بغداد يا بغداد !!

                                 

                            زيد الحلي


الاحد ،تبدأ د.ذكرى علوش ، مهامها الوظيفية الفعلية ، امينة لبغداد ، بعد ثلاثة ايام من المجاملات البروتوكولية ، وهي امانة ثقيلة بلا شك في كل الاعراف ، ويبدو ان اختيارها هذه المرة ، لم يكن مزاجيا او وفق خارطة المحاصصة التي دمرت العراق وعاصمته العريقة ، إنما جاء على وفق رؤية حضارية امتزجت فيها العلمية والثقافة والمنهجية ، وهو مانحتاجه في قاموس البناء الصحيح ..

امام هذه السيدة ، كم هائل من التراكمات ، جعل بغداد تعود القهقري الى سني العشرينات ، وتصطف توأماً لمدن افريقية ، وهي التي توقعت لها دراسات حضرية عالمية في سبعينيات القرن المنصرم ، ان تكون العاصمة العربية الاولى في التنظيم والنظافة والبيئة ، لاسيما بعد ان وضع لها مهندسون عالميون  دراسات وتصميما اعتمد الارث الحضاري البغدادي ، يتناسب مع انبثاق الثورة المعمارية العالمية بدأ من مترو بغداد وتفرعاته العديدة ، الى مجمع الوزارات والكليات والمجسرات ومتنزهات شرق بغداد ودار الاوبرا و.. و.. و.. وغيرها ..
اجد من الضروري ان تبدأ د. علوش ، من المحسوس الآني الذي يتلمس سوءه المواطنون ، اي ان يكون التكتيك مسارها الاول قبل الشروع بسترتيجية ربما لن ترى النور بسبب المناكفات السياسية وشريعة ( هذا لي وذاك لك ) التي انهت الابداع والمواطنة ... بحيث تقدم ما واجبه التقديم وتؤخر ما واجبه التأخير ، حتى بالرغم من اهميته .. ان تبدأ بإعادة الاشياء الى واقعها ، لأحياء صورة بغداد التي نهشتها عقول الجهالة ، والحقد الحضاري ... ان تعود سيارات مياه تنظيف الشوارع والازقة الى عهدها السابق ، ويعود " الباب الشرقي " الى حضن الماضي الجميل ، ونصب الحرية الى مجده وان تتحول الارصفة الى عابري السبيل وليس الى اكشاك ومكبات  ، وننفض عن شارع الرشيد رداء الذل المتمثل بهجين البضائع وان تعود " الشورجة " الى مجمع تسويقي تراثي كما كان وان تسعى الى تحقيق لقاء مع اصحاب دور السينما والمسارح وتذليل الصعاب لعودة الحياة الى تلك المنافذ الثقافية ..
كم يحتاج المواطنون الى رؤية شارع السعدون وساحة النصر والبتاويين والفضل والبياع والحرية والاعظمية والكاظمية وبغداد الجديدة والكسرة ، وغيرها ، خالية من سراق المتعة البريئة ، وان تعود توقيتات انطلاق حافلات نقل الركاب واكشاك باعة الصحف .. كل ذلك سهل التطبيق والتنفيذ ، لكن هذا الامر لن يتم سوى بإبعاد العناصر التي تسببت في ظلامية صورة بغداد ، فلن يتحقق شيء ايجابي لبغداد لقناعتي ان دعاة اعادة آلق بغداد ،  كمدينة شهيرة في عمق التاريخ ، ودعاة تحويل بغداد الى قرية ومساكن صفيح  ، ضدان لا يلتقيان، ونقيضان لا يجتمعا معًا على محل واحد ، في وقت واحد ، إلا وأحدهم محكوم للآخر، واقع تحت قهره وسلطانه..!
د. ذكرى ..بغداد تبكي قهرها ، فأسع الى توفير بسمة او ضحكة فرح تنسيها سني ضياع الهوية!!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

391 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع