سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر بعد عام ٢٠٠٣/ الجزء الثالث

ذو الفقار

سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر بعد عام ٢٠٠٣/ الجزء الثالث

ملاحظة

عطفا على مقالنا السابق، نستكمل الحديث عن الدبلوماسية العراقية بعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق بعد ان استعرضنا الدبلوماسية العراقية في اوجها الباهر خلال الحكم الوطني السابق، وما افرزته من سفراء ودبلوماسيين لامعين كانوا مصدر فخر واعتزاز على المستوين العربي والعالمي، مثل وسام الزهاوي ونزار حمدون وعبد الجبار الهداوي ووهبي القره غلي ووداد عجام ورياض القيسي واكرم الوتري وفؤاد الراوي والعشرات غيرهم.

السفراء
مما زاد الطين بله عملية توزيع الهبات الدبلوماسية حسب درجة العمالة والقربى وتزكية الاحزاب الكردية والشيعية على الساحة، فالشبكة العنكبوتية لسعد الحياني سفير العراق السابق في الأردن( موظف إداري سابق في الخارجية وطرد منها بسبب الفساد المالي وعمل حملة دار لنقل الحجاج مع شركة الهدى التابعة لعدي صدام حسين وقتها، وأصبح وكيل لوزارة الخارجية بفضل الاحتلال) تتألف من زوج أخته محي الخطيب ممثل العراق في اليونسكو وأخوه معز الدين الخطيب رئيس الدائرة العربية في الوزارة وأسعد السعودي أبن خال الخطيب، وهو رئيس الدائرة الإدارية ( طرد من الخارجية في النظام السابق بسبب قلة كفائتة) ونسيبه السفير محسن محمد سعيد السفير في المغرب (كان سفيرا في اليونان وطرد إلى خارج الوزارة لاغتصابه فتاة يونانية) وقريبهم موفق مهدي سفير العراق في باريس وزوجته من أقارب محي الخطيب، وأبن خالته السفير في الجزائر زياد خالد عبد، وسناء جاسم الحياني زوجة محي لخطيب وهي مستشارة لبعثة العراق في اليونسكو، ووقاص ابن سعيد الحياني عمل في السفارة العراقية في كندا كدبلوماسي رغم أن شهادته إعدادية / اتصالات وأصبح دبلوماسي ونقل للخارج خلال شهرين؟ وعدي أبن اسعد السعودي نقل إلى بيروت وهكذا الحال للبقية. ومن الغريب أن يصحو ضمير الزيباري متأخرا لكشف الدور التخريبي لأسعد السعودي في تدمير الوزارة ويدرك أنه موظفا فاشلا، نقل على أثره إلى وزارة أخرى كان قراراً صائبا، فجمده عن عمله وحوله من رئيس دائرة إلى ربة بيت ومنعه من الحضور إلى الوزارة.
أما التركيبة الفكرية والثقافية للسفراء الجدد فلم تكن سوى عجينة عنصرية وطائفية من الصعب أن تتجانس مع بقية الموظفين فمنهم من يقرأ ويكتب فقط كالسفير فارس عجيل الياور وهو أخو الرئيس السابق غازي عجيل الياور، ومنهم صاحب شهادة مزورة كحيدر البراك، وآخر حملة دار سعد الحياني و بنجرجي علاء الهاشمي، و موظف كهرباء حاتم الخوام، ورجل دين طائفي محمد الشيخ، وآخر عارض في منتدى ليلي، وقس على هذا المنوال. الغريب أنهم عينوا كسفراء دون أن يقدموا شهادات إنما اكتفت الوزارة فقط بكلامهم (تعيين على الثقة) وبعد فضح مسألة الشهادات المزورة طالبتهم الوزارة بشهادات بناء على إلحاح المفوضية العليا للنزاهة، لكن الكثير منهم رغم مرور ثلاث سنوات على تعينهم كسفراء رفض أن يقدمها للوزارة لغاية في قلب يعقوب!

طرائف دبلوماسية
من الطرائف أن بعض السفراء لا يزالوا يستلمون مساعدات اللجوء في الدول التي احتضنتهم سيما في اوربا ! مثلا رئيس دائرة المراسم السابق محسن أبو طبيخ وهو بدرجة مدير عام كان موظفاً متقاعداً في دولة اسكندنافية وما يزال يستلم راتبه التقاعدي منها ومن الوزارة؟ وقد أبدع الجميع في تجسيد عنصريتهم وطائفيتهم خلال عملهم الدبلوماسي فالسفير الكردي عين مستخدمين محليين من الأكراد في السفارة! والشيعي اختار عناصره من الشيعة؟ وقد أصبح هذا الوباء اللعين صيغة في التعامل مع العراقيين فالسفير الكردي يفضل الأكراد وييسر لهم معاملاتهم على حساب العرب وهكذا. وأمست السفارات مقاهي للتجمعات العنصرية والطائفية المتناغمة مع مذهب وقومية السفير مع تهميش البقية فالسفير السابق علاء الهاشمي في ألمانيا جسد مراسم عاشوراء أفضل بكثير من تجسيده البروتوكول مع الدول المضيفة، فكأنه يعيش في كربلاء وموسم عاشوراء التجاري؟
السفير العراقي السابق في فيينا طارق عقراوي أحتفل بعيد النيروز بشكل يضاهي احتفال الإيرانيين به؟ والسفير العراقي السابق في أثينا حاتم الخوام وهو شيعي طائفي حضر مراسم عاشوراء الذي أقامته الجالية الباكستانية في أثينا وشاركهم اللطم والنواح مع القنصل الشيعي، وقدم لهم تبرعات من مخصصات السفارة؟ والسفير العراقي السابق في مدريد طلال الخضيري أقام وليمة إفطار رمضانية لبعض المقربين له في أرقى الملاهي الاسبانية! والسفير السابق في صوفيا حيدر البراك أحيا ليلة عاشوراء في دار السكن المطرز بالإعلام السوداء وشعارات الأمام الحسين (ع) مع تناول القيمة والهريسة بجلسة ديوان على الأرض ونفس هذه السياقات اتبعتها بقية السفارات.
ولا بد من الإشارة إلى أن وزارة الخارجية في ظل حكومات الاحتلال أصبحت في حالة عزلة عن بقية الوزارات العراقية ولم يعد هناك تعاون أو تنسيق بينهما فكل سائر في مركبه منفردا ولا شأن له بالآخرين، ومن الطرائف أن بعض الوزارات ومنها الثقافة قامت بتعيين ملحقين ثقافيين في بعض الدول دون علم وزارة الخارجية؟ والأشد طرافة انه لم يكن للخارجية بعثات في تلك الدول فكانت فضيحة الفضائح. كما أن احد الوزراء أصدر أمراً وزارياُ من وزارته بتوقيعه الشخصي بتعيين نفسه سفيراً في أحد الدول الأوربية من دون اطلاع وموافقة وزارة الخارجية والدولة المضيفة؟ وان كثير من الوفود العراقية تصل إلى منطقة عمل السفارة وتغادر دون علم السفارة بها والغرض منها!
كذلك سئل احد السفراء المهجنين من الأكراد عن عمله كسفير فقال " حسب ما أظن إصدار جوازات السفر" في حين كانت إجابة آخر " حضور الحفلات والولائم" وتساءل موظف بدرجة سكرتير ثالث بعصبية و انفعال معترضا بمنح زميل له درجة ملحق في حين منح هو سكرتير ثالث، دون أن يفهم أن درجة سكرتير ثالث أعلى من درجة ملحق في السلم الدبلوماسي.

سفراء بجنسيات غير عراقية خلافا للدستور
إذا أردنا الخوض في حديث الجنسيات الأجنبية التي يحملها السفراء العاملين في كل من السويد واستراليا واليونان وجنيف ونيويورك وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وغيرها فستجد العجب العجاب فأن ولائهم يتوزع ولائهم ما بين الولايات المتحدة وإيران وبريطانيا وغيرها من الدول، وأحيانا يكون ولاء السفير لأكثر من جهة بسبب ازدواج الجنسية وهنا المصيبة ؟ فخلافا لما ورد في الدستور الذي نص بعدم جواز تبوء المناصب السيادية لحملة الجنسيات الأجنبية إلا أن الحكومات المنبثقة عن الاحتلال غضت النظر عن هذا المادة الدستورية، ولربما اعتبرت تلك الحكومات درجة وزير أو سفير غير سيادية، وعند جهينة الخبر اليقين ؟ فالوزير نفسه يحمل جنسية بريطانية وما تزال عائلته في بريطانيا حيث رفض أن تأتي معه إلى للعراق لتشاركه قطف ثمار الديمقراطية الناضج وكذلك بقية الوزراء والنواب فمن يحاسب من؟
الشعار الذي رفعه الوزير الزيباري هو " أنصر سفيرك ظالماً أو مظلوما"، بمعنى ان الحق مع السفير حتى وان كان في قمة العمالة والسفالة والانحطاط والطائفية والدعارة وبقية كادر السفارة على خطأ حتى ولو كانوا في قمة الأخلاق والحرص والغيرة الوطنية؟ وأي خلاف بين السفير الجاهل لقواعد العمل الدبلوماسي مع الكادر المتفقه في القاموس الدبلوماسي والعلوم السياسية والقانون الدولي من شأنه تبرئة ساحة السفير وإيقاع العقوبة على الكادر سواء كان على حق وهو الأمر الغالب أو لا فالأمر سيان! وقد أدى ذلك إلى ضياع حقوق عدد من الموظفين بسبب هذه الرؤية المريضة. فغادروا ركب الخارجية تاركين ورائهم سنوات طويلة من العمل والتضحية بلا مقابل وتتكتم الوزارة عن الإشارة إلى مثل هذه الحالات وسنتحدث عنها في مقال لاحق، ولعل ابرز الدبلوماسيين شاكر العزاوي، أحمد مرزة، فارس شاكر فتوحي، بشرى الراوي، نجاح الدوري والعشرات من الموظفين الدبلوماسيين والإداريين.

للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني:

https://www.algardenia.com/maqalat/61445-2023-12-15-07-15-22.html

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1114 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع