرة تعريفية بالمعهد وأهدافه وأهم مشروعاته، ضمن أنشطة المعرض الثقافية.
وتقدم سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين بالشكر لوزارة الثقافة ومكتبة الإسكندرية على الجهد المبذول للوصول لهذه الصيغة من التعاون الفعال الذي يمثل بداية واعدة في خدمة الثقافة ونموذج مثمر لنقل العلم والمعرفة في محافظات وأقاليم مصر. ولفت إلى أهمية دور الناشر في مد الجسور بين المبدع والقارئ، مبينًا أن اتحاد الناشرين المصريين يضم حوالي 1200 ناشر. وأكد أن الاتحاد يسعى لدعم جميع الناشرين، والارتقاء بصناعة النشر في مصر.
من جانبه، أكد محمد رشاد؛ رئيس اتحاد الناشرين العرب، أن الاتحاد يتطلع للمشاركة في معرض الإسكندرية الدولي كل عام، ويضع المعرض ضمن أجندة المعارض الدولية العربية البارزة. وأكد أن القارئ السكندري يستحق هذه المساحة الثقافية للتعرف على ما هو جديد في الثقافة والعلم والفن والأدب، مثمنًا التعاون بين مكتبة الإسكندرية، والهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين لإتاحة ذلك.
وفي مساء يوم الافتتاح استضافت مكتبة الإسكندرية، الفنان التشكيلي فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، وذلك على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، وأدار الحوار الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية.
وقال الفنان فاروق حسني: إن الحركة الثقافية من يقوم بها الجمهور وليس المسؤولين التنفيذيين، فالمسؤول دوره هو تسويق أعمال المبدعين وطرحها على الشخص العادي، مشيرا إلى أنه رفض في البداية عرض تولي وزارة الثقافة لأنه كان لا يملك الإجابة عن مجموعة أسئلة كانت تلح عليه وهي لماذا سأتولى المنصب ولمن ومتى وإلى أي مدة ولكنه قبل تولي المهمة لخدمة الوطن والمجتمع والمثقفين.
واستعرض وزير الثقافة الأسبق، رحلته مع توليه الحقيبة الوزارية التي وصلت إلى 23 عاما، وأبرز المشاريع التي كانت على رأس اهتماماته منها إعادة طريقة ترميم المناطق الأثرية وانشاء المسرح التجريبي فضلا عن التحديات التي واجهته على تلك المهمة.
وأوضح أنه واجه صعوبات تتعلق بتوفير الميزانية الخاصة بالمشروعات الثقافية وجاءت فكرة إنشاء صندوق التنمية الثقافية والذي وفر الميزانية اللازمة لاستكمال المشروعات التي تقيمها الوزارة، متابعا: "الصندوق وفر المليارات الخاصة بترميم كل قصور الثقافة والإنفاق على كافة المؤسسات الثقافية وكذلك صرف بدل تفرغ للمبدعين غير القادرين على تحمل تكاليف المعيشة، بالاضافة إلى بناء 145 مكتبة في كافة ربوع مصر".
وتحدث الفنان فاروق حسني، عن أبرز المشروعات التي قام بها في المناطق الأثرية وعلى رأسها ترميم أبو الهول وإزالة المياه الجوفية أسفل أعمدة أبو سمبل، فضلا عن ترميم المناطق الأثرية الإسلامية بوسط القاهرة.
وتطرق إلى المعارك التي خاضها خلال فترة توليه الوزارة، وقال إنه رفض الانضمام للحزب الوطني لأنه لا يحب ممارسة السياسة. وانتقد التشوه الذي تعرضت له مدينة الإسكندرية فيما يتعلق بالبناء المخالف وسوء العمارة في المباني، قائلا إنها أصبحت عبارة عن صناديق دون أي مشهد جمالي فيها.
وقال إن المتحف المصري الكبير كان حلما وتحقق، مستعرضا مراحل الفكرة التي بدأت بحلم بسيط وقال: "المتحف سيكون قاطرة السياحة في مصر وشيء مهم جدا وهناك متحف لا يقل أهمية وهو متحف الفسطاط في القاهرة".
وأضاف أن أحب الالقاب إلى قلبه هو فنان لأن لقب الوزير منصب تتولاه بناء على شخص اختارك لكن فنان هو لقب تحصل عليه بموهبة من الله.
وأشار إلى أن العالم العربي يتقدم في الثقافة بشكل مبهر ويحاول اللحاق بالركب الدولي بدليل المتاحف والمراكز الثقافية والمعارض التي تقام في البحرين والكويت والإمارات والسعودية وهم يقومون بأشياء مبهرة وأكون حزينا على وطني لأنه لديه الإمكانيات التي تجعله في المقدمة.
730 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع