قصة قصيرة الثأر بعد عقد من الزمان /الجزء الثاني

                                               

                          بقلم أحمد فخري

قصة قصيرة /الثأر بعد عقد من الزمان -(الجزء٢/٢ )

للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:

https://algardenia.com/maqalat/38968-2019-02-08-17-48-50.html

- تمهلي يا ماري. ربما يكون قد ذهب هنا او هناك. انتظريني، ساحضر حالاً.

بعد دقيقة او اقل من ذلك طرق بيتر بابها ففتحت وقالت،
- ما العمل يا بيتر؟ انجدني، لقد اختطفوا ابني.
- تمهلي، تمهلي ارجوك سنذهب الى بهو الفندق وسنتصل بالشرطة من هناك.
هبط الاثنان بالمصعد وهما بقمة التوتر وعندما فتح المصعد ابوابه وجدا ابنها شون واقفاً امام المصعد، لازال يرتدي البجامة وبيده كيس بطاطة مقرمشة يتلذذ باكلها.
- اها استيقظ العروسان اخيراً. صباح الخير امي صباح الخير يا بيتر، يبدو انكما استمتعتما بامسية سعيدة.
- كيف تنزل من الغرفة دون ان تعلمني يا متهور؟ هل جننت؟
- لقد احسست بالجوع يا امي فنزلت للبهو كي اشتري كيس تشبس. هل هذه جريمة؟
- حسناً، لا عليك يا ولدي ولكن ارجوك لا تبعث بقلبي الرعب مرة ثانية.
هنا مسك بيتر بساعد ماري وسحبها بعيداً وقال،
- لماذا لا نغير غرفنا الى غرفة عائلية واحدة ونسكن نحن الثلاثة مع بعض؟ ما رأيك؟
- سأسأل ابني شون وارد لك القرار.
رجعت ماري وسألت ابنها،
- ما رأيك يا شون لو نسكن نحن الثلاثة في غرفة واحدة انا وانت وبيتر؟
- يا سلام، هذا احلى خبر سمعته بحياتي فانا احب بيتر واستمتع بصحبته وانا متأكد من انك ايضاً تحبينه وتريدين ان يكون معنا دائماً. وقتها سوف لن تحتاجي كي تتسللي الى غرفته بعد ان انام.
- ويحك يا ولد، كيف تقول ذلك؟
دنى منهم بيتر وقال،
- ابنك محق.
ضحك الجميع وتحدث بيتر مع الاستعلامات فاخبروه ان التغيير سيتم بشكل تلقائي وسوف ينقلون حقائبهم بغرفة جديدة وسوف يجدون كل شيء على ما يرام عندما يعودون لتناول الغداء. رجعوا الى غرفهم كي يغيروا ملابسهم ويخرجوا سوية. في السيارة اقترح عليهم بيتر ان يذهبوا الى فضاء يدعى (اكوالانديا) حيث توجد فيه الالعاب المائية. وافقت ماري على هذا الاقتراح وطار شون فرحاً.

   

                          فضاء اكوالانديا
استمتعوا كثيراً في ذلك ثم عادوا فوجدو غرفتهم العائلية كبيرة وجميلة ومطلة على شارع مدترانيو ففرحوا بها.
قضى الجميع ما تبقى من اجازتهم اوقات ممتعة إذ كانوا يخرجون لاماكن جديدة كل يوم. وكل يوم كان هناك حدث جديد وكل يوم كان يحمل في طياته سعادة ووداً ووئام حتى جاء موعد الرحيل. جلس الثلاثة على طاولة في مطعم الفندق يتناولون وجبة الافطار للمرة الاخيرة والحزن يخيم على قلوبهم فسألت ماري،
- متى تقلع طائرتك يا بيتر؟
- بعد 6 ساعات.
- هل الرحلة مباشرة الى بلفاست؟
- كلا، ساغير الطائرة في لندن ثم اقلع من هناك الى مطار بلفاست. وانتم؟
- طائرتنا ستغادر بعد 5 ساعات مباشرة الى دبلن دون التوقف باي مطار.
- ساتصل بكِ حالما اصل الى بيتي يا ماري.
- يجب عليك فعل ذلك والا قتلتك.
- اخ منكم يا كاثوليك، تعودتم على القتل.
ضحك الاثنان وغادر الجميع المطعم متوجهين الى الغرفة كي يحزموا حقائبهم. وبعد نصف ساعة كان الثلاثي بداخل الحافلة التي اقلتهم من مدينة بنيدورم الى المطار باليكانتي. في الحافلة قال بيتر،
- ساتصل بكِ هاتفياً الليلة وسنبدأ مخططنا كي ننتقم من جون اوليري الحقير.
- كيف استطاع ان يفعل ما فعل بعد ان كان اعز صديق لزوجي ناثان؟ آخ ساشرب من دم ذلك الوغد الحقير.
كان شون يستمع الى حديثهما فقال،
- امي اصبحت دراكولا مصاصة دماء.
ضحك الجميع وعم الصمت بعد ذلك. عندما حان الوقت لدخول ماري وشون صالة المغادرة. نظرت ماري الى بيتر بعينيها المغرورقتان فقبلته ثم همست باذنه "سوف يبقى قلبي معك يا بيتر، اريدك بحياتي وسوف لن اسمح لك ان تتركني" ثم اخذت يد شون ودخلت باب المغادرة.
وصلت الطائرة دبلن بعد الضهر واستقلت ماري وابنها سيارة اجرة كي تقلهما الى الدار. وعندما وصلا امام البيت رأت سيارتها الـ (مني) واقفة وحيدة فشعرت بالحنين اليها. اخرجت مفاتيح البيت ودخلت من الباب الرئيسي فرأت الدار كما تركته الا ان بعض الزهور المنزلية ماتت لعدم وجود من يسقيها بالماء فحزنت عليها. بعد ان اخذت حماماً وغيرت ثيابها، دخلت المطبخ وصارت تعد وجبة العشاء ثم نادت على ابنها شون كي ينزل ويتناول الطعام معها. بعد ان تناولا العشاء اتجه شون الى غرفته ونام في سريره. اما ماري فاتصلت على رقم بيتر كي تطمأن على وصوله بامان فرد عليها قائلاً،
- كنت ساتصل بك الآن. اشتقت اليك يا ماري. ما هذا الذي اشعر به؟ انت اصبحت جزئ مهم من حياتي ولا استطيع فراقك.
- وانت كذلك يا بيتر. انا لا اخجل من ان اقول اني احبك. لقد غيرت مجرى مشاعري لاني نسيت ان لي مشاعر استطيع ان امنحها لرجل بعد وفاة زوجي. انا اموت فيك يا حبيبي.
- هل جئت بسيرة الموت ثانية يا كاثوليكية؟
قهقه الاثنان ثم قال بيتر،
- اسمعي يا ماري، ساتصل بك غداً مساءاً كي اخبرك عن الخطة التي رسمتها للايقاع بجون اوليري.
- حسناً يا حبيبي. ساتطلع لمكالمتك في الغد.
- وداعاً يا اجمل كاثوليكية مصاصة للدماء.
- وداعاً يا بروتستاني يا مدمن للهروين.
اقفلت معه الهاتف ودخلت بفراشها تتذكر اللحظات الجميلة التي قضتها معه باسبانيا ثم غمرها النعاس فاقفلت جفنيها ونامت نوماً عميقاً آملة ان تحلم بحبيبها بيتر.
باليوم التالي انتظرت ماري حتى استيقظ ابنها شون فاعدت له الافطار وقالت،
- هل تريد ان تأتي معي كي نتسوق، فالبيت خال من كل شيء؟
- كلا يا امي. اذهبي انت وتسوقي، انا سابقى بالبيت والعب بالپلاي ستيشن.
خرجت ماري من بيتها واحكمت اغلاق بابها خوفاً على شون من اي خطر ثم ركبت سيارتها وتوجهت الى مركز المدينة حيث دخلت بعدة محال تجارية والتقطت اكياس كثيرة ثم عادت ادراجها. ادخلت المشتريات للمطبخ وصارت توزعها كل في خزانته ومكانه المخصص.
في المساء بعد العشاء وبعد ان نام شون في فراشه. استقبلت ماري مكالمة هاتفية من بيتر فسألته،
- هل قمت باعداد الخطة يا حبيبي؟
- انها لم تكتمل بعد فقد عملت اتصالاتي بكثير من الجهات واعتقد ان افضل وقت لتنفيذها هو الاسبوع القادم. لكن الخطة لا تكتمل الا بوجودك معنا. فهل تستطيعين المجيئ الى بلفاست؟
- طبعاً، طبعاً، اخبرني فقط باي يوم تريدني وساكون عندك كلمح البصر.
- حسناً اعتقد انك لو جئت يوم الجمعة القادمة ستكون الخطة جاهزة.
- إذاً اخبرني عن مجريات الخطة يا بيتر.
- كلا، ساخبرك عنها عندما تصلي بلفاست لان فيها الكثير من التفاصيل.
- حسناً. سانتضر لقائك يا حبيبي حتى يوم الجمعة، وقتها سننفذ الخطة ونثأر.
اقفلت الهاتف معه وهي في غاية السعادة لانها ستنتقم من هذا الوغد المدعو جون والذي تخيلت انه صديق لزوجها لكنه اراد ان يورطها بتلك الخدعة الرخيصة. كلما مر يوم كانت ماري تقول لنفسها، "ها قد رحل يوم ولم يبقى سوى 4 ايام على لقائي مع بيتر ثم 3 ايام ثم يومان ثم يوماً واحداً.
يوم الخميس اتصلت بعمتها پات وطلبت منها كي تعتني بولدها شون بينما تذهب هي الى بلفاست كي تقوم ببعض الامور العالقة فوافقت عمتها. ركبت ماري سيارة اجرة مع ابنها شون وتوجها الى بيت عمتها. في الطريق اعطاها شون علبة صغيرة وقال لها ارجو ان تسلميها هذه الهدية لعمي بيتر، ففرحت كثيراً وقبلته وقالت بانها ستفعل بكل ممنونية. نزل شون من سيارة الاجرة واكملت سيارة الاجرة بعد ذلك الى مطار دبلن حيث ركبت ماري الطائرة وتوجهت بها الى بلفاست عن طريق لندن. حالما خرجت من مطار بلفاست وجدت بيتر بانتضارها في صالة الاستقبال. اخذها بالاحضان وقبلها قبلة ساخنة ثم اخذها معه نحو مراب السيارات حيث ركبا سيارته الرباعية الدفع من نوع (كاشكاي) وانطلقا باتجاه بيته. في الطريق سألته،
- هل اشتقت الي كما اشتقت اليك يا بيتر؟
- اكاد اجن يا ماري. فانا متيم بك بكل احاسيسي واعد الوقت دقيقة دقيقة حتى نلتقي.
- هل يبعد منزلك كثيراً عن هنا؟
- لحسن الحظ لا. لولا ذلك لوقفنا في وسط الطريق ونمنا باول فندق يصادفنا.
بعد ربع ساعة وقفت سيارة بيتر امام منزله فنزلت ماري وتبعها بيتر ساحباً ورائه حقيبتها. دخلا الى البيت فاصابها الذهول مما رأت، لأن بيته يكاد يكون متحفاً جميلاً منمقاً. واثاثه ذات طابع اندلسي عربي.
- هل اعجبك بيتي؟
- اجل انه جميل جداً لكني مهتمة بغرفة نومك بالوقت الحالي. ارجوك دلني عليها.
- وهذا رأيي انا كذلك. دعنا نصعد الى الطابق العلوي فوراً.
صعد الاثنان الى غرفة النوم ولم تمر سوى ثواني حتى اصبحا مستعدين لما كانا يتوقان اليه منذ ان افترقا في اسبانيا. منحها كل مشاعره في السرير فبادلته الحب واعادت الى ذهنه تلك الليالي الجميلة التي قضوها سوية في اسبانيا. وبعد ان فقد الاثنان كل خزين لطاقتهما، استلقيا بالسرير، فوضعت رأسها فوق صدره وصار يقص عليها خطته التي رسمها للنيل من جون اوليري. قامت بابداء رأيها في الخطة فايدها وقرر تعديل الخطة قليلاً ثم قال لها،
- سنبدأ بتنفيذها غداً مساءاً الساعة السابعة بالضبط.
- وانا جاهزة.
في اليوم التالي بقي الاثنان يعيدان التدريب على تفاصيل الخطة ثم وصلا الى قناعة كاملة بانها سوف لن تفشل مهما حصل وانهما سينتقمان منه شر انتقام.
في تمام الساعة السابعة مساءاً وقفت سيارة اجرة امام منزل جون اوليري ونزلت منها ماري. ضغطت على جرس الباب فجاء جون يتبختر ففتح الباب واذا به يتفاجأ بمنظر ماري امامه.
- ما ما ما الذي تفعليه هنا يا ماري؟ الست في اسبانيا؟ لماذا جئت الى هنا؟
- ما خطبك يا جون الا تريد ان تراني؟ انك تنظر الي وكأنك شاهدت شبحاً، لقد رجعت بالامس من اسبانيا وعدت مباشرة الى بلفاست كي اخبرك بالخبر السعيد.
- اي خبر سعيد هذا؟ عن ماذا تتحدثين؟
- لقد حولت مايكل اوسولوفان الى مدمن مخدرات وبعد اسبوعين قمت باعطائه جرعة مضاعفة ادت الى وفاته فتركته بغرفته مع مجموعة ابر طبية والمزيد من الهروين مبعثراً بكل مكان بغرفته.
- برافو يا ماري ولكن لماذا اتيت الى هنا؟ ربما تحقق الشرطة بموته الآن.
- ولماذا يحققون؟ إذا ما فحصوا دمه فسوف يجدونه مشبعاً بالهروين لذلك سيستنتجون بانه اخذ جرعة كبيرة ادت الى وفاته وتنتهي القضية.
- اجل ولكن كان بامكانك ان تتصلي بي بالهاتف وتخبريني بذلك. فقد يكونوا الآن في طور المراقبة.
- ولماذا يراقبونك انت يا جون؟ هل يعرفك مايكل اوسولوفان؟
- كلا، كلا، هو لا يعرفني ولكن قد تكوني انت مراقبة. من يدري يا ماري فدماغ الشرطة معوج ويشكّون بكل شيء وبكل شخص.
- اطمئن يا جون لقد مسحت كل الادلة التي تربطني به ولم اترك اي بصمات لاصابعي بالغرفة وليس هناك اي دليل يربطني به. تخيل هذا الكلب كان يطلق على نفسه اسم بيتر حنا!
- ن ن نعم اعرف ذلك، انا الذي قلت لك ذلك.
- لقد غير شكله بعملية تجميل. وانا عندما واجهته بذلك انكر وقال انه لم يقم باي تفجير في بلفاست وقال انه انسان مسالم وقال كذلك انه لم يدخل السجن بحياته.
- هو كذاب يا ماري. لقد خرج من السجن بعد ان افرجوا عنه لحسن السيرة والسلوك ثم قام بتغيير شكله.
- لكن كيف عرفت بكل هذه المعلومات يا جون؟ انت حقاً ثعلب.
- لدي الكثير من المعارف والاحباب ممن قدمت لهم خدمات كبيرة في السابق فقاموا بمساعدتي ومرروا لي تلك المعلومات الحساسة. المهم انكِ يا عزيزتي يجب ان تغادري منزلي فوراً لان ذلك ليس بمصلحتك او بمصلحتي.
- هل تطردني من بيتك يا جون؟
- ابداً ابداً يا ماري ولكن وجودك هنا خطر علينا نحن الاثنين. واعتقد...
بهذه الاثناء دق جرس الباب فقال لها، "ارجوك يا ماري ادخلي المطبخ ولا تخرجي اي صوت، كوني هادئة كالفأرة، هيا ارجوك"
ذهبت ماري كي تتوارى في المطبخ بينما راح جون ليفتح الباب فوجد شخصاً لم يتعرف عليه بالوهلة الاولى يقف امامه فقال له،
- نعم، تفضل، ماذا تريد ومن انت؟
- انا مايكل اوسولوفان الا تذكرني يا جون؟ لقد هربت من السجن للتو واريد منك ان تساعدني.
- مايكل؟ ماذا تفعل هنا ولماذا جئت عندي؟ الا تعلم انهم لا يعرفون العلاقة التي بيني وبينك؟
- لا تكن جباناً يا جون. الا تذكر الايام الجميلة التي قضيناها سوية؟
- اي اوقات جميلة تتحدث عنها؟ هل جننت؟
- الم تساعدني في تفجير بيت هذا الكاثوليكي الحقير ناثان فلانيكان؟
- انا لم اساعدك بشيء انا دليتك على العنوان فقط واخبرتك متى يكون متواجداً، لكني لم اساعدك كي تفجر بيته.
بهذه اللحظة دق جرس الباب فقال جون "انتضر قليلاً سارى من بالباب"
فتح الباب واذا به بيتر حنا.
- بيتر حبيبي ماذا جاء بك الى هنا؟ الست باسبانيا؟
- جئت لزيارتك يا صديقي بعد ان رجعت من هناك خصوصاً واني غيرت خطتي وسكنت بفندق آخر غير الذي اخبرتك عنه لانه لم يعجبني.
- لم يعجبك الفندق؟ اجل لم يعجبك إذاً من الذي قامت.......؟
- من الذي ماذا يا جون؟
هنا دخلت ماري الى الصالة وقالت،
- ما الذي يجري هنا يا جون؟ هل لديك ضيوف؟
- لا لا يا ماري ارجوك عودي الى المطبخ.
مايكل اوسولوفان: مهلاً مهلاً تمهلي يا سيدة من انت؟ يبدو لي اني اعرفك!
- انا ماري فلانيكان. انت قتلت زوجي قبل 10 سنوات اليس كذلك يا حقير؟ هل تود ان تقتلني انا ايضاً الآن؟
جون اوليري: كلا سوف لن يكون هناك اي قتل ببيتي الليلة ارجوكما. ارجوكِ يا ماري اخرجي من بيتي وعودي الى دبلن.
مايكل اوسولوفان: بل انا الذي ساقتلكما انتما الاثنان يا قذرين.
قالها وسحب مسدساً وجهه نحو جون اوليري.
جون اوليري: ارجوك يا مايكل اتوسل اليك، انسيت اني صديقك الوفي؟ لولاي لما استطعت ان تعرف مكان اي من بيوت الكاثوليك التي هاجمتها.
مايكل اوسولوفان: انت لم تكن تخبرنا عنهم مجاناً. فقد كنت تتقاضى مبالغ كبيرة كي تبلغ عنهم. واغلبهم كانوا اصدقائك ومعارفك.
جون اوليري: هذا صحيح كنت ازودك بالمعلومات فقط لكني لم اقم بعملية التفجير ابداً.
هنا تكلم بيتر في مكرفون مثبت على صدره وقال،
بيتر حنا: هل سجلت كل ذلك الحديث يا نقيب پادي؟
انفتحت الباب الخارجية بقوة ودخل 7 من رجال الامن مدججين بالسلاح فالقوا القبض على جون اوليري بعد ان سجلوا كل الذي دار من حديث بينه وبين الجميع. ثم توجه النقيب پادي الى مايكل اوسولوفان وقال،
- اشكرك يا مايكل لقد ساعدتنا كثيراً بحضورك اليوم.
مايكل اوسولوفان: انت وعدتني بان تحسن ظروف حبسي في السجن اليس كذلك؟
النقيب پادي: بالتأكيد يا مايكل وانا عند وعدي، انا جداً ممتن لك على تعاونك معنا. اما انتما (وجه كلامه الى شرطيان بجانبه) فخذا صفيحة القمامة هذه وضعا الاصفاد عليها لانها ستشرفنا لفترة طويلة جداً (ويقصد بذلك جون اوليري).
ماري: انتضر لحظة يا حضرة الضابط قبل ان ترحله اريد ان اقول كلمة.
النقيب پادي: تفضلي سيدتي بكل سرور.
ماري: كيف دنت لك نفسك يا جون ان تخون صديقك نيثن وتدلهم على منزلنا؟ الم يساعدك زوجي في كل امورك؟ الم يتستر على كل المصائب التي اقترفتها فقط لانك كنت صديقه المقرب؟ الم يدخل امك المستشفى ليشفيها من الادمان على الكحول لانك لم تكن قادراً على معالجتها؟ الم يبعث اخوك الصغير الى الجامعة لمدة اربع سنين ويتكفل بكل مصاريفه؟ وبعد ان مات زوجي، كيف كنت تعاملني وتعامل ام زوجي وكأنك اقرب صديق لنا؟ قاتلك الله ايها المجرم. قاتلك الله ايها الصديق الخائن الذي خان الامانة من اجل حفنة من الدراهم. كم انت وضيع ورخيص وسافل، وبالآخر اردت الايقاع بي كي يخلو لك الجو في العمل. كنت ستضحي بي انا ايضاً وتدخلني السجن وتشرد ابني من اجل مصلحتك الخاصة. لكن الله فضحك، اتمنى ان يصيبك العفن في السجن ولا تخرج منه ابداً.
لم يجب جون بكلمة واحدة، بل كان مطأطأ رأسه. امر النقيب پادي باخذه الى سيارة الشرطة على الفور.
خرج الجميع من بيت جون، كلٌ ركب سيارته وتوجه الى اتجاه مختلف.
جون اوليري رُحّل الى النيابة العامة كي ينال محاكمته على جرائمه القديمة والجديدة.
مايكل اوسولوفان عاد الى السجن مع الكثير من الامتيازات التي ستجعل فترة سجنه اقل قساوة.
بيتر حنا ركب سيارته وانطلق بها مع ماري باتجاه بيته في بلفاست وفي اليوم التالي طارت بهم طائرة الخطوط الجوية البريطانية متجهان بها الى دبلن وعندما وصلا الى البيت وجدا شون واقفاً اما الباب في انتضارهما.
ماري: ماذا تعمل هنا يا شون؟ لماذا تقف خارج المنزل والوقت متأخر؟
شون: اردت ان استقبلك يا امي. اما انت يا بيتر فلا اسمح لك ان تدخل بيتنا.
بيتر حنا: لماذا يا شون؟ هل اصبحت تكرهني؟
شون: كلا يا بيتر بل لأني لا اريدك ان تدخل دارنا الا وانت مخطوب لامي.
بيتر حنا: حسناً ولكن هل تأذن لي ان اطلب يدها منك اولاً؟
شون: هيا اطلبها مني، قم بذلك لاني انا المسؤول عنها الآن.
بيتر حنا: هل تأذن لي سيدي ان اتزوج من امك؟
شون: أاذن لك بذلك على شرط ان يكون معك خاتم وان تقبلها قبلة ساخنة امامي.
التفت بيتر الى ماري ونزل على ركبتيه ثم اخرج خاتماً من جيبه وقال،
- هل تقبلين الزواج مني؟
- اجل بالتأكيد.
وضع بيتر الخاتم باصبعها ثم وقف امامها وقبلها قبلة طويلة وعندما افترقت شفاههما سألته ماري،
- ولكن متى اشتريت الخاتم؟ وكيف عرفت حجم اصبعي؟
- كان ذلك باتفاق بيني وبين ابنك شون، لذلك جهزت الخاتم مسبقاً. فهو زودني بخاتم قديم لك سرقه من غرفتك.
بعد اسبوعين تزوج بيتر حنا وماري زواجاً مدنياً في دبلن إذ صار اباً لابنها شون والزوج المحب الحنون لزوجته ماري وعادا جميعاً بعد ذلك الى بلفاست مسقط رأس ماري كي يستقروا هناك جميعاً ويبدأوا حياة جديدة آمنة.
اما ماري فلم يمر سوى شهران حتى زفت الخبر السعيد لشون وبيتر بان هناك (ارنباً بالفرن) وهو المصطلح الارلندي الذي يعني بان ماري حامل.

     

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

781 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع