أغمسني في أعماق الهدوء ..

                                                    

                     الكاتبة / نوال الرشيدي


أغمسني في أعماق الهدوء ..

لكني لا ألبث إلا أن أجدهُ يُثار كما تُثار أوراق الخريف .. وتتناثر معه ذرات الضجيج يتهاتف السمع أُذني تسرقني الذاكرة تتعالى منحولي الأصوات والصور ..

وتُبعثرني كل الآه المخنوقة بداخل الروح ..

يلتف من حولي الليل والنهار .. تتعاقبني سرعة عقارب الساعة كما الريح يتوه منى الزمن وأبقى كلحظة بلا ثوان ... بِلا شئ .. يختطفني كلشئ وأنا التي جئت هُنا .. لأُبقيني معي لأستجمعني

ثم أسألني تُرى كيف لي أن أغمسني بالهدوء !؟

كيف لي أن لا أُثار كما تُثار أوراق الخريف !؟

جئت لأسكن البعيد و لأبقى بوطن بلا أسوار

أصطحب معي ذاتي وباقاتي وعطري دفاتري وأقلامي جئت هُنا لأملأني بمحبرتي ... وحتى أرتمي مابين موج يملأه السكون .. وما بين روحتود وأد فتيل معركة قذائفها لا تنطفئ ... أُرادف الشاطئ أكتبني ورقة مملوءة بالإعترافات .. وأحلم بأني تلك الورقة الوردية التي تفوح من بينسطورها حروف الحب ... ورقة تود أن تغوص أعماق ذلك البحر .. تغوص لتطفو بلا حروف .. أعاود الصمت .. أتظاهر بأني تلك الورقة أُغمضعيناي .. أحلم بأني تلك الورقة التي لم يطأها نبض ألمي وبعثرتي ...

تُرى ما الذي يختطفني ..!؟ يُبقيني كما التي تتأرجح أعلى خط دقيق جداً لا يُرى .. آهـل للسقوط ينتابني خوف ذلك الدوران الذي من حوليوأبقى كنُقطة في مهب الريح ...

أغمس أقدامي رمال الشاطئ وأتمنى لو أني أدفن معي بعض من أجزائي ... تذرف عيناي دموع حائرة .. وأبقى كطائر بلا أجنحة طالتالمسافات بينه وبين حلمه بأن يعاود التحليق إلى البعيد بلا توقف ... أن يعبر ألوان الطيف .. يخترق الإشراقات .. يختبئ مابين الغيم ثم يعاودالظهور .. طائر يملأ زوايا العالم فرح

أجمعني وأمتعتي .. أُكفكف دموعي ... أدعو لفائف

الليل أن تحتضن خوفي ... تُخبئني تعيد غمسي في أعماق الهدوء .... تبقيني لا أُثار كما تُثار أوراق الخريف ...

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

770 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع