علي الكاش
مظلومية الشيعة إكذوبة فضحها الشيعة أنفسهم
بناءا على طلب الصديق العزيز والكاتب القدير الأستاذ نزار الجاف كتبنا هذا المقال، علما أنه سبق ان تناولنا هذا الموضوع بتفاصيل أوسع في كتابنا (إغتيال العقل الشيعي) الذي نشر في لندن.
في بداية الغزو الامريكي للعراق عام 2003 حقق شيعة العراق شعارهم الطائفي الذي رفعوة خلال صفحة الغدر والخيانة أو ما سمي لاحقا بالإنتفاضة الشعبانية، وهو (نريد حاكم جعفري)، حققوه من خلال قوى الإستكبار العالمي وفقا لوصف الخميني المقبور وخلفه الخامنئي، وأسرع الشعراء والملحنين الشيعة في عطائهم الطائفي فإنتجوا لنا أغنية (علي وياك علي) وهم يقصدون المرجع الشيعي علي السيستاني الذي إشترته قوى الإستكبار العالمي كما ورد في مذكرات بريمر بثمن ليس بخسا، ولم ينكر السيستاني عملية الشراء في حين إعترض على الكثير من التصريحات كالتي أدلى بها الرئيس المصري السابق حسني مبارك حول ولاء الشيعة لإيران وليس أوطانهم، والرد على تصريح العاهل الأردني حول الهلال الشيعي وتبين ان الهلال لم يرضِ (قيس الخزعلي) زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، فوسعه الى البدر الشيعي، مع ان الهلال نفسه بدأ بالأفول.
إعتبر الزعيم الشيعي (بهاء الأعرجي) نائب رئيس وزراء العراق ان مظلومية الشيعة بدأت منذ مؤامرة أبي بكر الصديق في السقيفة، مع انه لم يطرح زعماء الأنصار والمهاجرين إسم علي بن أبي طلب كخليفة من المسلمين غي إجتماع السقيفة، ولم يكن أبو بكر الصديق وعمر الفاروق بين المجتمعين في السقيفة في بداية الأمر، حتى أن أتاهم من أخبرهم بإجتماع السقيفة فهرعوا اليه، وتم إختيار أبي بكر الصديق برضا الجميع، ولم يشارك العباس عم النبي (ص) ولا ابن عمه علي في الإجتماع بسبب إنشعالهم بجثة النبي محمد (ص).
الحقيقة ان الأعرجي يمثل رأي جميع الشيعة وليس نفسه فحسب في ان المظلومية الشيعية بدأت منذ تولي أبي بكر الصديق الخلافة وإستمرت لغاية تسلمهم السلطة من الولايات المتحدة عام 2003. لكن التأريخ يشير بأن الشيعة تسلموا الحكم في العراق ومصر وبلاد فارس لقرون عديدة، بل فترة حكمهم تزيد عن فترة حكم الدولة العثمانية، ناهيك عن سيطرة القرامطة والزنج والصفويين والخرميين وغيرهم على بلاد كثيرة. مدة حكم الفرس للعراق منذ 7000 عام ولغاية الآن هي (1148 + منذ الغزو عام 2003 للآن) وهي موزعة كالتالي: الدولة الكيانية 207 عاما (538-331) ق م. الدولة البرتية وتعني خراسان حاليا(352)عاما للفترة(126-226) ق م. الدولة الساسانية (411) عاما للفترة (226-637) م. الدولة البويهية (110) عاما للفترة (945-1055) م. الدولة الصفوية الاولى (33) عاما للفترة(1502-1535) م. الدولة الصفوية الثانية (17) عاما للفترة (1620-1638) م. الدولة الزندية في البصرة (3) أعوام للفترة (1768-1771). الإحتلال الأمريكي- الفارسي(15) عام للفترة (2003- 2018). ومدة حكم الأتراك للعراق منذ 7000 عام تبلغ(459) عاما وهي موزعة كالتالي. الدولة الجلائرية (94 ) أعوام بغداد من(1338ـ 1410) والبصرة ( 1410ـ 1432). الدولة العثمانية الاولى (85) عاما للفترة (1535-1620) . الدولة العثمانية الثانية (280) عاما للفترة (1638-1917).
فأين المظلومية؟
علما انه في كل الفترات التي حكم فيها الشيعة خيم الموت والدمار وإنتهكوا المحرمات سيما خلال الدولة العبيدية (يسمى خطئا الدولة الفاطمية) والحكم الصفوي والقرمطي. ولم يكل الإذى قد حلٌ على أهل السنة فحسب بل عانى منه الشيعة أيضا وبقية الأديان والمذاهب بنسب أقل. إذن لا توجد مظلومية من ناحية الحكم بمعنى الحالة السياسية. لذا سنأخذ الشكل الثاني من المظلومية وهو التوظف في الحكومة وإستلام مناصب عليا، ومن يقف وراء إرتفاع نسبة الأمية بين الشيعة.
غالبا ما يدعي الشيعة إنهم قد ظلموا من قبل الحكومات السنية التي كانوا يصفونها بأنها حكومات إحتلال! ذكر إسحق نقاش" في 1933 بدأ الشيعة يصفون حكومة العراق السنية بأنها " حكومة إحتلال" (شيعة العراق/221). وأضاف" بأنه منذ سنة 1923بدأ الشيعة يعبرون عن رأيهم بأفضلية ان يكونوا تحت السيطرة الكاملة للبريطانيين على ان يكونوا تحت حكومة سنية". (شيعة العراق/221). ولو عدنا الى الوراء قليلا والى الحكم الملكي بالتحديد وهم من البيت الهاشمي، أي من أهل البيت وليس من أتباعه لوجدنا أن هناك من يوضح أسباب قلة تعينات الشيعة في الوظائف الحكومية.
الحقيقة لم يوظف الكثير من الشيعة في وظائف الحكومة بناءا على فتاوى المجتهدين التي لا تعترف بشرعية الحكومة السنية وهذا الأمر أغاض السياسي المعروف جعفر ابو التمن الذي اعتبر ان فرض الحظر على تعيين الشيعة في وظائف الحكومة من قبل المجتهدين للفترة 1920 ـ 1927 أدى إلى عرقلة تقدم الشيعة في الدولة. كذلك لأن اكثريتهم كانوا من الأميين وقد إعترف احد زعمائهم للقائم بأعمال المندوب السامي ( ب. بورديلون ) ذاكرا" إننا نعترف بأننا غير متعلمين وبالتالي لا نستطيع حاليا ان نأخذ نصيبنا من الوظائف الرسمية. ما نريد الآن هو سيطرة بريطانيا على العراق وإنقاذنا من الهيمنة السنية حتى يتعلم ابنائنا وبعدها سنأخذ مكاننا المناسب في الوظائف الحكومية".
من المعروف إن الشيعة كانوا يتبعون فتاوى المجتهدين بعدم الانخرط في وظائف الدولة على اعتبار أن الحكومات السنية غير شرعية، فقد اصدر مرزا محمد تقي الشيرازي عام 1920 وكذلك مهدي الخالصي عام 1921 فتاوى حرمت قبول الوظائف الحكومية على شيعتهم لأنها من أعمال التعاون مع الكفار على حد وصفهم. ( راجع دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث. وفي 12 و 14 ايلول 1927 اجتمع كبار المجتهدين في النجف ومنهم محمد حسين كاشف الغطاء وهادي كاشف الغطاء ومحمد بحر العلوم والشيخ جواد الجواهري وعبد الكريم الجزائري وآخرين حيث قرروا رفع الحظر عن توظيف الشيعة في المؤسسات الحكومية لكسر عزلتهم.
أما من يقف وراء إنتشار الأمية بين صفوف الشيعة فهم مراجعهم الدينية وليس أهل السنة.
فقد شنٌ المجتهدون حملة ضد التعليم في المدارس باعتبارها علمانية وثنوا ابنائهم عن ارسال ابنائهم لها مما زاد من عدد الأميين في صفوف الشيعة. (للمزيد راجع علي الوردي/ دراسة في طبيعة المجتمع العراقي. مع ان وزراء التربية والتعليم كان معظمهم من الشيعة فقد استوزرها عبد الحسين الجلبي ثماني مرات للفترة 1022 ـ 1935 حتى سماه ساطع الحصري " جوكر الوزارت العراقية".
خلال العهد الجمهوري بدأت الهجرة من الريف الى المدينة وتوجه عشرات الآلاف من سكان الجنوب (من الشيعة) للتوظف في سلكي الجيش والشرطة وخدمات البلدية والحراسة لأن أكثرهم أميين لا يعرفون القراءة والكتابة. وفي عهد حزب البعث كان الوظائف في الوزارات تعتمد على ما يسمى (التعيين المركزي)، وكان القبول في الجامعات يعتمد على المعدل ولا علاقة للطائفة بالتعيين، بما في ذلك التعيينات في الدوائر الأمنية، ولم تكن في إستمارات التعيين حقل المذهب بل الدين فقط، بل لا توجد أي استمارة في العراق يوجد فيها مثل هذا الحقل، مع إن بعض الوزارات والدوائر الأمنية إشترطت الإنتساب لحزب البعث وليس الطائفة، وحصل التشابك في إدعاء الشيعة بأن حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين إتسم بالطائفية وأشاعوا مظلومية الشيعة، الحقيقة ان النزعة العشائرية (عشيرة تكريت) كانت لها الحظوة في وظائف الدولة والمراكز الحساسة وليس الطائفة السنية، ولأن الرئيس العراقي من أهل السنة، فقد إشيعوا بأن الرئيس العراقي طائفي، فحولوا النزعة العشائرية الى نزعة طائفية وحصل هذا التداخل. علما ان الكثير من الشيعة كانوا يتولون مناصب وزارية وعليا في الدولة، بل أن غالبية البعثيين هم من الشيعة، وأكبر فرع للحزب كان (فرع صدام) في مدينة الثورة التي بجل أهلها الرئيس العراقي وسموها (مدينة صدام وحاليا مدينة الصدر). وان أوراق اللعب (55) التي حددها الأمريكان والتي تحمل صور المسؤولين المطلوبين للولايات المتحدة كانت الأكثرية منهم من الشيعة. فأين مظلومية الشيعة؟
أما بشأن إعدام محمد باقر الصدر فإنه أتهم بالتجسس، والخميني هو الذي يتحمل مسؤولية قتله عبر رسالته المفتوحة في الإذاعة للثورة ضد النظام البعثي، ومن المعروف إن الخيانة العظمى عقوبتها الإعدام في معظم دول العالم، أما محمد محمد صادق الصدر فقد حظي بإهتمام الحكومة العراقية وكانت تدعمه بقوة ليتولى الحوزة العلمية بدلا من المراحع الفرس بإعتباره مرجعا عربيا، وهذا ما لا ترغب به إيران، وقد قتل من قبل عنصرين أحدهما هرب الى إيران والثاني القي القبض عليه وإعترف بالمخطط الإيراني كاملا، ومقتدى الصدر حضر المحكمة، ويعرف حقيقة الجهة التي تقف وراء مقتل أبيه؟ ولكنه لا يجرأ على الإعتراف بالحقيقة لأنها تكلفه كثيرا.
وما يسمى بالإنتفاضة الشعبانية، لا نزيد عما وصفه المرجع الشيعي الأعلى الخوئي عنها، فقد ذكر في لقاء تلفازي مع الرئيس صدام حسين بعد الدعاء له" اللهم انصره (صدام) دائماً كما نصرته بالأمس القريب على القوم الظالمين"، ووصف المنتفضين بأنهم " غوغاء وقد سرقوا سيارتي". بلا تعليق!
وأخيرا حققت قوى الإستكبار العالمي للشيعة حلمهم في (الحاكم الجعفري)، فتولى (إبراهيم الجعفري) رئاسة الوزراء، والرجل مخبول وفق تقارير طبية بريطانية، وأطر وزارته بالحرب الأهلية التي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف عراقي، فقد أضرم السيستاني الشرارة ووهجها الجعفري وجعلها مقتدى الصدر حريقا أكل الأخضر واليابس، وكان بكلمة واحدة للجعفري أن يوقف ذلك الهولوكست الشيعي من خلال فرض منع التجول، لكن الخسة والحقد والطائفية القذرة والتبعية الذليلة للولي الفقيه منعته من ذلك.
من المفروض ان المظلومية الشيعية إنتهت بعد أن تولى الشيعة الحكم في العراق، هكذا يقول المنطق، سيما ان أملهم بالحاكم الجعفري قد تحقق، مع إن الإستعانة بقوى الإحتلال لتولي السلطة يُسقط المروءة والشرف والكرامة، لكن على أي حال تحقق أملهم.
فهل إنتهت المظلومية؟
على العكس فقد زادت مظلومية الشيعة، وزادت مظلومية كل الشعب العراقي، ولم يرفع زعماء الشيعة مظلومية أتباعهم، زاد الفقر والبطالة والجوع والمرض والذل وخنقت الحريات، وإنتهكت الحقوق، وإنتفت الخدمات وتفاقمت مشكلة المياه والكهرباء، وتبخرت الوعد بالرفاه والرخاء دون أن تترك ورائها شيئا يستحق الذكر.
فهل المظلومية الحالية سببها أهل السنة؟ ولماذا يترحم أهل الجنوب على الرئيس صدام حسين الذي إتهموه بالطائفية والقوا عليه تبعات مظلومية الشيعة؟
قلب صفحات التأريخ وستجد ان حكم الشيعة يصاحبه دائما الموت والهلاك والدمار والنهب والسلب وإنتهاك الحرمات والطعن بالدين الإسلامي، والتعاون مع الأجنبي (الكافر)، والتآمر على الحاكم.
إذا كان رجال المظلومية الحالية للعراقيين هم زعماء الشيعة، فيجب ان يعلم الجميع بأن هؤلاء الزعماء لم ينزلوا بغربال من السماء ليتولوا السلطة، بل إنتخبهم أصحاب المظلومية أنفسهم مرتين، ولو كانوا فعلا يريدون رفع المظلومية عنهم فلماذا إنتخبوهم في الإنتخابات الحالية؟
المرجعية التي تقف وراء كل المصائب التي حلت بالعراق إبتداءا من التصويت على الدستور المسخ وإنتهاء بتزكية الفاسدين والحث على إنتخابهم، والتي مارست كل صلاحيات الولي الفقيه مع زعمها انها لاتؤمن بولايته، لم يعد صوتها مسموعا لدى الشيعة أنفسهم، لقد حاولت أن تغسل يديها من دنس أفعالها وتتوضأ من جديد لمارسة طقوس (المجرب لا يجرب)، فهل إتبع الشيعة وصاياها؟
ألم يجرب الشيعة نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي وحيدر العبادي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر؟
حسنا اليسوا هؤلاء هم من إنتخبهم الشيعة مجددا؟ فلا هم إتبعوا صوت المرجعية، ولا هم إتبعوا صوت الضمير، ولا هم إتبعوا صوت المواطنة، ولا هم إتبعوا صوت الحق، لذا حق عليهم قوله تعالى في سورة هود/101 (( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم)).
علي الكاش
650 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع