أسطورة التغيير ودار الأوبرا العراقية

                                                         

                              عائشة سلطان

أتصفح بعض مواقع التواصل أحياناً بحثاً عن حسابات تستحق المتابعة، ولطالما أفرحني وجود بعض الجهات في الدولة وكذلك بعض الشباب المخلصين الذين ينشئون حسابات وطنية على «الإنستغرام» موقع الصور الشهير، قائمة على البحث والتنقيب في تاريخ الإمارات.

من خلال هذه الحسابات يتم إحياء سير وأدوار شخصيات ورموز وطنية نعتز بإسهاماتها الحقيقية في مسيرة الإمارات، أو الإشارة لظواهر وصور اجتماعية وثقافية كانت معروفة ومتداولة قديماً كالتعليم والمدارس قديماً، ومظاهر الأفراح وألعاب الأطفال وثياب النساء وأنواع السفن وأشكال البيوت وغيرها، أو برصد مظاهر الحياة والأنشطة الاقتصادية والمهن المتداولة.

تُذكّرنا هذه الصور بما مر بنا وبنوع الحياة التي عبرناها لنتعظ ونتعلم ونحمد ونشكر ونعرف كيف نكون ممتنين، كما تمنح الأجيال التي لم يتأت لها معايشة تلك السنوات فرصة الاطلاع والتعرف على حياة أهلهم، وهذا بحد ذاته هدف ثقافي ومعرفي ووجداني نبيل وخدمة وطنية تُقدّمها هذه الحسابات.

ترصد بعض الحسابات من خلال الصور ملامح التغيير من خلال عمليات المقارنة بين ما كان وما أصبحت عليه الحال، فقفزات النمو هائلة وأحياناً لا تكاد تصدق، قياساً بالزمن الذي أنجزت خلاله، ذلك ما لا يصدقه كثيرون من إخوتنا العرب أو حتى الأجانب، لذلك فإنهم يرون أن ما حصل في الإمارات معجزة حقيقية غيّرت حياة الإنسان ووجه المدن بشكل يدفع للذهول فعلاً!

إن سر نجاح خطط التغيير يعود جزء منه للتدفقات المالية بطبيعة الحال، لكن لنعترف ماذا كان سيصنع المال لولا الإرادة والرغبة الصادقة لدى المؤسسين وأول من تدافع للبناء والتعمير؟ ماذا سيصنع المال لو امتلأت نفوس الناس يومها بالفساد، والجشع، والإهمال والتكالب القائم على تفضيل المصلحة الشخصية، ولو تم توزيع خطط البناء على جماعات المصالح وعلاقات القرابة والصداقة و... إلخ؟ لو حدث ذلك لما كنا نتحدث اليوم عن معجزة اسمها الإمارات، ولما جلسنا نتابع أرقى العروض في أوبرا دبي، كنا سنتحدث عن شيء آخر.

تذكرت مقالاً تحدثت فيه الكاتبة العراقية نرمين المفتي عن (حزورة) أو لغز مجمع نفايات وأتربة في بغداد، قائم على حاله منذ العام 1989، عندما قررت الحكومة يومها إنشاء دار الأوبرا العراقية وبالفعل استُمْلِكت الأرض وأزيلت بيوت كثيرة بعمارة بغدادية مميزة، ثم كان ما كان عام 1990 ثم الحصار ثم الحرب، ثم دولة الفساد، لم تنشأ الأوبرا طبعاً، وحده الفساد يبسط سطوته حين تتراجع إرادة الحق والتغيير في كل مكان!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

465 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع