حسينية الخزعلي والشيخ رعد الصخري

                                                      

                         ياسين الحديدي

   

حسينية الخزعلي والشيخ رعد الصخري

كلمة حق في رجل يستحق ان نكتب عنه بامانة الرجال الذين يتركون اثر طيب في كل النفوس التي عاشرته من قرب او من بعد علي شهادات المنصفين وانا منهم حيث لاتربطني صداقة اوعلاقة سابقا او حاليا حتي في وسائل الاتصال الاجتماعي ولكن الشهادة للتاريخ ومنذ ان وطئت قدمي هذا الرجل كركوك وانيطت به المسئولية الدينية وتمثيل تيار حوزة الفقراء والمدافعة بحق وانصاف عن التيار الواسع والكبير في العراق والعالم الاسلامي عن المظلومين التيار الذي يسقط كل من يحاول النيل من حقوق الشعب العريق المنتمي الي الاصالة وبكل وطنية وايمان وهو متسلح بمبادئ وقيم الشهيدان رحمهم الله دفعني الي الكتابة عن الشيخ الفاضل رعد الصخري انني لم اذهب في يوم من الايام الي مجلس عزاء في مدينة كركوك الا وكان له حضور ويقدم العزاء لذوي الفقيد ومن مختلف القوميات والاديان والمذهب كما اشاهده في كل النشاطات الاجتماعية والسياسية والادبيه وندوات منظمات المجتع المدني واود ان اسرد بعض المعلومات عن حسينية الخزعلي ليطلع القارئ الكريم علي تاريخها وفق المتوفر لدي من معلومات واسباب انشاء هذه الحسنية المباركة والذي سميت المنطقة المتواجده فيها محلة الحسينية وهي تقريبا مجهولة لموطني كركوك الا العدد القليل من اجل التاريخ وتوثيقه وان للضرورة احكام عند اكتشاف النفط في كركوك عام 1927 وكذلك تأسيس الفرقة الثانية للجيش العراقي عام 1931والتي كانت معظم منتسبيها من المحافظات الجنوبية ومن المكون الشيعي واستقر ت عوائلهم في كركوك منذ بداية الثلاثنيات واتخذوا من اراضي تعود الي صابر يك الجليلي موطن سكن لهم بعد قيامهم ببناء بيوت طينية واصبحت منطقة كبيرة وهي قريبة جدا الي مقر الفرقة الثانية حيث تتواجد وحداتهم العسكرية بالاضافة الي وجود عوائل اخري عملت في شركة نفط الشمال وقسم اخر انتقل بمهنته التي كان يمارسها في المحافظات الجنوبية في كركوك والمهن بيع الاقمشة والخياطين وباعة الزي العربي والقسم الاخر قام بفتح المقاهي التي معروفة في منطقة احمد اغا وسوق القورية القرببة لسكنهم حيث من المعلوم ان المنطقة كانت مقابل القاعدة الجوية والطريق الي اربيل قد اخترقها من النصف بعد ازالتها عام 1965 وتم ارتحالهم الي مناطق مختلفة في كركوك وعقدوا العزم الي انشاء حسينية خاصة بهم بدلا من الذهاب الي تسعين وفعلا تم يناء الحسينية بعد اختيار المكان المناسب في وسط المدينه شارع اطلس وبدعم مالي من التاجر البغدادي خزعل التميمي الذي امدهم بالمال وقاموا بتنفيذ العمل من قبل ابناء العرصة مباشرة وخاصة وان لديهم ابناء يعملون في مختلف اعمال البناء واسطوات مهرة وانجز البناء عام 1950 وتم تسميتها بحسينة الخزعلي تمننا بممولها المرحوم خزعل التميمي من عشيرة تميم العريقة وقد قال الرسول الكريم محمد صل الله عليه واله وسلم احاديث كثيرة (لاتقل لبني تميم الا خيرا فانهم اطول الناس رماحا علي الدجال )وكذلك يابا الدرداء اذا فاخرت ففاخر بقريش واذا كاثرت فكاثر ببني تميم) ومن ابرز المشاركين في البناء الاخوين حسن وحسين الرماحي والمرحوم جاسم الصخرواي والمرحوم داغر حسن المشتتاوي والمرحوم عبد النبي بسمار الغزي والمرحوم خليفة حسن السويعدي واول شيخ اقام بها وكلف باادارتها الشيخ اسد المندلاوي ثم الشيخ الكبير محمد باقر الحسني وكان له تاثير كبير روحي وديني علي اهل كركوك جميعا والتاريخ في بعض الاحيان يعيد نفسه وتوارث المكان الشيخ رعد الصخري وخير وريث لخير سلف سابق تركوا بصماتهم حية ويتناقلها الاحفاد من جيل الي جيل وقد كان اول موكب لهم والمشاركة في العزاء الحسيني خاص بهم هو موكب موسي الكاظم عام 1954وكان يتم جلب الشيخ محسن من الجنوب ليقراء العزاء الحسيني ويتولي مجالس العزاء والموكب الحاج سليمان البيضاني ولهم صندوق للتكافل الاجتماعي يتولي تقديم الخدمات لجميع عرب الجنوب بدون استثناء وتامين شراءمستلزمات العزاء من طعام ومصاريف النقل الي كربلاء والنجف والطعام والخيم وهم اول من ادخل نصب الخيام لمجالس العزاء في كركوك,

والله يشهد اني لست مداحا ويعرفني اهل كركوك انه ليس من عادتي أن امتدح أو أن أهجو ، معاذ الله ، ولكنها شهادة ، أرجو أن يكون هذا وقتها المناسب ، – بل اعترافا مني بثقافة وفكر وشهامة ونبل واستقامة هذا الرجل الشيخ رعد ، شهادة فى حق رجل قلّ نظيره ، و بديهي أنها لا تزيده شهرة و لا تكسبه سمعة ، فهنئنا لنا بأن نرى شخصية بهذه القامة بيننا في هذ الموقع وهذه المهمة وهو يدعو الي المحبة والسلام والتاخي ونكران الذات .
في الحقيقة أكن لشخصه الكريم الكثير من الاحترام و التقدير، مثمناً حفيظته المعرفية وكذلك استقامته النادرة، والمشرف أنه لم يتهاون عن إصراره قيد أنملة على مبادئه التي يؤمن بها، وعرف عنه دقته وتواضعه وشجاعته في إبداء الرأي، وهو ما أكسبه احترام كل من عرفه عن قرب او بعد.
رجل وقور، شهم، متواضع متخلق وصادق، إنسان «إنسان», واداري ناجح لأقول هذا من باب المجاملة، بل هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها فيه كل من التقى به، حقاً هناك بعض الأشخاص يفرضون عليك احترامهم فلا تجد حرجاً في أن تقول فيهم كلمة حق.. ووقفة إنصاف يستحقونها.
تستحق هذه الشخصية الوطنية الفذة الإشادة والشكر لما قدمه ويقدمه للوطن ؛ لا اعتقد أنها مغالاة لأن القاعدة الشرعية تقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله ’ هو شخصية فذة واعية مفعمة بالإنسانية والنبل و يملك فكرا عاليا، رجل نزيه ويعامل الناس كلها سواسية ولا توجد في قلبه العنصرية والحقد الطبقي ’ انه يعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوه تخدم مصالح الوطن وتساهم في نهضة المجتمع ا في محيط من الخراب والتخلف والفساد والفشل والمحسوبية على مختلف الأصعدة.
لقد كان لي الحظ الكبير وانا اجلس الي جانب احد شخصيات كركوك المحافظ السابق عبد الرحمن مصطفي الرجل الطيب وابن كركوك البار واستمع الي جديث الشيخ معه في مجلس فاتحة في عشيرة الحديديين والدة الدكتور عيسي الحديدي وبدون موعد وبالصدف واستمع الي حديثه الشيق وصدق الحديث وبشاشة الوجه ويوكد علي الاخوة وعلي خير الناس من ينفع الناس بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية…..
، ، حقاً يستحق هذا الرجل النموذج أن يُذكر اسمه وأفعاله في كل مكان’ فلنقل جميعاً كلمة الحق في هذا الرجل الوفي لدينه ووطنه ومجتمعه، ونسأل الله سبحانه أن يعينه، ويوفقه ليواصل عطاءه لأمته وله منا كل التقدير والاحترام واختم بحديث للرسول صل الله عليه واله وسلم ( انكم لن تسعوا الناس با اموالكم ولكن بسعيهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) وقول حاتم الطائي
فليس من الاكرام ان يكثر القرى
ولكنما وجه الكريم طليق
وكركوك المتعددة القوميات والاديان والمذاهب تحتاج الي هكذا رجال يحملون رسالة السلام والمحبة

 ملاحظة :

اولا- بلغ عدد نفوس العرب ولادات المحافظات الجنوبية ومنها بغداد وديالي في احصاء عام 1947بلغ 12059 من اصل نفوس كركوك67756
ثانيا –وفي احصاء 57 بلغ عددهم 109620من غير العرب من ولادات كركوك من اصل 388829ومن ضمن نفوس كركوك1605 سريان و123 يهودي و6545 اخري

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

985 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع