حكومة بغداد تتحاشى الحرج بإنكار وجود مارينز في العراق

   

                           نظل أصدقاء

إرسال قوة من مشاة البحرية الأميركية إلى العراق يحتمل أكثر من تأويل، إذ يمكن أن يكون مرتبطا بمعركة الموصل التي تواتر الحديث بشأن قرب موعدها، إلا أن توقيت وصول هذه القوة يلقي الضوء على قلق أميركي بشأن مسار الأحداث السياسية في العراق والنتائج الكارثية التي يمكن أن يؤدي إليها انهيار الحكومة تحت ضغط الجماهير المطالبة بالإصلاح.

العرب/بغداد - أحرج إعلان وزارة الدفاع الأميركية، والتحالف الدولي ضد داعش عن إرسال قوة من مشاة البحرية إلى العراق حكومة بغداد ودفعها إلى إنكار الأمر تجنّبا لضغط قادة الميليشيات والأحزاب الدينية الذين يتّخذون من إعلانهم العداء للولايات المتحدة وسيلة لكسب الشارع ومخاطبة الجمهور على الرغم من تعاون أغلبهم معها في غزوها للعراق وإسقاطها نظام الرئيس السابق صدّام حسين.

وتواجه حكومة رئيس الوزراء في الفترة الراهنة ضغطا شديدا من قبل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي استطاع أن يحرّك الشارع بقوة في وجهها لمطالبتها بالإصلاح وبمحاربة الفساد، علما أنّ الصدر من أكثر القيادات الشيعية اعتراضا على التواجد العسكري الأميركي في العراق، وأعلاها صوتا في الدعوة لمواجهته.

ورغم أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” كانت واضحة في إعلانها عن وصول قوة من مشاة البحرية إلى العراق، بالتشاور والتنسيق مع حكومة بغداد، وأيضا في إعلانها قبل ذلك بيوم عن فقدها جنديا من المارينز في قصف لداعش على قضاء مخمور قرب الموصل، إلاّ أنّ قيادة العمليات العراقية المشتركة نفت، الاثنين، انتشار قوات أميركية قتالية في العراق، مشيرة إلى أنّ وحدة المارينز جاءت لإجراء مناورات تدريبية مشتركة مع البحرية العراقية خارج المياه الإقليمية.

وأضافت في بيان أنه “لا صحة للإشاعات التي تتحدث عن انتشار قوات أميركية قتالية في بعض المواقع والمعسكرات في بغداد وغيرها”.

ويأتي البيان العراقي على طرف نقيض أيضا من بيان للتحالف الدولي المشكّل بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم داعش بشأن وصول “قوات الوحدة 26 في مشاة البحرية الأميركية إلى العراق”، شارحا أن “قوة المهام المشتركة المسماة عملية العزم الصلب خصصت مجموعة من الوحدة 26 لدعم العمليات الميدانية للقوات الأمنية العراقية وقوات التحالف”.

وفي تأكيد صريح على الطابع القتالي لتلك القوّة، قال البيان إنّ “نطاق عمل هذه المجموعة من الجنود المشاة والبحارة الموجودين حاليا في العراق هو هزيمة تنظيم داعش”.

وبحسب متابعين للشأن العراقي، فإنّ إرسال قوة من مشاة البحرية الأميركية إلى العراق يحتمل أكثر من تأويل. فقد تكون الحاجة إليها ماسة في معركة الموصل الذي تواتر الحديث بشأن قرب موعدها، وهو أمر صار يثير الكثير من الجدل بين الحكومة والميليشيات التي تخشى أن تُمنع من المشاركة في تلك الحرب.

غير أن توقيت وصول هذه القوّة يمكن أن يلقي الضوء على قلق أميركي بشأن مسار الأحداث في العراق والنتائج الكارثية التي يمكن أن يؤدي إليها تعثر الحكومة في الاستجابة لمطالب المعتصمين.

وقال محلل سياسي عراقي “إن الإدارة الأميركية تخشى أن تخرج الأمور في بغداد عن السيطرة، في حال إصرار التحالف الوطني على إعادة إنتاج نظام المحاصصة الحزبية تحت غطاء حكومة التكنوقراط، وهو ما قد يؤدي إلى اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المعتصمين”.

وعبر عن اعتقاده في تصريح لـ”العرب” بأن الأمر يتجاوز مجرّد حماية السفارتين الأميركية والبريطانية، إلى الحفاظ على وضع قائم في العراق ومنع انهياره بالكامل.

ويضع الكشف عن وجود مارينز في العراق حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي في حرج كبير إزاء الميليشيات الشيعية المشكّلة للحشد الشعبي، والتي تصارع من أجل انتزاع دور لها في الحرب على تنظيم داعش في المناطق السنّية بمحافظتي الأنبار ونينوى، حيث تشترك الولايات المتحدة مع عدّة قوى وفعاليات سياسية وعشائرية عراقية سنّية في رفض مشاركة الميليشيات الشيعية في الحرب بالمحافظتين المذكورتين، نظرا لدور تلك الميليشيات في إضفاء طابع طائفي على الحرب يصبّ في مصلحة داعش.

ولن يكون مقبولا لدى قادة الميليشيات والأحزاب المساندة لها إشراك قوات أميركية في الحرب، في مقابل تحييد الحشد الشعبي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع