أنا مليت وأنتهيت

                                   

                        الطاف عبد الحميد

متوسدا وسادتي وعيناي عالقتان في سقف الغرفة الكاذب المطرز بالنقش المغربي المقلد من مصدره والمحاط بالتزييف منحيا عنه مغربيته لغرابة تشكيلاته المعجوقة نتيجة خربطة ممتهني المهنة الخارجين يوميا من بين المفخخات والمنسلين ببطىء من حواجز التفتيش الى اعمالهم في بيوت تنشأ في كل مكان  ،

تذكرت بيوت الطين التي كنا ننشئها على عجل لاقامة معسكرات تقينا من برد الصحراء ولهيبها وافاعيها وعقاربها الجرارة  ، في سنين المحاربة المتقاطرة ، وقارنت بين ماضي مضى وأيام بيننا تمضي  ، كان عظيم حلمنا أن نرى الحرب المميتة قد ماتت وحل السلام ، سلام كنا نترقب قدومه كترقب الملهوفة لعودة وليدها المفقود  والتي تصرخ صرخات صامتة مكممة بالسكوت والمكبوسة بعهر الضغط الدولي للدول الكبرى الراغبة في تواصلها تواصلا لاإنقطاعات فيها لوقف صرخة وجبر خاطر وتسكين ألم  ، ماتت الحرب وحل السلام سلام يذكرني ببيضة الديك ، وذيل أبو بريص الراقص طربا لنجاة صاحبه مضحيا بذيله ، لكنك ستراه بعد وقت وقد أكتسب ذيلا كذيله الراقص المقطوع ... تتدافع على مخي الثقيل المستقر بتجويفه فوق عنقي  هواجس منفية  من نفايات  ناتجة من تصارع معضلات متصارعة مستوطنة مزمنة الفعالية متثاقلة في اماكنها  لاتبارحه بعد تحديد جغرافيتها  باسلوب( اللزمة العراقي)  ، معضلاتنا تثاقلت في مكانها كأهرامات الجيزة  حتى باتت اهرامنا  أكثر إكتنازا بالحجارة وأكثر إحمرارا وترهلت بمستلزمات بقائها وحنطت موميائاتها  ، وتعاكست مع أجسامنا التي تيبست  نتيجة التأكل وعوامل الهرم والتهريم المتعمد  حتى خوت من كل مافيها  ، اجسامنا إستمدت  تضاريسها من كوكب لانعرفه ، مكوناته دم ومشاكل ومخ معطل مؤدلج بالغباء القسري ومتلازمة الفوبيا  والصدأ القيحي والعوق المستديم حتى باتت  غير قادرة على عزف أغنية (من زمان وأنا زغيري كان في صبي أسمه شادي ) مسكين ضاع شادي خلف التل ولم تطفأ جذوة الالم ... فقدنا  سقف الفهم وتركنا الغباء والاغبياء والمتغابين  يقيمون اعشاشهم   ويتصدون لكل تدبير، لانستطيع أن نفتح بابا مفاتيحه تحت وسادة الشيطان اللعين  ناصر القوارض السمينة التي تقرض قرضا في سدودنا الايلة للانهيار لتمسي كمأرب  جارف ماءه بعد إنهيار بنائه لتطفو اجسادنا المنتفخة بعد غرق ، سيذكرنا التاريخ تحت تصنيف الاغبياء الغلابة وسيفعل الشيء نفسه أحفادنا وأطفالنا ، ويتدارسون تغابينا المفرط وترك غاربنا  ، وقد يلعنوننا ، تبادل للعقوق مستحق ، عاق ومعقوق  وتداول ديناميكي للادوار  ، أو يتداحسون فيما بينهم ويحتك البعض بالبعض فتعود لداحس غبرائها ، ويقيم المتصارعون هيكلا للشيطان يرتفع بنيانه وتنحط قيمة الانسان وتسود القوارض مجددا لتفكك مأربنا  المتهالك ليغرقنا بفعلنا وفعل جرذاننا السمينة فلا ينجو من سيله وخابط مائه متحالف مع متخالف ولا متماثل مع متطابق  ولا نجاة لساعي النجاة ولن تجد ناجي ولن ينجو قارض  فالسيول ستسيل في كل مهرب سالك ، أدليت بدلوي حول عجزي وقلة حيلتي وهواني ، لاتقرأ لي مقالا  بعد مقالي  ، وابحثوا معي عن عقار يعيد دماغي الى دماغي  ، فكل حكاياتي صنعتها جدتي  ، تهرت  ، وتهرت جدتي وتهرى جدي وأصبحت كجدي جدا  ، وباتت السعالي لاتخيف عرابيد وافاعي الحرب  وماعادت كهوة عزاوي والكبانجي ومسكوف ابو نواس وكباب ابو الساطور إلا وهما قائما في متحف الشمع البغدادي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

788 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع