المصوغات الذهبية والجواهر في العراق / الجزء الثاني

                                                       

                        إعداد: بدري نوئيل يوسف

         

     

المصوغات الذهبية والجواهر في العراق /الجزء الثاني

الأصل اللغوي في اللغة العربية، المجوهرات أو الجواهر جمع جوهرة، وهي الدرة الثمينة أو كل ما غلا ثمنه وعلت قيمته. المجوهرات هي واحدة من أقدم أشكال الزينة على الجسم البشري، مثل القلادة، الخاتم، ، الأقراط والسوار. يمكن أن تصنع المجوهرات من أية مادة، ولكنها غالباً ما تصنع من الأحجار الكريمة، المعادن الثمينة أو أصداف البحر.

المجوهرات هي عالم واسع من الخيال يتميز بالجمال والإبداع والثراء، وعرفت المجوهرات منذ عصور قديمة، وهناك قطع من المجوهرات تعود إلى حضارات اندثرت منذ آلاف السنين، كمجوهرات حضارات ما بين النهرين، وقطع المجوهرات التي تعود إلى العصور الفرعونية وغيرها لكثير من الحضارات.
في الآونة الأخيرة تم العثور على عقد من الخرز، يعتقد أنه يعود إلى مائة ألف عام قبل الآن، العقد مصنوع من قطع من الحلزونات البحرية والصدف، ويعتقد أن هذا العقد هو أقدم الحلي المعروفة على وجه الأرض.
لقد وصل الحضارة الفرعونية الي درجه كبيره في مجالات تطور الحلي وهو أحد الجوانب الفنية، لعبت الحلي أدوارا مختلفة في مصر، فبالإضافة إلى انجذاب البشر بالطبيعة للأشياء الجميلة، فإن الحلي كانت لها أهمية دينية وسحرية في العالم المصري القديم، بحماية من يرتديها من السوء.
وبدأ قدماء المصريين صناعة الحلي منذ عصري البداري ونقادة، في عهود ما قبل التاريخ من مواد بسيطة، مثل أغصان النباتات والأصداف والخرز والأحجار الصلدة أو العظام، وكانت هذه تنظم في خيوط من الكتان أو شعر البقر، ولإعطاء الأحجار بعض البريق، بدأ قدماء المصريين في طلائها بمواد زجاجية.
المجوهرات هي أيضا دلالة على المستوى المعيشي للأفراد، وكثيرا ما تهدى بمناسبات معينة وليصبح علامة لتلك المناسبة لترتبط دائما بهذا الحدث، كمهر لزواج أو أعياد ميلاد أو أعياد أخرى، وغالبا ما تصنع من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
ويبدو أن الشعوب الشرقية وبالذات العربية منها، تفضّل في اقتناء الذهب الأصفر 21 قيراطا. وفي هذا السياق إن الصاغة في العالم العربي، لا يبيعون ولا يشترون الذهب الأبيض الثمانية عشرة قيراط، على العكس من
ذلك إن الإيرانيين يرغبون هذا النوع من الذهب بشدة، إذ يعتقدون أن الذهب الشديد الاصفرار واللمعان يبدو رخيصا جدا، وهو بالتالي لا يناسب أذواقهم، أما الأبيض فبجانب قوته وبساطته يبدو أكثر ملائمة لذوقهم.
وفي العصور الحديثة عُرف عن أسر حاكمة كثيرة ولعها بالمجوهرات، واقترنت هذه المجوهرات بأسماء تلك العوائل كمجوهرات قياصرة روسيا، ومجوهرات أسرة محمد علي باشا في مصر وغيرها، وربما من أشهر العوائل الحاكمة اقتناء للمجوهرات واهتماماً بها، هي العائلة المالكة في بريطانيا، حيث يعود تاج الملكة إليزابيث الثانية ومجموعة مجوهراتها إلى القرن السابع عشر وفيه إحدى أكبر الألماسيات في العالم.
وحدة أوزان الذهب: القيراط (كوحدة قياس نقاوة) هو مقياس لدرجة نقاوة الذهب، حيث يقال عن الذهب الصافي أنه 24 قيراط، وكل ما كانت سبيكة ذهبية أقرب إلى 24 قيراط عنى ذلك أنها تحتوي على نسبة أعلى من الذهب وتصبح أغلى وأثمن. هذا ويخلط الذهب عادةً بمعادن أخرى لتزيد من صلابته لأن الذهب النقي في حالته الطبيعية لين جداً. ويساوي القيراط جزءاً من أربعة وعشرين جزءاً من الوزن الكلي للسبيكة. فمثلاً، إذا وصف خاتم ذهبي بأنه من عيار 18 قيراط فمعناه أن الخاتم يحتوي على 18 جزءاً من الذهب و6 أجزاء من المعادن الأخرى. والمثقال وحدة قياس وزن تعادل 4.25 غرام تقريبا، لكن يتم معادلته حاليا بوزن 5 غرامات لتسهيل الاستخدام كون هذا المقياس يستخدم عادة لقياس وزن الذهب من وحدات الوزن، مثقال الذهب 72 حبة شعير.
أنواع الحلي والمصوغات العراقية
اللاميـــة: وهي من مصوغات الأنف أيضا توضع حيث توضع وردة الخشم ويتراوح وزن كل قطعة من حلي الأنف بين ربع مثقال ومثقال واحد
طقم شذر أو ليلو: وبين الحلي ما يسمى بالطقم وهو مجموعة من سوار ومحبس وقلادة وتراجي ودبوس للصدر (بروش) وهذا الطقم مصنوع من الذهب ومحلى اتو مطعم بنوع واحد من الأحجار الكريمة فاذا كانت هذه الأحجار الفصوص مع مواضعها في الحلية
الحجل: حلية خاصة برجل المرأة تطوق رسغ قدميها وهو ثلاثة أنواع:
أبو الثومة: ويكون على شكل دائرة غير كاملة تنتهي كل جهة من جهتيه بدكة مضلعة تسمى ثومة وعندما يلبس الحجل في الرسغ تكون فتحتاه الى الداخل متقابلين والمعروف أن هذا الحجل (قطعة واحدة) ويتراوح وزن الزوج بين 50 مثقال
أبو القفل أو أبو المفتاح: ويتألف من قطعتين متصلتين ببعضهما من المنتصف بنرمادة (مفصل) لتسهيل لبسه ويكون في مقدمته مفتاح على شكل لولب في رأسه حلقة صغيرة عندما تدور الى الجهة اليمنى يرتفع المسمار الى الخارج متخلصا من الحلقات التي كان فيها أثناء قفله وعند غلقه يدور اللولب (المفتاح) الى جهة اليسار فتدخل أسنانه بين أخاديد الحلقات المعدة لهذا الغرض ومن هذا الحجل نوعان: أصمل: أي كله ذهب يتراوح بين 50 مثقال وربما يزيد عن ذلك تبعا لغلظه.
أجوف: ويحشى بالشمع وهو الأكثر شيوعا أو بالرمل للمحافظة على قوامه دونما رصع ويتراوح وزنه 20 مثقالا.
وتصاغ الحجول غالبا سادة (بدون نقش) ماعدا لفتين من التيل المبروم بالقرب من نهايتيه وقد ترغب المرأة بالحجل المنقوش واشتهرت في هذا الصدد نقشتان وهما (لف السكارة) و (ثلاث كوشات).
الخلخال: حجل أجوف اغلظ من الحجال الأخرى يحشى بعدد من الحصى الناعم حتى يرن خلال السير به وقوامه يضارع قوام أبو القفل ولكنه اعرض منه ويسمى محل قفله (كبه) ويروق لبعض النساء أن تزينها بالشذر الناعم.
دبوس الصدر: ترتدي بعض النساء ولاسيما في الربيع والصيف صايه فوق أتك زخرف صدره بأويه أو بشغل الإبرة وتكلب جهة الصاية على الجهة الأخرى بدبوس ذهب يصاغ على شكل خنجر أو سعفة أو وردة وهرش (غصن) أو سمكة، غير ذلك وفق الذوق. وزن الدبوس مثقال واحد تقريبا وقد يصاغ بعضه منقوشا بالميناء. والمرأة أو الفتاة التي لا ترتدي صاية تعلق الدبوس على جهة من صدرها جنكال الفوطة الجلاب: قطعة ذهب صغيرة على شكل معين أو لوزة في منتصفها شذيرة وفي احدى جهتيها عروة صغيرة تثبت بالخياطة في ذيل الفوطة البريسم (الحرير)ويقابلها في رأس المعين المناظر لها كلاب لربط جهتي الفوطة بعد لفها حول رأس المرأة عندما تتوشح بها ووزن الكلاب ربع مثقال تقريبا.
البلابل: لا تكتفي المرأة بما حباها الله من جمال وإنما تصوغ الفائض من المال قلائد وأقراطا وأساور وحجولا ذهبا وغيرها، وهي تميل الى الظهور بين الناس فاتنة تغطي جسمها وما عليه من مصوغات بالعباءة (العراقية)السوداء التي صاغت بلابلها ذهبا بديلا من بلابل الكلبدون التي تحلى بها معظم عباءة النساء وتتألف البلابل الذهب من سلسلة تتخللها ثلاث جوزات جوفاء مخرمة تنتهي الجوزة الأخيرة بثلاث سلاسل رفيعة تنتهى كل سلسلة ب(غازي) اتو كرة صغيرة ترتبط الجوزة الأولى (الفوقانية) بخيط اسود حريري يخيط مع سوتاج العباءة لتتدلى البلابل يمين ويسار الوجه ويتراوح وزن زوج البلابل بين 10 مثقالا وهناك من يستعيض عن الجوزات بمجموعة من الفصوص، ولكن الشائع والمستعمل اكثر هو البلابل ذات الجوزات الثلاث، وهناك اختلافات بسيطة، تتوقف على الذوق والحالة المالية والعمر الذي لا تعترف بعض النساء.
الضفائر: تدعم صحة الشعر بأساليب تصفيفه والعناية به وترتيبه على شكل جدائل تزينها الموسرات بمصوغ ذهب يسمى ضفائر وهي غير الجدائل، والضفائر تشبه بلابل العباءة تقريبا مع اختلاف بسيط هو أن الجوزة تربط بقيطان اسود حريري يضفر مع نهاية الكصيبة كما أن الجوزات المتدلية من أخر جوزة بثلاثة غازي أو بإنصافها ويتراوح وزن الضفائر بين 15 مثقالا وربما أكثر من ذلك تبعا للحالة المالية.
ما شاء الله: قطعة ذهب يشبه الكمثرى مكتوب عليها بحروف بارزة (ما شاء الله) وفي أعلاها عروة تدخل
فيها زردة (حلقة)لتخيط على كاورية الطفل أو ملابسه. وتحاط ماشا الله بحبات من اللؤلؤ الناعم ويتراوح وزنها بين 35 مثاقيل (كمعدل)وربما تزيد اتو تنقص وقد تصاغ ماشا الله صغيرة وعندئذ تتخذ شكلا دائريا
جنـــاغ: شكله العام نصف دائرة في أعلاها عروة ترتبط بها حلقة وينقش بثلاث شذرات صغيرة توزع على شكل مثلث متساوي الأضلاع وفي أسفله ثلاثة تعاريج على شكل مثلث أيضا في رأس كل مثلث عروة تعلق بها (بربارة)على شكل ورقة الورد ويحاط داير الجناغ بمفتول من الذهب المبروم للزينه ويتراوح وزنه (كمعدل)بين نصف مثقال ومثقال واحد. ويعلق في (المهد) كاورية الطفل أو ملابسه.
غـــازي: وهو قطعة نقدية تركيه ذهبية مدورة الشكل بحجم القطعة النقدية من فئة أل 25 فلس تقريبا وعلى محيطها تلحم عروة تعلق بها حلقة لخياطتها في الكاورية أو في ملابي الطفل أو في الزنجير مع قطع أخرى تؤلف قلادة ووزن الغازي حوالي 18 حبة.
نص غـــازي: يشبه الغازي ولكنه أصغر منه وزنه تسع حبة ويستعمل كالغازي.
ســن الذيـــب: يصاغ غالبا على سن ذيب حقيقي ليطرد النفس وفي الآونة الأخيرة صيغ ما يشبهه من العظم عاج وقد تصاغ في منتصفه قطعة ذهب في وسطها شذرة صغيرة أو عقيقة وفي أعلاها عروة تدخل بها حلقة لتعلق في ملابس أو الكاورية أو يدخل بها خيط ليعلق بكذلة الطفل (بالعــلج) أو غيره من المواد اللاصقة ليتدلى على جبينه وقاية له من عين الحسود. وفي القسم الأسفل منه ثلاث عراوي تعلق في كل عروة بربارة يختلف شكلها تبعا للذوق وقد يوضع في منتصف كل بربارة فص صغير أما من الشذر أو غيره مبالغة في الزينة. ويبلغ وزن الذهب الموجود على سن الذيب حوالي نصف مثقال.
العفصة: ثمرة شجر العفص التي تنبت في شمال العراق وهي تكسى بخيوط ذهب تشكل نقوشا وزخارف هندسية جميلة وفي نهاية العفصة فصان صغيران من الشذر وتحزم من منتصفها بخيط ذهب ينتهي من الأعلى بعروة في داخلها حلقة وفي القسم السفلي منها ثلاث بربارات ويتراوح وزن الذهب بين ربع ونصف مثقال وتستعمل كسن الذيب.
المصدر
بغداديات عزيز الحجية
جريدة المدى

للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:

https://algardenia.com/maqalat/44564-2020-05-30-07-07-39.html

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

825 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع