ذاكرة المدينة / مجد آفل وشناشيل - محلة الباشا في البصرة القديمة

              

 ذاكرة المدينة /مجد آفل وشناشيل - محلة الباشا في البصرة القديمة.. 

 

  

               بقلم /حسين العطية

    

مستلات 

 بيوت الشناشيل هذه اخذت بالاندثار بعد ان هجرها أصحابها الأصليون وعدم الاهتمام بها وصيانتها علما إنها تعتبر من البنايات التراثية التي تمتاز بها البصرة .
 تميزت محلة الباشا بوجود اكثر من اربعة عشر جسرا خاصا مقاما على نهر العشار سميت بأسماء مالكيها .

       

بقيت محلة (الباشا ) في رحلة الزمن مدفونة بالآمال الكبيرة نقرأ عند كل شرفة شناشيل حكاية من الاعماق ، تردد اصداء سنابك الخيل العابرة وهمسات امسيات ايام زمان .

ساحة البراحة
تقع ساحة البراحة وسط محلة الباشا ،وكانت في الأربعينات ساحة تباع فيها الخضروات وحطب سعف النخيل والأغنام. وكان من أهم معالمها جامع ذو المنارتين . من سكنة محلة الباشا سابقا يحيى زكي والد كل من المرحوم الصيدلي داود وشقيقه المرحوم رياض وعبد الجليل ابو سناء ومرهف حميد طه والسيد عبد الحميد الخليل والحاج عبد الله الخالد وبيت الفريح وبيت عبد الله ابو الخليل وبيت السالم وبيت الشيخ جري الإمارة يقع خلف جامع أبو منارتين وبيت مهدي جادري والد الفنان والمصمم صالح جادري. ومن دكاكين ساحة البراحة التي كانت تبيع لفات الصمون والحلاوة ولفات ابيض وبيض والعمبة محل ابو جعفر . هنالك شارع جانبي يتفرع شرقي ساحة البراحة باتجاه محلة السيف تقع في بدايته كنيسة الأرمن وبيت الحاج نعمة المناصير تتفرع منها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا شوارع ودرابين ضيقة تنتشر على جوانبها بيوت الشناشيل التي تتقارب شرفات قسم منها المتقابلة لإضفاء أجواء من الظل لتقليل درجات الحرارة صيفا .
وبيوت الشناشيل هذه اخذت بالاندثار بعد ان هجرها أصحابها الأصليون وعدم الاهتمام بها وصيانتها علما إنها تعتبر من البنايات التراثية التي تمتاز بها البصرة والتي كانت تضم جميع مكونات المجتمع البصري من مسلمين ومسيحيين ويهود وصابئة .

       

   تفضي هذه الشوارع والدرابين إلى :
محلة نظران شمالا حيث يمتد الشارع الذي تقع على جانبيه سلسلتان من الشناشيل يتوسطها إلى اليسار الدار التي كانت مخصصة لاستراحة الملكة (عالية )والدة الملك فيصل الثاني رحمهما الله. وإلى اليمين سلسلة أخرى من بيوت الشناشيل يقع في آخرها البيت الركن المقابل لجسر الغربان والذي كانت تشغله مدرسة النبراس الابتدائية سنة 1960 وقبلها كان هذا البيت والبيت المجاور عبارة عن دار سكن ومكتب لعائلة السلمان المناصير الكبيرة غادرته سنة 1957. جنوبا تتصل ساحة البراحة بزقاق يقابل الباب الخلفي لجامع ابو منارتين كان يقع إلى اليمين في بدايته محل الحاج باقر والحاج جبار الاوتجي ويسارا في وسطه تقريبا مخبز عبد الحسن الذي كان يخبز الخبز التموين الاسمر بسعر خمسة فلوس للرغيف الواحد في بداية الستينات.

           

وكان الخبازون فيه يتحدثون عن الفلم العراقي (انعيمه) الذي عرض في حينه في سينما الرشيد الشتوي ثم يتسع الزقاق إلى نهايته حيث ( سره العرباين ) التي تنقل ركابها إلى المستشفى الجمهوري وبالعكس.
موقف عربات الخيل
على مرمى من سره العرباين الذي يقابله بيت السيد عبد الكريم المناصير والذي كان مديرا لإعدادية الملك فيصل الثاني .وعبر الشارع العام كان بيتنا وهو عبارة عن بيت شناشيل مثل بقية البيوت المجاورة حيث اتخذت من غرفتي في الطابق الأوسط مرسما وكان قبالتنا بيت لتاجرين يهوديين اخوين هما شاؤول وكرجي وكنا نتزاور معهما في الأعياد والمناسبات وإلى جوارنا زقاق فيه بيت أم هلال وجلال ثم بيت محمد طه وكانت كبرى بناته في معهد الفنون البيتية الذي كان يقع في محلة السيف وإلى مسافة كان بيت علي عطار وهم أول من اقتنى تلفزيونا في المنطقة عند دخوله للبصرة وكنا الصغار نتجمع عندهم في الليل لمشاهدته وكانت تلفزيونات البصرة تلتقط تلفزيون ايران فقط وأول فلم عربي عرض هو:

                   

( شاطيء الغرام ) بطولة ليلى مراد وحسين صدقي مترجم إلى الفارسية كتابة . زقاق يتفرع من ساحة البراحة شرقا ويتقاطع بالشارع الفاصل بين محلتي الباشا والسيف .
شارع يمتد من ساحة البراحة غربا إلى محلة باب الزبير ويمر ببيت الرسام سمير عسماوي وكنت معه في مقدمة الرسامين في مدرسة النبراس الابتدائية سنة 1961 في محلة الباشا وافترقنا بعد الابتدائية والتقيته صدفة سنة 1992 وكان صاحب معرض لبيع المواد الإنشائية في الصناعية القديمة في البصرة وكان آخر لقاء بيننا حيث لم اشاهده بعدها وسمعت مؤخرا بأنه استقر في الإمارات .

            


بندقية الجسور
يذكر الكاتب المؤرخ احسان وفيق وهو يتحدث عن محلة الباشا قائلا :

" تميزت محلة الباشا بوجود اكثر من اربعة عشر جسرا خاصا مقاما على نهر العشار ،سميت باسماء مالكيها واشهر الجسور جسر يامين وجسر صالح بيك وجسر المنديل وجسر المناصير وجسر الزهير وجسر كمال هندي وجسر البدر وجسر عبد السيد وجسر النعمة وجسر بيت نصوري وجسر الغربان وجسر بيت طلعت وجسر الموفقية " ، كما يضم كتابه اسماء عدد كبير من الاسر التي سكنت هذه المحلة التي شهدت مجد تجارة النقل النهري وابهة الشناشيل والخانات وصوامع الغلال وقصور الأغوات وبيوتات اهالي البصرة القدماء قبل ان تفتك بها معاول الزمن والاهمال !


تعليقات الصور

1ــ الشناشيل وزمن الاندثار
2ــ واجهة جامع ابو منارتين

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

781 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع