سياسيون ام لعب متحركة

                                          

                          د .علوان العبوسي
 
 ليعذرني السادة سياسيوا العراق ما بعد الاحتلال لاختياري عنوان مقالي هذا واكيد لي اسبابي الخاصة في اختياره من خلال مايلمسه المواطن العراقي بعد مضي اكثر من عشرة سنوات لاستلامهم العملية السياسية دون ناتج عملي واضح فلا استقرار سياسي او اقتصادي او امني انعكس على تفكك المجتمع العراقي وتشرذمه في الداخل والخارج وازدياد الفارق الطبقي بين ابناؤه وسيادة العنف الطائفي بدل اللحمة الوطنية وتوقف الانتاج الصناعي والزراعي وتفشي الفساد في كل سلطات الدولة وارتفاع سقف الازمات على اختلاف انواعها  وبالتالي انهيار مقومات بناء الدولة ودفاعها الوطني..

عليه نستدل من ذلك ان هؤلاء السياسيون  لايفهمون الف باء السياسة وهذا واضح للعيان ولا يحتاج الى شرح واسهاب ، واعتقد يؤيدني كل العراقيون ومن يفهم ولو الجزء البسيط في السياسة ، فالسياسة ايها السياسيون هي علم وفن التصرف والسلوك في اصدار واتخاذ القرارات التي تصب في كل قوى الدولة  الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والمعنوية وغيرها ، انها العصب الرئيس للدولة فاذا تضرر تضررت  باقي السياسات ) .
  المشهد السياسي العراقي  الان لايمت باي صلة للمعنى السياسي  الذي اشرت اليه لكني اشبه القائمين على العملية السياسية بالدمى المتحركة او كما يطلق عليه البعض  (القرقوزات) التي تحركها ايادٍ مخفية  منها خارجية دولية واقليمية  تختلف بطبيعتها وفقاً لمصالحها ، فهناك امريكا مثلاً لها اجندة معينة في العراق جاءت لاجل تدميره و سرقة  الصرح الشامخ لهذا البلد وضمان مصالحها الخاصة ومصلحة اسرائيل فقط  وليذهب العراق وشعبه الى جهنم وبئس المصير تساندها المنظمة الدولية وسكرتيرها العام بان كيمون والوكلاء الذين يرسلهم لقلب الحقائق ووصف العراق بلداً ديمقراطياً تفتخر به اميركا امام العالم  ، ثم  السياسيون العراقيون (الدمى المتحركة)  بعد ان خبرتهم امريكا انهم خير من ينوب عنها في الداخل  لتسهيل استحواذها لما تبقى من خيرات العراق واهمها النفط شريان القلب الامريكي ، ثم ايران حيث وكلتها امريكا  لامر اهم واصعب من خلال خطط طويلة المدى لانهاء مشروع العراق العربي بستيطان فارسي صفوي تدريجي  والاحلال محل شعبه  ومنه الزحف الى كل الوطن العربي ومن بعده الاسلامي فايران لها باع طويل بهذا الشأن وعليه سمحت بتدخلها السافر في شؤون العراق قبل وبعد انسحابها منه  بداً بتفريق شعبها الى سنة وشيعة واكراد وتركمان ومحاولتها تهديم مرتكزات الدين الاسلامي الحنيف وهذا الذي يحصل الان واصبح اي قرار استراتيجي او مهم لاتتخذه هذه الدمى  الا بعد موافقتها وهذا موضوع لااظن يختلف عليه اثنان وبات كل عراقي يفهم هذه الجزئية المهمة ويطالب الحكومة برفع اياديها عن بلدهم ولكن لاحياة لمن تنادي فايران هي من يدير شؤون العراق اليوم وهؤلاء الدمى عبارة عن موظفون لديها تحركهم كبيادق الشطرنج عليه لامجال لهم بالتفكير  لما يجري في العراق سوى بمصالحها ، واخيراً الدول العربية التي تخلت عن اي دور انساني تجاه العراق وهو يمر بابشع واقسى مرحلة من تاريخه الحديث .
المسرح السياسي العراقي اليوم لايخرج عن الاطار العام الذي اوضحته آنفاً فهناك الاحزاب التي سعت امريكا مع ايران إعدادها  بشكل يتناسب وطموحاتهما  بحيث يكون لهم  القرار النهائي في اتخاذ اي قرار شرط  لايخدم العراق ،  فمن المؤسف ظهور رئيس السلطة التنفيذية وهو يروج  لحملته الانتخابية في محافظة ذي قار بوصفه المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم المسلوبة منذ اكثر من اربعة اشهر بالمتمردين والمجرمين كما اتهمهم برفع  شعارات طائفية وهدد باستخدام القوة ضدهم وهم من يمثل 50% من الشعب العراقي ، كما اتهمهم باعمال تفجير المفخخات واكد بالحرف الواحد ماياتي (القتلة والمجرمون لن يعودوا ابداً الى العملية السياسية مهما طال الزمن ومهما كثرة التضحيات ومهما تآمروا وفجروا واغتالوا ومهما كانت خلفهم ارادات اقليمية ودولية وقوى سياسية محلية ..) ويتابع من بعده رئيس منظمة بدر هادي العامري ضابط الارتباط الايراني وهو يكيل ابشع الشتائم والتهم بعصبية غير معهودة  لثوار الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وسامراء وكركوك وغيرها من مدن العراق ، كما ظهر رئيس الوزراء في القناة العراقية الحكومية بانه يرفض المثول للمرة الثالثة امام مجلس النواب لمسائلته  عن احداث العنف التي عصفت أخيراً بالعراقيين وادت الى قتل وجرح الالاف منهم  باعتباره مسؤولا عن كافة الوزارات الامنية ، ماياتي مقتطفات من هذا اللقاء  ( ان رحت الى البرلمان لأخلي الدنيا تنقلب ...لقد طلب مني التحالف الوطني ان لااذهب للبرلمان ...كما ان حرصي الشديد  على العملية السياسية برمتها من السقوط والانهيار  لاني ساضطر الى فضح الجميع وفضح  كل مستور من ملفات للفساد ، واجعل البرلمانيين يتلاكمون بوكسات فيما بينهم )  ،  ... بربكم هذا كلام رئيس السلطة التنفيذية وهو يروج  لحملته الانتخابية بهذا الشكل وبهذه  الاساليب  اذن انت اول من يُتهم بالتستر على المجرمين والقتلة ولو كان في العراق مجلس نواب حقيقي يستمد سلطته الشرعية من الشعب  لعقد العزم على اقالتك  فوراً مما انت فيه من مسؤولية  ويحاسبك  كونك شريك لما تخفيه وساكت عن الحق وانت المفروض ان تكون راعياً للحق والحقوق  ، هل بسبب حملتك الانتخابية تضحي هكذا بدماء الابرياء من شعبك  عليك ان تسأل ايران وعصاباتها المنتشره في العراق قبل ان تتهم ابناء شعبك الشرفاء من يقوم بهذه الاعمال القذرة وقواتك الامنية منتشرة في كل شبر من العراق ، اذن كل ما يحدث تتحمله انت وباقي الوزراء وكافة القادة الامنيين في الدفاع والداخلية والمخابرات ولا احداً غيركم   .
من حق اي عراقي صميمي ان يرفض هكذا تحرك ضد وحدته الوطنية وتحكَم  ايادٍ خفية بمصائرهم و مصالحهم والا بصراحة لاخير بشعب يسكت على الظلم والقتل اليومي المبرمج بالمفخخات والعبوات الناسفة او يرى ابناء وطنه وهم يوصفون ويتهمون بكل هذه التهم الباطلة و المجحفة بحقهم  وهو يتفرج ولا يحرك ساكناُ وقد يجدد له  الولاية  ولحزبه مرةً اخرى ، الذي ينظر الى العراق اليوم من حقه ان يتخيل مدى الانحطاط السياسي والاخلاقي بحق شعبه وهو يملك ميزانية قومية تعادل ميزانيات الدول المتقدمة لكنها تسرق لمصالح حزبية وفئوية دون انتاج .
 فلو قارنا مايجري في محافظات العراق وكردستان لنجد الفرق شاسع لايقارن مع  هذا الاقليم العراقي الناهض ومن حق كل عراقي ان يفتخر به و يتسائل كيف استطاع بفترة قصيرة وبجهود متواضعة بسيطة ان يصل لما هو عليه الان من تطور سياسي واقتصادي وعمراني وامني  وهو لايملك الا النزر البسيط من الموارد حتى اصبح يضاهي دولا متطورة ، وجواب ذلك بسيط هو سعي حكومة هذا الاقليم توحيد شعبها ونشر روح المحبة بين ابناءه  اولا وضمان حقوقهم المختلفة وعدم تهميش قومية او مذهب او دين عن آخر وبذلك كان له ان يحقق اهدافاُ سياسية تصب في بناء الاقليم يفتخر شعبها بها  وياحبذا لو يتعلم سياسيوا العراق الاتحادي  منهم وهذا ليس عيباً وترك العنجهية الفارغة التي ورثها بعضهم  وتعلمها آخرون من عدوة العراق والعرب  ايران .
 ختاماً اقول لهؤلاء السياسيون اتقوى الله بشعبكم الذي اوصلكم مما انتم فيه اليوم وضعوا ايديكم مع كل من يعارضكم وتعلموا من ابناء هذا الوطن ففيه اصلاحاً لكم ولهم والله المستعان ولك الله ياعراق .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع