تحت المجهر(في ليلة العيد يتحسر الاحرار ويتراقص العبيد و الفجار)

موفق الخطاب

تحت المجهر(في ليلة العيد يتحسر الاحرار ويتراقص العبيد و الفجار)

لقد تعاظمت نكبات الأمة ولم يعد هنالك مكان في تقاسيم وجوهنا لتعبر عن فرحة أو بسمة او اي ملامح لمشاعر سعادة ولا أثر لراحة بال.

ولولا ان عيد الفطر شعيرة عظيمة من شعائر الله التي الزمنا بها عز وجل تقربا وحمدا له على توفيقه بأداء فريضة الصيام لما شاركنا قريبا ولا صديقا حميما بتبادل التهاني ولا صافحنا احدا بهذا العيد..
فكيف تهدئ النفوس و نحن نشاهد يوميا المجازر واشلاء الاطفال وأنين الجرحى و حجم الدمار والحمم التي تتساقط على رؤوس الشعب الفلسطيني الأعزل ؟
و كيف لنا ان نتبادل فرحة العيد والجوع قد فتك بأهلنا في غزة وقد قضوا رمضان تحت الحمم و وصل بهم الامر ان يتسحرون من خشاش الارض ويلتحفون السماء بلا مأوى ويستقبلون العيد وكسرة الخبز حسرة عليهم وكأن سيناريو الموصل يتكرر هنا وهناك ؟
كيف لأحدنا ان يفرح و يستقبل العيد والجميع خانعين للذل وينظرون من طرف خفي حكاما ومحكومين وقد الجم الطغاة بجبروتهم أمة المليار ؟

ومن توقيتات القدر ان يصادف هذا العيد مع مرور ذكرى يوم أسود في سفر الامة عندما تكالبت قوى الشر بقيادة امريكا الشيطان الأكبر وغزت العراق وسلمته لحفنة خونة و سفلة و قطاعي طرق!
وما كنا لنصل لهذا الحال من الذل والهوان لولا ان تخاذل البعض من بني جلدتنا وشارك الاخر بغباء او بخسة ونذالة و سلموا العراق ونحروه!

فاليوم الجميع يعض اصابع الندم وقد فات أوان الحسرة و ولات حين مندم!

انظروا الى حال الشعب السوري وصوبوا وجوهكم نحو لبنان ثم تابعوا ما يجري في اليمن و ليبيا والسودان والمسجد الأقصى وغزة ورفح والجولان، والطامة الكبرى فيما حل بالعراق وما تمكر فيه ايران!

فمنذ ان فقد العرب و بتخاذلهم العراق فقد فقدوا المنعة والعزة والكرامة و الأمان، وغزاهم العدو و بث فيهم الارهاب من كل صوب ومكان وكتبوا على كياناتهم الزوال مهما تنازلوا وانبطحوا ولو بعد حين .

أتعجب ان البعض ما زال يحتفل بالتاسع من نيسان/ ابريل من كل عام ويعتبره عام تحرير و عيد !
فبأي وجه صلف وقبيح يحتفلون وقد مزق العراق تمزيقا وقد فشلت الحكومات المتعاقبة عليه من إرساء قواعد دولة مدنية ليحكم من قبل المليشيات والفانشيستات والساقطات!
ففي كل يوم تنفجر فضائح اركان الحكم بحجم الفساد والانحطاط والخسة والخذلان .

ففي عهدهم تعاظمت الطائفية والعنصرية وغابت المدنية وحلت بدلها الأحزاب الدينية فأسسوا للجهل ثم التناحر والقتل والاعتقال على الهوية والتفكك الاسري واعلى مستويات الجرائم وتفشي المخدرات والدعارة والمثلية والدكة العشائرية ، وسلخوا العراق من محيطه وسلبوه الهوية العربية !!

و ما زالت آثار ظلمهم شاخصة في بابل وصلاح الدين و فلوجة وديالى و الموصل وجرف الصخر وما زالت الجثث بالآلاف تحت الأنقاض وفي الخسفة لم تجف دمائها ودموع الثكالى الندية !

فإن كانت تلك انجازاتهم فعار على من يرقص على جراحات العراقيين متخذا من هذا اليوم الاسود يوم عيد ..

كما اخاطب الذين ينصبون سرادق الحزن في كل عام حزنا على احتلال وتدمير العراق فأقول:

من حقكم ان تحزنوا جراء احتلال بلدكم العظيم في عامه الأول لكنه ليس من حقكم ان تجددوا الحزن عليه في كل عام والبكاء على الأطلال فما هكذا يعاد الحق المستلب!!

ليس الحل اليوم للمعضلة العراقية في الجلوس بعيدا عن الساحة العراقية وعقد ندوات ومؤتمرات وتشكيل أحلاف وتجمعات والعنتريات في الفضائيات وإعادة إجترار اهداف حزبية عافها الزمن ولم تعد تتماشى مع النكبات والمحن , والحرب سجال ومصالح وتوافقات فيجب إعادة النظر في كثير من المواقف والسياسات المحلية والإقليمية والدولية والانفتاح وعدم الانغلاق على أفكارا حزبية ضيقة و اهداف عنصرية و اخرى طائفية وكلها كانت لسبب او لآخر عوامل هدم وتناحر اوصلت العراق لما هو عليه الان من البلاء و الرزية !!

فمخطئ بل موزور من يتخذ من التاسع من ابريل/ نيسان 2003 يوم فرح ويوم عيد!

ومتهاون بحق بلده من يجدد فيه الحزن والتنكيد دون عمل دؤوب لانتشاله بفكر ثاقب وانفتاح ورأي سديد..

واصافحكم مرغما و كل عام وانتم بخير..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1275 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع