العراق: سرقة أغطية مجاري الصرف الصحي تقتل مواطنين!!

              

 المستفيدون من بيع أغطية المجاري كثر (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

العربي الجديد:يجدُ العراقيون أنفسهم مجبرين على التيقظ إلى أقصى درجة، بمجرد خروجهم من المنازل. والأسباب كثيرة، منها سرقة أغطية مجاري الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار التي قد تؤدي إلى وقوع حوادث وسقوط ضحايا عدا عن الخسائر المادية. ولم يتمكن المعنيون من وضع حد لهذه السرقات، وكثيراً ما يسقط أشخاص في هذه المجاري، وخصوصاً الأطفال، لعدم رؤيتها أثناء السير على الطرقات.

ومنذ عقود، تعمد البلديات إلى استخدام أغطية مصنوعة من معادن متينة كالحديد الصلب تضاف إليه معادن أخرى لتكون قادرة على تحمّل الأوزان كالسيارات وغيرها. وتتراوح أوزان أغطية الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار ما بين 7 إلى 30 كليوغراماً.
وتعد المعادن ذات أهمية بالنسبة للمصانع التي تشتري أنواعاً مختلفة منها لصهرها واستخدامها في صناعات أخرى، في وقت يعمد البعض إلى بيعها في الأسواق الشعبية. كما يعمل عدد كبير من الفقراء في جمع المعادن من مكبات النفايات لبيعها بالكيلوغرام بأسعار زهيدة. وقد يسرق بعض هؤلاء أغطية الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار كونها تعد مورد رزق جيدا لهم، ويتركون فتحات المجاري من دون أغطية، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع حوادث. من حين إلى آخر، يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حادثة وفاة أكثر من شخص لعائلة واحدة من بغداد، على الرغم من مضي نحو خمسة أعوام على وقوعها. ويقول ياسين الشيخلي، أحد شهود العيان الذين تواجدوا في المكان أثناء انتشال جثث الضحايا لـ "العربي الجديد": "وقع الحادث بشكل مفاجئ، إذ إن فتحة المجرى كانت واسعة وعميقة إلى درجة قد يغرق شخص فيها".
ويوضح الشيخلي أن عملية سرقة الغطاء حدثت ليلاً، مضيفاً: "سقط طفل في الفتحة ولم يتضح إن كان موجوداً في العمق أو سحبه التيار إلى مكان بعيد. ثم نزل شاب من أقارب الطفل واختنق، ولم يتمكن من الصعود، ثم نزل آخر وأصابه ما أصاب قريبه. لاحقاً، تمكن رجال الإنقاذ من إخراج الشابين اللذين كانا قد فارقا الحياة. وبعد أيام، وجدوا جثة الطفل وقد تشوهت بعدما دفعها المجرى إلى التجمع الرئيسي لمياه الصرف الصحي على مسافة تصل إلى أكثر من كيلومتر".

ولدى التجول في بعض الشوارع، يلاحظ وضع براميل أو هياكل معدنية قديمة فوق مجار سرقت أغطيتها بهدف تجنّب وقوع حوادث، وهو ما فعلته خالدة الحيدري، بعدما اكتشفت صباح أحد الأيام فقدان أحد أغطية مجرى صرف صحي مقابل لباب دارها في حي السيدية جنوبي بغداد. وتقول لـ "العربي الجديد" إنها استعانت ببرميل قديم تحتفظ به على سطح منزلها ووضعته فوق الفتحة تفادياً لسقوط أي شخص أثناء مروره. تضيف: "على الرغم من أن الفتحة ليست عميقة وتصل إلى نحو متر، يمكن أن تتسبب بوفاة شخص أو إصابته على الأقل". وتشير إلى أنها اتصلت بالبلدية المعنية إلا أنها لم تستجب لطلبها بوضع غطاء جديد، الأمر الذي دفعها إلى وضع غطاء حديدي فوق الفتحة وصب محيطه بالخرسانة، وهو الحل الذي أصبح يلجأ إليه العديد من الأهالي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

711 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع