شطيرة المدرسة تؤرق الأمهات العربيات

             

مع بداية عام دراسي جديد، تتجدد لدى أغلب الأمهات العربيات مشكلة صغيرة وغريبة في آن، هي مشكلة شطيرة المدرسة التي يحملها أولادهن كل صباح في حقيبتهم لتساعدهم على التركيز وتمنحهم الطاقة الإيجابية الضرورية على الأداء الدراسي الفعال.

العرب/القاهرة- في مصر تعقدت مشكلة شطيرة المدرسة بشكل أكبر هذا العام، فبعد الارتفاع الكبير في أسعار مكوناتها من خبز وأجبان، جاءت التحذيرات المتصاعدة من لجوء الأمهات إلى استخدام اللحوم المصنعة مثل المرتديلا (اللانشون) والسوسيس والبرجر، وغيرها من المكونات التي تمثل عناصر جذب كبيرة للأطفال لتزيد مهمتهن تعقيدا.

في بداية شهر أغسطس الماضي اتخذت السلطات المختصة بمحافظة الشرقية (شرق العاصمة المصرية) قرارا بإغلاق ثلاثة من أشهر مصانع الحوم المُصنعة، بعد أن وجدت في خطوط إنتاجها حشرات وذبابا وصراصير، فضلا عن أن استخدام بعض المصانع المياه المخلوطة بمياه الصرف الصحي.

على إثر ذلك انتشرت حملات توعية تحذر الأمهات من استخدام تلك اللحوم في وجبات المدرسة للأطفال، أشهرها تلك التي قادتها إيمان علي، وهي أم لطفلين في سن المدرسة، من خلال صفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تتواصل فيها مع عدد كبير من أمهات أطفال المدارس.

إيمان قالت لـ”العرب” إنها منذ عام تقريبا منعت دخول كل أنواع اللحوم المصنعة إلى المنزل، خصوصا أن التحذير من مشاكلها وسوء تصنيعها، وعدم مطابقتها للمواصفات الصحية العالمية، مسألة تتكرر سنويا.

وقالت “كنت في كل مرة أنوي مقاطعتها بالفعل، لكن في اللحظات الأخيرة أضعف أمام رغبات أبنائي، وتشجعت هذا العام بعد أن تعلمت عدة طرق لتصنيعها في المنزل”. اعترفت إيمان بأنها لا تزال تجد صعوبة في إقناع الأمهات بالابتعاد عن هذه اللحوم، حيث يتعللن بأنهن لا يستطعن حرمان أطفالهن منها تماما.

كانت دراسة سويسرية نشرت قبل فترة، أثبتت أن الإكثار من تناول اللحوم المصنعة يؤدي إلى تقليل العمر الافتراضي للإنسان. نتائج الدراسة أكدتها الدكتورة هيام الشاذلي خبيرة التغذية العالمية في تصريحات صحفية، بأن اللحوم التي يصنع منها اللانشون من أسوأ فضلات اللحوم، التي تسبب السرطان وتضعف الجهاز الهضمي عند الأطفال، وهي السبب الرئيسي لأي مرض. كما أن هذه اللحوم عند تصنيعها تكون غير نظيفة وتحتوى على كميات من البكتيريا تهاجم جسم الإنسان، بينما في المقابل لا تقدم هذه المنتجات أي قيمة غذائية.


الدكتورة يسرية عبدالمنعم أستاذة الاقتصاد المنزلي وإدارة المنزل بجامعة الإسكندرية نصحت الأمهات في تصريحات لـ“العرب” باستبدال الأطعمة باهظة التكاليف وغير المضمونة صحيا، مثل اللحوم المصنعة بأخرى بسيطة ورخيصة ومفيدة، كإعداد البرجر من حبوب الصويا مع إضافة الخضر إليها مثل الكزبرة والبقدونس والفلفل الملون لجذب انتباه الطفل.

كذلك يمكن للأم صنع الفطائر والمخبوزات المضاف إليها دقيق الشوفان الغني بالألياف القابلة للذوبان وتحتوى أيضا على فيتامينات مثل e وb، والكثير من المعادن مثل الماغنيسيوم والكالسيوم، لافتة إلى أهمية أن تضع له بعض المكسرات مثل “اللوز والكاجو والبندق”، والتي يمكن للأمهات اللاتي ينتمين إلى أسر محدودة الدخل استبدالها بالفول السوداني لرخص ثمنه وفائدته الكبيرة.

مع انتشار فضائيات متخصصة في الطهي، وصفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت النافذة أكثر اتساعا أمام الأم للبحث عن أقل الطرق تكلفة، وأكثرها تنوعا في إعداد شطيرة المدرسة لأطفالها الصغار.

لكن تبقى شطيرة المدرسة صداعا في رؤوس الأمهات وأحيانا الكثير من الآباء، حيث شكا طارق حسن (محاسب قانوني) من عدم وجود بديل آمن من النواحي الصحية والغذائية لوجبات “الفاست فود” غير الصحية والمكلفة جدا، وأحيانا تكون فاسدة أو منتهية الصلاحية، وبالتالي فالأهالي يتعرضون لحالة استنزاف مادي وذهني يوميا للبحث عن أفكار مغرية لشطيرة المدرسة إلى درجة تجعلها مصدرا للإجهاد العصبي والنفسي للأسرة بكاملها.

قبل فترة قام المركز القومي للبحوث في مصر بدراسة عن أفضل الوجبات المدرسية للتلاميذ، وتوصل إلى أن إعطاء التلميذ وجبة جافة كالبسكويت أو الفطير يكفي أكثر من 30 بالمئة من احتياجات الطالب.

    اللحوم التي يصنع منها اللانشون من أسوأ فضلات اللحوم، التي تسبب السرطان وتضعف الجهاز الهضمي عند الأطفال

كما كشفت دراسات أخرى بالمركز أنه يستحيل الاعتماد على نوع واحد من الطعام لتغذية التلاميذ حتى لا يصابوا بالملل ويرفضوا تناول الوجبة المدرسية، لهذا يجب تغيير نمط الوجبة وشكلها للحفاظ على جاذبيتها لهم.

وأكدت بعض الدراسات المتخصصة على ضرورة احتواء الوجبة على جميع العناصر الغذائية الصحية من الألياف والفيتامينات وموانع الأكسدة لوقاية التلاميذ من الأمراض وتقوية جهاز المناعة لديهم، وحمايتهم من ارتفاع الكولسترول أو أمراض الجهاز الدوري أو تصلب الشرايين والسرطانات، كما يجب أن تحتوي الوجبات على مركبات الفيولات التي تقوي جهاز الإبصار وتحسن وظائف المخ، وأن تكون متعددة المذاقات بعضها بالملح والبعض الآخر بالسكر حتى لا يمل الطفل منها.

الدكتور أشرف عبدالعزيز أستاذ التغذية بجامعة حلوان، أكد للأمهات أهمية أن تكون الشطيرة صحية ومفيدة للطفل، وليس من الضروري احتواؤها على اللحوم المصنعة باهظة التكاليف من ناحية وغير الصحية من ناحية أخرى. وقال لـ“العرب”: الأفضل للأمهات أن يستبدلن اللحوم المصنعة بأنواع مختلفة وغير مكلفة من الجبن، مع إضافة قطع من الخيار أو الخس إليها أو بشطيرة البيض المسلوق، مع جبن وخيار أو زيتون، حتى تكون وجبة صحية.

وأشار إلى أهمية أن تضع الأم ثمرة فاكهة في حقيبة طفلها بعد غسلها جيدا وتقطيعها لتكون سهلة الأكل، كما يمكن أن تص

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

841 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع