سينما غازي والسينمات في كركوك

                                                         

                              ياسين الحديدي

سينما غازي والسينمات في كركوك

سينما غازي تم تاسيسها عام 1940 في موقع مصرف الرافدين الحالي قرب جسر الشهداء تم تهديمها عام 1957 بعد ان نشب حريق فيها وكانت تعرض افلام عربية واجنبية منها:

                    

عنتر ابن شداد وفي احد عروض احد الافلام وزعت نظارات لكون الفلم مرعب وخرجت الناس تصرخ انها يوم القيامةفي أيام العيد كانت السينمات في طفولتنا ملاذنا الجميل، وكانت تعرض صباحا أفلام الكابوي أو طرزان أو هرقل أو شمشون الجبار، بينما كانت عروضها المسائية التي تحضرها العوائل، تكون غالبا فيلما مصريا أو هنديا . وكان من الطبيعي أن نشاهد أكثر من فيلم في تلك الأيام السعيدة. في نهاية النهار حينما كنا نجتمع في الحي كان كل منا يتحدث بالتفصيل عن الأفلام التي شاهدها.
ـ أنا شاهدت ثلاثة أفلام
ـ أنا شاهدت أربعة.
وكنا ننطلق من الصباح إلى دور السينما ندع طفولتنا على سجيتها. وحينما كنا نرى صبية في مثل أعمارنا يخرجون من إحدى دور السينما بعد انتهاء العرض. كان من الطبيعي أن نسألهم قبل شراء التذاكر :
ـ كم (عركة) معركة في الفيلم ؟
ـ خمس.
يقلب أحدنا شفتيه دلالة على عدم الرضا :
ـ هيا بنا إلى سينما الحمراء ففي الفيلم المعروض فيها، كما أخبرني صديقي خمس عشرة معركة (عركة).كانت لكل دار للسينما من سينمات كركوك متخصصة في عرض نوعية معينة من الأفلام تقريبا.

       

فسينما الحمراء كانت لها شهرة في أن أغلب أفلام فريد الأطرش في الخمسينات كانت تعرض فيها. . بل بدأت كانت تعرض في الستينات حتى أفلامه القديمة. وكانت سينما الحمراء تضع قبل عرض الفيلم أو أثناء الاستراحة (فترة) أغان لفريد الأطرش وخاصة أغنية (حبيبي). أما سينما العلمين فان أغنية عبدالوهاب (خي. . خي) كانت علامة مميزة لها إلى جانب أغنية عبدالحليم حافظ (فوق الشوك مشاني زماني. . قاللي تعال نروح للحب).

        

بينما سينما أطلس لم تكن تضع أية أغنية وكذلك سينما الخيام التي بنيت في بداية السينات وكذلك سينما صلاح الدين التي بنيت في أواخر الستينات. أما سينما العلمين فكانت تعرض بشكل عام الأفلام الأجنبية والأفلام الهندية ثم بدأت في الستينات بعرض الأفلام العربية إلى جانب تلك الأفلام. واشتهرت سينما أطلس بعرض الأفلام العربية والأجنبية المتميزة. ومن بين هذه الأفلام (بين الأطلال اذكريني) لعماد حمدي وفاتن حمامة. كانت قاعة السينما عند عرض الفيلم تغرق في التأوهات والحسرات أمام كل لقاء رومانسي بين البطلين. وكان قلوب المشاهدين تذوب رقة وحبا وهو يسمع عماد حمدي يخاطب الشمس المائلة إلى الغروب أمام الشجرة التي اعتاد اللقاء تحت أغصانها بحبيبة القلب فاتن حمامة:
ولربما كانت العاشقات من بين مشاهدات الفيلم، يشعرن بالأسى لأن حبيبهن ليسوا في رقة عماد حمدي، ولا يخاطبهن بنفس عباراته الرقيقة التي تزيد نار الحب اشتعالا في القلوب العاشقة.
كما لا أزال أتذكر كيف قابل جمهور سينما أطلس عند عرض الفيلم العراقي (الدكتور حسن) تمثيل ياس على ناصر وسلمى عبدالأحد، بطل الفيلم بالتصفيق عند حضوره عرض الفيلم، ولاحظت الفرحة والبهجة تنعكسان على وجهه الذي كان يزداد احمرارا كلما ارتفعت حرارة التصفيق.
من الأفلام العربية المتميزة التي عرضت في هذه الدار: في بيتنا رجل، لعمر الشريف وزبيدة ثروت واستمر عرضه ثلاثة اسابيع وفيلم مرحبا ايها الحب نجاج سلام وسامية جمال وكذلك فيلم ام الهند اتصور في سينما العالمين
ملاحظة - طبعا قبل بدء تشغيل الفلم وعرضه علي الشاشة يتم عرض صورة الملك المرحوم فيصل الثاني ويعزف السلام الملكي ويقف الجمهور باحترام الي حين انتهاء عرض السلام الملكي والصورة وهوتقليد في كافة صالات السينما في العراق وكركوك
اهم السينمات
1 –سينما اطلس شارع اطلس صاحبه الحاج طيب ويسكن قرب روضة الفتوة قرب المحافظة
2- العالمين شارع الاوقاف قرب بناية المحاكم الجديدة وبعدها انتقلت في الفرع لباعة الزجاج مقابل المحاكم الحالية وتعود الي الاوجية امير اوجي يسكن شارع صدام قرب فندق المدينة حاليا في تركيا وكان يعمل موظف في البلدية ثم الكهرباء
3- سنما الحمراء شارع الحمراء صاحبها المرحوم انور وهو وكيل توزيع الافلام وكان يسكن مقابل القائم مقامية ومعه استاذ نجيب مدرس رياضيات
4-سينما صلاح الدين وهي من الدور الحديثة تقع شارع الجمهوريةصاحبها نوزاد اوجي واشقائه الذين استشهدوا في احداث كركوك 1959 والشهيد صلاح الدين لديه نصب قرب ساحة المحاكم
5- سينما غازي قرب جامع عبد الرزاق التحافي تم رفعها عام 1957
6- سينما الخيام في الجانب الكبير في نهاية جسر الطبقجلي شارع القلعة الذي يودي الي جسر الشهداء وتم بنائها من قبل البلدية عام 1975 وتم رفعها في السبعنيات
سينما القلعة شارع اطلس خلف سينما اطلس سابقا وصاحبها نوزاد اوجي
طبعا هذه السينمات كلها صاالات شتوية والي جوارها صالات صيفية مدرجات وصاللات بدون سقوف اطلس الصيفي والحمراء والعالمين وهناك سينمات صيفية فقط
سينما السندباد قرب المصرف الزراعي وسينما النجوم في احمد اغا محلات بيع الاسماك وسينما دنيا قرب المحاكم القديمة
كانت السينمات لديها صالات لعرض الاعلانات ومحلات لبيع الاطعمة الجاهزة والمرطبات وكان يقومون بالبيع في استراحة عرض الفلم

كانت السينما متابعة من قبل البلدية والتذاكر يتم طبعها في مطبعة البلدية الموجودة قرب المكتبة العامة الحالية وكانت تصدر البلدية جريدة باسم جريدة يلدية كركوك منذ عام 1922 لغاية 1977 وانتقلت المطبعة الي بنايتها الجديدة في حي البعث مشغولة حاليا من الدفاع المدني ومفتش الداخلية حيث تم رفعها في منتصف الثمانييات وكان اخر مسئول للمطبعة وجدان البكري ام عمار كردية من اربيل ومن اشعر الطباعين فيها عثملن خوشناو ويشف علي الجرية والمرحوم الشهيد محمود شلال حبيب الجبوري والذي اصبح رئيس نقابة البلديات والكهرباء وقد القي القبض علية في عام 1982 بتمة اخفائه معلوماته عن انتمائه الي الحزب الشيوعي وكان يعمل طباع في بغداد وهو رجل رحمه الله مخلص ونزيه وحريص جدا في العمل علما انه كان ايضا منتمي الي الحزب وفصل واتخذت اجراءات قاسية بحقه رحم الله ابو بديع وكان يسكن حي البعث وهنك ايضا صليوة وكاكه قادر وشقيقه والمرحوم عبد الرحمن العزاوي من باجوان ابن عم نجم الحسون المشرف علي حدائق البلدية للعلم ان البلدية كانت تحدد سعر البطاقة وتستوفي رسم المهنة من البطاقة مباشرة وكانت هنا لجنة تشرف علي السينمات واخرها كنت انا ياسين الحديدي والسيد نهاد الهرمزي والمرحوم محمد قوجوة وقدري صابر الله يرحمه
فاتني ان اذكر ان لكل دار سينم منادي يدفع عربة من خشب لها اجهة خشبية واربعة دواليب اطارات يتم دفعها من منادي يعلن عن اسم الفيلم والابطال واوقات العرض ويتجول في المدينة ومن اشهرهم المرحوم علي طرزان وهو عربي من العرصة ويجيد اللغات المحلية وكان صاحب عضلات مفتولة ويمارس رياضة رفع الاثقال
ياسين الحديدي

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1064 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع