الجعيفر الثانية بيوتها وأهلها..محلة كرخية غيبها الزمن

  

 الجعيفر الثانية بيوتها وأهلها..محلة كرخية غيبها الزمن

  



      

               

ألطرف في المعجم هو ناحية الأرض. والجمع (أطراف). وهي التي غالبا ما تتطرف عن المكان وتبتعد عن المركز. و(الطرف) هو ايضا الطائفة من الناس. و(أطراف) الرجل أخواله وأعمامه وكل قريب له محرم. و(أطراف) القوم هم عظماؤهم وأشرافهم.


ولا غرابة بعد ذلك أن يلهج معظم البغادة بإسم (الطرف) ويفضلونه على إسم (المحلة) الذي كان معروفا أيضا على المستويين الشعبي والرسمي، ولكننا هنا أمام محلة تكونت من عدة أطراف سكنها السوامرة والتكارتة والكبيسات والجبور والمشاهدة، أنتقلوا اليها بعد استملاك محلات الست نفيسة وخضر الياس وسوق الجديد والتكارتة، حيث بدأ بأنشاء هذه المحلة العام 1950.

   

منطقة الجعيفر الثانية تغفو على جهة نهر دجلة الخالد

وبعد أن أنتهت خطواتنا في الجزء الأول من الرحلة البانورامية والتي بدأناها من ساحة الشهداء لغاية ساحة الصدر والتي سميت بعدئذٍ بساحة حماد شهاب وعند تركنا لمقهى الريف العربي متجهين ألى جهة اليسار صوب شارع الشيخ معروف نجد هناك محل صادق الحلاق (أبو باسم) ويليه مطعم السد العالي للأخوين كامل الدليمي وأخية الضرير سلمان والذي أنيطت به مهمة غسل الصحون وقد أبدع بها أيما أبداع فكان الصحن يخرج من بين يديه وكأنه جديد من النظافة، وبجوار المطعم دار الحاج عبد الحميد ألأسحاقي والد السيدين المحامي سميع وأخيه خالص بعده دار الحاج سالم سعود والد السيدين سمير وسري الذي تطوع في السبعينيات من القرن الماضي في العمل الفدائي ثم أخر الدور بيت عبد الحميد الحيالي (الملقب شميط) والد السادة سعيد وكريم ومجيد ولطيف وقاسم ورفيق شبابنا المرحوم يوسف.

  

الصديق العزيز قاسم عبد الحميد شميط

وعبر الشارع ومقابل دار عبد الحميد شميط هناك مقهى صغير كان يديره أبو عامر (محسن) ويقع عند بداية شارع الشيخ معروف، وفي واحدة من أمتع الطرائف التي لازال شباب وشيوخ المنطقة يذكرونها وحدثت في مقهى أبو عامر، أنه كان أبن عبد الحميد شميط (مجيد) يصل الى دارهم ليلا وكلما مر من أمام المقهى بادره شبابها وعلى سبيل المزاح بصوت عال (حية .. حية) مما كان يثيره ويبدأ بالسباب على الجميع وهو داخل للبيت، مما حدا بوالده بتأنيب الشباب والطلب أليهم بعدم التعرض له مستقبلا. وفي إحدى الأمسيات وعند عودة مجيد وقبل دخوله الى دارهم تطلع الى المقهى فلم يسمع أي كلمة من الشباب فتعجب لذلك، فاستبدل ملابسه وخرج ليجلس على ناصية المقهى للمرة الأولى في حياته وطلب من أبو عامر أن يجلب له (الدبسي)، فأخذ يشرب بأنتعاش وهو ينظر من طرف عينيه للشباب يمنه ويسره وكأن لسان حاله كان يقول من يتجرأ على مناداتي (حية)، فأذا بالشباب ينتفضون جميعهم وبصيحة واحدة (حية..حية..حية)، ونقل عنهم أنهم قالوا لشميط أن وجوده ذلك المساء كان حرشة بالشباب. مجاور المقهى كان هناك محل عبد الزهرة للفشافيش والمشويات، تقابله العيادة الطبيــــة البيطرية في الكرخ ثم رجوعا للشارع هناك دار السيد حسيــــن المختار والد السيد علاء ثم دار السيد شهاب المختار والد السيدين خالد وحامد...

  

بائع الفشافيش

بعدها دار السيد توفيق المختار النائب السابق لفترات طويلة عن الكرخ وهو والد كل من السادة هاشم والدكتور سعد والسفير قيس ومصطفى. وعلى دارهم كان يعشعش اللقلق وكنا ننشد له:

هذا اللگلگ علا وطار وكر أبيت المختار

تتكون محلة الجعيفر الثانية من ثلاثة شوارع يحدها من جهة الشمال الشارع الطولي المؤدي لملعب الزوراء الرياضي والذي أنشأه كولبنكيان في العام 1965 مع ملعب الشعب الدولي، لكنه لم يتم بناؤه كاملا فبني منه مدرج واحد فقط كما ألغيت القاعة المغلقة والمسبح الأولمبي المرافق لمنشأته. قبل بنائه كان بستانا يتصل بمنطقة كم الحيدري التي كان يهجم شبابها مرات عديدة على المحلة ويتم صدهم من قبل شبابنا بالمصاييد.

  

الشارع الطولي لمحلة الجعيفر الثانية وألمؤدي لملعب الزوراء الرياضي

  

ملعب الزوراء الرياضي في محلة الجعيفر الثانية

في بداية الشارع نزولا اليه من جهة شارع موسى الكاظم، كان هناك بستان على جهة يمين الشارع تعود ملكيته لبيت هبش (جاسم وهاشم)، أتفق معهم أسماعيل بابير على أن يشيّد عليها بناية وسيف (مخزن للحبوب) كبير لخزن الحنطة التي ترد من أراضيه في شمال العراق...

 

بستان بيت هبش في الجعيفر الثانية قبل بناء السيف

على أن تعود ملكيتها لعائلة هبش بعد 25 عاما، وفعلا تم أنشاء بناية بها شقتان سكنيتان وبناية السيف، في الشقة الأولى التي تقع مباشرة على شارع موسى الكاظم سكنها السيد كامل الضامن والد السيد طلال وسكنت الثانية من قبل الحرس القومي بعد 8 شباط 1963، وبعد أخراجهم منها بعد 18 تشرين الأول من نفس العام سكنتها لاحقاً عائلة الأخ الصحفي أحمد صبري وأخوته المرحوم طه صديقي الحبيب ومحمود ومحمد وثائر وياسين وتحت الشقة الأولى التي سكنها كامل الضامن كانت هناك محلات قسم منها شغلها السيد فالح كميكانيكي لسيارات الشيفروليه فقط، والأخرى شغلها محمود الجميلي

 

رزاق أبن أبو الحش والمرحوم طه صبري ورائد وثائر أبن أبو الحش وآخرون من أبناء المحلة

كمعمل للنجارة والأثاث ومحل شغله الحاج حميد الناصري لبيع المواد الكهربائية المنزلية بأقساط ميسرة لأهل المنطقة وفي طرفة لم يتأكد مصدرها أن الحجي حميد طيب الله ذكره وفي إحدى أيام رمضان وبعد آذان الفجر من جامع الحاج نايف طالب أهالي الجعيفر الثانية بالميكرفون أن يعجلوا بدفع الأقساط المترتبة عليهم وصاح (يا أيها المؤمنون أقساط .. الأقساط يرحمكم ألله، فالعيد على ألأبواب)، ومحل أخر شغله الحاج مهدي السامرائي والد السيد صلاح كمقهى وكان الجايجي أسمه رضا. وعلى شارع موسى الكاظم شيّد السيد نعّيم علوان الجميلي والد السادة طارق وعادل وأحمد ومحمد وسلام داراً كبيرة مقابل نهر دجلة بقيت لغاية التسعينيات من القرن الماضي عندها تم بيعها وتحويلها الى مطعم مشويات سمي بالركن ألأخضر.

  

الحاج حميد الناصري (حفظه الله) بغطاء الرأس مع الأخ جمال حمزة وحميد وعلاء حسين

وكانت هناك محلات على طول شارع المؤدي للملعب شغل قسم منها السيد رمضان عبد الغفار شقيق المرحوم حردان التكريتي كمطعم للباجة وقسم أخر شغلها السيدين (جلوب وحنون) كمكتب لتأجير السيارات أسمياه مكتب الكرخ، حيث كانت البيوت تتصل لطلب التاكسي وهم يرسلونها الى العنوان، بعدها باب كبيرة تشكل مدخل بناية السيف ثم تليها باب صغيرة تؤدي الى شقة سكنتها عائلة (أبو قاسم) السائق الخاص لأسماعيل بابير فترة طويلة، وتم استكمال البناء فشيدت محلات عديدة على امتداد الشارع كان أحدها لعبد الحميد ألأسحاقي لمحل عطارية وبالقرب منها معمل كاشي ألأخوين الذي كان يديره (أبو شكرية – وهو فلسطيني الجنسية) ...

  

         شباب المحلة في جلسة استراحة على احد الأرصفة

وكان بجانبه شجرة سدر كبيرة تحتها نبع صافي من الماء العذب كان يحلوا لنا دائما أن نلعب تحتها نأكل من ثمرها ونشرب الماء زلال .وفي حادثة ضلت في ذاكرتنا لحد ألآن ما تعرض له (مهند) أبن الحافظ خليل للصعقة الكهربائية العنيفة من السلك الذي كان يتدلى من عمود الشارع والذي يوصل الكهرباء للمعمل ومحاولات أبو شكرية المستميتة لإنقاذه الى حد ضربه بعمود من الخشب عدة مرات الى أن لفظته الكهرباء فاقداً للوعي وكنا نحن رفاقه قد ظننا أنه قد فارق الحياة ولكنها يد القدر التي أعادته الى والده والينا بعد عدة دقائق من الصدمة سالماً ألا من بعض الكدمات والحروق الجلدية، ثم يليه معمل ثلج السادات لصاحبه (هاشم الهبش – أبو سعد) بعدها مطحنة الجعيفر لصاحبها مجيد الهبش (والد حميد مكينة) ومقابل معمل الثلج هناك دار سكنية سكنها المرحوم حردان عبد الغفار التكريتي والد السادة سعد وأركان وسفيان وصفر ومحل كاظم النجار المجاور لمقهى أبو محمد.

   

كاظم النجار وأبنه حيدر قديمان كقدم محلهما

   

البيت الذي سكنه المرحوم حردان التكريتي وبعض من شباب المنطقة

نأتي ألان لوصف الشارع الطولي الذي يحد منطقة الجعيفر الثانية من جهة الجنوب والذي يدخل اليها من بداية شارع الشيخ معروف، فبعد مقهى أبو عامر ومحل فشافيش عبد الزهرة، هناك دار السيد عبد الحميد الجودة والد الدكتور ظافر ثم يليه دار حسن العامري الملقب (حسن لبجة) والد كل من سعد ورعد ومالك وجمال وناصر يقابل دارهم دار السيد عبود التميمي (الملقب الخابوري) والد السادة سعدي وثامر وعادل وعدنان.

  

عادل عبود الخابوري في الوسط

  

الأخ عدنان عبود الخابوري الثاني من اليمين وكاتب المقال في الوسط

ثم بيت مكي أبو علاء ثم مقابلهم سكن صبحي وهيب أبن أخت (كحكوحة) يقابل داره دار جاسم السامرائي (أبو الحش) والد كل من وهاب وستار وجبار (جبجب) ورزاق وكريم وثائر وبجانبهم مسكن السيد حميد العياش ودكانه وهو والد كل من مجيد وفاضل وسميع (سموعي) وفوزي، وبجانبهم سكن محسن الكهوجي (والد عامر وعباس وثامر) مقابلهم سكنت عائلة (نبيهة الخياطة) وبجانبهم سكنت عائلة السيد محسن والد كل من الأستاذ ثامر محسن مدرسنا للرياضة في التربية ألأسلامية وأخيه سعد محسن الحكم الدولي المعروف لكرة اليد، مقابلهم كان مسجد الحاج نايف، الذي شيده الأخوين (الحاج نايف والحاج نعمان أولاد خلف الجميلي) سنة 1952، وأعاد ترميمه صديقنا الحبيب الحاج المرحوم مزاحم طالب العاني أمام الجامع لفترة طويلة.

  

مدخل مسجد الحاج نايف في الجعيفر، الثانية مئذنة الجامع ويبدو المصلى والسياج

وكان من ضمن المصلين فيه المقرئ الشهير الحافظ خليل وكان يسعدنا أن نوصله أحيانا الى داره وفي طريقنا لتوصيله كان يحكي لنا القصص الدينية والنوادرالتراثية والفكاهات، وفي أحدى المرات وبينما أنا متأبط ذراعه حكى لي طرفه، قال: (أنه كان هناك صديق له ملا يقرأ القرآن في المآتم وأعتاد أن يصطحب أبنه معه، وفي أحد الأيام دعي لمأتم وكان أبنه مريضا فأضطر لاصطحاب أحد أصدقاءه وفي طريقهما أتفق معه عندما يوضع الطعام يلكزه صديقه لكزة خفيفة عندما يبدئون بالأكل والثانية كي يسرع قليلاً، وضع الطعام وبينما الكل يتهيأ أتت للملا لكزة من أحد الحضور فمد يديه للطعام وهنا شاهده صديقه فلكزه على جانبه فأستمر الملا بالأكل السريع والجميع ينظر وغير مصدق لما يحدث فلكزه صديقه بقوة، وهنا أندفع الملا بقوة على ألأكل وهو يصيح .. كول صار فرهود .. كول صار فرهود)، كما كان الحاج أحمد الياسين دائم الصلاة والأمامة وتنظيم الأمور في الجامع ولفترة طويلة. ومن خلال بعض الأخوة في الجامع تم أنشاء فريق رياضي لكرة القدم أطلق عليه (فريق الفتوة ألأسلامي) ضم الأخ عايد المشهداني والأخ محمود المشهداني وثامر وعادل عبود وعادل أسماعيل وقاسم شميط ومنذر بدري وخالد وحامد ولدي شهاب المختار وكثير من شباب المنطقة.

                    

الحافظ خليل أسماعيل

وأمام المسجد كنت ترى الكشك الصغير الذي يجلس أمامه سيد حمد المشهداني خادم الجامع، وبجوار المسجد كان هناك محل عطارية (موسى العجمي) ولموسى العجمي طريفة نذكرها هنا (( أنه كان مستأجراً لمقهى الريف العربي قبل أبو عامر( الحاج محسن) وكان يضع بعض الكراسي والمناضد على السدة المقابلة للمقهى والتي تشرف على نهر دجلة وكان معتاداً أن يستضيف بعض من أصدقاءه كل يوم خميس للسمر وتبادل الكؤوس، وصدف أن كان يشتغل آنذاك في المقهى كعامل توزيع الماء على الرواد (ساهر أبن أحمد هدايت) فكلفه موسى وأعطاه ثلاثة دنانير وأوصاه بجلب دجاجتين مشويتين وبطلي عرق من العلاوي ، ركب ساهر إحدى بسات العلاوي، وموسى ينتظـــر

   

منطقة علاوي الحلة

وأقترب قدوم الضيوف ولا أثر لساهر، الى أن حل الليل وغادر الضيوف وساهر مختفي عن أعين الجميع. بعد مضي أكثر من أسبوع وبينما موسى يتمشى على السدة ظهراً لمح ساهر وقد نزل الى النهر يستحم فناداه وحاول ساهر الهرب ولكن موسى طمأنه وقال له أنه نسى الحادثة برمتها وزيادة في التطمين قال له أن يباشر عمله السابق فوراً في المقهى، فالجميع يسأل عنه فأخبره ساهر أنه ذهب للبصرة لزيارة أخته المريضة ( أخته هي زوجة الملاكم عادل كامل أبو ليث) فأخبره موسى مرة أخرى أنه نسي الموضوع ولا داعي للعودة أليه وعند العصر جاء ساهر لاستلام العمل وعند دخوله المقهى طلب منه موسى بان يجلب له طاولي من غرفة الطاوليات وعند دخول ساهر اليها وبقفزة واحدة كان موسى مع ساهر في الغرفة يقفل الباب عليه وبدأ موسم الكتل بالطاوليات على وين ما يوجع ألى أن سمعت الجعيفر كلها استغاثة ساهر، وبقي طريح الفراش بعدها لعدة أيام)) وبجانب محل موسى دار القابلة المأذونة (أم حميد - والدة صديقنا العزيز رشدي المقدادي)، ويقابلهم دار السيد (حميد السوداني) مفتش مصلحة نقل الركاب، ثم دار أبو هيثم مربي الأبقار وبائع الحليب، وبذهابنا باتجاه الرحمانية وبعد اجتياز الساقية التي تنقل الماء لبساتين الحاج رشيد دراغ وعلى جهة اليسار دار سكنه السيد خالد المشهداني يقابله دار سكنه السيدين عباس ومقداد وبجانب حائطه كانت تجلس صباحا أم نجم لبيع الحليب ،يجاورهم دار السيد صباح عداي السياسي المعروف، والذي ما أن يخرج من المعتقل حتى يدخل اليه ثانية وبجوار داره محل جودة المكصوصي ( أبو قيس) واخيه مشكور ومقابله دار السيد جودة، بعدها نصل لمحل صبحي (أبو سميرة) للفلافل يبيعها شتاءا والمرطبات يبيعها صيفا والذي كان مولعا بالفنانة ألأردنية سميرة توفيق وكان دائم الحضور لحفلاتها عند زيارتها للعراق وتزين صورها محله بالكامل. يليه محل أبو محي للأقمشة يقابله مستوصف الجعيفر، وبعد المستوصف محل محمد المعتصم وهناك رواية تتعلق ببيت المعتصم نرويها للتأريخ:

كنز خضر الياس:

في فجر يوم السبت 14 شعبان سنة 1317هـ / 18 كانون الأول 1899م عثر على شاطئ دجلة من محلة خضر الياس على دفينة من الدنانير الذهبية العباسية او ما عرف وقتها كنز خضر الياس حيث ان الدنانير التي عثر عليها كانت مضروبة باسم الخليفة المعتصم بالله العباسي وقصة الكنز هذا هي ان (الكفة جي) صالح بن خلف المشهداني ملاح إحدى القفاف لامس بغرافته بستوكة وقيل حبا كبيراً كانت مدفونة في جرف الشاطئ في مسناة بيت السويدي فكسرها وكانت مملوءة دنانير فانهالت منها الدنانير فمنها ما غاصت في الماء ومنها ما استطاع الكفة جي اخذه ووصل الخبر الى السلطات المسؤولة فحافظت على ما بقي واستخرجت الدنانير الغائصة في الماء فكان مجموع ما استولت عليه نحو ثلاثة آلاف سبيكة بينها ظهرت قطعة بثقل نحو عشرين ليرة سبيكة ذهبية فنقلت الى العاصمة اسطنبول وهي الآن في متحفها مع النقود التاريخية الأخرى وفي جريدة الشعب الصادرة في 1955/3/2 إن القفاف صالح المشهداني الذي عرفته بـ المعتصم جمع نقود هذا الخليفة التي عثر عليها واخذها في منديل كفية وثلاثة أكياس، والمشهداني نسبة الى عشيرة المشاهدة القاطنين شمالي الكاظمية وكان ينقل في قفته القرع وفي هزيع من الليل فرغ قفته من القرع واخذ ما تمكن من أخذه من الليرات الذهبية ومن ثم سمي وعائلته بـ بيت المعتصم وصارت له ثروة حكاها ابنه محمد ابن صالح المشهداني.

   

القفة البغدادية الشهيرة

ثم يلي محلهم محل الخياط أبو حسن خياط دشاديش وبجامات أكثر شباب وشيوخ المحلة، يقابله محل المكوي أحمد، بعده ننتقل الى محل حلاقة الحاج فنطل وولده أحمد والذيّن أخترعا كولونيا ما بعد الحلاقة (777) والتي كانت تنزل كالأسيد الحارق على رقاب الذين يحلقون عندهم حتى أن ثامرالخابوري كان يقول (تعالوا جتفوني عل الكرسي) أما الحاج فنطل فكنا نشاهده يعمل الحجامة أمام محله لكثير من كبار السن...

  

الحجامة قديما

ومقابل محل الحاج فنطل كانت هناك مقهى المشاهدة لصاحبيهـــــا مجيد المرير ووليد أبن سيد عبد المشهداني، (وأحمد المرير والد مجيد كان مختار الجعيفر الثانية (رحمه الله) وكان سمينا ولايقدر على الوقوف طويلاً وكان لا يصلي في الجامع لهذا السبب، وفي أحد أيام رمضان أقنعه أحد أصدقاءه أن يذهبا سويا الى جامع الحاج نايف لصلاة التراويح فوافق على مضض، وقف وبدأ الأمام ينتهي من سورة الفاتحة ويبدأ بصورة الكافرون وهنا حدث أن الأمام لم يستطع أكمالها فبدأ من جديد ومن جديد ومن جديد ألى أن تاه في السورة فصاح أحمد المرير فيه صيحة عالية .. مو القرآن تلاثين جزو شطببك بهل السويرة، ضج المصلون بالضحك وأنتهت الصلاة) وأقتصر رواد المقهى على فئة معينة من أهالي الجعيفر الثانية ومنطقة الرحمانية، يلي المقهى محل كباب أبو سعد الشهير والشيش بعشرة فلوس ولا ندري من أين كان يأتي باللحم لأنه كان يقوم بثرمه في الطابق الثاني من المطعم وبعيداً عن العيون وعندما تبدأ الماكنة بالثرم كنا نلاحظ أن كهرباء المحل تقل بدرجة كبيرة (الضوة يخنفس)، يقابله مخبز شمسي للخبز بالتنور وخاصة التفتوني الإيراني ثم محل عطيوي المكصوصي ويقابله محل عطارة عباس خليف المكصوصي.

مثلما ذكرنا آنفاً أن الجعيفر الثانية بدأ بأنشائها العام 1950 فقد اشتملت على ثلاثة فروع أو شوارع أو كما يسميها الكرخيين (داربين) الفرع ألأول والذي كان يقع خلف دار توفيق المختار وأخوته شهاب وحسين، وعندما ندخل الفرع من جهة الشارع المؤدي للرحمانية نجد أنه وعلى جهة اليمين دار السيد حميد السهيل والد السيد عبد الواحد، يقابله بيت السيد بدري السامرائي والد السيدين ضياء الموظف في جمعية التربية ألأسلامية وأللواء منذر يجاورهم دار خلف الطرشجي حيث أفتتح محل يديره أبن أخته محمد في منطقة سوق الرحمانية وهو والد السيد محمد يقابله دار السيد محمود الألوسي وأبن أخيه خالد، يجاوره دار السيد كاظم فالح الجبوري والد السادة حميد وخميس وسعد، يجاورهم دار الأستاذ صبيح أحد معلمينا في مدرسة الكرخ الابتدائية، يقابله دار السيد خلف أرزيج والد السيد رزوقي، يجاوره دار السيد حميد الخفاجي( المعمار) وأخوته توفيق ومجيد المحرم (ولمجيد المحرم أمكانية كبيرة في عمل زنابير المحية ،حيث كانت تطاردنا الى داخل البيوت) وطارق والد السيد زياد. يقابله دار سكنها ألأخوين ( راجي وناجي ) عباس التكريتي، حيث كان د. راجي يدرس الطب في لندن ويرسل لأهله بين فترة وأخرى (سلايدات مصورة له يتم عرضها بحضور العائلة كافة بعد أن يناديني الدكتور ناجي لمشاهدتها معهم وكانت والدة الدكتور راجي رحمها الله تبكي كثيراً وتحكي معه من خلال الصور ود. ناجي يهديها ويطمئنها، يجاور دارهم، دار سكن فيها مزاحم السامرائي والد السادة غزوان وسلوان ووسام، يقابله دار الأستاذ عزت – أبو هدى (نسيب الأستاذ ثامر محسن) يليه دار السيد خليل الجبوري والد كل من حسام وعصام وفارس وأحمد، يقابله دار السيد الحاج عطا العاني والد السادة هندي وأكرم ومحمود، يجاورهم دار الحاج أحمد الياسين والد السادة عبد الله وعبد الملك وكيل وزارة الخارجية السابق وطاهر مدير عام الخطوط الجوية العراقية السابق وحسن، من المؤسسين لنادي المنصور الرياضي وعبد الوهاب مدير التعبئة وألأحصاء في وزارة الدفاع سابقا والدكتور أكرم وخالد أمين السر لقيادة القوة الجوية وصادق المعروف على مستوى الكرخ كلها. ولابد هنا من ألقاء بعض الضوء على تأريخ هذه العائلة الكرخية القديمة والتي سكنت الجعيفر الثانية بعد أن قدمت من منطقة خضر الياس. كانت أبواب هذه العائلة مفتوحة للقادمين من تكريت الى بغداد تقدم كافة أنواع المساعدات لطالبيها، كما كانت ديوانية الحاج أحمد الياسين ملتقى أبرز رجالات بغداد والكرخ كالمرحوم عبد العزيز القصاب وعبد اللطيف المدلل ومولود مخلص باشا، ويزوره في أحيان كثيرة أحمد حسن البكر يرافقه صدام حسين وخير الله طلفاح، والحاج أحمد الياسين موسوعة في ألأدب والشعر والفقه الديني المعتدل والقصص التراثية والنوادر يقصها علينا أيام الشتاء الباردة والعائلة مجتمعة حول (المنقلة الفحم)، تخرّج من بين يديه العديد من مقرئي القرآن الكريم، إذ كان يحرص على تعليمهم أصول التجويد والألقاء الصحيحين وأداء الآذان.

  

                عائلة المرحوم الحاج أحمد الملا ياسين

ألتزمت العائلة بالخط السياسي العروبي والقومي وتعرض أفرادها للملاحقة تارة وللاعتقال تارة أخرى، ومن ألأحداث التي مرت بالعائلة أن المرحوم (مدحت أبراهيم جمعة) أحد المشاركين بمحاولة أغتيال الزعيم التجأ الى بيت الحاج أحمد الياسين طلبا للأمان وبمعيته شخص أخر، مما حدا بأحد أفراد العائلة الى تنظيم حفلة زواج وهمية وتم تهريبهما مع أهل العروس خارج بغداد، وتم رمي أسلحتهما بواسطة الحاجة أم عبد الله في نهر دجلة. وكان صادق الأبن الأصغر يرسم ويخط الشعارات المناهضة للحكومة على جدران دور المحلة وبالأخص جدران دار السيد توفيق المختار وأخوته كون واجهتها طويلة وتقابل شارع موسى الكاظم مما يسمح للجميع برؤيتها، تعرض صادق للمطاردة والاعتقال وللاغتيال إذ تم ضربة بالأسلحة البيضاء ورميه في نهر دجلة، ولكن عناية الله أنقذته من الموت، حيث بقي طريح مستشفى الشعب (المجيدية سابقا) عدة أسابيع.

   

صادق الياسين بملابس الجيش الشعبي في قاطع كيلان غرب 1984

وخلال أحداث 8 شباط تعرض أفراد العائلة للمضايقات من الحرس القومي شأنهم شأن العديد من العوائل الكرخية، وبعد قيام حركة 18 تشرين 1963 صعّد الحرس القومي أرهابه ضد ألأهالي من مقرهم الكائن في محلة الجعيفر الثانية وفي أحدى شقق بناية بابير كما ذكرنا سابقاً، مما حدا بأحد أفراد العائلة (عبدالوهاب)، وكان ضابط درع أحيل على التقاعد بعد 8 شباط 1963 لأنه من القوميين أن يسرع بجلب دبابة وأجبار من في المقر على ألأستسلام والقاء سلاحهم، كذلك نعرج على التأريخ السياسي والوظيفي للأستاذ (عبد الملك الياسين) الوكيل ألأقدم السابق لوزارة الخارجية والذي قضى أكثر من ستين عاما يتنقل فيها من السلك التعليمي الى السلك الدبلوماسي أختتمها بأصدار مذكراته عن تلك الفترة الغنية من حياته بين أروقة الحكومات المتعددة.

   

عبد الوهاب الياسين ألأول على اليمين ألأستاذ عبد الملك الياسين في زيارة للبرازيل مع الكاتب العام 1989

ويقابل دار الحاج أحمد الياسين دار سكنها السيد فاروق أبن أخ الدكتور أحمد صميم الصفار، ثم دار الحاج عبود الضاحي وولده الحاج نجم، يقابله دار السيد أسماعيل التكريتي والد السيدين هشام وسري، بعدها أرض متروكة تعود لبيت قدري، شيدت عليه أربعة دور شغل أحدها المحامي السيد أبراهيم قدري والد السيد غزوان يقابله دار السيد جلال والذي عمل مديراً لسينما بغداد (قدري سابقاً) في علاوي الحلة يجاوره دار الأستاذ سعيد عبد الجبار التكريتي أبو أحمد مدرسنا في مدرسة الكرخ الابتدائية، ثم أخر بيوت الفرع سكنه ألأخوين غالب وحسن الصميدعي، والدار الرابعة سكنها جبار قدري ولا ننسى أن أغلب فتيان وشباب المنطقة قد مارسوا هوايتهم في لعب كرة القدم بالكرة الصغيرة ( طوبة أم تلاث دراهم) على طول شارع ملعب الزوراء.

   

ننتقل الى الفرع الثاني أو الدربونة الثانية ونلقي الضوء على من سكنه ونبدأ بالدخول من الشارع الطولي المؤدي للرحمانية ففي بداية الشارع سكن الحاج محمود الحمادي أمام جامع الثريا في التكارتة والد السادة رؤوف وتوفيق ونوري ومثنى وللمرحوم توفيق أبو بهاء نوادر وقصص عدة نذكر هنا واحدة أذ يحكي أنه ومجموعة من الكرخيين وعندما يستلمون الراتب يذهبون للشرب وعندما ينتشون يقصدون نصب 14 تموز الكائن في كرادة مريم مقابل القصر الجمهوري ويبدأون بالغناء حول النصب( من دندلك من كتلك من بجاك تحقيقك جاري)...

         

ويستمرون بهذا الى أن يخرج عليهم أحد ضباط القصر ويفرقهم بطريقة مؤدبة، حيث يخبرهم أن صياحهم وصل لغرفة الرئيس عبد الرحمن عارف(رحمه الله). ومقابلهم سكن الحاج حسن خال صديقنا طالب نوفة وبجوار دار الحاج محمود سكن سعدون الشاوي يقابل داره سكن السيد يوسف العاني الممثل المعروف يلي دار الشاوي خير الله الحديثي والد السادة سلام وعصام بجانبهم سكن السيد خضير التميمي والد السيد ثامر يقابله دار المقدم فائق الألوسي والد السيد عمر ويجاوره دار السيد علوان شهاب التكريتي والد السادة حسين وجهاد وفؤاد وضياء وحسن وشكري وأياد....

 

(منطقة الوحش في الثرثار ويبدو من اليمين رعد هزاع والشهيد شكري علوان وسعد هزاع وحسن علوان)

يقابلهم دار السيد عبد الكريم مجادي التكريتي والد السادة الشهداء زهير وخالد والمرحوم أحمد والقاضي طارق ، وبجانبهم سكن بيت الهندي ومقابلهم سكن الصحفي في جريدة الزمان شاكر الجاكري وبجانبهم سكن بيت عبد الله وناس ومقابلهم سكن المحامي هزاع التكريتي والد السادة سعد وجمال ورعد وعمر وبجانبهم سكن الحاج وحيّد (أبو افتخار) ولأبو أفتخار طريفة (أنه في احدى ليالي الصيف والكل نيام على سطح البيت سمع أبو أفتخار صوتاً في ( الخرابة ) الملاصقة لداره قبل أن تبنى وظن أنه حرامي فنظر اليه ورأى شخصا يجلس القرفصاء وزادت شكوكه فرفع طابوكة فرشية فوق رأس الرجل وصاح به منو أنته فجاوبه الرجل يابة أني الجرخجي وعندي حاجة اقضيها وأروح ، فرد عليه أبو أفتخار لعد ( دك بالتدك ) يعني أن يصفر بصافرته كي يصدقه وفعلاً أجبر الرجل على أن يستل الصافرة من جيبه ويصفر بها) مقابلهم سكن كامل الألوسي والد كل من المرحوم عادل و العميد أحمد ومصطفى أولاد أخ السيد سالم الألوسي الآثاري المعروف.

 

من اليمين رزاق درع وعدنان الخابوري وأحمد الألوسي وحسن كسرة وكاتب المقال في السبعينيات

ثم بجانبهم سكن المعمار سلمان شهاب التكريتي والد السادة داوود عضو محكمة الثورة والدكتور سامي وحكمت وقدوري ثم مقابلهم سكن العقيد صالح مهدي التكريتي أبو مهيدي وأخر البيوت سكنت فيه الحاجة خدوج الشاوي، بعدها سكنته عائلة السيد نجيب القشطيني والد محمد وحامد.

ننتقل الى الفرع الثالث أو الدربونة الثالثة من محلة الجعيفر الثانية وننطلق لنرى من سكن في بيوتها وندخل الفرع أيضا من بدايته على الشارع الطولي المؤدي للرحمانية ففي أول دار على جهة اليمين سكن اللواء رشيد العبدلي مقابلهم سكن الحاج صبري العاني وولده الأستاذ فاروق مدير مدرسة اليقين ألمسائية للبنين ، مقابله دار السيد عبد الله المشهداني والد السادة فاضل ومجيد وكريم وطارق وفائق وفؤاد، مقابلهم سكن الأستاذ ممدوح الكبيسي مدير مدرسة الجمهورية للبنين في الرحمانية يقابل داره دار السيد حمدي التيلجي والد السادة أنور وعبد الفتاح وناظم وزهير مقابلهم سكن السيد يونس السامرائي – مدير الأحوال المدنية في الكرخ وهو والد السيد ضياءوحسام، يقابلهم دار السيد حميد الدوري والد السادة رشيد ورزاق ورعد ومصطفى وإبراهيم يجاوره بيت السيد عبد العزيز المشهداني الذي توفي في سوريا وهو والد السادة محمد ومحمود وحميد، يقابله بيت نصيف السامرائي ثم يجاوره دار الحاج أمين ألدولعي (ألملقب بالألماني) والذي شاعت صيحته في الكرخ كلها وهي (ألوي .. ألوي) والد السيدين سعدون وعلاء، يقابله دار السيد رجب حسن حمادة ثم يقابله دار السيد محمد سعيد( الملقب سعودي) والد الأستاذ عادل ، يقابلهم دار ألأخوين عدنان وفايق السامرائي ،مقابل دارهم دار البنا فاضل الخفاجي والد السيد عباس المشهور (عباس جغدة) يقابلهم دار السيد حسن حمادي ألملقب(حسن كرك) والد السادة سعدي وعلي ( الجعنكي) وخالد يجاورهم دار أبو تحسين (الصائغ) يقابله دار سكن فيها الحافظ خليل أسماعيل والد السيد مهند الذي أسر في بداية الحرب العراقية - الإيرانية وبقي في ألأسر ما يقارب العشرين عاماً ولم يهنأ والده برؤيته إذ توفي قبل أطلاق سراحه وعودته للعراق بعام واحد. يجاور دارهم بيت ياسين التكريتي (ووالدته الحجية بدرية) والد السادة قيس ورعد، مقابل دارهم سكن شفيق الكردي والد السادة جلال وجليل أبو عدنان، تقابلهم بناية الحاج عبود والد كريم (كرومي).

  

(من اليمين رعد ياسين (بكة) وعبود الخابوري وعادل ووالدته ثم جلال شفيق ووليد محمود ورياض عبود وجاسم محمد السكران وجلال الكردي وأبن أخته الصغير يوسف، الصورة أمام بناية حجي عبـــــــــــود)

عند الاستدارة من الفرع الثالث ألى الشارع الطولي المؤدي لملعب الزوراء الرياضي وعلى جهة اليسار وبنفس بناية الحاج عبود هناك باب آخر يؤدي الى دار سكنه السيد زين العابدين خلوصي (كابتن زيني) وكان طياراً مدنياً وأخيه راشد، يقابل دارهم معمل للحديد والخردة بعد ذلك بجانبهم سكن ألأخوين محمد ولطيف المشهداني، يقابلهم دار السيد محمود حميد المشهداني صاحب معمل كاشي ( المعروف) والذي كان بجانب متوسطة الجعيفر للبنات وتم استملاكه وهدمه دون تعويض صاحبه مما تسبب له بخسائر كبيرة وكان بجانب معمله كذلك معمل الحاج سلوم حمادي (الملقب حجي جلوب) والمرحوم محمود المشهداني هو والد السادة المرحوم محمد وحميد وفائق ووليد وسلام. وهي عائلة كرخية ومعروفة بأتجاهاتها الفنية، فقد بدأت سمات هذه العائلة تتبلور مع نضج أخيهم الكبير ( حميد) فنياً،

  

دار السيد محمود المشهداني ولنا فيها ذكريات جميلة

حيث هاجر الى أسبانيا في سبعينيات القرن الماضي وأقام هناك معارض عديدة في مدريد وبرشلونة، كما لحقه على الدرب نفسه أخيه وليد المدرس في معهد أعداد المعلمات التابعة لمديرية تربية الكرخ الثانية وهو ألآخر له معارض ودراسات فنية عديدة وحضور على الساحة الفنية، وأخر ألأشقاء سلام يواصل خط مشواره الفني ويبدو أنه سيسير على نفس الطريق أسوة بشقيقيه من خلال لوحاته الفنية المعبرة وجدارياته الناطقة بذوق فني رفيع،لاسيما وأنه يعمل ألان مدرس التخطيط والالوان في معهد الفنون الجميلة المسائي للبنات... فطوبى للكرخ وللجعيفر الثانية بهذه العائلة التي كانت معيناً للفن العراقي طيلة ثلاثين عاماً من العطاء المتواصل والمثابرة وتحقيق النجاحات الباهرة.

   

الفنان وليد محمود المشهداني وتخطيطات فنية الفنان سلام وأحدى جدارياته في عمّان

هذه هي أغلب العوائل التي كانت تسكن المحلة خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وهو ما أسعفتنا بها ذاكرتنا والاستفسار عن بعضها من بعض الأصدقاء الذين سكنوا قديما ليصححوا لنا بعض المعلومات وزودونا مشكورين ببعض الصور فعذراً أن نسينا بعضا من أهلنا وإخواننا والذين أسهموا في رسم صورة جميلة لهذه المحلة المتميزة من محلات الكرخ الخالدة.

         

الگاردينيا: أغلب الصور غير واضحة بسبب قدمها.. هكذا أرسلها الأخ / سعد.. صور نادرة يشكر عليها لقد ساعدنا في أظهار المادة بشكل رائع لكون أرشيفنا يفتقر الى هذه الصور الخاصة..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

757 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع