المشروع الامريكى فى الشرق الاوسط له علاقة باوضاعها الاقتصادية

                                                             

                                    فلاح ميرزا

ليس بالشئ الغريب على الذين يتابعون التطورات المفاجئة التى تحصل فى الساحة الدولية بشان الاوضاع المتأزمة الاقتصادية والمالية التى تعانى منها الولايات المتحدة الامريكية والتى تستخدم لها عناوين ذات ابعاد سياسية الغاية منها استهدف بعض الدول النفطية الغنية  فى مواردها والضعيفة فى مواقفها ,

ولا شك فان الجعجعة التى اثارتها الولايات المتحدة قبل فترة ضد السعودية حول تحميلها اضرار هجمات الحادى عشر من ايلول2001 لها علاقة بالازمة التى يعانى منها الاقتصاد الامريكى الذى يتوقع ان يواجه حالة من الارتباك  شبيهة بالتى تعرض لها فى عام 2007 -2008 فالتقارير الاخيرة التى اطلع عليها المختصين بهذا الجانب تشير الى ذلك وان كان موضوع كهذه يجرى التكتم عليه بوسائل متعددة واهمها الاعلام  المعلوماتي الذى بفجر بين الحين والاخر زوابع ويحيط بها اجندات ذات ابعاد  سياسية تحمل دول محددة مسؤلية مايجدث كالذى حدث قبل احتلال العراق وحاليا السعودية وموضوع الموصل وحلب وداعش , واليكم بعض ماصرح به  احد خبراء المال وليم وايت خبير اقتصادى فى بنك التسويات الدولية بعنوان العالم يواجه موجه مالية ستكون لها نتائج سيئة على دول عظمى ويقصد بها الولايات المتحدة ودول اوروبيةويشير الى ما تعرضت لها عام 2007-2008 ولعل موضوع الديون التى لازالت بحاجة الى حل لقد ارتفعت الديون التى تعانى منها بصورة خاصة امريكا واالدول الاوروبية  بصورة عامة خلال السنوات الثمانية الاخيرة الى مستويات قياسية بحيث اصبحت   تشكل مشكلة كبرى يجب التوقف عندها وأن السؤال الذى يبقى بحاجة الى اجابة مقنعة هو كيف تواجه الولايات المتحدة المشكلة بشكل مباشر ومحاولة معالجتها بصورة منتظمة والا فستحدث ازمة خطيرة لايمكن السيطرة عليها كما ان المقرضون الاوروبيون سوف يواجهون أكبر المشاكل بالنسبة الى قروضهم… إن الامور سيئة للغاية بحيث لا يوجد جواب صريح للمشكلة ؟ . ان الاقتصاد الامريكى غارق بالازمة ومدمن ومعرض لازمات اخرى لاتتمكن من حلها بسهولة الا  من خلال  خلق ازمات لدول معينة تحت حجج معينة  تارة باسم الارهاب وتارة اخرى باسم السلاح النووى وانظمة غير ديمقراطية وغير ذلك  . النظام المالي الغربي يسير نحو الانحدار الشديد  كما يتوقع خبراء المال والاقتصاد وانه وان  يتظاهر بخلاف ذلك  ولكنه في واقع الحال يعانى من ازمات وليس ازمة نهايتها موت بالسكته القلبية الاقتصادية شبيهة بالازمة القلبية التى تصيب الانسان لسبب مهم وخطير هوان الاقتصاد الامريكى غارق ومدمن على الديون والتى وصلت الى  حدود غير مسبوقة لايتحملها اى اقتصاد  وان فقاعة العقارات ستكون القشة التى كسرت ظهر البعير هذا ماتوقعه الخبراء وبلاشك انها فى الواقع ازمة نظم قديمة سائدة ظل النظام الاقتصادى الدولي يتعامل بها لكنها تعيش فى حالة مخاض  وبالتاكيد بحاجة الى عملية قيصرية لانقاذ مستقبلها الاقتصادى العالمى تكون حلا بديلا لما تتعامل به حاليا فالقيم القديمة التى استخدمها والتى تقوم على  الحرب والسلب لثروات الشعوب لم تعد تصلح لانها اصبحت قديمة وفات عليها الزمن , وان نظاما اقتصاديا اخر اصبح مطلب عالمى , مقابل ذلك فان ولادة نظام بركس الذى تقوده روسيا والصين  اعتبرته تحديا واضحا لها فى مجال الاسواق المالية والتجارية الدولية  وعملت بقوة على محاربته بكل الوسائل لان مجرد وجوده يتناقض مع نظام العولمة الامريكى لقد كانت اخر حركة للانعتاق من مؤسسات الهيمنة الامريكية قيام الصين بتاسيس البنك الاسيوى لاستثمارات لبنى التحتية بمشاركة اربعون دولة وقيام روسيا بمحاولات اطلاق بديل لمقياس برنت لاسعار النفط,  ولاشك فان السياسة العدوانية التى اتبعتها الادارة الامريكية فى العقد الاخير من القرن الماضى يشوبها نوع من الغرور المصاحبة للعدوانية التى اسس لها مجموعة من الخبراء واصحاب الاختصاص فى الادارة الامريكية الذين معضمهم من ذوى الاصول غير امريكية ومنهم  بول وولفوتز الذى زود  الادارة الامريكية بمخطط يهدف الى لتغيرمنطقة الاوسط  سياسيا وجغراقيا واعتبر الولايات المتحدة القوة العظمى فى العالم وخصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى 1989 وحلفاءه الاوروبين  والتى تبناها الحزب الجمهورى وعملت الادارة الامريكية بها وكان اولها احتلال العراق واسقاط عدد من الانظمة العربية بحجة الارهاب والاسلحة الكمياوية  تلك السياسة التى اوقعت الولايات المتحدة فى مشاكل مع كثير من الدول لما ارتكبته من اخطاء تصل الى حد الجرائم فى حق المجتمع الدولي  ليس من السهولة تجاهلها اذا ما اضفنا اليها طروحات  كسنجر وبرجنسكي صموئيل هنتنكتون وفرانسيس فوكياما وكوندليزا رايز تحت مسميات صراع الحضارات ونهاية العالم والفوضى الخلاقة والتنبؤات التوراتية والسلاح النووى والطاقة  ومصارها ونفط المنطقة
>>  لقد اخطات وثيقة وولفوتز التى اعطت لامريكا القوة لان تكون قوة عظمى وحيدة يتوجب بموجبها الحفاظ على الية لردع المنافسين لها كان ذلك فى بداية تسعينات القرن الماضى وكان لها اهداف استراتجية دفاعية ان هذا الهدف يشكل اساسا  للاستراتيجية الدفاعية الإقليمية الجديدة ، ويتطلب العمل على منع أي قوة معادية من الهيمنة على منطقة تملك من المصادر ما يكفي لتغذية ولادة قوة إقليمية ، وتشمل هذه الأقاليم كلاً من أوروبا الغربية وشرق آسيا ،و دول الاتحاد السوفياتي السابق وجنوب غرب آسيا. كما ان المخاطر الاقليمية تبقى مصدر قلق فى المستقبل، بما فيهاأوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا ، ومناطق الاتحاد السوفياتي سابقاً . كما أن لأمريكا مصالح كبيرة في أمريكا اللاتينية والصحراء الأفريقية ، حيث ستعمل الولايات المتحدة على منع سيطرة أي قوة معادية على هذه المناطق الرئيسية”. ان استراتجية الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى توضح تماما حقيقة السياسة الامريكية التى تهدف الى خلق القرن الامريكى الجديد تضيف ان الهدف الاجمالي فى الشرق الاوسط وجنوب غرب اسيا هو ابقاء المنطقة خارج نفوذ اى قوة اقليميه بضمنها النفط لقد بات واضحا وبشكل طلق على الاقل بان جزءا من النخبة السياسية للولايات المتحدةتسعى لدفع الشرق الاوسط للسقوط ف حرب واسعة النطاق طويلة الامد فى زمن الازمة الاقتصادية العالمية والهدف هو حل مشاكلها الخاصة
تحويل اهتمام الرأي العام فى الغرب بعيدا عن مشكلة  انخفاض مستوى المعيشة ونوعية الحياة لانه بات من المستحيل المحافظة على مجتمع الاستهلاك بحالته السابقة بعد الان  , ان حربا طويلة الامد فى الشرق الاوسط يمكن ان تعطى دفعة لازدهار الصناعة العسكرية للولايات المتحدة وعندها يمكن لشركات الاسلحة الامريكية التى تمارس تقليديا تاثير كبيرا على الاارة الامريكية ان تبيع الاسلحة للمتحارين وبدورها يمكن لحكومة الولايات المتحدة ان تصبح وسيطا فى اية محادثات تقود الى السلامالتي  تؤدى الى تقوية مواقفها في المنطقة.  ولاشك فان الاستمرار بالنهج العدواني الذى تتبعه فى المنطقة ومنذ احتلالها للعراق سيضعها امام المسؤلية التاريخيةامام المجتمع الدولى الذى بات ينظر الى ادعاأت الرؤساءالامريكان بشان الديمقراطية والحرية والانسانيةبالسخرية وان الاستمرار بسايسة الخداع والكذب واجبار المجتمع الدولى على تصديقها  لم يعد مجديا لان التاريخ يقول بخلاف ذلك ولو تصرفت بعكس ذلك يدل عل حسن نواياها ولو وضعت امامها تاريخ الامم والشعوب والحروب التى خاضتها لكان  الموقف الدولى تجاه ادعاتها ايجابيا او يكون مساعدا لها فى علاقاتها الدولية ان الغرور المصاحب لعقيلة خبراء السياسة الامريكية والتمسك بشعار القى ياكل الضعيف فالتاريخ  يقول عكس ذلك وهناك براهين ومثال ذلك انها فى ظروف سابقة طلبت من مصر مساعدة مالية فى زمن الملك فوادواما استصغار الاخرين
>>  اعتبارهم  كاحجار شطرنج فى ايديها وان الامة وشعوبهاا مغلوب على امرها سيقلل من اهميتها والزمن كفيل باثبات ذلك و من يعتقد عكس ذلك فان الصراع اوالتناقض الذى يشوب الواقع المالى والاقتصادى الامريكي ومشاكلها كفيل بانهاء هذا الغروروالتسلط على مقدرات الشعوب وان  هذا الصراع  بامكانه ان يطيح بالمشروع الامريكي او اى مشروع اخر لو كان الزعماء العرب وقادة الاحزاب يمتلكون قدر كافى من الادراك والمسؤلية ولاشك فان الزمن كفيل باسقاط مايخبيه اعداء امتنا وسيكون النصر حليفها ولو بعد حين

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع