وجوه انطوني كوين الثلاثة !

محمد سهيل احمد

وجوه انطوني كوين الثلاثة !

يصف الناقد الفني ( دونالد كوسبت ) الممثل العالمي انطوني كوين بقوله : " من خلال معاينة وتوشيج الوسائل الفنية التي عرف بها انطوني كوين تتضح لنا رحابة الجوانب الابداعية في سيرة كائن يستحق ان تطلق عليه تسمية العبقري ". لقد عرف انطوني كوين ــ اضافة لشهرته كممثل عالمي وإنْ بنطاق اضيق ــ كفنان تشكيلي رساما ونحاتا ، اضافة لدوره كناشط مدني قبل ان يرحل في الثالث من حزيران سنة 2001 .

البدايات

ولد مانويل انطونيو رودولفو كوين اكساكا في الحادي والعشرين من نيسان عام 1915 في المكسيك لأم مكسيكية وأب مكسيكوـ ايرلندي قبل ان يكتسب الجنسية الاميركية ويشتهر من خلال عدد من الافلام الخالدة مثل ( زوربا اليوناني ) ، ( عمر المختار .. اسد الصحراء ) ، ( فيفا زاباتا ) ،( يولسيس ) ، ( احدب نوتردام ) ،( الشيخ والبحر ) ، ( حلم الملوك ) وافلام عديدة اخرى عبر ستة عقود متواصلة من الاشتغال السينمائي .
عرف عن كوين نهمه المبكر للفن التشكيلي وذلك منذ ان كان فتى مراهقا حين فاز بالعديد من الجوائز ضمن المشهد الثقافي بمدينة كاليفورنيا الاميريكية .وقد التحق في عمر مبكر بإعدادية لوس انجليس التقنية في فرع التخطيطات ثم تتلمذ على يد ( فرانك لويد رايت ) ما قاده للالتحاق بمنحة جاءت كمحصلة لفوزه بالجائزة الاولى في التصميم المعماري .وفيما بعد واستنادا على تزكية استاذه فرانك ، تلقى دروسا في التمثيل والتلقين اللغوي وهي الخطوة الاولى التي قادته فيما بعد لخوض غمار التمثيل السينمائي .غير انه ابتعد عن الدروس ذات الطابع الفني المحض والتي تلقاها في ( شيكاغو ) منجذبا للاهتمامات الادبية فقرأ عشرات الكتب الادبية المختصة بذلك الحقل الرحب ، اضافة للمتاحف التي نجم عن ارتيادها تراكم كم كبير من المعرفة لديه ، بيد انه لم يلفت النظر كفنان تشكيلي قبل اوائل الثمانينيات من القرن الماضي حيث اقام عددا من المعارض الفنية في العاصمة المكسيكية وفي نيويورك ، لوس انجليس وباريس . كما انه الف كتابين استذكاريين :الخطيئة المتأصلة 1972 ، و
تانغو الرجل المتفرد 1997 ، وتشتمل سيرته على عدد من السيناريوهات والقصص القصيرة التي لم تسنح لها فرصة الصدور .

انطوني كوين ناشطا مدنيا

بحكم متابعته لقضايا التمييز العنصري في مدينة متعددة الألسن والثقافات كـ ( لوس انجليس) ، شارك انطوني كوين في مختلف الانشطة ذات الصلة بالحقوق المدنية والقضايا ذات الطابع الاجتماعي .اسهم ــ على سبيل المثال ــ في تمويل ومناصرة جماعة لاتينية من خلال دعم مؤتمرها الشعبي المنعقد من اجل الناطقين باللغة الاسبانية .كما انه آزر فكرة الدعم المالي الذي كان مكرسا للدفاع عن الحقوق الشرعية للشباب الاميركي ذي الأصول المكسيكية انطلاقا من جريمة القتل العنصرية التي وقعت سنة 1942 والتي طالت عددا من المكسيكيين وما حصل خلال محاكمتهم . كما انه ــ وانطلاقا من باريس ــ افلح في تقديم عريضة تظلم لصالح الفرد الاميركي المقيم خارج الولايات المتحدة وذلك في عام 1963 والتي اعقبتها مسيرة احتجاج في واشنطن في العام نفسه .كما انه ناصر جهود تحسين ظروف معتقلي سجن ( الكاتراز ) الشهير كمحصلة لزيارته لذلك السجن السئ الصيت ، اضافة الى انشطة مدنية وانسانية اخرى .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

925 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع