قصة قصيرة - العراقي في الغربة

                                                 

                                                           بقلم أحمد فخري

      

         قصة قصيرة - العراقي بالغربة

الزمان: تموز 1995. المكان: بغداد حي الاطباء. الساعة: الثانية بعد منتصف الليل. الحالة: الهاتف يرن باصرار والدكتور هيثم نائم بعمق يسبح بعالم الاحلام. نظرت اليه زوجته الدكتورة سميرة بشفقة وهي تعلم علم اليقين انها يتحتم عليها أيقاضه فوراً والا فانه سيستاء كثيراً إذا علم باليوم التالي انها تغاضت عن المكالمة الهاتفية. نزلت من على السرير وتوجهت الى مدخل الدار حيث وضع الهاتف، رفعت السماعة وقالت:

- الو
- الو السلام عليكم دكتورة سميرة.
- وعليكم السلام، من الطالب؟
- انا ابو جواد جاركم في الشارع الخلفي. زوجتي مريضة جداً وهي بحالة يرثى لها. لقد ارتفعت حرارتها كثيراً وهي تتكلم كلاماً غريباً. ارجوك سيدتي انقذيني.
- لحظة واحدة ابو جواد ساوقض الدكتور هيثم، ابقى معي على الخط،.
ذهبت الدكتورة سميرة الى زوجها وهزت كتفه فاستفاق ونظر اليها قائلاً،
- ماذا تريدين؟ أهناك حالة طارئة؟
- نعم انه جارنا ابو جواد على الهاتف، يقول ان زوجته ام جواد مصابة بحمى عالية وهي تهذي.
انتفض الدكتور هيثم من سريره بقفزة واحدة وكأنه يريد ان يصل الى المريضة بلمح البصر.
- حاول ان لا تتاخر عندهم حبيبي فغداً لديك عمل.
- ما باليد حيلة، المريض اولاً عزيزتي. انت تعرفين مهنتنا هي مهنة المتاعب.
- اجل ولكن الله الله في نفسك. حاول ان لا تتوتر وتتعب، مفهوم؟
- حسناً عزيزتي انت اطمأني فقط، سوف اعود حالما انتهي من علاجها.
- حاول ان لا تعمل اصوات عالية عند هبوطك السلم كي لا توقض جوزيف فالغد يوم دوام عادي بالمدرسة.
نظر اليها بحنان وابتسم ثم عمل علامة الصليب وخرج من غرفة النوم. وبعد بضع دقائق سيراً على الاقدام وصل الى بيت جاره ابو جواد وطرق الباب فانفتحت الباب، استقبله ابو جواد وقاده الى غرفة النوم حيث ترقد ام جواد. نظر الدكتور هيثم الى ام جواد فوجدها سابحة بعرقها ووجهها احمر قاني وهي تنادي "اريد ان اذهب الى سينما النصر، ارجوكم خذوني للسينما فيها فلم جديد".
ابتدأ الدكتور هيثم بفحوصاته المعتادة، النبض والضغط ودرجة الحرارة لكنه عندما نظر الى المحرار وشاهد حرارتها قد بلغت فوق 40 درجة بقليل نظر الى ابو جواد وقال،
- يجب نقلها الى المستشفى فوراً.
- دكتور لو سمحت، انا غير قادر على تكاليف المستشفى ارجوك ساعدني.
- لكن حالتها بخطر وقد نفقدها عن قريب إن لم يتم نقلها الآن.
- لا يا دكتور، اتوسل اليك، دعني اقبل يديك. حاول انقاذها بنفسك. فحالتنا المادية لا تسمح. انا مجرد موظف صغير بوزارة المالية ومرتبي لا يتعدى الثلاثة دولارات شهرياً. والمستشفيات الحكومية بطيئة جداً وهم لا يعتنون بالمرضى بشكل جيد. اما المستشفيات الاهلية فهي غالية جداً ولا ترحم. ارجوك دكتور اتوسل اليك.
- حسناً احضر لي ماء دافئ وبعض المناشف على جناح السرعة كما قلت لك ماء دافئ مفهوم؟.
بعد قليل ابتدأ الدكتور هيثم بمسح جسد مريضته بالماء ثم قام باعطائها حقنة كي يخفض حرارتها ثم صار بعد ذلك يحضر لها علاجات ثانية. وبعد مرور ساعتين ابتدأت حرارتها تهبط شيئاً فشيئاً حتى وصلت الى 37 درجة. وقف ابو جواد مسمراً بمكانه ملتزماً الهدوء التام، وهو على اهبة الاستعداد لتقديم اي شىء يطلبه الدكتور هيثم.
- لقد هبطت حرارتها الآن.
- وماذا كانت المشكلة يا ابو جوزيف؟
- انه التهاب شديد بالامعاء. قمت باعطائها مضاد حيوي وسيطرت على حرارتها. لكن هذا لا يعني اننا تخطينا مرحلة الخطر. يجب عليك نقلها للمستشفى الحكومي غداً صباحاً وسوف يقومون باللازم.
- شكراً لك يا دكتور، والله العظيم لا اعرف كيف اشكرك. ولا اعرف كيف اعتذر منك لاني احضرتك بمثل هذه الساعة. ارجو ان تعذرني فانا لا املك اي نقود الآن، لكني ساردها لك بالتقسيط في القريب العاجل.
- لا تقلق اخي ابو جواد. المال ليس كل شيئ المهم ان نطمئن على صحة الاخت ام جواد.
خرج الدكتور هيثم من دار ابو جواد عائداً الى بيته. وحالما دخل الصالة وجد زوجته سميرة بانتضاره.
- طمني هيثم، شاخبار ام جواد؟ هل هي بخير؟
- نعم لقد تجاوزت مرحلة الخطر. فهي تعاني من التهاب حاد في الامعاء وقد اعطيتها ابرة بنسلين وخفضت حرارتها لكني نصحت ابو جواد ان يأخذها الى المستشفى غداً صباحاً.
- وهل دفع لك المعاينة؟
- كلا، اخبرني بانه لا يملك المال بالوقت الراهن.
- ونحن كذلك لا نملك المال يا هيثم. كيف سنعيش بمرتباتنا البائسة؟ فمجموع ما نتقاضاه من رواتبنا لا يتعدى 10 دولارات شهرياً. نحن ايضاً لدينا بيت وولد علينا ان نصرف عليه، ما العمل؟
- خليها على الله يا ام جوزيف، فنحن لسنا وحدنا بهذه الحالة. كل العراقيين يعانون من ضيق المال والحصار الجائر الذي فرض على العراق كي يجوع ويركع شعبه. وهنا تكمن مسؤوليتنا نحن الاطباء. يجب علينا ان نتحمل العبئ الاكبر. على العموم انا لدي فكرة اريد ان اطرحها عليك.
- تكلم انا اسمعك، ماذا يدور ببالك؟
- بامكاني ان أسافر الى الاردن كما يفعل الكثير من زملائنا هناك، فهم يعملون بعمان ويبعثون بالنقود الى عوائلهم.
فانا طبيب عام ولدي خبرة 10 سنوات والاردن يحتاج الى تخصصي.
- حبيبي انت متعب جداً الآن، وعليك ان تنام. بامكاننا ان نتحدث بهذا الموضوع غداً.
- حسناً ولكن يجب ان يكون هناك حل.
- اطمئن هيثم، سنجد الحل المناسب، تصبح على خير.
في اليوم التالي استفاق من نومه وكأنه كان في غيبوبة، لانه لم يشعر بالراحة بسبب تفكيره بالحل الذي طرحه على زوجته بالليلة السابقة، لكنه اجبر نفسه على النهوض والخروج الى مدينة الطب حيث يعمل هناك. اما زوجته فتوجهت الى مستشفى ابن سينا حيث تعمل كاخصائية بالطب النسائي والتوليد.
عاد الدكتور هيثم من عمله على الساعة الثالثة ظهراً، وعندما دخل داره وجد زوجته بانتظاره جالسة خلف طاولة قد وضعت عليها طعام.
- لماذا تأخرت يا هيثم؟ انت قلت بانك ستكون بالدار في الساعة الثانية ضهراً وقد اعددت لك الطعام الذي تحبه انها كبة الموصل.
- مررت على ابونا عمانوئيل بالكنيسة وتحدثت معه قليلاً او بالاحرى استشرته بامر ما.
- عن ماذا تحدثتم؟
- اخبرته بنيتي السفر الى الاردن كي اعمل هناك. لكنه لم يشجعني على ذلك واخبرني ان الكثير من الكفائات العراقية ذهبت هناك ولم تجد عملاً يليق بها.
- وماذا كان قرارك انت إذاً؟
- انا مصمم على السفر. يجب ان اجد مخرجاً للازمة التي نمر بها.
- حسناً، افعل ما تراه مناسباً حبيبي. انا ساساندك مهما كان قرارك. ولا تقلق من ناحيتنا فنحن سنكون بخير واعلم ان مريم العذراء ستحمينا وتحوم حول رأسنا.
رسم علامة الصليب على جبين زوجته وصلى ثم ابتدأ بتناول الكبة.
باليوم التالي ذهب الى ساحة تقف فيها الحافلات المتجهة الى عمان وسأل هناك عن سعر التذكرة فوجدها رخيصة وبمتناول يده لذا قرر العودة الى البيت كي يخبر زوجته بذلك. وبعد ان تباحث معها مطولاً، قرر ان يكون يوم الاربعاء التالي هو يوم سفره الى عمان، وقد حصل على مبلغ 200 دولار من زوجته الدكتورة سميرة كانت قد خبأتها لليوم الاسود على حد قولها. بقيت المشكلة الاخيرة وهي جواز السفر. فجواز السفر كان من الامور الصعبة الحصول عليها خصوصاُ للمهن المطلوبة كالاطباء والصيادلة والمهندسين. الا انه تمكن من الحصول على جواز سفر شبه مزور. اي انه صادر من دائرة الجوازات ولكن بصورة غير رسمية. فقد اضطر الى دفع مبلغ 100 دولار الى احد موظفي الجوازات كي يعمل له جواز ويضع له اسم مستعار. الاسم الذي اختاره له هو فلاح عبد الستار محسن.
بعد ان حصل على الجواز لم يبقى سوى انتظار الاربعاء الذي حدده لنفسه كي يسافر.
يوم الاربعاء استيقظ مبكراً ونظر الى ساعته فوجدها تشير الى الساعة الخامسة فجراً. نظر الى زوجته فرآها قد سبقته واستيقظت كي تحضر له وجبة الافطار.
- حبيبي يجب عليك ان تكون على حذر. إذا وجدت الامور سيئة فاستدر وارجع للعراق. انا لا اريدك ان تشقى هناك كما نحن نشقى هنا، هل فهمت؟
- اطمئني يا حبيبتي. انا متأكد من اني ساجد حلاً.
جلس هيثم في وسط الحافلة بالقرب من الشباك وهو ينتظر الحافلة كي تسير. وبعد قليل جاء رجل في وسط عقده الرابع وجلس الى جانبه وقال،
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- اسمي عمر طبرة.
- تشرفنا.
هيثم لم يرغب التحدث كثيراً مع هذا الشخص الغريب عله كان من المخابرات لذلك اراد ان ينهي المحادثة باي ثمن الا انه تفاجأ بسؤال منه،
- وانت اخي، ما اسمك؟
- انا؟ اسمي...؟ نعم اجل... انا اسمي فلاح عبد الستار محسن.
- تشرفنا.
- ارجو ان تعذرني اخ عمر فانا متعب واريد ان انام قليلاً.
- تفضل يا اخي. النوم سلطان كما يقولون.
ادار هيثم الى الشباك واضعاً رأسه على الزجاج مغمضاً عينيه، الا ان النوم بمثل هذه الحالات لا يأتي بسهولة. فذهنه مكتظ بالافكار التي غالبيتها سوداء سيئة وفيها الكثير من الغموض والتسائلات عن المصير المجهول. ابتدأت الحافلة بالسير وكان ذلك مدعاة للتفائل لانه علم ان الرحلة ما ان تبدأ فان همومه ومشاكله ستبدأ بالحلحلة شيئاً فشيئاً.
وبعد ان قطعت الحافلة بضع ساعات في السير وهي تعب الصحراء، حتى شعر ان الحافلة ابتدأت بتخفيف سرعتها. رفع رأسه فوجد الشخص الذي بجانبه ممسكاً بشطيرة يأكلها بشهية كبيرة ورائحة الثوم تفوح منها بشكل مقزز.
- صح النوم اخي فلاح. هل استرحت قليلاً؟
- نعم شكراً. اين نحن؟
- لقد تركنا الرمادي قبل 4 او 5 ساعات والآن يبدو اننا قد شارفنا الوصول الى الرطبة.
- ومتى نصل الى طريبيل؟
- انها بعد الرطبة مباشرة، وبعدها بفترة قصيرة ندخل الاراضي الاردنية. انا ذاهب لابحث عن عمل هناك، هل انت ذاهب للعمل في الاردن مثلي؟
- كلا، انا ذاهب للسياحة.
- ايعقل ذلك اخ فلاح؟ الجميع يذهب هناك لاسباب متنوعة، كلها ما عدى السياحة.
- ولماذا انت ذاهب للعمل هناك؟ هل انت عاطل عن العمل بالعراق؟
- لا بل انا عاطل عن الحظ بالعراق. فانا محامي ماهر وقد تخرجت من الجامعة منذ اكثر من 12 عاماً ولا زلت اتقاضى المال من والدي المتقاعد. وليس لدي القدرة على الزواج وبناء عائلة وتأسيس بيت.
هنا شعر هيثم ان هذا الشخص الذي بجانبه انسان بسيط ويعاني من ضيق المال مثله تماماً. وان بامكانه ان يثق به الى حد ما لذلك قرر ان يصارحه.
- بالحقيقة اخ عمر، انا ايضاً ذاهب للبحث عن عمل مثلك تماماً. لكني لم اكن اعرفك كي استأمنك باسراري.
- لا عليك اخي فلاح كلنا بالهوا سوا. وانا كذلك وجدت صعوبة بالوثوق بك بدءاً، لكني وصلت الى حالة جعلتني لا اكترث لنفسي ولا ابالي لسلامتي من فرط احباطي.
اخرج عمر شطيرة من حقيبته ووضعها بيد هيثم. فاخذها منه وشكره وصار يأكلها ثم صارا يتحدثان كثيراً عن الامور السلبية التي كانت تجابه كل واحد منهما في امورهما الحياتية ببغداد. وبعد بضع ساعات وصلت حافلتهما الى طريبيل نقطة الحدود بين العراق والاردن.

      

نزل المسافرين جميعاً ومعهم هيثم لكن الخوف صار ينتابه شيئاً فشيئاً. كان يخاف من ان يكتشف امره لانه يحمل جواز سفر مزور، والآن قد وصل الى نقطة اللا عودة. فليس بامكانه ان يتراجع. دخل الى قاعة الجمارك فوجد طابوراً طويلاً يقف المسافرون فيه كي يفحص احد افراد شرطة الحدود جوازهم ويقوم بختمه. وقف هيثم بآخر الطابور، وكان الطابور يسير ببطئ شديد قاتل، ثم جاء المزيد من المسافرين واسطفوا خلفه. وعندما بلغ الشرطي نظر اليه نظرة تفحصه فيها بدقة وسأل:

- اسمك؟
- فــــــــفففلاح فلاح عبد الستار محسن.
- مهنتك؟
يا الهي، هو لم ينظر الى المهنة التي كتبت بالجواز المزور، فكيف سيجيب هذا الشرطي اللعين؟ ماذا سيجيب؟
- سألتك عن مهنتك؟
- انا؟
- لا ابن عمك بالجادرية؟ قل لي بسرعة ما هي مهنتك؟
- انا انا انا تاجر.
- ماذا؟ ولماذا تعتقد ان جوازك يقول بانك معلم؟
هنا علم هيثم بانه في مأزق كبير جداً وان سره قد انفضح وانه سيرجع الى بغداد مكبلاً بالسلاسل لا محال. كيف سيتصرف وكيف سيواجه زوجته وابنه جوزيف؟ كيف سينظر الجيران اليه وهو مكبل بالسلاسل كالمجرمين؟
وبهذه اللحظة الحرجة جاء احد ضباط الشرطة ووقف خلف الشرطي الذي كان يستجوب هيثم. فسأل:
- ما المشكلة؟ ولماذا توقف الطابور عن الحركة؟
- سيدي، هذا الشخص يبدو ان لديه جواز سفر مزور لاني سألته عن مهنته فاخبرني بانه تاجر. ومكتوب بجوازه المهنة: معلم.
- هذه ليست مشكلة يا عريف. فكل العراقيين صاروا يتاجرون بالسلع كي يحصلوا على القليل من الرزق. لا تأبه لذلك ودعه يمر.
- ولكن سيدي هذه مسؤولية.
- دعك من ذلك. انا اتحمل المسؤولية، قلت لك اتركه يمر.
ختم الشرطي على جواز هيثم وارجعه اليه. هنا شعر هيثم بان روحه قد ردت اليه وعلم ايضاً أن هذا الضابط الشهم قد انقذ حياته، هو لا يعلم سبب تصرفه هذا لكنه انقذه بلا شك. لذلك اراد ان يشكره بحرارة، لكن ذلك قد يثير الشكوك، لذا نظر بعين الضابط واعطاه ابتسامة خفيفة معبرة كما لو قال فيها "اشكرك يا اخي لقد انقذت حياتي".
رجع هيثم الى الحافلة ووجد عمر قد جلس قبله فجلس بجانبه. تحركت الحافلة وسارت لبعض الوقت ثم توقفت ثانية ونزل الجميع هذه المرة في القسم الاردني من الحدود الا ان هذه المرة كانت ارحم بكثيرمن سابقتها فالشرطي الاردني كان سريعاً جداً بعمله ولم يأخذ اكثر من ربع ساعة لانهاء جوازات جميع ركاب الحافلة.

سارت الحافلة ثانية، ولكن هذه المرة بشكل مريح للاعصاب بالنسبة لهيثم. فقد شعر ان حملاً كبيراً قد رفع عن صدره لذا صلى قليلاً وتبسم.
- قل لي يا فلاح، اين تريد ان تسكن بالاردن وما العمل الذي تود ان تمارسه هناك؟
- أولاً، اسمي هيثم متّي وانا طبيب، لم افصح عن اسمي لاني كنت احمل جوازاً مزوراً. ثانياً انا انوي السكن بفندق عمرة فقد اخبرني احد الاصدقاء بانه فندق جيد إذ لدي 200 دولار بامكاني البقاء فيه حتى اجد عمل. اما العمل فساقوم بالبحث عنه بالمستشفيات هناك.
- اولاً انا اتشرف بك دكتور هيثم، ثانياً هل جننت يا رجل؟ فندق عمرة يعتبر من اغلى الفنادق بعمان والمبلغ الذي بحوزتك سيمكنك من البقاء به يومين او ثلاثة على اعلى تقدير. اما العمل فانا اشك بانك ستستطيع العمل بمستشفى لان ذلك يتطلب منك رخصة عمل. والرخصة لا تمنح بسهولة لمثلنا.
- وانت، اين ستسكن؟
- اخبرني ابن عمي ان هناك غرف صغيرة تؤجر بمنطقة شعبية تدعى جبل علي وقد اعطاني رقم هاتف احد السماسرة هناك، ساتصل به وسيدبر لي غرفة صغيرة تكفيني حتى اجد عملاً.
- وكيف ستجد عمل وانت لا تحمل رخصة عمل؟
- ساعمل بدون رخصة.
- هل ستعمل عند احد المحامين؟
- اي محامين تتكلم عنهم يا دكتور؟ انا ساجد عمل بسيط استطيع من خلاله ارسال النقود لاهلي.
- واي عمل ستمارس؟
- اي شيء، حمال، خادم، اغسل سيارات، بياع ملابس.
- لكنك محامي، هل ستتخلى عن مهنتك لمجرد تواجدك بعمان؟
- وماذا تريدني ان اعمل؟ اءترك عائلتي تتضور جوعاً؟
- إذاً ساءتي معك الى جبل علي وسانظف المراحيض إن لزم الامر.

                              
معلومة من موقع ويكيبيديا
العراقيون في الأردن
هم اشخاص عراقيين الاصل، وصلو إلى الأردن سواء بسبب العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على العراق آن ذاك، في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991، أو بسبب ثورة 14 تموز او لاي سبب كان. تقدر اعداد اللاجئين العراقيين في الأردن عام 2011 حوالي 200,000 عراقي. بحسب مصادر حكومية أردنية. منهم 31،000 فقط سجلو انفسهم لدى المفوضية كلاجئين, و604 طلبو اللجوء.
لكن يبقى من الصعب تقدير العدد الحقيقي للعراقيين الذين دخلوا الأردن، ربما يكون دخل بعض منهم بطريقة غير قانونية، أو تجاوزو المدة المسموح لهم بالاقامة فيها، الذين قد يتردد البعض منهم في الكشف عن هويته خوفا من الترحيل. وهناك الذين سجلو انفسهم كلاجئين وهناك من لم يسجل. تبقى إحصائيات أعداد العراقيين المقيمين أو المولودين في المملكة الأردنية غير دقيقة ومرهونة بالمتغيرات في الواقع.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

834 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع