في الذكرى الثامنة عشر لغزو العراق أعتى عملية قرصنة في التاريخ الحديث

                                                  

                      د. سعاد ناجي العزاوي

في الذكرى الثامنة عشر لغزو العراق أعتى عملية قرصنة في التاريخ الحديث

أطلق مصطلح الغزو الأمريكي على العمليات العسكرية التي وقعت في العراق من 19 آذار إلى 9 نيسان 2003, وأدت هذه العمليات إلى احتلال العراق عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بالتحالف مع دول أخرى مثل بريطانيا وكوريا الجنوبية وأستراليا والدنمارك وبولندا، وبعض الدول الأخرى، حسب تعريف مجلس الأمن لوضع العراق بقرارها المرقم 1483 في 2003, وانتهت هذه العمليات العسكرية باحتلال الولايات المتحدة الامريكية العراق الدولة المستقلة والعضو في هيئة الأمم المتحدة في 9 نيسان سنة 2003.

بعد مرور 18 سنة على غزو بلاد الرافدين واحتلالها وتدميرها راح ضحية ذلك الفعل الإجرامي أكثر من مليون ونصف المليون من السكان [1] وتهجير نحو 5 ملايين عراقي والاختفاء القسري لنحو مليون مواطن [2] بالإضافة إلى تدمير البيئة والزراعة والصناعة وسرقة نحو 170 ألف قطعة من الكنوز والآثار الثمينة من المتاحف[3] ومواقع الآثار التي تبين، لاحقاً، أن معظمها تم تهريبه إلى أميركا وبريطانيا وحليفاتها أثناء الاحتلال.
لابد لنا أن نراجع بعض جوانب الحملة العسكرية الشرسة التي شنت سنة 2003 وتأثيراتها السلبية على السكان والبيئة في العراق لغاية اليوم.
استخدمت الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في العدوان على العراق قوة تدميرية هائلة وأسلحة محرمة دوليا لقصف المدن المكتظة بالسكان في العراق وليس كما ادعت في نشراتها المضللة أنها استهدفت مواقع الجيش العراقي فقط. كذلك تعمدت القوات الغازية تدمير البنى الارتكازية الأساس والخدمات الضرورية لإسناد الحياة المدنية [ 4] خلافاً للاتفاقيات والأعراف الدولية كافة، ومنها اتفاقية جنيف الرابعة وملاحقها [4] التي تمنع استهداف السكان المدنيين خلال العمليات الحربية.
بلغ إجمالي القوات المسلحة الفعالة لائتلاف الغزو الأمريكي للعراق 300 ألف و884 عنصراً [3 ] وكانوا موزعين كالآتي: الولايات المتحدة الأمريكية 250 ألفاً (83 بالمئة)، المملكة المتحدة 45 ألفاً (15بالمئة), كوريا الجنوبية 3 آلاف و500 عنصر (1.1 بالمئة)، استراليا ألفا عنصر (0.6 بالمئة), الدانمارك, 200 عنصر (0.06 بالمئة) بولندا 184 عنصراً [3] والبيشمركة الكردية 70 ألف عنصر [5]. كما كانت هناك مشاركات بقوات رمزية دفاعية من بعض دول الخليج العربي التي فيها قواعد أمريكية.
ابتدأت الولايات المتحدة الأمريكية حملتها العسكرية ضد العراق خلال أول ثلاث أيام للغزو (20-23) اذار 2003، بما عرف بسلاح (الصدمة والرعب( shock and awe والتي تم خلالها قصف العاصمة بغداد والموصل وكركوك بنحو 2300 صاروخ وقنبلة، بنحو مكثف ومتواصل، ليلا ونهاراً.
شملت حملة القصف الوحشية هذه 504 صواريخ كروز موجهة [6] من حاملات الطائرات البحرية في الخليج العربي وكذلك صواريخ جو ارض من 1700 طلعة جوية لطائرات F15, F16, وطائرات الشبح العملاقة Stealth وطائرات هورنيت[6] كما استخدمت في هذه الحملة الجوية التدميرية مؤثرات صوتية بترددات عالية الشدة ينتج عنها رنين في مخ الانسان [6]. وعدّت منظمات حقوق الانسان استخدام أسلحة (الصدمة والرعب) على السكان المدنيين العزل خرقاً لبنود اتفاقية جنيف التي تؤكد على تجنب استخدام الأسلحة التي تؤدي الى خسائر ومعاناة بين السكان المدنيين قرب مناطق العمليات العسكرية [4].
يعتقد بعضهم أن القوات الغازية استخدمت تقنيات حربية تقع في نطاق التجارب التي يجريها البنتاجون على ما يُعرف ببرنامج High Frequency Active Auroral Research Program (HAARP)، الذي دخل الخدمة، مطلع سنة 2003. وقد انتج هذا البرنامج تصنيع ما يُسمى بالسلاح الجيوفيزيائي القادر على إحداث تغييرات في الطبقات الجوية العليا المحيطة بكوكب الأرض، بخاصة نطاق الأيونوسفير وتوجيهه ضد الأهداف المراد تدميرها [6]. وبكلمات أخرى جربت القوات العسكرية الامريكية الأسلحة كافة التي طورتها خلال عقدين من الزمن على السكان المدنيين في العراق بما يتناقض والرسالة (الإنسانية) التي أعلنتها مدعية فيها ان غزو العراق جاء لإنقاذ الشعب العراقي من القمع والدكتاتورية، في حملة يكاد ان يفسر هدفها بإبادة أكبر عديد ممكن من السكان المدنيين الأبرياء.
كذلك استخدمت قوات التحالف الأمريكي اثناء الغزو أسلحة محرمة دولياً (الفسفور الأبيض والنابالم والعنقودية والنيوترونيه [7] وأسلحة اليورانيوم المنضب الاشعاعية [8] التي سبق أن استخدمتها بكثافة في حرب الخليج الأولى سنة 1991 في مناطق جنوب العراق.
أدى استخدام هذه الأسلحة إلى انتشار التلوث الإشعاعي لمساحات شاسعة في مناطق غرب البصرة والناصرية والقادسية [8]. ونتيجة لتعرض السكان لهذا التلوث تضاعفت حالات الإصابة بالإمراض السرطانية والتشوهات الخلقية والعقم وغيرها في هذه المناطق منذ منتصف التسعينيات لغاية اليوم[9]. وبالرغم من مقاطعة الكثير من الدول الاوربية وغيرها لاستخدام أسلحة اليورانيوم المنضب وتخزينها لخطورتها على السكان المدنيين اعادت اميركا وبريطانيا استخدام هذه الأسلحة اثناء غزو واحتلال العراق سنة 2003. وبالرغم من انكارها استخدام هذه الأسلحة، تبين لاحقا انها قصفت المدن العراقية المكتظة بالسكان بحدود 181 ألف قذيفة يورانيوم منضب ومنها بغداد والفلوجة والحلة والنجف وبعقوبة وكربلاء وسامراء وغيرها من المدن [10]. كذلك تم استخدام أجيال جديدة مما يسمى بالأسلحة الذكية والأسلحة التقليدية.
لقد شاركت في الحملة الجوية للعمليات العسكرية لغزو العراق ألف و801 طائرة للتحالف الأمريكي، نفذت 20 ألفاً و753 طلعة جوية قتالية أطلقت خلالها (18 ألفاً و467 قنبلة ذكية، بالإضافة إلى 9 آلاف و251 قنبلة تقليدية وتسمى عسكريا (غبية). وأطلقت سفن البحرية الامريكية (802 ) صاروخ كروز. كما كانت هنالك (153) رحلة بحرية أطلقت صواريخEGBU-27) ) موجهة بنظام (GPS) وقنابل موجهة بالليزر مع 408 صواريخ مضاد للرادار. وتم إسقاط (908) من القنابل العنقودية المحرمة دوليا والموجهة على مناطق ذات كثافة سكانية عالية [11]. ومن بين الصواريخ الأخرى التي تم إطلاقها ما يسمى صواريخ "هيلفاير" شديدة التفجير والاشتعال وعديدها 562 فضلاً عن (918) صاروخاً نوع Maverick, (4) صاروخ نوع AGM-130) و3) صاروخ نوع AGM-84 SLAM و .AGM-54
اما القنابل (الغبية) ففي الغالب كانت من النوع شديدة الانفجار وغير موجهة وتم استخدام المدافع على نطاق واسع أيضا إذ قصفت بحدود 311 ألفاً و597 قذيفة حجم 30 ملم. و16 ألفاً و901 قذيفة قياس 20 ملم. بينما حلقت ناقلات القوات الجوية الأمريكية بأكثر من 6 آلاف طلعة جوية استهلكت خلالها اكثر من 376 مليون باوند من الوقود [12]. وبذلك فان مجموع الصواريخ والقنابل التي فجرتها قوات التحالف الأمريكي الغازية للمدة من 20 آذار لغاية 9 نيسان 2003 بحدود 360ألفاً و180 صاروخاً [11] وهذا هو العديد المعلن فقط ولنا ان نتخيل مدى وحشية هذه العمليات الحربية وإجرامها والتي تمت كلها في مدن مكتظة بالسكان وراح ضحيتها عشرات الالاف من الضحايا الأبرياء.
لقد أدى استخدام هذه القوة المفرطة بعد ثلاثة عشر عاما من الحصار الاقتصادي الظالم الذي فرضته هذه الدول الاستعمارية نفسها إلى خسائر بشرية كبيرة وتدمير هائل في البنى الارتكازية للاقتصاد والخدمات الضرورية لإدامة حياة السكان مثل الوقود والطاقة الكهربائية ومحطات تنقية مياه الشرب ومخازن حفظ الحبوب والاتصالات والكثير من الجسور والمصانع ومحطات تكرير النفط وغيرها بما يدل على ان أهداف الغزو لم تكن شل قدرة القوات المسلحة العراقية فقط وانما احداث خسائر بشرية هائلة تصل إلى مستوى الإبادة لتفادي أي مقاومة مسلحة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة بين افراد القوات المسلحة للتحالف الذي يقود الغزو. وصاحب العمليات العسكرية، بتخطيط متعمد، عمليات نهب وحرق وتدمير لمؤسسات الدولة والوزارات من قبل المرتزقة وعملاء الاحتلال الذين تم تدريبهم على هذه المهمات من قبل المخابرات الامريكية والبريطانية تحت مسمى مشروع (تحرير العراق) الذي اقره الكونغرس الأمريكي منذ سنة 1998.
سببت العمليات العسكرية وما صاحبها من تدمير وسرقة تلوثاً كبيراً بمواد كيمياوية واشعاعية سمية وخطرة نتيجة هجوم مرتزقة الاحتلال على مخازن المواد الكيمياوية في خان ضاري والمصانع والمجمعات الصناعية المختلفة (بما في ذلك نهب وكالة الطاقة الذرية في التويثة)، و300 موقع آخر شديد التلوث حددها برنامج الأمم المتحدة للبيئة[13].
وحالما سيطرت قوات القوات الامريكية على العاصمة بغداد واعلانها انهاء الحكم الوطني في العراق, أصدرت مجموعة قرارات استعمارية منها حل الجيش العراقي والقوات الأمنية واستبعاد الكوادر الوظيفية والمهنية كافة من أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان يقود الدولة في العراق من العمل في مؤسساتها مما أدى الى حالة من الفوضى والتخبط أسهمت بسرقة ممتلكات الدولة والاثار من المتاحف وتدميرها. كذلك اصدر الحاكم المدني الأمريكي (بول بريمر) الذي يمثل سلطة الاحتلال مائة قرار ألغى من خلالها الدستور العراقي والإجراءات وقوانين العمل بالنظام الاشتراكي للدولة العراقية كافة والغيت من الناحية العملية اجراءات تأميم النفط وإعادة استيلاء شركات النفط الامريكية والبريطانية العملاقة على الحقول النفطية بموجب ما يسمى بعقود التراخيص التي فرطت بحقوق العراق النفطية. ولابد من الإشارة هنا ان هذه الإجراءات كافة تعدّ غير شرعية ولا قانونية حيث ان اتفاقيات جنيف الرابعة وتعديلاتها تنص على عدم أحقية سلطة الاحتلال تغيير الأنظمة والقوانين وثقافة وعقائد البلد الذي تحتله [4] وبذلك فان هذه الإجراءات كافة تعدّ باطلة وغير مشروعة.
ان الحملة العسكرية لغزو العراق كانت مخالفة للبند الرابع من المادة الثانية للقوانين الدولية و التي تنص على انه "لا يحق لدولة عضو في الأمم المتحدة من تهديد او استعمال القوة ضد دولة ذات سيادة لأغراض غير اغراض الدفاع عن النفس ومن الجدير بالذكر ان السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان صرح بعد احتلال بغداد ان الغزو كان منافيا لدستور الأمم المتحدة وكان هذا مطابقا لرأي السكرتير السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي وفي 28 ابريل 2005 اصدر وزير العدل البريطاني مذكرة نصت على ان اي حملة عسكرية هدفها تغيير نظام سياسي هو عمل غير مشروع [ 3].
وكما كان متوقعاً فحال اعلان بوش انتهاء العمليات العسكرية بدأت مقاومة شعبية مسلحة كبيرة ضد الاحتلال وقواته بلغت ذروتها في عامي 2004 و2005 [14] حيث كانت قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني تواجه بحدود 3 - 4 آلاف عملية مقاومة مسلحة شهرياً، حسب تقارير مؤسسة بركونك الامريكية .
وكرد فعل على هذه المقاومة فرضت سلطة الاحتلال حصاراً وهجمات على مدن عراقية مناهضة للاحتلال في وسط العراق وشماله، منها (الموصل، تلعفر، الفلوجة، بلد، الأنبار، حديثة، القائم، راوة، بغداد، كربلاء، العبيدي، ديالى، سامراء، تكريت، بيجي، حصيبه، المدائن، كبيسة، إلخ.) [15]. وتم فرض الحصار على هذه المدن قبل الهجوم عليها بالأسلحة الثقيلة من خلال حرمانها من الطاقة الكهربائية والمياه النظيفة والأدوية والرعاية الصحية للسكان المدنيين. وهذا بحد ذاته خرق لبنود اتفاقية جنيف كونها تمثل عقوبة جماعية للمدنيين الأبرياء [4].
ارتكبت قوات التحالف الغازية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تعد ولا تحصى في ظل سكوت منظمات الأمم المتحدة والحكومات الغربية كافة التي أسهمت في غزو العراق واحتلاله.
واليوم وبعد 18 سنة من بدء العمليات العسكرية لاحتلال العراق الذي تم تسويغه على أسس ثبت كذبها إذ كان الهدف الأساس من هذه الجريمة السيطرة على نفط البلاد وثرواتها وتدمير قدرات العراق كافة في أعتى عملية قرصنة في التأريخ الحديث.

مصادر المعلومات
[1] Davis, Nicolas (2018). “How Many Millions Have Been Killed in America’s Post-9/11 Wars?”. Globalresearch.ca, 25 April/2018.
https://www.globalresearch.ca/how-many-millions-have-been-killed-in-americas-post-911-wars/5637903
[2] حرج، ناجي (2020). اعداد المختفين قسريا في العراق يصل الى مليون شخص. مجلة رووداو ديجيتال. 10/10/2020.
[3]. الغزو الأمريكي للعراق. موقع المعرفة الالكتروني.

https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A_%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.

 

[4]. Parker, K. (2007), ‘War crimes committed by the United States in Iraq and mechanisms for accountability’, Information clearing house (Blog), http://

 www.informationclearinghouse.info/pdf/war_crimes_iraq_101006.pdf.

[5] Wikipedia. 2003 invasion of Iraq.
[ 6].السيد زهير, محمد (2008). "الغزو الأمريكي للعراق عام 2003". موقع المجموعة 73 مؤرخين/ وحده الدراسات العسكرية.

 https://www.group73historians.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9/1214-2003#:~:text=%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%88%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%

[7]. Information Clearing House (2003), ‘Heavy reproaches against US Pentagon: Napalm bombs in the Iraq War’ (trans. MONITOR-TV), Germany, 7 August,

http://www.informationclearinghouse.info/article4395.htm.

 

[8]. Al-Azzawi, S. N. (2017), ‘Depleted Uranium contamination in Iraq: An Overview’, Global Research, 31 August,

http://www.globalresearch.ca/ depleted-uranium-radioactive-contamination-in-iraq-an-overview/311.

[9]. Jamail, D. (2014), ‘Iraqi doctors call Depleted Uranium use “Genocide”’, Truth out, 14 October, http://www.truth-out.org/news/item/26703-iraqi-doctorscall-depleted-uranium-use-genocide.

[10] Wim Zwijnenburg and Doug Weir, 2016. Targets of Opportunity; Analysis of the use of depleted uranium by A-10s in the 2003 Iraq War. A joint investigation by PAX and ICBUW. Published on www.paxforpeace.nl website.
[11]. Dunnigan, J. (2003), ‘The air campaign in Iraq’, Strategy Page, 21 May, https:// www.strategypage.com/dls/articles2003/20030522.asp. Accessed 22 August 2015. Dyer, W. (2006),
[12]. Hoy, P. (2008), ‘The World’s Biggest Fuel Consumer’, Forbs (Blog), 5 June, http:// www.forbes.com/2008/06/05/mileage-military-vehicles-tech-logistics08-cz_ ph_0605fuel.html.
Monbiot, G. (2005), ‘The US used chemical weapons in Iraq – and then lied about it’, The Guardian, 15 November, http://www.theguardian.com/politics/2005/nov/15/usa.iraq. .
[13]. Al-Azzawi, S. N. (2016). The deterioration of environmental and life quality parameters in Iraq since the 2003 American occupation of Iraq. International Journal of Contemporary Iraqi Studies Volume 10 Numbers 1 & 2 © 2016 Intellect Ltd Article. doi: 10.1386/ijcis.10.1-2.53_1.
[14]. THE BROOKINGS INSTITUTION.” Iraq Index .Tracking Variables of Reconstruction & Security in Post-Saddam Iraq . www.brookings.edu/iraqindex. Updated April 18, 2005, pages 15 and 51.
[15] Ziegler, J. “US Troops Starve Iraqi Citizens” BBC News October 15, 2005.

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

550 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع