بين حانه ومانه مع لوحة تعبيرية زيتية

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 02 تشرين1/أكتوير 2025 15:51

كتب بواسطة: د.سالم مجيد الشماع

سالم مجيد الشماع
24-09-2025

بين حانه ومانه مع لوحة تعبيرية زيتية

حانه ومانه كلمتان جاءتا في مثل من أمثال العرب وهو كما يلي: بين حانه ومانه يا عرب ضاعت لحانا (من لحيه).
يضرب هذا المثل عندما يحتار الانسان الامر بين اختيارين احلاهما مر قصة المثل: ان رجلا كان له زوجتان الأولى متقدمة في السن تدعى حانه والثانية صغيرة وجميلة وتدعى مانه فلما يبيت ليلة عند حانه تنتف من لحيته الشعرات السود ، وعندما يبيت عند مانه تقوم بنتف الشعرات البيضاء ليبدو شابا... ولم يمر وقت طويل حتى فقد لحيته وغابت عن اقرانه شخصيته.
مثل ما يقال على كثير من من موجودات المجتمعات ... فالشرق الأوسط وهو حاليا محور العالم بكل اطيافه يهزهم ما يحصل له وبالأخص بؤرته غزة ....
غزاها اليهود بعد الطوفان في 11-09-2025 ودك ما فيها على الأرض من منشآت وحياة خاصة الأطفال كي لا يكبرون والنساء كي لا يلدن والشباب والرجال كي لا يقولون.
والعالم كله يعلم ان "حماس" بدأت المعركة اعتمدت ولاتزال على التمويل الذي أسس مدينة تحت ارض غزة وضعوا فيها كل شيء مأوى وطعام واسلحة ومنام .... كل ذلك من إيران التي أسست أيضا حزب الله وغيره قي بعض الدول العربية أسمته محور الدفاع ما سوف تسميه الإمبراطورية الإسلامية العالمية برئاسة الفقيه الشيعي الإيراني ...وقد شمل المحور حاليا لبنان العراق سوريا واليمن.
هذا تخطيط إيران منذ فترة ليست بالقصيرة .... ولكن كان هناك مخطط اخر في الغرف المظلمة حول شرق أوسط جديد .... وهنا دخلت على الخط بين المخططين إسرائيل.
قبل الخوض في هذه الإشكالات نعود الى الماضي القريب والبعيد لمعرفة أساس ما حصل ويحصل في المنطقة وبصورة مختصرة جدا بذكر ما يخص كلامنا:
كان هناك دولة اسمها فلسطين عربية اصيلة منذ القدم تعرف باسم ارض كنعان وفي السجلات الاشورية باسم فلستينا في الالف الثالث قبل الميلاد ومنه استشق اسم فلسطين، الكنعانيون العرب وجدوا هناك قبل حلول النبي إبراهيم وحفيده يعقوب بألاف السنين , ومدينة القدس كان اسمها اورشليم مشتق من اسم اله كنعان (شليم) فيكون عمر غزة اكثر من 4000 سنة أي قبل كل الديانات المعروفة ... كنعان شملت أراضي لبنان وفلسطين والأردن وسوريا والعراق في العهد البرونزي المتأخر وكانت مسرحا للصراعات بين المصريين والاشوريين وكان هنالك ارتباط بين الأرض هذه وبين يوسف ويعقوب الذين انتقلوا الى مصر, واما مملكة داوود فقد تشكلت بعد 1500 عام.
مملكة سليمان وداوود هي المحطة التي ينادي بها اليهود انهم اهل لفلسطين خلافا لما جاء أعلاه.
ولكن الوضع العالمي حاليا بعد وعد بلفور وحرب سنة 1948 جرى اقتلاع العرب من معظم فلسطين من قبل الإسرائيليين وبقي العرب في الضفة والقطاع ولكن الحروب والمناوشات بين العرب وإسرائيل بقيت بين حانه ومانه وكل يدعي بليلى .... اصبحت فلسطين تخسر أهلها لتبقى ارض جرداء مستباحه.
بعد جزء من التاريخ سنتكلم عن خريطة الشرق الأوسط قليلا لنكمل بقية ما سوف يحصل....
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خرج برنارد لويس بفكرة تعتمد على ان السيطرة على العالم يكمن في السيطرة على الشرق الأوسط باعتبارها منطقة قلب العالم ففيها مخزونات الطاقة لكل العالم زائدا ممرات الملاحة الضرورية والخوف من تحالفات قد تحدث بين دول الشرق السعودية وإيران والعراق فيكون لديهم 25% من الاحتياج العام اليومي للنفط فما بالك لو انضمت دول أخرى من المنطقة مثل مصر وتركيا؟
تبنت الولايات المتحدة الامريكية المخطط بمشروع أسمته صناعة شرق أوسط جديد ويحتوي على ما يلي:
1- تقسيم دول الشرق الأوسط.
2- اثارة النعرات الطائفية والقومية ثم صار الامر واقعا بالربيع العربي في السودان وليبيا واليمن ولبنان وسوريا والعراق....
3- الحفاظ على وضع الشرق الأوسط ممزقا بهذا التغير حفاظا على مصالح الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا واقتصاديا .... وعلى رأسها دعم إسرائيل لكي تبقى لها التفوق العسكري التقني والأمني.
برنارد لويس يهودي بريطاني 1916-2018 أستاذ جامعة برنستون الامريكية، ضالع في اللغة العربية والفارسية والتركية، صهيوني متعصب وخبير ومحلل لشؤون الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ومن اشد معجبيه ترامب.
في 22 سبتمبر 2024 على منبر الأمم المتحدة صرح نتينياهو ان محور الشر هم إيران، سوريا، العراق، لبنان، واليمن ومحور النعمة هم السعودية ومصر وصرح بعدئذ انه يرغب برؤية خريطة إسرائيل الكبرى على الأرض.
والامر يمشي حاليا .... ولابد له من مستقر ومن يعش يرى ولسوف نرى من يعش من منطقة فلسطين دون لحية.
اللوحة ...
محاولة لاستدراج المجتمعات في دول الشرق الأوسط الجديد لكي يفهموا ما يجري من الوضع القلق فيها واتخاذ سبل الطرق التي تحافظ على كيانها وكل دولة تستقر لدمقراطية نهجها لكي يبني شعبها مجتمعا متحضرا علميا وارتقاء وكل له دستوره دون النظر الى الدين والقومية والعدد ودون تمايز طبقي ومعرفي واقتصادي.