عـهد الصابريـن

   

عبدالله العزاوي
شاعر المولد النبوي الشريف

 

عـهد الصابريـن
أبيات في الذكرى العطرة لمولد سيد الكائنات

قضَـيناها إحتـِساباً وإصطِبارا
وَخُـضناها مَيـاميناً غَـيارى

حَمَـلنا  فَوقَ راحَـتِنا المَنايـا  
وَشَـيَّمـنا الاقارِبَ وَ الجِـوارا

فَـما هَبّـوا لِنَجدَتـِنا بِـخَطبٍ
فَكُـنا رَغـمَ مِحنَـتِـنا كِـبارا

وَ جابَـهنا جُموعَ الشَـرِ لَيـلاً
وَيُطعَـنُ ظَـهرَنا غَدراً نَهـارا
 
وَ سِرناها خُـطىً لِلعِـزِ تَمضي
وَمَـن يَبغِ الخُلـودَ اليهِ سـارا

 
وَمَهـما أمعنَ الأعـداء ُ فيـنا
وَمَهـما أَوغَـلوا فينا الـدَمارا

فَـما زَ لَّـتْ بِنا الأقـدام ُ يَوماً
وَلا دارت مَـعَ الأيــام ِ دارا
 
وَ لا هُـنا وَ لا هانَـت ْ عَـلينا
عُـروبَتُـنا وَ لا عِـزٌ تَـوارى
 
وَجِئـنا بالهَوى المَعجونِ فيـنا
وَعِشقُ المُصطَفى في الروحِ سارا

نَجَـدِدُ يَومَ مَولِـدِكَ إلتِــزاماً
مِنَ الأعداءِ سَوف  نُصـيبُ ثارا
 
أبا الزَهراء هَـل تَرقى القَـوافي
وَمَجدُ عُـلاكَ حاشى أنْ يُجارى
 
نَبـيا ً كُـنتَ قَـبلَ وجودِ خَلقٍ
وَقَـبلَ تُـرابِ آدمَ أنْ يُصـارا
 
وَنـورا ً مِنْ ضياءِ العَرشِ لآلآ
وَذِكـرا ً في رِحابِ الكَونِ طارا
 
وَأَيَـدَكَ الجَـليل ُ بخـيرِ ذِكـرٍ
إذا تـاهَ الطَـريقُ لَـنا أنـارا
 
وَأَعطى فـيكَ كُل الرُسلِ عَهـداً
إلى مَسراكَ يَبـقـونَ إِنتِـظارا
 
وَيومَ الحَـشرِ تَحدوهُمْ جَمـيعاً
إِمـاما ً أنتَ فيـهِم مُستَـشارا
 
تَصـَدَّعَ للمَخـاضِ بلاطُ كِسرى
وَأطـفَأَ للمَجوسِ الفُـرسِ نارا
 
بَزَغتَ مَنَ الظَـلامِ المُر بَـدراً
وَخُضتَ الصَعبَ عَزمـاً وَاقتِدارا
 
وَ قاتَـلتَ التَخَـلُفَ وَالتَـداعي
بِفِـكرٍ خالـدِ حُــرِ جَهــارا
 
إذا مالعُـربُ حَـلَّ بِـهِم بَـلاءٌ
وَماتَتْ أَرضُـهُمْ وَغَدتْ قِـفارا
 
وَضاعَـتْ دَفّـَةُ الرُبانِ مِنـهُمْ
بِوَسطِ المَـوجِ مَداً وَانحِـسارا

طَلَعـتَ البَـدرَ تَهديهِـمْ دَليـلاً
وَكُنتَ كَما الجِبـالِ لَهُـمْ فَـنارا
 
فَيَأتي الخائِفـونَ اليـكَ حِصـناً
وَيَأتـي اللاجِئونَ اليـكَ جـارا
 
وَيَأتـي الضامِئونَ اليـكَ نَبـعاً
وَيَأتـي التائِهونَ اليـكَ نـارا
 
حُماةَ الضـادِ قَـد تاهَتْ خُطـانا
وَأَصبَـحنا بِفُرقَـتِـنا حَيـارى

وَصُرنا كَالَّـذي إنْ جَـدَّ خَـطبٌ
مِنَ الرَمضـاءِ بالنارِ إستَـجارا
 
وَدالَتْ دَولَــةُ الاعـداءِ فيـنا
وَصارَ الأهلُ في الأقصى أُسارا
 
وَسادَتـهُ العَـقارِبُ وَالأ فـاعي
وَخَـيطُ العَـنكَبـوتِ عَليهِ دارا
 
وَحَوَّطَتْ اليَهـودُ سِياجَ قُـدسٍ
وَحُـوِّلَتِ القِـبابُ بِها دَمـارا
 
وَأرضَ الرافِـدينِ قَدْ إستُبـيحَتْ
وَصـارَتْ لِليَـهودِ وَلِلنَـصارى
 
وَعاصِمةِ الرَشيـدِ تَئِـنُ ثَكـلى
وَذي بَغـدادُ تَحتَضِرُ إحتِـضارا
 
وَأرضُ القادسـيةِ وَيـحَ قَومي
لأَحفـادِ المَجوسِ غَـدَتْ جِهارا
 
وَأمسى أَهلـُها أغـرابُ فيـها
وَأضحَـتْ لِلأراذِلِ وَالعَــيارى
 
فَإعلانُ الهَـويَّةِ صـارَ عَيـباً
وَوَصـلٌ بالعُروبَةِ صارَ عـارا
 
وَيَنـتَقِمُ اليَهـودُ اليـومَ مِــنا
لِسَبـيٍ طَالَــهُمْ مِـنّا مِـرارا
 
لَعَـلَ صَنيـعَهُمْ يَحـتاطُ وَعـداً
لَـنا بالقُـدسِ في الإسراءِ سارا
 
أَما عَلِـموا بِـأَنَ الوَعـدَ حَـقٌ
وَلا يُخـتارُ في الحَـقِ إختـيارا
 
وَيَرفُـدُ جَمعَـهُمْ أحفـادُ كِسرى
لإيــوانٍ دَثَـرنـاهُ إندِثــارا
 
فَأهلُ الكُـفرِ قَـدْ جُمِعَتْ عَليـنا
وَديـنُ اللهِ يُخــتَبَرُ إختِـبارا
 
فَما لَـكُمُ سِوى الإسـلامِ نَـهجٌ
وَلا غَيرُ الجِـهادِ لَـكُمْ خِـيارا

وَحَـقِ اللـه وَالإيمـانُ حَـقٌ
كَوَجهِ الشَـمسِ أبداً لايـوارى

وَحَـقٌ أنـتَ مُستَـنِدٌ إلَــيهِ
وَعَهدُ الصابِـرينَ إلـيكَ سارا

سَيُلبِـسُناَ الزَمـانُ ثيابَ فَـخرٍ
وَتَكْسوا غَـيرَنا الأَيـامُ عـارا

مَتى ما كُنتَ أنتَ الرَمـزُ فيـنا
وَوسط قلـوبنا ليــلاً نَهـارا

وَعَـهدُ اللهِ مَوثـوقٌ لَـديـنا
وَمازالَ الجِـهادُ لَـنا مَسـارا

وَعاهَدنا سَنَبـقى طَـوعَ أَمـرٍ
تُوَجِــهُنا يَمـيناً أَوْ يَسـارا

وَسابَقَ بَعـضَنا بَعـضاً أَتيـنا
نَرُدُ الشِركَ طَوعـاً وَإختـيارا

وَبسـمِ الله لَـو نـادى منادي
بَراكيـناً نَصـيرُ تَفـيضُ نارا

وَتَبـقى القُدسُ غايَتُـنا جَميعاً
وَمَسرى المُصطَفى يَبقى مَزارا

وَيَبـقى مَنـهَجُ الإسـلامِ دَوماً
يُفوِضُ رايَـةَ العُربِ إنتِـصارا

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

932 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع