الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا تعشق علم العراق

                                     

                      خالد حسن الخطيب

 الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا تعشق علم العراق

      

إليزابيث أَلِيكسندرا ماريّ ملكة بريطانيا هي الملكة الدستورية لستة عشر دولة من مجموع ثلاثة وخمسون دولة من دول الكومنولث التي ترأسها كما ترأس كنيسة انكلترا . ارتقى والدها جورج السادس عام 1936 عرش بريطانيا بعدما تنازل له شقيقه ادورد الثامن . وعند تسلمها السلطة  في 6 فبراير عام 1952 اصبحت رئيسة الكومنولث وملكة سبع دول مستقلة هي المملكة المتحدة و كندا و استراليا و نيوزلندا و جنوب افريقيا و الباكستان وسيلان . ومن البروتوكولات الصحيحة الواجب اتباعها في حضرة جلالتها هو الوقوف عند مجيئها ومغادرتها , واذا كنتَ بريطانيا عليك الترحيب بحني الراس وليس الجسد واذا كنتِ بريطانية فينبغي الانحناء اجلالا للملكة بثني الركبة , اما غير البريطانين فلا يترتب عليهم الانحناء . وعند التكلم مع الملكة للمرة الاولى يجب استعمال عبارة(جلالة الملكة )  وبعدها يمكن استعمال كلمة سيدتي .
وفي سنة 1990 ارسلت الدولة العراقية الطلاب المتفوقين من طلبة الجامعات العراقية الى بريطانيا لنيل شهادة الماجستير و الدكتورا وكان من ضمن هؤلاء المبتعثين هو المهندس عدي الذي كان طالبا  لنيل شهادة الماجستير في احد التخصصات الهندسية وكان عليه الذهاب الى السفارة العراقية في لندن  من اجل جلب وتوثيق بعض المستمسكات الخاصة به واثناء مراجعته للسفارة العراقية كان الزحام شديدا على موظفي السفارة فقرر الخروج خارج المبنى من اجل تدخين سيجارة في الهواء الطلق وفي يده الاخرى كان يحمل علم جمهورية العراق لانه مغرم بلعبة كرة القدم خصوصا ان مبارة بكرة القدم ستقام  بعد ساعات بين فريق الطلبة العراقيين وفريق الطلبة العرب فقرر ان يشارك بتشجيع منتخب بلاده العراق ,

       

وفي هذه الاثناء كانت الملكة تستقل العربات الملكية التي تسحبها ستة خيول بيضاء اللون من اجل الذهاب الى قصر بنكهام . ومن الجدير بالذكر فقد كانت  ولا زالت صورة  هذه العربة الملكية بخيولها السته قد ارتسمت وطبعت على العبوة المعدنية  لشركة الحلويات الشهيرة ماركة ( ماكنتوش ) وكان من عادة العربات الملكية ان تأخذ طريقها المخصص الى قصر بنكهام  لكن في ذلك اليوم تقرر تغير الطريق المخصص بسبب وجود اعمال الصيانه والحفريات   الامر الذي توجب تغير خط سير عربة جلالة الملكة جذريا والمرور من  شارع   السفارة العراقية وكان المهندس عدي واقفا في الشارع  بانتظار الدخول مره ثانية للسفارة وفي هذه الاثناء انعطفت عربة جلالة الملكة المرصعة بالذهب وقد اعتلتها  تماثيل ذهبية على شكل اسود مبعثرة وعلى فوقهم تاج بريطانيا  في شارع السفارة العراقية واخذت العربة تتقدم الى الامام لتشق طريقها نحو قصر بنكهام الملكي حيث اقامة الملكة هناك واثناء مرور جلالة الملكة وقد وضعت  على راسها التاج الملكي المرصع بالجواهر وارتدت  الملابس البيضاء   المحتشمة قام الناس والمواطنين  المتواجدين في الشارع  بالقاء التحية على جلالتها فتقوم هي برد التحية بواسطة الرأس حتى اصبحت امام المهندس عدي وهي تبعد عنه مسافة  25 مترا او اكثر فقرر المهندس عدي  بتحية الملكة وقد رفع يده وقد امسك بالعلم العراقي فكان رد فعل ملكة بريطانيا اتجاه المهندس عدي باخراج يديها الاثنتين من نافذة العرابة الملكية وقامت بالتلويح بشدة وقد رفعت يديها الاثنتين الى الاعلى من شدة الترحيب والمهندس عدي قد نسى  بحمله علم العراق فقام المرافقين والمصوريين لجلالتها  بالتقاط الصور الفوتوغرافية لان ما حصل في هذه اللحضات كان امرا غير طبيعيا بالمرة فالملكة ومنذ توليها للعرش لم ترفع يدها لرد السلام والتحية على اي شخص في العالم ومن بين البروتوكولات المتبعه في قصر بنكهام ان تقوم الملكة برد التحية بواسطة الراس او رفع اليد الى مستوى الراس فقط  لان النظام الملكي المتبع هناك يلزم العائلة المالكة بذلك اما ما حصل للمهندس عدي فكان امرا غير مسبوق ابدا فتجمع البريطانين وهم مذهولين وغير مصدقين لما حصل فكيف تسنى لملكتهم الخروج عن البروتوكولات والعادات المكلية فتقدم احد البريطانين نحو المهندس عدي وقال بصوت عالي ان ما حصل اليوم هو امر غير مألوف   فانا بريطاني وعمري فوق الستين لم اشاهد مطلقا ان قامت صاحبة الجلالة  برفع يدها عاليا نحو السماء فقط لهذا الشخص الذي يحمل بيده هذا العلم فرد عليه احد الحاضرين وقد ارتسمت على وجهه الدهشة والاستغراب .. نعم لم اشاهد في حياتي مطلقا جلالة الملكة ترفع يدها عاليا نحو السماء لولا هذا العلم الذي يحمله هذا الشخص ... انه علم دولة العراق .
وفي اليوم التالي خرجت الصحف البريطانية بكل اطيافها تنشر خبر خروج الملكة ايزابيث ملكة بريطانية عن العادات والتقاليد  الملكية برفعها كلتا يداها نحو السماء عندما شاهدت علم دولة العراق يرفرف عاليا في السماء .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1165 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع