الشاعر آرثر رامبو في قبرص

          

             الشاعر آرثر رامبو في قبرص

        

    

لقد كتب الكثير عن رحلات رامبو المبكرة قياسه بسنه وهجره لكتابة الشعر في عمر مبكر ايضا . وهذه مقتنصات من مقالة للكاتب الفرنسي كلود ليغانيو حملت عنوان ( رامبو في قبرص ) وردت في مجلة (آدم ) الأدبية الشهرية (1909 ـ1995) وفي احد أعدادها المؤرخة في سنة 1954 : 

لقد كانت قبرص بمثابة المحطة الأولى التي انتقل منها رامبو الى العمقين الافريقي واليماني فيما بعد .وهكذا رست به السفينة عند ساحل ميناء ( لارنكا ) في كانون الاول من العام نفسه .ومن هناك انطلق للعمل في مقلع للحجر في احد القرى القريبة من لارنكا حاملا حقيبة سفره الصغيرة ( معروضة حاليا في متحفه الشخصي بمسقط رأسه شارلفيل بفرنسا ) والتي كانت تضم نسخة من العقد المبرم بينه وبين اصحاب تلك المقالع حيث عمل كفورمن ( رئيس عمال ) بمرتب عدّه مجزيا اذ بلغ مرتبه الشهري ما يعادل 150 فرنكا فرنسيا .

ايام المقلع الحجري
وعلى كل حال ، وبحكم قلة عدد الأوربيين الوافدين للعمل هناك ، كان ينظر الى رامبو بمزيج من الريبة والفضول بل ومن التخوف القروي الطابع . ولهذا السبب لم يتوقفوا عن التلصص على حركاته ومراقبته مراقبة دقيقة أثارت لديه شكلا من أشكال التضايق الصامت .لكنه كان يجد عزاءه في مرتبه المجزي وفي الرسائل التي كان يبعثها الى امه واخته . بعد ان قضى خمسة اشهر في ذلك المقلع الساخن كتب يقول : " كان المقيم هناك يجد نفسه مرغما على الاضطجاع على رمال الشاطئ ، في قلب البرية حيث لا منظر سوى منظر الصخور الجرداء المبثوثة على نحو فوضوي هنا وهناك ، فلا من يابسة ولا من حدائق ولا حتى شجرة وحيدة ! ".

مبالغات رامبو
ويرى الناقد ليغانيو انه تابع حياة رامبو و رحلاته عن كثب ليكتشف انه عبر شكاواه تلك لم يتوقف عن المبالغة وتهويل الاشياء الصغيرة .صحيح انه كان يتعايش مع المعاول والاغبرة واصوات انفجارات الديناميت الا انه كان يجد نفسه على اتم التناغم مع العمال الذين كان يتناول معهم وجبة (الكابوريا او السلطعون) البحرية الشعبية .ويضيف الناقد قائلا يبدو ان رامبو كان يستمتع بمشاعر نرجسية قوامها المبالغة مع إضافة قدر من الطيش الصبياني الذي عرف به رامبو في سنين مبكرة من عمره القصير . من بين سطور رسائله تجده يصف رحلته شمالا حيث جبال ترودس من اجل تشييد قصر الحاكم هناك . يقول رامبو : "أنا الفورمن الوحيد في هذه الأصقاع ، في رحلتي الثانية الى قبرص وقد بلغ مرتبي 200 فرنكا بزيادة خمسين فرنكا عن عملي السابق ولكن نفقاتي تزايدت في الوقت نفسه .كان علي ان امتطي جوادا لإحضار طعامي الذي كانت اسعاره باهظة بشكل جلي .وكنت أقاسي من تصبب العرق من جسدي بفعل حرارة المكان . وفي لحظة جنونية لا يتردد رامبو عن كتابة شكواه بتأثير الكحول الذي كان يتعاطاه :" لقد كان علي تبني اتجاه اخلاقي ينطوي على الشعور بالانتصار الطيب على الشرور المتوغلة فينا " ذلكم هو رامبو الكائن والشاعر الذي بصق بوجه المجتمع وأعرض عنه : " لم انتمِ يوما الى هذا العرق من البشر. لا افهم في القوانين .ولا أتمتع بحس أخلاقي إنما انا مجرد كائن متوحش ! "

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

838 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع