بين الاحتجاجات وكورونا .. ذهبت أحلام طلبة العراق أدراج الرياح

         

كان من المفترض أن يكون هذا العام عام تخرّج بسمة هيثم بإجازة جامعية، لكن الاحتجاجات المطلبية وتفشي وباء كورونا في العراق سيّرا الرياح عكس مسار سفنتها.

تقول الطالبة في جامعة المستنصرية بالعاصمة بغداد "كنت أحلم بالتخرّج .. حتى إنني اشتريت فستانا زهريا لحفل التخرج.. الآن لا أعرف متى يمكنني ارتداؤه".

وقد لا يتمكّن نحو 150 ألف طالب عراقي من التخرج المفترض هذا الربيع، بحسب المتحدث باسم وزارة التعليم العالي حيدر العبودي، إذ أغلقت الجامعات أولا بسبب الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة، وثم بانتشار وباء كورونا.

سيؤدي ذلك إلى تأخير عمليات البحث عن وظائف في بلد تبلغ فيه نسبة بطالة الشباب 36%، ومن المرجح أن ترتفع أكثر مع مواجهة البلاد لأزمة مالية.

كانت بسمة هيثم (23 عاما) قد خططت بعناية لدراستها حتى تتمكن من الحصول على وظيفة في القطاع الخاص في العراق.

وبمجرد أن تتسلح بشهادة في الأدب الإنجليزي، كانت تأمل في الحصول على شهادتين باللغة، ثم متابعة الماجستير في إدارة الأعمال أو الترجمة الفورية.

لكن الاحتجاجات كانت أسرع. وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موعد بدء السنة الجامعية، مطالبين بمحاربة الفساد وتغيير كامل الطبقة السياسية.

ولتوقف الدراسة، كان للطلاب دور رائد في الإضرابات ونصب الخيم الاحتجاجية بأسماء الأقسام الأكاديمية، وتنظيم مسيرات لدعم الحركة عندما تخفّ الحماسة.

تأخير
بحضور عدد قليل من الطلاب إلى الفصول الدراسية، أعادت معظم الجامعات جدولة امتحانات الفصل الدراسي الأول إلى أواخر فبراير/شباط أو مارس/آذار، وبدأ ترسيخ استخدام المناهج عبر الإنترنت.

لكن مشكلة كبرى كانت تتبلور في ذلك الوقت وهي جائحة كورونا المستجد شديد العدوى الذي اجتاح العالم.

ومع استعداد الطلاب لإجراء امتحانات أعيدت جدولتها، أغلقت الحكومة كل أماكن التجمعات الرئيسية، بما في ذلك الجامعات، لمنع تفشي الوباء.

وبالتالي، تم تأجيل احتفالات التخرج التي طال انتظارها، وكذلك المنح الدراسية الدولية.

ووفقا للسفارة الأميركية في بغداد، لن يتمكن ما بين 200 و250 طالبا كان من المقرر أن يدرسوا في الولايات المتحدة هذا العام من السفر بسبب القيود المفروضة جراء كورونا.

تقول رنين الخليلي (25 عاما) التي تدرس هندسة الاتصالات في كلية المأمون في بغداد "لن نعيش جو احتفال التخرج".

ويوضح العبودي أن وزارة التعليم العالي ستعلن عن جدول الامتحانات النهائية "قريبا"، بما في ذلك الإرشادات اللوجيستية للحفاظ على صحة الطلاب.

ولكن بالنسبة لميادة محمد (23 عاما) فقد فات الأوان. فيجب على طلاب الفنون الجميلة في جامعة بغداد كي يتخرجوا إكمال مشاريع النحت النهائي في استوديو الجامعة المغلق منذ أكثر من شهرين.

تقول ميادة إن "آخر ما سمعناه هو أننا سنبدأ المشاريع العام المقبل، لذلك سنتخرج متأخرين عاما. لكن البعض منا لا يستطيع تحمل ذلك. نحن بحاجة إلى بدء العمل".

انضمت ميادة للاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي، لكنها تقر بأن الإقبال الضعيف في الآونة الأخيرة يثنيها عن العودة إلى الشارع.

تقول من منزلها في بغداد إنها خسرت هذا العام، وإنها تقضي معظم وقتها في مشاهدة التلفاز ومنصات الأفلام على الإنترنت.

فقدان الأمل
أكثر من 60% من سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة هم دون الـ25 عاما، ويقدر أن يزيد عددهم 10 ملايين بحلول العام 2030.

يعتمد معظم الطلاب الأكبر سنا على برنامج التوظيف الجماعي للحكومة من الحقبة الاشتراكية، حيث يتم تعيين الخريجين الجدد في وظائف في القطاع العام المتضخم في البلاد.

لكن الحكومة كافحت من أجل استيعاب الموجات الجديدة من الخريجين في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أثار قلق سجاد مطر، طالب الطب البالغ 22 عاما.

يقول مطر "كان من المفترض أن أتخرج هذا العام، لكن قلبي يقول لي إن ذلك لن يحدث".

لم يتم بعد تعيين فئة خريجي العام 2019 من الجامعة الخاصة التي يدرس فيها في الوظائف الحكومية، مما يجعل تعيينه قبل نهاية العام 2021 أمرا غير مرجح.

وذلك يعني أنه سيبقى في المنزل مع والديه في الناصرية جنوبي العراق دون راتب الـ700 ألف دينار (نحو 600 دولار) الذي كان يتوقعه.

يقول مطر بمرارة "علاوة على ذلك، ما زالت الجامعة تريد منا أن ندفع 1.7 مليون دينار (1500 دولار) من الرسوم الدراسية لفصل الربيع. لكن لا يوجد عمل في الناصرية، لقد فقدت الأمل".

المصدر : الفرنسية

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

476 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع