الشيخ محمد رضا الشبيبي شاعر وهب حياته وعلمه للوطن

                                             

                          عباس العلوي

الشيخ محمد رضا الشبيبي
شاعر وهب حياته وعلمه للوطن

 

                

من رجال الفضل والكمال وفرسان الكلمة الحرّة / عبقري فذ ونادرة قلما يجود بها الزمان / فخر العراق ووجهه الناصع وأديبه اللامع / هو قلادة النجف الذهبية التي زانت جيد العراقيين / هو خير من نطق بلغة الضاد وورث كنوز العلم واخلاق الأنبياء / فغدا البحر الذي تلتطم فيه الأمواج والمثل العظيم الذي تحتذي به الأجيال .

ـــ شاء قدر الشبيبي ان يكون توأماً للعطاء / رفع بداية شبابه لواء الحركة الفكرية والنهضة الوطنية بوجه الأعداء / جاهد في إحياء الثقافة العربية يوم ان كانت معالمها مطموسة علي يد الأتراك / ناضل نضال الأبطال لأن يكزن العراق حرّاً بإرادته / حمل دمّه على كفه في مهمة ثورية خطيرة عندما انتدبه زعماء الثورة العراقيّة في الحجاز ليسلّم الشريف حسين المضابط السريّة التي وقع عليها الثوار / عاقبه الإنكليز وأبعدوه عن الوطن فتعلق حبّاً وشغفاً به .
*درس ابن النجف الدراستين الحوزويّة والأكاديمية فتألق بهما وأصبح علماً من اعلامها / منحته مصر شهادة الدكتوراه الفخرية دون ان يطلبها / اعتز بعمته وبزته الروحية منذ ان كان طلباً مبتدئاً في الحوزة وحتى اصبح رئيساً لمجلس الأعيان في العراق / تقلد المناصب الكبرى فكان أكبر منها ولم تزده إلا تواضعاً .
ارتدى اثواب الفخر وأبراد العز وبين جنبيه نفس عزيزة طاهرة / خالط مختلف الناس ببساطة متناهية / كان في افراحهم وأحزانهم كأحدهم .

ـــ الشبيبي شخصيّة متعددة المواهب / مفكر كبير وزعيم وطني / أديب خلاق وشاعر مفلق / باحث عميق لم يعبأ بالقشور وهمّه اللباب / من اقطاب اللغة العربية والمتضلعين بأسرارها / له في البلاغة والبيان مَلَكَة نادرة تشهد عليها بحوثه الراقية / ظريف النكتة / لطيف المعشر/ خفيض الصوت / دائم الابتسامة / بار بأصحابه وفاقه / متواضع للصغير والكبير / لم يطلبه أحد في شفاعة مقبولة إلا وقضاها / آية من آيات الصبر والأناة / يكفي ان قضى ثلاثين عاماً من حياته في البحث والتنقيب عن [ ابن الفوطي ] فأخرج لنا مجلدين هما الآن من نفائس المكتبة العربية والأسلامية / مجلسه مجلس العلم والأدب والمناظرة حضر فيه عمالقة الفكر والشعر والسياسة والأدب مع شباب العراق .
أسرته وحياته :

آل الشبيبي من الأسر العلمية المعروفة في النجف وأول من استوطن وأول من استوطن من رجالها في هذه المدينة المقدسة الشيخ محمد بن شبيب بن الشيخ راضي من قبيلة بني أسد من فخذ يُسمّى < المواجد > مسكنهم الجزائر جنوب العراق / نزح " محمد بن شبيب " الى النجف طالباً للعلم فاتخذها موطناً وصاهر إحدى الأسر المعروفة فولد له الشيخ جواد الشاعر الأديب < 1865 ــ 1944 م > .
ولد اديبنا الكبير محمد رضا بن محمد جواد بن محمد الشبيبي في مدينة النجف يوم 6 / 5 / 1899م ونشأ على والده نشأة سامية / تعلم مبادئ الحوزة < السطوح > وحضر الدروس العالية على علماء عصره كالشيخ محمد حسن المظفر والسيد مهدي بحر العلوم والسيد حسين الحمامي والسيد هبة الدين الشهرستاني والشيخ هادي آل كاشف الغطاء وغيرهم .
ـــ لم تقتصر دراسته على العلوم الدينية بل تعداها الى علوم وفنون أخرى / فبرع في الفلسفة والبلاغة حتى نبغ في سن مبكرة / درس اللغة من أوسع أبوابها ونظم الشعر فأصبح فارساً من فرسانه فصال وجال مع اعلام الأدب يومذاك ولفت انظارهم بلمسته المبتكرة في التجديد .
*تحدث عن نفسه في تلك المرحلة في مقدمة ديوانه المطبوع في القاهرة عام 1940 م :
[ كنا في رهط من الشباب العراقيين / نفكر تارة في رسم اهدافنا وطوراً في الوسائل التي توصلنا اليها / لم نكن نستهدف في الواقع إلا الحياة في ظل نظام تُحترم فيه الحقوق والحريات وتفلح في كنفه المساعي ويتيسر النهوض بالبلاد . كما كان في مقدمة العقبات التي واجهتنا دائماً استفحال الجمود وفقدان الشعور بالواجب خصوصاً لدى المسؤولين وعدم اكتراثهم او مبالاتهم بالأخطار / فتضطرم النفوس وتثور الأرواح المتمردة / وتتضاعف الهواجس والآلام / ثم تفيض بهذه الصور الشعرية كما يفيض القليب المليان ].
ـــ بعد ان وضعت الحرب العالمية الأولى اوزارها / كان العراق تحت الاحتلال البريطاني / فكان للشبيبي مواقف وطنية مأثورة / انتدب بمهمة الى الملك حسين عاهل الحجاز / فغادر بغداد سالكاً مفاوز البادية من البصرة الى جبل شمر فالمدينة المنورة ومنها الى مكة التي بلغها في أيلول 1919 م / التقى الملك وقدم له الوثائق المذيلة بتواقيع الزعماء والعلماء تتضمن توكيله لبيان حالة العراق وشرح رغبات اهله .
عاد الى بغداد عن طريق الشام في تشرين الثاني 1920 م سالكاً البادية وقد سجل رحلته في كتابه / اقام في مدينة النجف مدة طويلة وبعدها انتقل الى بغداد وعين وزيراً للمعارف خمس مرات [ في حكومة ياسين الهاشمي الأولى والثانية وحكومة المدفعي الرابعة والخامسة وحكومة محمد الصدر ] وانتخب عدة مرات نائباً في مجلس النواب وعين في مجلس الاعيان / ثم انتخب رئيساً لمجلس الاعيان في 27 / 2 / 1937 وبقى فيه لمدة ستة اشهر / كما اختير رئيساً لمجلس النواب في 3 / 1 / 1944 / ورشح لعضوية نادي القلم البريطاني / واصبح رئيساً للمجمع العلمي العراقي في 12 / 1 / 1948 وحتى شباط من عام 1949 م / وانتخب عضواً بمجمع اللغة العربية في القاهرة في كانون الثاني 1948 وأيضاً في المجمع العلمي العربي بدمشق / كما أعيد انتخابه رئيساً للمجمع العلمي العراقي عند إعادة تأليفه في 9 / 8 / 1963 م .
ـــ توفى رحمه الله في بغداد يوم 26 / 11 / 1965 م ودفن في مقبرة العائلة بالنجف الأشرف .

ـــ على الرغم من حياة الشبيبي العاصفة بالأحداث في عهد الاحتلال وانشغاله فيما بعد بمسؤوليات الحكم في العراق والمجاميع اللغوية المتعددة في العراق والدول العربية / يعتبر بحق موسوعة أدبية تراثية فلسفية
تربوية متنقلة!
ومن كتبه المطبوعة :

ـــ ديوان الشبيبي عام 1940 .
ـــ مؤرخ العراق ابن الفوطي < المجلد الأول صدر في عام 1954 والمجلد الثاني صدر
في العام 1959 > .
ـــ أصول الفاظ اللهجة العراقية عام 1956 .
ـــ فن التربية في الأسلام .
ـــ لهجات الجنوب عام 1961 .
ـــ ابن خلكان وفن الترجمة عام 1962 .
ـــ القاضي ابن خلكان ومنهجه في الضبط والأتقان عام 1963 .
ـــ ادب المغاربة والأندلسيين عام 1961 .
ـــ رحلة في بادية السماوة عام 1964 .
ـــ رحلة الى المغرب الأقصى عام 1965 .
ـــ تراثنا : حاجته الى النقد والتمحيص عام 1953 .
ـــ وعشرات البحوث والمقالات التي نشرت في الصحف والمجلات العربية .

كتبه المخطوطة

ـــ ديوان الشبيبي < القسم الثاني > .
ـــ تاريخ الفلسفة .
ـــ ادب النظر في المناظرة .
ـــ فلاسفة اليهود في الأسلام .
ـــ المسألة العراقية .
ـــ المأنوس في لغة القاموس .
ـــ تاريخ النجف .

منهجية البحث عند الشبيبي :

خلف الشبيبي مجموعة من الكتب المطبوعة والمخطوطة بينها ديوان شعر وطائفة كبيرة من الدراسات والبحوث . نالت جهوده العلمية والأدبية والوطنية اهتمام مجموعة من الباحثين فدرست في رسائل جامعية /
ـــ اعطى الدكتور جليل العطية مثالاً لمنهج الشبيبي في البحث عن ابن الفوطي نشره في جريدة الشرق الأوسط يوم 29 / 7 / 1999 قال فيه :
في سنة 1919 يحط الشبيبي رحاله في دمشق لشؤون تتعلق بالعمل الوطني من اجل استقلال العراق وحريته فيحتفي به علماء الشام فيمضي أياماً في مكتبة المجمع العلمي العربي وهناك يقع على مخطوطة عنوانها :
[ مجمع الآداب في معجم الألقاب ] لكمال الدين ابي الفضل عبد الرزاق بن احمد المعروف ب < ابن الفوطي > المتوفي سنة 723 ه / يعجب الشبيبي بهذه المخطوطة فيعكف على مطالعها باعتناء ونظراً لانعدام وسائل التصوير يومذاك يتولى تلخيص المخطوط الذي يشكل القسم الرابع من معجم ضخم / ويعود سبب اهتمامه بهذا المخطوط الى انه يوضح الكثير من تاريخ العراق والمجتمع العراقي للفترة التي تلت سقوط بغداد على يد هولاكو سنة 656 هجري .
وفي سنة 1938 م تمكن بواسطة وزارة المعارف الحصول على نسخة مصورة كاملة من مخطوطة دمشق .
وبعد إنشاء المجمع العلمي العراقي في خريف 1947 تمكن المجمع من تصوير الجزء الخامس من معجم ابن الفوطي . وفي سنة 1950 اصدر الشبيبي الجزء الأول من كتابه المهم " مؤرخ العراق ابن الفوطي ـــ أواخر العصر المغولي " طبع الكتاب في المجمع العلمي العراقي ووضع في 360 صفحة .
اما القسم الثاني من الجزء الأول فقد صدر في سنة 1958 من مطبوعات المجمع العلمي العراقي ايضاً ووقع في 360 وختم بفهارس لمحتوياته / وهكذا يكون قد امضى مدة تزيد على ثلاثين عاماً اهتم خلالها بابن الفوطي / وكان حصاده كما ذكر الشبيبي في مقدمة كتابه :
[ اتضح ان ما انتهى الينا من معجم ابن الفوطي انه من تلك الأصول التي يصح الركون اليها من تاريخ العراق والشرق بأسره ] .
قدم الشبيبي خلاصة موجودة لتاريخ العراق والمنطقة من خلال معجم ابن الفوطي غير انه لم يكتف بالاعتماد على مخطوطة هذا المعجم بل راجع الكتب التاريخية الأخرى كالطبري وابن الأثير وغيرهما / كما اعتمد على كتاب < الحوادث الجامعة > الذي نشره الدكتور مصطفى جواد عام 1932 م منسوباً الى ابن الفوطي / ثم تراجع بعد ذلك عن هذه النسبة كما هو معروف . أوضح الشبيبي تحليلاته وآراءه المهمة وعقد مقارنة بين الدولتين الأموية والعباسية وقال في هذا الصدد :
[ يبدو لنا بشيء من المقارنة بين منهج العباسيين في السياسة التي ساروا عليها في المشرق ان ارادتهم امتازت بقسط لا يُستهان به من الرفق بخلاف إدارة الامويين وعمالهم التي تميّزت بالشدة والجفاء ] .
على ان تفضيله العباسيين على الأمويين لم يمنعه من التنديد باضطهاد عدد من الخلفاء العباسيين للطالبيين / كما انتقد ابن خلدون الذي دافع عن الخلفاء العباسيين ونفى عنهم تهمة شرب الخمر .

فلسفته في التربية والتعليم :

اوضح الشبيبي الخطوط العريضة لفلسفته في التربية والتعليم في مقال نشرته جريدة البلاد في عددها 950 الصادر 5 تموز 1935( السير بالمعارف على اساس تهذيب النشء ليكون مواطنا مشبعا بروح التضحية في سبيل الواجب ،محبا للتقدم والنظام قديرا على الاضطلاع بأعباء الحياة / وعلى تكثير البعثات العلمية لتأمين حاجة العراق من الاختصاصيين والمدرسين والاهتمام بالتعليم القروي وتحسين التدريب الصناعي والعناية بالتدريس الابتدائي والمبادرة لتأسيس مدرسة ثانوية ليلية واعادة فتح مدرستي الهندسة والزراعة واستقدام اساتذة لكليتي الطب والحقوق وتوسيع نطاق كلية الحقوق على وجه يؤمن اعداد موظفين قديرين في الشؤون المالية والادارية ).
شاعريته
الشبيبي من نوابغ الشعراء / وفرسان النظم / ورائد من رواد التجديد / سلك منهجاً غير معروف عند نظرائه عندما زاوج بين لغة العصر المألوفة والديباجة العباسية ذات الجزالة العربية الاصيلة / فأصبح شعره سلس اللفظ / قوي السبك / بعيد المغزى / رصين التركيب . قال روفائيل بطي الصحفي العراقي المعروف معلقاً :
[ أما شعره/ فيه عقل راجح ونظر ثاقب وخيال جميل / إنه صناعة عراقية عليها مسحة عباسيّة ! ] .
كان رحمه الله لا ينظم الشعر إلا متأثراً / ومع هذا طرق جميع الفنون في التربية / الحكمة / السياسة / الوصف / الغزل / الوجدانيات / الوطنيات وغيرها / ومن بعض روائعه :

فتنة الناس ــ وقينا الفتنا ــ / باطل الحمد ومكذوب الثنا
ربّ جهم حولاه قمراً / وقبيحٌ صيراه حسنا
ايها المصلح من اخلاقنا / ايها المصلح الداء هنــا
كلنا يطلب ما ليس له / كلنا يطلب ذات حتى أنا
وفي شباب الغد قال :
انتم متعتم بالسؤدد / يا شباب اليوم اشياخ الغد
يا شباباً درسوا فاجتهدوا / لينالوا عليه المجتهد
وعد الله بكم اوطانكم / ولق ان نجاز الموعد
انتم جيل جديد خلقوا / لعصور مقبلات جُدد
لتكن آمالكم واضعةً / تصب عينيها حياة الأبد
لتعش افكاركم مبدعة / دأبها إيجاد ما لم تجد
لا ينال الضيم منكم جانباً / غير ميسور منال الفرقد
ومن شعر الحكمة :
ما العبقري الفذ إلا فكرة / أن مات عاش بها الرميم الهامد
لا بد من نقد الزمان فإنما / نحن المعادن ‘ والزمان ناقد
وقوله :
خيراً لك ان تخاف وتأمني / يا نفس من أن تأمني لتخافي
لي نيّةٌ في الدهر فيها نيه / والحكم للمستقبل الكشاف
وقوله :
الشعر شيءٌ ناطق في ذاته / أو قوة في نفسها تتكلم
ولربما روت الطبيعة شعرها / خرساء لا ثغر هناك ولا فم
وقوله :
قالوا : أتكره نقد الناس قلت لهم / اذا استعار عدوي ثوب منتقم
قالوا : فناظر وصوت الحق مرتفعٌ / فقلت هذا قياس غير مطرد
وقوله :
ولربما عرف المحبون التي / تجني الشقاء فأصبحوا عشاقها
شأن الفراشة واللهيب فأنها / تغشاه وهو مسببٌ احراقها

ومن شعره الذي ماثل روائع البحتري :
تفاهمتا عيني وعينك لحظة / وأدركنا ان القلوب شواهد !
مشت نظرة بيني وبينك وانبرى / من القلب مدلول على القلب رائد
أحاديث لم تلفظ ، وللنفس منطق / وجيز وألفاظ اللسان زوائد
دواوين أهل الحبّ تفنى والهوى / هوى الروح ، ديوان من الشعر خالد !
وفي شعر الوطنيات :
ببغداد اشتاق للشام ، وهنا أنا / في الكرخ من بغداد جمّ التشوق
فما أنا بأرض الشام بمشئمٍ / ولا أنا في ارض العراق بمعرق
هما وطنٌ فرد وقد فرقوهما / رمى الله بالتشتيت شمل المفرق

شهادات معاصريه

ـــ رفائيل بطي في كتابه < الأدب العصري > قال: الشبيبي شاب أنيس / منخفض الصوت / تبدو عليه سيماء العلماء الذين أكمد لونهم الدرس الطويل / آية الأناة في تفكيره وكلامه وكتاباته .
ـــ الأديب الخطيب السيد جواد شبر رحمه الله قال : الشبيبي شخصية متعددة الجوانب / وقد تقلب في المناصب وهي تزدهي به وتفتخر بكماله / وكأنه زان المناصب ولم تزنه !
ـــ شيخ التراثيين العراقيين الدكتور جليل العطية قال:
عناية الشبيبي بتاريخ العرب جرته الى دراسة ابن خلكان ومنهجه في التاريخ في بحث متميز / على ان اهتمامه الكبير بالتاريخ الحديث الذي كان احد صانعيه .
ـــ المؤرخ العراقي المعروف مير صبري قال :
لازمته سنين طويلة / وحضرت مجالسه / وأنست بزياراته وأحاديثه / ونعمت بصداقته ومودته / لقد اصبح من الوجوه التي تتطلع اليها الأنظار / ويلوذ بها أولو المصالح والحاجات / ويلتف حولها اهل الثقافة وابناء الشعب على السواء / لم يكن الشبيبي من اصحاب الزعامة ولا طلاب الرئاسة والجاه / بيد انه وقد تقدمت به السن ورسخت مكانته في مجتمعه / اصبح من اولئك الذين ترنو اليهم الأبصار كلما ناب الخطب او دهم المصاب .
ـــ الشيخ جعفر باقر آل محبوبة في كتابه < ماضي النجف وحاضرها > قال :
عاش الشبيبي عيشة ابناء العلم وأرباب الفضل وهو اليوم من مشاهير رجال الأدب وفرسان النظم وأحد ابطال الثورة العراقية الذين يمثلون رؤيتها بما له الأثر المحسوس في تهيئة الشعور وإذكاء روح الثورة .
ـــ الأستاذ حميد المطبعي قال :
ليس من المنطقي ان يكون للرموز الكبيرة خصوم / إنما تحول خصوم الشبيبي الى حساد له / حسدوه على شهرة انعمها الله عليه / وحسدوه على شخصيته التي تكامل فيها التاريخ وحرية التاريخ / فأصبحت شخصيته تسحرك من اول جلسه تجلس إليه / في غاية من النبل والجوهرية والأدب الرفيع / وأول شيء أخذ عليه حساده هو مثاليته المتطرفة وكانوا يقصدون ان الشبيبي ليس رجل دولة / أي ليس رجلاً سياسياً / وكأنهم اردوا بالسياسة ان تكون مصيدة للمنافع او طريقاً للمناورات / فهو اراد السياسة علم اخلاق للشعوب / تربي جيلاً على المثل العليا / وتؤسس جيلاً شريفاً في ذاته / عظيماً في هويته القومية / وفشلت الوثائق البريطانية في إدانته وقبل ذلك فشلت الوثائق العثمانية ان تقرصه في شيء / أما المؤرخون فقد اجمعوا على إصالته
وقالوا :
هو امير الأصالة في شخصه وفي وطنيته / والأحزاب شهدت بعلو زمانه وكرّت فيه الزعامة والخطابة وكان الناس نظروا اليه كما نظروا الى المثال الكبير / هو اذن في عيون الجميع مثال للدولة ومثال للسياسة ومثال للوطنية .
اهم مصادر البحث :

ــ روفائيل بطي : الأدب العصري في العراق العربي .
ــ خير الدين الزركلي : الأعلام .
ــ محمد بهجت الأثري : اعلام العراق .
ــ توفيق التميمي : سفير الثورة الفراتية ومعلم الوطنية العراقية
ــ جواد شبر : ادب الطف ــ الجزء العاشر
ــ مير بصري : اعلام اليقظة الفكرية في العراق الحديث .
ــ جعفر باقر محبوبة : ماضي النجف وحاضرها .
ــ الدكتور جليل العطية : فن تحقيق النص التاريخي عند الشبيبي / جريدة الشرق الأوسط العدد 7548
ــ المنجد في اللغة والأعلام .
ــ جريد المؤتمر : مقال للأستاذ حميد المطبعي .

ملاحظة :

نشر هذا المقال لأول مرّة [ بشكل مختصر] في جريدة بغداد الصادرة في لندن
يوم 9 / 8 / 2002 ثم تناقلته الإذاعات العربية والعراقية فيما بعد .

عباس العلوي
السويد في 16 / 12 / 2017

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

801 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع