القائمقام أبوعَـزام ! الجزء الأول /١٤

                                    

تأليف
الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
 أستاذ جامعات بغداد والفاتح وصفاقس / سابقاً

     
القائمقام أبوعَـزام !
رواية واقعية تنقصها الصـراحة,من الحياة الأجتماعية
في العراق,.. في الحقبة بين سنة 1948- 1958م

أصـيُبت الصبية " نسمة " أبنة بائعة الكيمربكآبة لتحرش أبوعزام بها ومحاولة أغتصابها, فوصل الخبرلشيخ الشطرة الحاج خيون آل عبيد, و للجهات العليا في بغداد,..ولذا تم أستدعاءهُ ومحاكمته وحكم عليه بالفصل من وظـيـفـتـُة, فأضطرلرمى نفسه على زوجته (راغبة خاتون),لأنقاذه من الوحل الذي غـَطـس فيه, بسبب تجاوزاته القانونية, وها هوالآن محامي تحت رحمة زوجته, آملاً أن تعيد له بعضاً من مجده!
*** تكمل " نسمة " مرحلة الدراسة المتوسطة وتنجح بتفوق, وتبقى في القرية ترعى الماشية أيام الجمع والعطل الرسمية ولم يسمح لها بالنزول الى المدينة منذ حادث تحرش القائمقام بها!
***وفي أحد الأيام, وبينما كانت " نسمه " تحت ظل شجرة باسقة, تراقب الماشية, َلمـَحت من على بـُعد حبيبها سرحان قادماً نحوها,فغمرتها الفرحة وهرعت نحوه وأستقبلتهُ بمودة وشـَوق, قائلة : مرحبا سـرحان, فيقبل رأسها وتقوده الى مطرحها تحت الشجرة, فرحة, ويعم الصمت,  وتـَحلُ لغة العيون محلهُ !, وتهدأ المشاعـر, ويسـألها سرحان: كيف حالك يانسمة؟, فتردَ عليه التحية بغنج موشحة بالحياء,.. وتقول: ما الفائدة من النجاح؟,..والدي لا يرغب بأكمال دراستي بدارالمعلمات في مركز اللواء,.. فيجيبها : هانت يا نسمة,..فبعد أسابيع نبتعد عن هذه الأجواء!
* تنهار" نسمة " من الخبر, وتقول ما الذي سيصيبك يا سرحان ؟, هل عملت ما يغضب الدولة ويريدون ابعادك عنها,هل أنت معارض للحكومة, أوتحرشت بأحدى البنات مثل أبوعزام ؟!,..
* فيرد عليها بعصبية قائلاً: ما هذا الكلام, ما الذي حلَ بتفكيرك؟, فتخجل وتطرق برأسها ؟,..
فيبتسم لها, مـُدركاً عدم فهمها لقصده ويقول: يا حبيبتي,.. تم قبولي في البعثة الدراسية, وسوف أسافرالى أوربا لأكمال دراستي العليا وسأحصل على الدكتوراه,...وأذا رغبت بالسفـربمعيتي, فستتاح لك الفرصة لأكمال دراستك,..فما رأيك يا (أحبيبه)؟,..فتغمرها فرحة موشحة بالحياء, قائلة: وهل موافق والدي على سفري للخارج,.. وهو الذي لم يوافق  على دراستي في مركز اللواء!,.. بالرغم من وجود قسم داخلي للبنات,.. ووجود عدد من بنات قريتنا فيه!
* لا,.. يا "نسمة",حتماً سيوافق والدك على السـفـر معي,لأننا سنتزوج!,..فيعتري" نسمة "الفرح وتكتم مشاعرها, ولكن الصب تفضحهُ عيونه, وتقول: وأذا لم يوافق والدي؟!,فيبتسم لها قائلاً: تكلمت مع والدي, وبعد يومين سنزوركم لخطبتك وقراءة الفاتحة,..هل فهمت؟!,..
*** وتمر الأيام وتتم مراسم زواج سرحان و"نسمة" وفق التقاليد القروية,.. وبعد أشهرتظهر نتائج البعثات خارج العراق,ويقبل سرحان للدراسة في أحدى جامعات لندن,..وفي تلك الفترة يكمل وثائق سـَـفـر زوجته "نسمة" لترافقه الى أنكلترى طيلة فترة دراسته.
** تضحك الأيام "لنسمة" وسرحان ويجتمع الحبيبان بعد عذاب ومحن وأنتظار,وهما الآن أمام ضابط الجوازات في بهو المطار,.. يرافق سرحان عروسته وهي ببدلة الزفاف, وبعد أستراحة قصيرة, يعلن المذياع عن موعد مغادرة الطائرة وينهض سرحان هامساً بأذن "نسمة" المرتبكة بكلمات المودة هيا الى الطائرة!, فتبتسم" نسمة " فتمسك بذراعه ليُسـاعدها على النهوض,..ثم يتوجهان نحوالطائرة, ويصعدان سلمها ويدخلان بهوها,.. فتستقبلهما المُضيفة, مـُرحبة بهما بلهجتها العراقية (هـَله بالحلوين !,..مبروك عـرسـكُم! ), ثم تـُعينها بخلع عباءتها, وترشـدهما لمقعديهما,..فتجلس "نسمه" قرب النافذة, ويجلس بجنبها سرحان, وهومَزهواً بجمالها الفطري الذي أزداد روعة بالمكياج عند الجابي (حيث كان من أشهرصالونات التجميل في بغداد), وقد سرح سرحان مع أحلام اليقظة,وحمد الله الذي مَنَ عليه بهذه الغادة الهجينه من الجمال الفطري  السومري والعربي الحديث, فشكر الله على هذه النعمة, بعد كانت حلماً, ثم راح يردد بصمت آيات من القرآن الكريم !,.. وهذه هي الدنيا فتحت أبوابها لمن عـَرف الصبر,.. ولم ينهارأمام العواصف والذئاب البشرية, وما أن وصلا لندن حتى أستكملا كل متطلبات السكن والدراســة,  وتمكن من المباشرة في جامعة لندن, وتسجيل " نسمة " في معهد الخياطة التابع للجامعة !
***  تمكن عزوز الثعلبي (أبو عزام,..قائمقام قضاء الشطرة سابقاً), من فتح مكتب للمحاماة بعد صدور قرار وزارة الداخلية من فصله وعدم تعينه بأي منصب أداري,.. وفي أحد الأيام وبينما كان خلف مكتبه يتصفح بعض وثائق عملاءه, أحـس بوجود شخص ما قد دخل مكتبه!, فرفع رأس ففوجئ بـ "صبرية", تقف أمامه !,..فيرتعب وينهض مذعوراً,..ويقول: من أنت؟!,
 أ.أ.أ."صبرية", أرى؟!, أهلاً, أهلاً,..خطوة عزيزة, هـَله بالحبَيبه!, فتبتسم بأستهزاء, وتقول:
* فرأت بالجرائد عن مكتب محامي يدافع عن المظلومين ويرد للناس حقوقهم,فهل ستساعدني؟
* نعم,..وبكل ممنونية, طلباتك أوامر!,..و بالخدمة لحل مشاكل كل الأقارب والمعارف!,فتنظر
له بأحتقار,..وتصمت قليلا لتستجمع ما تبقى لديها من قوة وشجاعة وتقول: عندي قضية , فهل لديك الوقت لتدافع عني وتسرتجع حقوقي من واحد (نذل),..أم أوكل محامي غيرك؟! ,.. فيبلع أبو عزام الأهانة ولا من سمع, ولا من درى, ويقول ببسمة ممجوجة: طبعاً ممكن, أنت تأمرين يا سـت " صبرية " , يا وردة !,..وترد في قرارة نفسها كلاماً لا يصح نشره,..ويكسوه الوجوم ويخرس لفترة,..وتسعد صبرية لأمتصاصه الأهانة , قائلة : أريد معرفة ثمن أتعابك؟!,..فيرد:
* هل من المعقول أن أتقاضى منك أجوراً ؟!, أنت زهرة حبي ,..فتنظر له بأحتقار لسـذاجته,.. وقد نفذ صبرها ,..ثم تتمالك أعصابها وتقول:   
 * من أين لك هـَذه الشهامة؟,..بهذه الساعة, وصرت كريم, وأنت من اليوم أللي عرفتك بيه, ما شفت منك غير الخديعة ياعديم الغيرة,..ألم تخجل من نفسك ومن الناس يوم هجرتني وتركتني وحيدة في الشطرة؟!, ألم تتذكر أن لك حبيبه أسمها "صبرية"؟!,..وماذا حـلَ بها؟!,هل هي حيه أم ميته؟!,.. ثم تجهش بالبكاء وتلطم على وجها, فيهرع نحوها ويمنعها من التمادي بالضرب على وجهها,..ويقول لها:
* عيوني "صبرية" أرجوك بلا فضائح,..أللي شفته وجرى لي ما يتحمله أي انسان,.. أصبري وراح أشرح لك بالتفصيل كل أللي صار وجرى,..ثم يقودها الى مقعد قرب مكتبه ويطلب منها أن تصغي له,..ثم تحكم عليه,..فتهدأ "صبرية" وتنقاد لأرادته وهي في أسوء حالتها الصحية, حيث فقدت كل القدرة على النطق ونشف فمها, وأشارت بجلب الماء فهرع الى (الترمــس),..
ويملئ كأساً من الماء وقدمه لها,..وهو في حالة مزرية,..متخوفاً من أن يغمى عليها وينفضح أمره,..فأخذ ينتقي الكلمات التي أستطاع ترويضها بها سابقاً,..ويستطرد في كلامه:
*** عند عودتي الى بغداد أحلت الى لجنة تحقيق وقررت فصلي من وظيفتي وعدم صلاحيتي لأي منصب أداري في المستقبل,..لهذا فتحت مكتب المحامات هذا , عسى ولعل أعيد سمعتي بين الناس أذا ما أخلصت بخدمتهم,..وأرشح للدخول الى مجلس النواب,..حيث تبدأ الترشيحات قريباً,..وأنا واثق من فوزي, لسمعتي ومقدرتي التي شاعت في هذه المنطقة,.. وكل شي راح يرجع مثل ماكان,..فأنت مازلت في عيني أجمل نساء العالم, ومن المستحيل التخلي عنك, كما أن أم عزام ما زالت بحالة مزرية وتبين أن مرضها لا يرجى منه الشفاء,مرض خطير, يسمى  (السرطان) وقانا الله وأياك منه,.. وأن أي صدمة تتعرض لها ستسرع من أجلها المحتوم !,..
فكيف تريدين مني أن أتركها وهي بهذه الحالة وأنا لا مأوى لي ولم يبقى لدي مما جمعته من مال فقد وزعته كرشوة كبار المحقيقين, ولم ينفذوا وعدهم,.. لأن الأمر كان من البلاط الملكي لأرتباط شيخ الشطرة بالعائلة المالك والحكومة لا ترد له أي طلب,.. فماذا ينفع السؤال عنك؟,
فقد كنت أخطط بصمت حتى لا ينكشف أمرنا لأم عزام وتحرمني من الميراث,..فكيف تريدين مني تركها؟!,..ونصبح أنا وأنت كما قيل في الأمثال: أعمى يكود بأعمى!, والآن ما عليك سوى الصبر,فحماتي تسعى لدى الباشا بن عمها لأستخدام نفوذه لترشيحي للبرلمان القادم وبعد ذلك أدخل الوزارة في أول تعديل وزاري,..يعني راح أرجع للمجد وأصير وزيراً, وأنت حرم سعادة الوزير,فتستهزء "صبرية" بصمت وتكشر بوجهها وتقول: ولمَ لا؟!,.. أين يجدون شخصاً يحمل كل هذه المزايا التي أنعم الله بها على جنابكم المحترم,..من طيح الله حظ المجلس أللي يسمح بالدخول لشخص مثل مواصفاتك وخياناته لمهنته وللمرأة التي سلمته شبابها فزاغ عنها هارباً الى زوجته الشمطاء من أجل أعادته لمجده الزائف,ألا تباً لك ولأمثالك من الرجال!
*** ينزعج أبو عزام من التهكم عليه بهذه القساوة, وينفعل أشد الأنفعال,..ويطلب التوقف عن سخريتها فقد شعر بأنهياره وهزيمته أمامها,..فتصمت "صبرية" على مضض,.. ثم يغير نغمة حديثه ويتودد لها على أمل أن يخفف عصبيتها,ويستطرد بقوله:أنت في مكتبي,فلم تهينيني؟!,
 فتيجبه بنغمة العسكري : سمعاً وطاعة ياسيدي!,لا تحاول التهرب من الحقيقة وما سببته لي,  وقل لي بربك, هل تعرف شيئأ عما زرعته في أحشائي؟!, فيجيب بغباء:
* ألم تسقطين الجنين؟!,..ويشيرالى بطنها ويتضح له أختفاء الحمل, و تصورأنها أسقطته,..ولم يخطر بباله العذاب الذي مرت به في أشهرها الأخيرة عند خالتها في حرمانها من كل مقومات الحياة,..فقد كان يعتقد في قرارة نفسه أستحالة أبقاء الجنين في بطنها بعد رحيله عنها,..وهي لا تملك ما يثبت زواجها!,..لأن زواجها عرفي, وفي يوم هروبه أستولى على (صيغتها الذهبية وورقة الزواج العرفي),.. وتنظر بأحتقارالى هذا المخلوق المتجرد من القيم الأنسانية, وتشعر بنشوة لأنهياره من الحقيقة الماثلة أمامه,وهذه أولى بوادر أنهزامه!,.. ثم تتابع سجالها قائلة:
**  ولدت بنتاً آية في الجمال أسميتها "نيران", وهي مع الأسف تشبهك تماماً,...والآن جئتك لكي تستخرج لها وثيقة الأحوال المدنية (الجنسية),..فما هو رأيك؟.. هل لديك بعضاً من القيم الأنسانية وتتفرغ لأنجاز ماتحتاجه أبنتك من حاجيات لأقاوم وأياها هموم الحياة, فليس لي من معيل سوى خالتي الخادمة عند عائلة تركية, وأعيش وأياها بمرتبها,.. ولم تستطع تركهم لأنهم سافروا الى أسطنبول وتركوا كل ممتلكاتهم المهمة في غرفة أمانة عند خالتي, ألا أن أخبارهم أنقطعت منذ ثلاثة أشهروهي لا تعرف أياً من معارفهم!
** نحن الآن لا نملك قوت يومنا, فهل لك أن تقدم لي العون حتى أشتري الحليب الى أبنتك؟  
 فيرد عليها : أنني في وضع لا يسمح لي بأعتراف بأبنة غير شرعية, ومن يدري فلربما,.. هي,.. من شـ....؟!, ويسكت للحظة, وتفهم " صبرية " مايدور بذهنه المتعفن,..وتقول له:
** الآن عرفت معدنك الردي,..ولكن, ومع كل الأسف آمنت بأقوالك ومخططاتك التي جعلتني   كدمية بيدك,..ولكن ما نفع الأسف, فقد وقع الفأس بالرأس ,وهذه نتيجة من لا يستمع لنصيحة الأهل والأحباب,..فقد داعبت مشاعري وأنا مازلت بدورالمراهقة,.. ودخلت بيتنا لكي لترعاني كأب بعد وفاة والدي, وخدعتني بالزواج العرفي, ونقلتني كخليلة لأعيش بمعيتك في الشطرة, وما أن فاحت أعمالك القذرة فيها حتى هربت كالكلب المسعور,.. ونسيت أن لك حبيبه أعطتك زهرة شبابها, وزرعت في أحشاءها جنيناً تشك الآن أنه من صلبك!,ألا تباً لك, يا خسيس!
 *** تنهمر الدموع من عيون "صبرية",..ويتبسمر بمكانه بحيرة, فيحاول التقرب منها طالباً منها السكوت فتبعده عنها, ويتوسل بها بالكف عن البكاء!,ويقول : لا تفضحيني !, فأنت في
مكتب أشهر محامي في المنطقة, وسوف يؤثر ذلك على سمعتي بين أبناء المحلة, لأني قريباً سأرشح عن هذه المحلة لدخول البرلمان,ماذا سيقول الناس أذا ما سمعوا بما يدور بيننا؟
* ماذا يقولون؟!,..سيقولون نذل وأبنحرام, هذا هو الرجل غير المناسب في المكان المناسب!,
والله لن أترك فرصة تتاح لي ألا وفضحتك بين أبناء المحلة, وحتى في الصحف عما فعلته في قضاء الشطرة, ورأيت بعيني محاولتك لأغتصاب الصبية " نسمة " أبنة بائعة الكيمر,.. وكيف رمت عليك صينية الكيمروهربت,.. وركضت خلفها كالثور, وتمكنت من طفرالسياج ولاذت بالفرار!,.. أين المفر يا أباعزام ؟,..أنا وياك والزمن طويل!,..مع الأسف عامة الناس لا تسأل عن جوهر الأنسان وتصدق ما تنشره الصحف !
**عامة أبناء المحلة مبهورون بأسمك وبمركزك السابق كقائمقام في أشهر قضاء  في لواء الناصرية, ولكن ما من أحد يكلف نفسه عناء السؤال عن ماضيك وسبب هروبك, وفصلك من الوظيفة وعدم تعيينك في أي منصب أداري مستقبلاً,وهكذا ( فـَشـت )," صبرية " غـلـَها فيه, ويتوسل بها ليثنيها من التمادي والتجريح بشخصه ويقول : كل شي تريدينه راح يصير!
 *** شعرأبوعزام بقدرة " صبرية " على تحطيمه, فيسارع لتبديل أسلوب حديثه معها,ويهرع ويغلق ستائرالمكتب, ويتودد لها ويطلب منها الجلوس على (الكنفه) بجنبه,.. فتطاوعه من أجل
أن يعينها بتربية أبنتها, وخاصة أن عمتها الآن من دون مرتب وهي تعاني من المرض, ولذا أستسلمت للواقع المرير!
*** وبعد مرور وقت قصير يجلب لها الكباب المشوي, ويعمل لها لقمة مغرية ويطلب منها تناولها من يده,.. فتنظر له بعتب المحب ولسان حالها يقول له :
ما الذي فعلته لك حتى تغدر بي,..ألم أكن لك كالجارية أخدمك وألبي طلباتك من دون أي أعتراض,.. ولكن ما فائدة العتب مع شخص رقيع ورديئ المعدن!
* فيبلع أهانتها , ويقول لها : أعطيني فرصة حتى أقف على رجلي ثانية, أن مستقبلي مرتبط الآن بأم عزام,..فلو علمت بعلاقتي معك, فانها ستطردني من بيتها وتحرمني من ثروتها ولن تسعى لمساعدتي بدخول البرلمان,فأين سألتجأ,..هل تتصورين هذا المكتب سيكفي لمعيشتنا ؟!
* ينتاب "صبرية" الغرابة من كلامه ولهجته وتودده,..ويخطر ببالها أحتمال تغيره وصدقه لما تحدث به,..وراحت تصغي له, وما أن أنتهى من كل كلامه المعسول تقول له:
* أنا لا أطلب منك مالاً,ولا أريد أن تهجر ام عزام, وخاصة هي الآن في حالة مزرية,وأنما أريد مساعدتك لأستخراج الوثائق الرسمية لأبنتك التي هي من لحمك ودمك!,..فيتطلع لها أبو عزام بتعمق ليقرأ قصدها وما يدور بخلدها,.. فقد أجادت "صبرية" العملية التفاوضية بجدارة, حيث ما من والد أووالدة  يتنكران لذريتهما,..فعاجلاً أوآجلاً سيحنان ويعترفان بأبنهما.
** وعلى أية حال ,فقد أجادت "صبرية" دورها أجادة الأنثى المنكوبة بشخص أحبته وأخلصت له, لكن سوء خلقه وحبه للمال جعله يدير ظهره لها ويشك ببنوته لطفلته!,.. وعلى الفور يسألها أبو عزام ,.. وما سميتيها,..فتقول سميتها "نيران",..فيرتبك من هذا الأسم, ويسألها بمودة: ولماذا أخترت هذا الأسـم؟!,.. فتجيبه: الأسم ينولد مع الطفل, أنه ألهام من الله,..يخلق الأنسان ويرفق معه أسمه,..وأنشاء الله راح تصير بالمستقبل أسم على مُسمى,..فأذا لم تمنحها حقوقها, فأنها ستحرق قلبك أضعاف الكمية التي حرقت بها قلبي, وأن الله يمهل ولا يهمل !,.. وأياك أن  تتهاون بطلبي,..فهذه فرصتك الأخيرة أذا رغبت أن أصفح عنك بعض ما عملته بي!
يتبع في الحلقة:15
 للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

http://www.algardenia.com/maqalat/20368-2015-11-28-18-23-06.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

807 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع